مجلس الجمعة | 24 - 05 - 2019 | مسجد فاضل | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها وتركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعيش هذه اللحظات عسى أن يحف هذا المجلس الملائكة الكرام وتتنزل عليه السكينة وتغشاه الرحمة ويذكرنا الله سبحانه وتعالى في آمين ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزق النبي المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم خير ما جازى نبياً عن أمته ورسولاً عن قومه، وأن يرزقه الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة، وأن يحشرنا تحت لوائه
يوم القيامة، آمين. يسأل سائل فيقول: ما معنى قاعدة الأصل بالعبادات التحريم؟ القاعدة المشهورة أنَّ الأصل في العبادات التوقيف، والأصل في الأشياء الإباحة، والأصل في الأبضاع التحريم. هذه هي الأصول الثلاثة بنصوصها، وبعضهم من السلف الصالح يُعبِّر: الأصل في العبادات المنع. ومعنى هذا أننا لا نزيد ولا ننقص في ذات العبادة، فالظهر أربع ركعات فلا يقول أحدهم: أريد الزيادة مع الله
وأريد اعبد الله كثيراً، فلنصلِّ الظهر خمسة، ستة، عشرة، لا يصح ذلك. لا بد أن يكون الأمر على ما تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أن يرى أحدهم أن الوضوء بعد الصلاة وليس قبلها لا يجوز، فهذا ممنوع لأن الأصل في العبادات التوقيف، كما جاءت تكون، ولكن علمنا صلى الله عليه وسلم. أصل الصلاة أنها عبارة عن تكبير يُسمى بتكبيرة الإحرام لأنه يحرم علينا بعدها أن
نتكلم كلام الناس، ثم قراءة الفاتحة، ثم سورة مما تيسر من القرآن، ثم الركوع والقيام من الركوع، ثم السجود والقيام من السجود، وأن هذا هو أقل ما هنالك في الوتر ركعة يتلو التحيات ثم السلام، إذا هذه الصورة هي التي وصلت، وصلاة النهار مثنى ركعتين لا توجد ركعة في النهار، وصلاة الليل مثنى ويمكن أن يوتر بواحدة، وترك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيار أن نصل بين الوتر والشفق أو أن نفصل بينهما فنصلي
كل واحدة منهما. بسلام أو أن نصليها مثلما نصلي المغرب بدون تحيات في الوسط أو أن نجمع ذلك كله في سلام واحد، خمس ركعات، سبع ركعات، تسع ركعات في سلام واحد، وهكذا. فكل هذا ما دام قد ورد نتوقف عند الوارد، يعني نصلي هكذا. أما أن إنساناً يصلي في الضحى عشرين ركعة وهذه... العشرون لم ترد، لكن ورد أصلها لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رغب في صلاة الضحى. وعندما نصلي، على هيئة رسول الله، إذ إن صلاة النهار مثنى فلا بأس
في ذلك لأنه ثبت في الشرع الشريف كتاباً وسنةً أن الإكثار من العبادة ليس ببدعة، أما أن يخترع صلاة رسول الله كما ابتكر الصحابي عند الشهادة ركعتين القتل الصبر، هذا الذي قتله المشركون فجائز، أو يبتكر سيدنا بلال أن يصلي ركعتين عند كل وضوء فجائز، وهكذا فالعبادات في أصولها إنما هي على التوقيف، وإنما الزيادة فيها على المنع، ولكن التصرف في العبادات ليس كذلك وليس ببدعة، ومن سنّ. سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم الدين، ولذلك
رأينا العباد أنشؤوا صلاة الأوابين بين المغرب والعشاء، وأنشؤوا صلاة التراويح في رمضان على عشرين ركعة. وفي حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزد عن إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة في حياته، ولكن الذي جعلها عشرين هو سيدنا عمر الذي قال فيه رسول الله: "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور". فكان ما فعله سيدنا عمر تصريفًا وتطبيقًا لمراد رسول الله من قيام ليل رمضان. وكذلك لما تسامع أهل المدينة أيام
