مجلس الجمعة | 21 - 06 - 2019 | مسجد فاضل | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. نعيش هذه اللحظات في كنف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي ظلال سنته الشريفة وشرعه المنيف، عسى الله سبحانه وتعالى أن ينزل السكينة علينا وأن تغشانا الرحمة وأن تحفنا الملائكة وأن يجعل الله هذا المجلس في ميزان حسناتنا يوم القيامة ومن بلغه ومن سمع ونصلي
ونسلم على سيدنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ونرجو الله سبحانه وتعالى أن يرزقه الفردوس الأعلى وأن يؤتيه سؤله يوم القيامة آمين يسأل سائل فيقول كيف أجمع بين قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنك إن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس وبين قوله صلى الله عليه وآله وسلم ما نقصت صدقة من مال. لا تعارض بين الأمرين فإن جابرًا عندما أراد أن يخرج من ماله أرشده رسول صلى الله
عليه وسلم أن لا يفعل ذلك، ولأن يترك ورثته وأهله أغنياء خير من أن يتركهم يتكففون الناس، وسمح له بالثلث وقال له: "الثلث كثير". إذا كنا نتصدق ولكن لا نتصدق بكل شيء، بل نترك شيئاً لمن بعدنا، فما تركناه لمن بعدنا له ثواب، حتى اللقمة تضعها في. فم زوجتك لك صدقة، إنما الأعمال بالنيات، فإذا أردت إغناء
أهلك فلك الثواب، وإذا أردت معونة الفقراء فلك الثواب، والثوابات لا تتزاحم، يعني لا أحد يقول لك لا تتصدق وتترك الصلاة، لا، بل سأصلي وسأتصدق، لا تُزكِّ وتترك الصدقة، لا، بل سأزكي وسأتصدق، لا تصم وتترك... تصلي وأنا أعمل الاثنين لأن الثواب لا يتزاحم. لا يتزاحم يعني ماذا؟ يعني لا يضر بعضه بعضاً. ولذلك أنا عندي مال حدد له الرسول الثلث. هذا الثلث لم ينقص المال. لماذا؟ أنا معي ثلاثمائة ألف، ثلثهم مائة ألف، وهذا الثلث
تصدقت به. قال لي ما رأيك في المائتي ألف التي... المتبقي يساوي الثلاثمائة في البركة، إذاً ما نقص مال من صدقة، وفي نفس الوقت سأترك المائتين لأهلي، فلا يوجد أي تعارض بين الأمرين. يسأل شخص اعتاد متعمداً الحلف كذباً وتاب: كيف يكفّر عما مضى؟ لا كفارة له إلا التوبة والندم على ما فعل والإقلاع عن هذا الذنب والعزم على ألا يعود لذلك أبداً، والاستغفار هذه هي وظائفه التي تتم عند التوبة: أن
يُقلع عن الذنب، وأن يندم عما حدث، وأن يعزم على ألا يعود مرة أخرى لهذا الفعل الخبيث الشنيع بأن يكذب بالله حالفاً متعمداً، فهذا ينبغي عليه أن يتوب. أما ما هي كفارة اليمين؟ هذه هي كفارة اليمين. عندما أحلفُ على شيءٍ في المستقبل بأن أقول "واللهِ لن أذهبَ إلى الإسكندرية غداً"، ثم يأتي الغد وأضطر للذهاب، فعليَّ أن أذهب وأكفّر عن يميني بالذهاب إلى الإسكندرية. أما اليمين الذي أقسمتُه فيتطلب إطعام عشرة مساكين عن كل حلفٍ.