الإمام مالك أن المكيين يطوفون. طف حول البيت سبعًا بين كل أربع ركعات، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. زادوا عدد ركعات التراويح إلى ست وثلاثين بدلًا من عشرين كما كان يفعل عمر، وستة عشر زيادة مكان الطواف الذي يفعله أهل مكة، حتى لا يكونوا قد حصلوا ثوابًا أكثر مني في المدينة. هذا هو مفهوم الأئمة الكبار الدين وكل من أراد أن يعيش زمن النبي صلى الله عليه وسلم فهو مبتدع لأنه أتى لنا بدين آخر غير الذي أراده سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد
وسَّع مجال الأذكار فمن ضيَّقها فهو مبتدع، وقد وسَّع شأن العبادة والإكثار فيها فمن ضيَّقها فهو مبتدع، وهكذا فهذه القاعدة. الأصل في العبادات التحريم، لم أرها بهذا النص، ولكن الأصل في العبادات المنع أو التوقف، يعني نقف عند الوارد. أما قولهم: "والأصل في الأشياء الإباحة" فمعناها أنه لو جاءت مادة جديدة لم تكن من قبل فإن الأصل فيها الإباحة، وهذا حدث كثيراً عندما ظهر الشاي وظهرت القهوة وظهر الكوكا كولا الكاكاو وأمثال هذه النباتات التي
لم تكن في بلاد العرب ولم يعرفها العالم القديم، عندما ظهرت وبانت وظهرت آثارها وانتشرت، كان الأصل فيها الإباحة، ولكن عندما نرى أن شيئاً ما ضارٌ بالجسد البشري أو معطل للعبادة كأن يكون مفتراً أو أن يكون مخدراً، والنبي صلى الله عليه وسلم نهانا. عن كل مسكر ومفتر فيما أخرجه أبو داود عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها، حرّمناه من أجل الصفة التي فيه وليس لأصله، فالأصل في الأشياء الإباحة. ولذلك حرّم العلماء المخدرات بأنواعها، وحرّم العلماء
الدخان لما تبين من أنه فيه أضرار، وحرّم العلماء القات، وحرّم العلماء البان في الهند، وهكذا. عندما يثبت ذلك، فإن بعض هذه الأشياء متفق على تحريمها كالمخدرات، وبعضها مختلف في تحريمه كالقات والبات والدخان. والقات والكفتة هي نبات ذو أوراق صغيرة، وتسمى الأوراق الصغيرة من القات بالكفتة، وليست الكفتة التي تعرفونها، بل هي كفتة أخرى. فهذه الأشياء اختلف فيها العلماء. لماذا؟ لاختلافهم في مناطها: هل هي فالذي ذهب إلى ضررها حرم، والذي
ذهب إلى عدم ضررها لم يحرم، والأصل في الأبضاع التحريم، لأن الأصل في العلاقة بين الرجل والمرأة الأصل فيها التحريم، ولا تحل إلا بالشروط الشرعية المرعية، فإذا توفرت هذه الشروط كما ورد في الكتاب والسنة حلت العلاقة، كالعلاقة بين الرجل في مصافحته لأمه أو. أخته أو زوجته أو كذا إلى آخره. ما تأويلات الباطنية للآيات وما الفرق بينها وبين تأويلات سادتنا الصوفية؟ الصوفية أصحاب إشارة، ولكن الباطنية يؤولون ما يرون من الآيات
وينكرون معناها اللغوي. "أقم الصلاة" فيقولون: الصلاة صلة بين الإنسان وإمامه. حسناً، وبعد ذلك صلة بين الإنسان وإمامه. فالباطنية تقول إذاً فليس... مكلَّفون بالصلاة، هذا كفر، أي أنه يريد إنكار الصلاة والزكاة أو الصيام، كاتب سر الإمام. طيب، وهل ستصوم رمضان أم لا؟ قال: لقد انتهى الأمر، فهذا معناها كاتب سر الإمام، سأكتم سر الإمام، يكتمونك. ربنا، يكتمك. إذن الباطنية تنكر المعنى
الأصلي، أما الإشارة فهي هذه المشاعر الذوقية التي تخاطب. الإنسان مع عدم إنكار الأصل فيرى مثلاً في العلاقة بيننا وبين الكعبة أنها كالعلاقة بيننا وبين الشيخ، فيجعل الكعبة كالشيخ. يعني الذي يمنع الحج قال: أعوذ بالله، لا نحج وكل شيء، لكن هذه تذكرني بذلك مع عدم إنكار المعنى الأصلي. فالفرق بين الإشارة وبين الباطنية هو