"ولا تجعلوا الله عُرضةً لأيمانكم أن تَبَرّوا". وعندما يأتي موضوع البِرّ، أعمل البر وكفر التكفير. ما فائدة ذلك؟ فائدته عقاب لك لأنك حلفت، وعقاب لك لأنك أخللت بهذا الحلف. ولماذا نبادر بالبر؟ لأن ربنا نهانا قائلاً: "لا تتحجج باسمي في المنع عن البر"، "ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا"، أي عرضة أن تبروا عندما آتي وأقول لك: لا تفعل الخير. أيها الفلاني، صِلْ رحمك واتصل بأخيك. تقول لي: "أنا حلفت ألا أتصل به". لا، أنت مخطئ، اتصل به وكفِّر عن يمينك يا حبيبي. إذن أنت عليك ذلك. وإن لم تجد
عشرة مساكين تطعمهم، وكان المجتمع راقياً نوعاً ما، فعليك كسوتهم. وإن لم تجد الكسوة أيضاً، فعليك صيام ثلاثة أيام. يسأل: سلطة الأم على ابنة بلغت خمسة وعشرين سنة، هل للأم أن تتحكم في مواعيد خروج الابنة من المنزل وعودتها؟ وهل لها الحق في الاطلاع على حسابها البنكي وتفاصيله؟ هذا يتعلق بالنفقة من كل جهة. هي تتظاهر بأنها ربّت الفتاة التي بلغت خمسة وعشرين سنة، وتدّعي أنها كبيرة السن. حسناً، من الذي ينفق إذن؟ أمك أم أنت؟ ماذا؟ إنها أمي، فيحق لها أن تتحكم فيك وتقول
لك لا تدخلي وادخلي وافعلي وصنعي، لأن البيت بيتها وأنتِ تسكنين عندها. حتى في بيوت الغرباء يغلقون الأبواب الساعة الثامنة، وليس يفتحونها للجميع هكذا. مديرة الدار تقول تأتي وتضع نظاماً كهذا، وهذا كل العالم جيد، أنتِ تدفعين أموالاً في المعيشة وفي البيت وفي الإيجار، فيكون لها الحق أن تنظر إلى حسابك البنكي. أما إذا كنتِ لا تدفعين، فإنها ستنظر في حسابك البنكي حسب ما إذا كنتِ عائلة أو بالفعل كبيرة، أو تريدين أن تأخذي ولا تعطي. هذا هو ما
ينتشر بين الشباب هنا في الدنيا يكون أننا نمتلككم؟ لا، تمتلكني يا حبيبي ولا تمتلك حتى أموالاً ولا تمتلك تصرفات. إنني أمنّ عليك بأنك موجود، لأنك لو استقمت ستدخل الجنة، فأكون أنا السبب. ولذلك وجهة النظر هذه التي تقول "لستم أنتم من أنجبتمونا، سننتقم منكم" هي وجهة نظر فاسدة. رائحتها سيئة. يجب على الأبناء ما داموا تحت نفقة والديهم الطاعة والالتزام بقوانين البيت وما إلى ذلك. تعرضتُ للسرقة من شخص ما، سرق مني، وبعد
ذلك وجدتُ أنه سرق مني ألف جنيه. وجدتُ الألف جنيه هذه على مكتبه، فهل يجوز أن آخذها وأضعها في جيبي؟ هذه الألف جنيه هي مالي. يرى الإمام الشافعي أنه لا حرمة عليه أن يسترد حقه ولكن بشرط الثبوت فعلًا. أنا أعلم أن هذا الشخص أخذ مني وليس ظنًا، ولو بنسبة واحد في الألف لا يصح ذلك، لكن هذا الشخص أخذهم مني أمامي، أخذهم أمامي هكذا وذهب ووضعهم في جيبه ومشى، وأنا وجدتهم مرة أخرى أمامي قال والظافر بحقه أو بمثل
حقه جاز أخذه عندنا. أي عند الإمام الشافعي يقول: استأجرت منزلاً ودفعت الأجرة لمدة عام كامل وطرأ طارئ واضطررت أن أترك هذا المكان، فهل لي أن آخذ بقية الإيجار؟ يعني سكن شهراً وهو دافع لسنة، سكن شهراً أو شهرين ويريد أن يغادر بإرادته. ذهبتُ إلى المالك وقلت له: أنا لي عشرة شهور. فقال لي: ليس معي، فعندما أخذتُ منك الإيجار صرفته. هناك أناس طيبون يقولون لك: خذ العشرة [الشهور] كاملة. وهناك أناس آخرون يفعلون شيئاً وسطاً،
يقولون لك: حسناً، لا بأس، أنا فعلاً صرفتهم، لكن عندما يأتي أحد ليستأجر سأعطيك نصيب إيجارك. في الشقة مكثت شهراً أو شهرين بدون تأجير، ثم جاء شخص ليستأجرها، فاستأجرها لمدة سنة ودفع لي الإيجار. إذاً هذا الرجل له عندي في ذمتي كم؟ ثمانية شهور وليس عشرة، لأن الشهرين اللذين بقيت فيهما الشقة فارغة على حسابه، أي على حساب المستأجر. فأنا آتي وأقول له: تعال خذ الثمانية في جيبي أربعة شهور فهل هذه عدالة؟
وهذا كثير من الناس يفعلونه، يقول لك: "أنا ليس لي دعوة، أنا لا أعرف إن كنت ستتاجر أم لا، لكن إذا تاجرت سأعطيك نصيبك من الإيجار". ربما تتاجر فوراً فأعطيك ثمن العشرة شهور كلها، وربما بعد شهرين فأعطيك ثمانية. هل يمكن أن أجمع الأضحية والعقيقة معاً في شراء عجل؟ نعم، يجوز هذا لأن العجل عن سبعة أسهم، فيكون سهم للأضحية الخاصة بي، وسهم للعقيقة، والآخر لشخص مشترك معي بسهم، وهكذا سبعة. ما صحة حديث "علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل" بهذه الصياغة "علماء أمتي كأنبياء بني
إسرائيل"؟ يقولون إن حديث "العلماء ورثة الأنبياء" لا أصل له، أي غير موجود إطلاقاً وليس له سند إطلاقاً. هذا شيء كان العوام يتداولونه فيما بينهم. أما الحديث الموجود فيما أخرجه الإمام أحمد وابن حبان هو: "العلماء ورثة الأنبياء"، فالعلماء ورثة الأنبياء في العلم والتطبيق، لكنهم ليسوا علماء مثل أنبياء بني إسرائيل. هذا باطل لا أصل له. العلماء ورثة الأنبياء أخرجه أحمد وأخرجه الأربعة حتى أيضاً من الستة. صديقي لديه سبعة وعشرين نعجة وكثير منها ولدت
خرافاً أعمارها الآن بين شهرين وعشرة أشهر، فيصبح المجموع قرابة ستين رأساً. ويسأل كيف يخرج عنها زكاة. صديقه هذا ليس عليه زكاة أصلاً لأن زكاة... الماشية في السائمة دون المعلوفة، صديقي هذا مربٍ، إذا كان مربياً فلا تجب فيها الزكاة. عنده قطعة مزرعة هكذا وفيها سبعة وعشرون رأساً، ثم إن السبعة والعشرين رأساً تكاثرت حتى أصبحوا جميعاً ستين قطعة، ولكنه يقدم لهم العلف كل يوم والشراب وما إلى ذلك. نعم، هذا لا يصح، فهذا لا إذا ما هي الزكاة إذن؟ إذا بلغت
الثروة هذه أربعين خروفاً، فالزكاة عندما تكون لدينا صفحات وغابات ومزارع ونباتات برية وتركنا الحيوانات ترعى وليست معلوفة، يكون هناك شيء يسمى سائمة التي هي حرة هكذا، وهناك شيء يسمى معلوفة التي هي محبوسة، هذه التي أجلب لها الطعام. الأكل والشرب فإذا الرجل هذا عنده ستون قطعة لا تجب عليها زكاة لأنها فقدت الشرط. عندي ولد وبنت وأريد أن أمنع
الإنجاب فهل يجوز ذلك؟ يجوز. يقول الإمام الغزالي: ويجوز للمرأة حتى خوفاً على جمالها، يعني يجوز للمرأة أن تمتنع عن الحمل حتى خوفاً على جمالها. عثر أخي على خاتم ولم يُستدل على صاحبه منذ أكثر من عشرين عاماً فأخذته أمي. هل هناك إثم؟ لا، ليس هناك إثم. هذه لُقطة، واللقطة تُعرَّف لمدة عام، وبعد انقضاء العام إذا لم يظهر أحد يدّعي ملكيتها، فلا مشكلة. لا سائبة في الإسلام، القاعدة أنه لا سائبة في الإسلام، يعني هذا الخاتم ليس له لا يوجد في الإسلام ما يُسمى "ليس له