المحافظة على الأصل أو الأصل ألا يوجد تعارض بين الخلود في الجنة أو في النار مع كون الله هو الآخر. لا، الله سبحانه وتعالى آخر سواء وُجد أصل النار أو لم توجد، ووُجدت الجنة أو لم توجد، لأن الله خارج عن الزمان والمكان وليس حالاً في الأشخاص والأحوال. فالرب رب، والعبد عبد، وهناك فارق. بين المخلوق والخالق، الآخِر ليس هو الآخِر كما هو عندنا أول وآخر وبداية ونهاية وحادث وغير ذلك. الله جلّ جلاله خارج عن هذا، ولأنه خارج عن الزمان فأوليته وآخريته لا علاقة لها بجنة ولا نار، ببقاء أو خلود أو فناء وغير ذلك، لأنه
متفرد وهو كان والآن على ما. عليه كان، يعني كانت هذه العوالم كلها بما فيها العرش والملائكة والجن والإنس والسماء والأرض كالعدم، مثل فيلم، يعني فيلم على الشاشة هكذا. فالله سبحانه وتعالى خارج هذه الشاشة، ولذلك فهو صاحب الإمداد لكل ذي استعداد. فالله حي قيوم بذاته، يستطيع أن يقول للشيء كن فيكون، فيغلق هذا الكون في. لحظة مثلما تُغلق التلفزيون فتأتي شاشة سوداء هكذا مباشرة، مثلما تُغلق
السينما فتصبح الشاشة فارغة تماماً. فهو لو قطع عنا الإمداد فإننا نفنى، لا نموت فقط. عندما نموت يبقى الجسم موجوداً، لكن الخيالات التي نحن فيها تفنى وتنتهي، ولذلك نقول لا حول ولا. قوة إلا بالله، هل القوة التي نحن فيها هذه قوة؟ هذا فقط هكذا لكي تسير الأمور، لكنه لا حول ولا قوة إلا بالله. فيكون إذن التوكل الحقيقي والالتجاء والاحتياج نحن نحتاجه إلى الله، لا يحتاج إلينا. نحن نقوم به وهو يقوم بنفسه، وهذا الذي نكرره كل فترة ونقول. الرب رب والعبد
عبد وهناك فارق بين المخلوق والخالق. انتبه أنت كالعدم يليك وجود ممتد من الله، فإذا قطع الإيجاد انتهى الإمداد، وإذا لم ينته الإمداد فني الوجود. الله هو رب كل شيء فلا تعارض لأن الله أول وآخر، قبل الجنة وبعد الجنة، بقيت الجنة أو فنيت الجنة، بقي. النار أو فتنة النار لأنه ليس داخلاً فيها إنما هو الذي خلق. يقول بعضهم عندما يرى المساجد الكبيرة الجميلة: لو أنها في بطن جائع لكان أولى بها. هل هذه المقولة صحيحة؟ لا، نحن نعمل
على الاثنين معاً، نعمل على الاثنين: نجمّل المساجد ونطعم الجائع، ونعتقد أن الإنسان قبل البنيان، ليس... الإنسان لا البنيان، لا، بل البنيان موجود، لكن لو حدث تعارض وجاء إنسان أمامي هكذا وأنا أبني المسجد، فأهتم بالإنسان قبل البنيان، أما البنيان فهو موجود. فنحن نهتم بالاثنين، نهتم بالإنسان والبنيان. عندما نقول له هكذا، تجده سكت. الله جميل يحب الجمال، ومساجد الله في الأرض بيوته، وعندما نطهر المسجد الله سبحانه وتعالى طهر بيتي
للطائفين والعاكفين والركّع السجود، نحن نقوم بما يرضي الله، ولكن عندنا ترتيب للأولويات، فنقدم الإنسان قبل البنيان، وكما قال مشايخنا: "الساجد قبل المساجد". أما هذه الطريقة، فلو كان هذا في أنك لا ترحم ولا تدع رحمة ربنا تصل، فامسك الفقير، دع اللسان، واذهب أطعمه من مات شيخُه المربي، هل يُستحبُّ له أن يسلُكَ عند شيخٍ جديد؟ هذا خلافٌ عند الأئمة. الشيخُ المنتقِلُ قد يُربي في عالم الروح، ولكن إذا لم يكن من هذا النوع - وهذا لا ينقصُ من قدرِه - ينتقلُ الإنسانُ، خاصةً إذا