صاحب". صاحبه هو من يملكه تحت يده الآن. بعد سنة اللقطة ليس عليه أن يُعرِّفها، إذ أصبحت ملكاً له بعد سنة. وإذا كانت مدة عشرين سنة فلا إثم عليه. فلو خرج أحدهم وادعى أن هذا الخاتم ملكه، فليقدم لنا العلامات المميزة له الإسلام يجعلني أستطيع أن أمتلك هذا الخاتم ولو امتلاكاً مؤقتاً، وإذا ظهر المالك الحقيقي وعرفته، وقال لي: "هذا الخاتم قد ضاع مني في الوقت الفلاني في المكان الفلاني وفيه علامة شكلها كذا"،
وصحَّ ما قال، فيكون له، فيأخذه. هل يجوز الذكر بالقول؟ نعم، اختلف العلماء في ذلك والذي عليه... يرى الشيخ محمد ظافر المدني أن هذا هو ذِكْرُ إبراهيم، إن إبراهيم لأوّاه، وقال إن ذلك من كثرة قول: آه، وألّف في هذا الأنوار الساطعة. وبعض العلماء قال: هذا لم يرد، يعني كله في الورود وعدمه. محمد ظافر المدني قال: بل ورد. أين أن
إبراهيم لأوّاه؟ ماذا يعني يقول لك إنه كان يُكثر من قول إن لفظ الجلالة يدل على الذات العلية بأكمله. الله، إذا أزلت الألف هكذا "لله"، وإذا أزلت اللام الأولى تصبح "له"، وإذا أزلت اللام الثانية يبقى هو يعني. وإذا أزلت لاماً منهما تصبح "إله"، وإذا أزلت اللام الثانية هكذا تصبح "إله" أيضاً، وإذا اللام أين تبقى؟ نعم، حسناً. أزل اللام، ماذا تبقى؟ "إل". يقول أبو بكر: "والإل هو الله"، ونقلها ابن منظور في لسان العرب.
"لا يرقبون في مؤمن إلّاً ولا ذمة" موجودة في القرآن. ارجع إلى التفسير، ماذا يعني "لا يرقبون في مؤمن إلا"؟ ماذا تعني "إلا"؟ قالوا: "الإل هو الله". كانت العرب تقول "الله" وتقول "إل"، وهذا من خصائص اللغة العربية الفريدة التي لا مثيل لها في كل اللغات، أن كلمة تدل على معناها بكل حروفها. لا يوجد مثل هذا في العالم. فكلمة "جد" تعني إله، وإذا حذفنا الدال، تصبح "جه" أي ذهب، وهكذا. احذف القاف والدال، إذ لا يوجد لا يوجد شيء جاد وهكذا، لكن هذه
الحركة المتعلقة بإسقاط الحروف بحيث تدل البقية على ما دل عليه الكل، لا وجود لها إلا في اللغة العربية، بل ولا وجود لها إلا في لفظ الجلالة أيضاً، أي أن يدل عليه، ولذلك قالوا: هل هو مشتاق أم غير مشتاق؟ قالوا: لا، هذا مما علمه الله لآدم كيفية لفظ الجلالة، فربنا علم آدم أنه جل جلاله اسم "الله". عندما علمها له هكذا، فهي شيء وحيد فريد، وحيد ليس له مثيل. وقالوا إن كل هذا يدل على أنها غير مشتقة، ليست مشتقة من "إله"
ولا غيره أبداً. جيدة جداً، إنها موضوعة هكذا اسماً للذات العالية. كنت أصلي لخمس سنوات بدون أن أغتسل من الجنابة مع علمي بوجوب الغسل، لكنني تهاونت حتى أصبحت لا أغتسل بحكم العادة. هل أقضي الصلوات قولاً واحداً؟ يعني ألا يوجد مذهب قال بعدم وجوب قضائها؟ يجب قضاء الصلاة قولاً واحداً، لا بد من هذه لأنه أجرم في حق نفسه، وشيء غريب جداً، أي شخص غير راضٍ أن يغتسل.
في بعض الأفلام وما شابه، تظهر شخصيات لا تغتسل. لا أعرف، يحتاج هذا الأمر إلى بحث نفسي، لأنه بغض النظر عن الشريعة، أي لماذا لا يغتسل هذا الشخص؟ شيء غريب سواء كان الرجل أو... الرجل والمرأة العاجزان عن الحج بأنفسهما، هل يستطيعان أن يوكلا عنهما؟ هذا ما يسمى بحج المعضوب، والمعضوب هو من لم يستطع أن يذهب للحج بسبب مرض أو عارض لديه. المعضوب يوكل عنه وتُقبل النيابة بشرط أن يكون النائب قد حج عن نفسه من قبل. إذا
صلى الرجل منفرداً ونوى أربع يتذكر ويجلس ولو كان في منتصف الفاتحة، انتهى الأمر، فقد تذكر أن هذه هي الركعة الخامسة، فهذا خطأ، فيجلس مباشرة. حسناً، إذا لم يتذكر، ثم تذكر وهو في التشهد أنه بهذه الطريقة صلى خمس ركعات، فعليه أن يسجد سجود السهو. حسناً، استمر في الركعة الخامسة. وإذا أطال في صلاته وهو زيادة الخير خيران، أربعة، خمسة، فيكون المنوي مخالف للنية، فتصبح صلاته باطلة وعليه أن يعيدها مرة أخرى. هل الدواء الذي يُعطى للمريض عن
طريق الاستنشاق بالتبخير يفسد الصوم؟ غالباً ما يفسد الصوم لأن ذرات الدواء التي تدخل به كما تشاء ولا يجوز له الرجوع. أمه أعطاها أرضاً وقال لها: خذي تلحين الأم أخذتها، كانت تحب ابنتها فذهبت وأعطتها لابنتها. جاء ففوجئ بذلك. قال: "هل تبردينها لي أنا إذا كنت لا تريدينها؟" قالت له: "لا، وأنا أيضاً أريد أن أطمئن على ابنتي، هي حرة".
أنت أعطيت عطية، خلاص، بعتها، أكلتها، أعطتها لأختك، فلا تكن حين تعطيها عينك عليها، لا تفعل هكذا. تقديم صلاة التراويح على العشاء لا يجوز، ولا يجوز أيضًا صلاة التراويح أربع ركعات متصلة، بل يجب أن تكون ركعتين فلو صلينا أربع ركعات متصلة لا تكون تراويح، بل تكون شيئًا آخر مثل قيام الليل للتعبد. والدي على قيد الحياة ويمتلك ثروة من الأراضي، فهل يجوز أن أطالبه بميراثي أغراضي أول شيء ولكن لا عليكم سامحوني سأقول للسائل يا وقح والله هو من أخبرك أنك ستورث أباك؟ أنا أريد
يعني في هذه المسألة ما الذي أخبرك أنك ستكون وريثاً لأبيك؟ حسناً، قد يكون أبوك هو الذي سيرثك. أول شيء، المُلك ليس ميراثاً لأنني من الممكن منذ الآن... هذا إلى غاية وفاتي أنفِق وأتبرع، فمن الذي قال لك أن التركة تساوي ما قيل لك؟ نعم، رجل أملك مائة ألف جنيه، وعندما متُّ كانوا ثلاثين، فأنا صرفت سبعين. إذن كم ستكون التركة؟ ثلاثين وليست مائة. الأمر الثاني: ابني
مات في حياتي فلم يعد وارثاً، وابنتي ماتت في حياتي. لم أعد وارثاً، بل أنا الذي سأورثها. فكيف سأطالب أبي بميراثي الذي هو ماذا؟ إذ أننا لا نعرف أصلاً أأنت وارث أم لا، أصلاً لا نعرف أأنت وارث أم لا. والأمر الثاني أننا لا نعرف كم ستَرِث أو هل ستَرِث أم لن ترث. ربما ينفق أبوك كل ثروته حتى يموت، أليس هناك أناس يمرضون وينفقون كل الثروة وهم على مرضهم، وهكذا. إذاً، إذا عُمِّر مكان الملكية فالميراث، هذا الميراث للتركة. ما معنى التركة؟ ما يُترك بعد الموت.