لم يكن قد أتمَّ التربيةَ عند الأول، وعلى فرضِ أن نعم، فكيف نختاره؟ أمرنا مشايخنا أن نختار ذلك بمقياسين: نختار الأقرب إلى السنة والأعلم بها، ونختار الميسر والأقرب إلى السهولة واليسر. فكلما كان الشيخ أقرب إلى الالتزام بالسنة النبوية الشريفة، كلما كان ملتزماً بالمثال الأتم والإنسان الكامل صلى الله عليه وآله وسلم. وهل يكون ذلك من مريديه أم من يجد الأفضلية مطلقاً، بل من يجد فيه الأفضلية مطلقاً،
هل صح في أن يعفور حمار النبي صلى الله عليه وآله وسلم رمى نفسه بعد انتقال النبي من شاهق أو في بئر؟ هذا منكر جداً وإسناده مهلهل. كان الإمام أبو موسى ذكره في كتابه ثم قال: لا أحل لأحد أن يرويه إلا... بعد أن يذكر كلامي فيه من أنه منكر جداً، يعني الأصل أول ما أحضروا هذه الأشياء، هو نفس الشخص صاحب الكتاب نبه
على أن هذه الرواية باطلة وأنها منكرة ولا يؤخذ بها، وذلك أظن أن يعفور في هذه الرواية المنكرة الباطلة ذهب إلى بئر في قباء فألقى نفسه فيه. فهذا الكلام لم يصح، ما حكم من صلى باتجاه قبلة خاطئة فترة من الزمن؟ ليس عليه شيء، لكن لو أدرك ذلك في الوقت أعاد. لو أدرك في الوقت أنه صلى لغير القبلة أعاد، أما لو أدرك بعد المضي، كأن قعد سنتين أو ثلاثة في بيت
جديد يصلي في مكان معين تبيَّنَ له أنَّ هذه ليست القبلة، فيصحح القبلة. وأينما تولوا فثمَّ وجه الله. تلقيح المرأة مختبرياً هل يوجب عليها الغسل؟ ينص الإمام النووي على أنه لا غسل لها، أنه لو حدث هذا فاستدخلت المني فلا غسل عليها. ما هو الواجب على طالب العلم في مثل هذا الزمان؟ طالب العلم. هو طالب العلم في كل مكان، من حفظ المتون حاز الفنون. يحفظ هكذا الرحبية، والألفية، ومتن أبي شجاع، أو الزبد لرسلان، أو مثلاً يحفظ - سبحان
الله - الشاطبية أو الطيبة في القراءات، أو يعني وهكذا يحفظ مجموعة من الفنون، ومن حفظ المتون حاز الفنون. ما صحة القول بأن هناك عوالم أخرى ونبي كنبينا، هذا الكلام صحيح إسناده عن ابن عباس، ولكن نصّ الأئمة على نكارته وشذوذه. وكان هذا جواباً من ابن عباس لشخص يحاول السؤال في هذا المعنى. وممن نص على نكارة هذا قال: صحيح الإسناد ولا يصح
معناه. الإسناد فقط هو الذي صح، يعني كان. فعلًا سيدنا ابن عباس قال هكذا، ولكن لم يقل أحد هكذا سواه، وأيضًا الكلام ليس متوافقًا مع الكتاب والسنة، ولذلك نصّ الإمام السيوطي على حرمة هذا الكلام وعلى عدم وروده بأنه صحيح، بل إسناده صحيح. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك الفرات أن يحسر". عن جبل من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً أخرجه البخاري ومسلم. ما حكم البحث عن جبل الذهب قبل ظهوره وحصول الاقتتال؟ انظر من شدة الطمع من يريد البحث عنه الآن. طبعاً
هذا الحديث أثار ضجة في العراق حالياً وهم بالفعل يبحثون عنه. مذهبنا المنع مطلقاً، يمنع الأخذ من سواءٌ كان قبل الاقتتال أو بعد الاقتتال أو حين الاقتتال، يُمنعُ تماماً، هذا ذهبٌ نحسٌ، فلا يأخذونه، لا توجد فيه بركة. وَرَدَ في كتاب الفتن لنعيم عن سفيان الكلبي قال: في سبع البلاء، وفي ثمان الفناء، وفي تسعة الجوع، وفي تسع الجوع. فما المقصود بهذه الأرقام؟ هناك فتنة تُسمى بفتنة... الدهيماء، والدهيماء
كما ورد في الحديث مدتها عشرون عاماً، ولو جمعنا الأرقام هذه سبعة وثمانية وتسعة ستصبح أربعة وعشرين، فلا يمكن حملها على الدهيماء هذه، ولكن تحدث بعض الأئمة عن أن فيها تداخلاً، فالسبع سنوات الأولى التي فيها البلاء سيأتي بعدها سنتان، وفي آخرها سيجتمع معهم الفناء، وسنبدأ الثماني سنوات وبلاء، وبعد ذلك الثمانية، أصبح عددنا كم الآن؟ أصبحنا خمسة وثمانية، أي ثلاثة عشر. قم قبل أن تمضي هذه الثلاثة عشر
بسنتين، تأتي التسعة التي ستجلب الجوع، فيكون فناء وجوع، وتتم بذلك الدهيماء التي أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقانا الله شرها وأبعدنا عن زمانها. ورد في تفسير ابن كثير عن عبد الله بن أبي مليكة قال: ذهبت صباحاً إلى ابن عباس ذات يوم فقال: ما نمت الليلة حتى أصبحت. قلت: لماذا؟ قال: قالوا طلع الكوكب ذو الذنب، فخشيت أن يكون الدخان قد ظهر، فما نمت حتى أصبحت. فهل آية الدخان ستكون بسبب كوكب المذنب ربما بمعنى أي
ربما يعني كذلك يعني ممكن والله لكن لا نعرف. ذُكِر في كتاب "التنوير في إسقاط التدبير" للسيد ابن عطاء عدم وجوب الزكاة على الأنبياء، وشرح أسباب عدم وجوبها. فهل معنى ذلك أن سيدنا النبي لم يُخرج زكاة إطلاقاً؟ وذُكِر أيضاً عدم وجوب الزكاة عند... أبو حنيفة على الصبيان، فهل هذا الرأي يُؤخذ به؟ لا، هذا الرأي لا يُؤخذ به. إنما سيدنا النبي كان يَدَّخِرُ لأهله قوت سنة، فينفد في شهرين لأنه لم يَرُدَّ سائلاً قط، وكان أجود الناس. فإذا جاء رمضان كان كالريح المرسلة.
فهو النبي عليه الصلاة والسلام كان عنده مال مُدَّخَر. أي أنه كان غنياً ولكن كان لديه أموال مدخرة، ولم يكن المال الذي يأتيه يذهب مباشرة، فماذا يزكي إذاً؟ يقول: "ما معن، بن زياد هذا كان من كرماء العرب، يقولون: معه لا زكاة لماله، وكيف يزكي المال من هو باذله"، إذا كان معن يعني أنه مليونير. ينفق الملايين كلها فتأتيه ملايين أخرى ينفقها أيضاً. سيخرج زكاةً على أي شيء عندما يكون المال كله قد أنفقه؟ هو أخرج اثنين ونصف في المائة فقط، لكنه أنفق كل شيء، مائة في المائة. إذا حال عليه
الحول لم يكن في داره من المال إلا ذكره وفضائله. هو كالبحر من أي النواحي أتيته فلجته المعروف والبر ساحله أن تعتاد بسط الكف حتى لو أنه أراد انقباضاً لم تطعه أنامله. معن هذا أن أبا ثلاثة صاغ كان هكذا، وأن سيد المرسلين قد فاق ذلك بآلاف وملايين المرات. ما نوع الزكاة؟ امرأة توفيت وكانت لا تفطر أيام الحيض، أي أنها كانت تعتقد أنها عندما تصوم وهي حائض خطأ، فهل على ورثتها قضاء أو كفارة؟ نعم،
يمكن أن يقضوا عنها أو أن يكفروا، والقضاء في الصيام ورد في مسلم. وأخرى عليها ستون يوماً قضاءً كانت أفطرتهم بسبب الحيض، فهل تقضي أم تكفر؟ تقضي إن استطاعت، فإن لم تستطع فالكفارة. هل هناك فترة محددة بعد الدفن لا يجوز فيها؟ فتحُ المقبرةِ ودفنُ آخر حسب الحال. هل تنظيفُ الأذن أثناء الصيام يُبطل الصيام عند الشافعية فقط وعند بقية المذاهب لا يُبطل الصيام؟ هل يجب الجهر بالقراءة خارج الصلاة أو حتى تحريك الشفتين أم يجوز القراءة بمجرد النظر؟ يجوز القراءة بمجرد النظر. اللهم اغفر لنا ذنوبنا وكفِّر
عنا سيئاتنا وتوفنا مع. الأبرار وأرنا الحق حقاً واهدنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وجنبنا اتباعه وأجمعنا على الخير وتقبل طاعتنا وتقبل صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا وافتح علينا فتوح العارفين بك وافتح علينا من خزائنك ورحمتك ما تثبت به الإيمان في قلوبنا واحشرنا تحت لواء نبيك يوم القيامة واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبداً ثم أدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عقاب ولا عتاب، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، واهدنا في من هديت، وعافنا في من عافيت، وتولنا في من توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، واصرف عنا شر ماقضيت