من الذي سيموت أولاً ومن الآخر؟ هذا بيد الله، دعها لله. فلا يجوز أن تفعل هذا. لدي متجر إلكتروني أبيع منتجات بعد زيادة عشرة في المائة، يعني أقول له أرسل لي هاتفاً، فيقول لي الهاتف بثلاثة آلاف جنيه، وهو في الحقيقة بألفين وسبع مئة، وقد زاد هو ثلاث مئة جنيه. أقول له حسناً، خذ الثلاثة آلاف، فيذهب ويشتريه بألفين وسبع مئة ويبيعه بثلاثة آلاف. هل هذا حلال أم لا؟ إنه التجارة كلها هكذا، لكن ماذا فعل فيها عبر الإنترنت؟ حسناً، هل يعني أنه حلال أن يكسب ثلاثمائة؟ نعم لا، إن هذا... لا أعرف، التجارة كلها... لا أعرف. أنت أمامك السلعة وتريدها
ولا تعرف من أين أحضرها، لأنك لو عرفت لحاولت أنت الذهاب وشراؤها من المصدر، من المصنع، من تاجر الجملة. فأنت أصلاً لا تعرف، وعدم المعرفة هذه هي سر تداول الناس في التجارة. أعمل في ورش تصليح سيارات فيصيب يدي الشحم وأحاول أن أنظفه بقدر الإمكان ثم أتوضأ، فهل وضوئي صحيح؟ مشايخنا قالوا لنا: أجيبوه وقولوا له لا تتوسوس، يعني دع عنك الوسواس وصلِّ، لأنه سيظل هكذا. قطعة هنا هكذا تكون قد لم أصلِّ وتتعذر معه الحياة. الصحابة لم
تكن هكذا، حال الصحابة لم يكن هكذا. الصحابة كانت تعيش بمنتهى السهولة. عندما حرَّم الله الخمر، ألقى الصحابة الخمر في أزقة المدينة فصارت طينة لزجة. هذه الطينة عند المصريين تعني وحلاً، فخاضوا وهم ذاهبون إلى المسجد في الخمر. ولا أحدٌ غسل رِجلَه، ولا أحدٌ قال إن الخمرة نجسة، ولا أحدٌ قال: "الطين، كيف سأصلي بالطين؟" الأمر سهل، فاتخذوا الحياة سهلةً. وقد ألّف الإمام النشوي كتاب المعفوات، وابن العماد الشافعي أيضاً ألّف كتاب
المعفوات، وذكر ستين معفواً. فهذه من المعفوات، لماذا؟ للعسر، للتعذر، للتعود، ولعموم البلوى. فدائماً كن منتبهاً هذه الأشياء ليست أن تذهب لتقرأ الكتاب وترى أن الشحوم ستمنعك من كذا، لا، انظر ما هو عموم المشكلة. هذا رجل يعمل وفيه شحم، يزيل الشحم قدر الإمكان ويتوضأ ويصلي. الأمر سهل هكذا لأن هذا كان حال الصحابة الكرام. أراد أن يطلق زوجته لمشاكل بينهما، وبعد ذلك هو مسافر فذهب توكيل أخيه أنه
طلّق زوجتي في الشهر العقاري. اتصل أخوه بالمحامي قائلاً: "نريد أن نطلق". قال له: "أنا لست متفرغاً الآن". "يا جماعة نريد أن نطلق". "لا عليك، سيمر هذا الأمر غداً". "حسناً، عندما أعود من السفر". مرت ثمانية أشهر على هذه القضية. الرجل المسافر اشتاق لزوجته التي ما زالت اتصلوا ببعضهم وقالوا: لا، نحن نريد أن نرجع ولا نثير مشاكل. فعاد وعاش معه. يسأل: هل هذه المعيشة حرام؟ وهل طلقتُها أم لا؟ أنا لم أطلقها، وهذه المرأة في عصمتك، وهذا
التوكيل لم يُستعمل ولم يُحسب في أي شيء. هي زوجتك ولا يجوز لها أن تذهب لتتزوج. مثلاً بعد الثمانية شهور أو أربعة أو ثلاثة شهور أو أي شيء، لم يحدث شيء. هذا بالضبط مثل رجل قال لزوجته: "أقسم بالنبي لأطلقنك"، وبعد ذلك تصالحا، فلا يحدث شيء. إلى لقاء آخر، نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله