مجلس الجمعة | 29-11-2019 | أ.د علي جمعة | مسجد فاضل

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على سيدنا رسولِ اللهِ وآلهِ وصحبهِ ومن والاهُ. مع المحجةِ البيضاءِ التي ليلُها كنهارِها، لا يزيغُ عنها إلا هالكٌ، مما تركهُ لنا رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ سيدُ البشرِ للهدايةِ والوصولِ إلى اللهِ في الطريقِ إلى اللهِ سبحانهُ وتعالى نعيشُ. هذه اللحظات عسى أن يمن الله سبحانه وتعالى علينا فيجعل هذا المجلس مجلس علم تحفه الملائكة وتغشاه الرحمة وتنزل في قلوبنا السكينة ويذكرنا الله سبحانه
وتعالى كما وعد في ملإ عنده، اللهم آمين، ونسأله سبحانه أن يجازي عنا النبي المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم خير ما جازى. نبياً عن أمته ورسولاً عن قومه وأن يؤتيه سؤله يوم القيامة وأن يشفعه فينا اللهم آمين. تسأل فتاة فتقول: أنا فتاة مخطوبة ومحجبة والخاطب يريد أن يرى شعري فما هو الحكم الشرعي في هذا؟ اتفق الأئمة الأربعة على أن المرأة يمكن
لها أن تكشف وجهها وكفيها واستدلوا في ذلك بما أخرجه أبو داود عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم رآها يوماً بغير حجاب وهي أخت عائشة عليها السلام فقال لها: "يا أسماء، إذا بلغت المرأة المحيض لا يبدو منها إلا هذا وهذان" وأشار إلى وجهه الشريف صلى الله عليه وآله وسلم. غطاء الكفين وحجاب المرأة المسلمة فرض باتفاق
بين جميع فرق المسلمين من أصحاب القبلة سلفاً وخلفاً، قديماً وحديثاً، سنةً وشيعةً. لا نعلم خلافاً بين العلماء الذين اطلعوا على تلك النصوص الشريفة من كتاب وسنة، أياً كان مذهبهم، أنهم قالوا بعدم فرضيته، بل هو فرض باتفاق الأمة وبإجماع العلماء وإلى يوم الناسُ هذا ولذلك عندما أعيا بعضَ مَن اشتغلوا بالإعلام والصحافة في الدعوة إلى نبذ
الحجاب وخلعه، عندما أعياهم الأمر بدأوا يكذبون ويختلقون الأشياء، فتنشر بعض الصحف أن هناك شخصاً قد حصل على الدكتوراة في عدم فرضية الحجاب من الأزهر، وهذا والله أمرٌ تضحك منه الثكلى وتسقط منه الحُبلى ويشيب منه الأقرع لا شعر عنده يشيب من هذا الكلام الذي لا أصل له ولا فصل، وهو بهتان محض. فباتفاق العلماء وإلى يوم الدين، هذا بإجماع لا ينقض ولا يجوز الخروج عليه، لأنه لا تجتمع أمة النبي
صلى الله عليه وسلم على ضلالة، والإجماع مصدر من مصادر التشريع ينقل الدليل الظني إلى دليل قطعي فثبت بالكتاب والسنة والإجماع أن عورة المرأة سوى الوجه والكفين، ولذلك فكل من لمح دون أن يصرح فأوهم الناس أن الحجاب ليس فرضاً، فبادرت نساء كثيرات بخلع الحجاب، كل ذلك باطل مخالف لما اتفقت عليه الأمة ومخالف للكتاب والسنة ومخالف للعفاف ومخالف لكل
قواعد أصول الفقه التي بُنِيَت. عليها هذا الدين. كون المرأة لا تستطيع أن تلتزم بهذا الأمر، هذا أمر آخر. تعرف أنها مخطئة وتدعو الله: "يا رب في يوم من الأيام وفقني". أما أن تغير الحكم من أجل هواها فهذه مصيبة أشد وأعظم من قول فلان وعلان وغيرهم من النساء والرجال ممن لم يبلغوا حتى مستوى القرآن مرة في حياتهم بدون فهم هذا القرآن، بدون تأسيس القواعد وفهم أصول وأسس الفهم أبداً. إذا،
فهذا تمهيد للإجابة أن حجاب المرأة المسلمة فرض على كل امرأة بلغت، وبلوغ المرأة واضح بمداهمة الحيض لها. تكون قد بلغت اثني عشر سنة، ثلاثة عشر سنة، خمسة عشر سنة، كما يكون. طبقاً للعادة والجينات والجو والطقس ودرجة الحرارة إلى آخره، ولكن في النهاية العلامة للتكليف هي هذه، والمرأة التي تحيض تكون من الناحية الحيوية قابلة للحمل حتى لو منعنا زواج القاصرات الصغيرات
لأمور أخرى لا علاقة لها بهذا الشأن. فيأتي من هنا السؤال ومن خلال ما ذكرناه، هل يجوز للخاطب أن يرى المرأة بما نسميه ملابس المهنة، وما ملابس المهنة تعني الملابس التي ترتديها في البيت فتكون متخففة من الحجاب وتظهر منها نصف ساعدها أو ثلثي ساعدها وتكون غير مرتدية جوارب أو شيء آخر، فهذا ليس الوجه والكفين فقط بل أكثر من ذلك، فذهب الأئمة الأربعة
إلى عدم جواز ذلك، أي الذي يريد أن يقلدهم أو الذي يريد أن يلتزم بهم أو الذي يريد أن يتورع في هذا، فإن الأئمة الأربعة متفقون على عدم جواز أن يرى الخاطب سوى الوجه والكفين فقط لا غيره، إلا أن بعض علماء المسلمين استدلوا بما أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن جابر بن عبد الله تعالى عنه وأرضاه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا أراد أحدكم أن يخطب فلينظر منها ما
يجعله يفعل هذا". وهذا الخاطب في السؤال هو متمسك بأن يراها كما هي في بيتها، والإمام الباجوري عندنا في الشافعية يقول: "من ابتلي بشيء من المختلف فيه فليقلد من أجاز". الذي يُبتلى بأمرٍ مختلفٍ فيه بين العلماء وليس محل إجماع، هل يجوز للخاطب أن يفعل هذا؟ ذهب ابن حزم رحمه الله تعالى إلى أنه يجوز له أن يفعل هذا. وكان جابر يقول: "فكنت أتلصص لمن أريد خطبتها"، يعني كان يختبئ وراء نخلة أو
وراء شجرة لكي يتلصص على الفتاة التي ترفض أصلاً أن يراها، لا تريدك يا سيدي، دع زواجك جانباً. ولكن هذا على عادات عصرهم بخلاف عصرنا الذي نرى فيه النساء غير محجبات أصلاً، والعري قد ملأ العالم شرقاً وغرباً، والأمر لله. فماذا نفعل؟ فنقول: من ابتلي بشيء من ذلك فليقلد من أجاز. إذاً فعندنا رأيان: رأي تمسك بالورع رأي الأئمة الأربعة ورأي آخر أخذ بالإباحة والجواز لما قد
وسَّع علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحديث جابر فيما أخرجه أحمد، والأمر لك، فإذا أردتم أن تأخذوا بالرخصة فهذا جائز، وإذا أردتم أن تأخذوا بالورع وأن تميلوا إلى العزيمة فهذا جائز، والله تعالى أعلى وأعلم. يُفهم من كلامي هذا أن الحجاب ليس فرضاً بل هو فرض باتفاق، ولكن هناك حالات يجيزها لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، منها نظر
الطبيب، ومنها الخاطب، ومنها القاضي، ومنها رجل الأمن، وهكذا. يعني في حالات معينة فقط، وهذه حالات وليست هي التي يسير عليها المسلم حياته كلها، هذه استثناء ولا يمكن أن نجعل الاستثناء أصلاً. كنت أقيم أنا وأختي مع والدي ووالدتي في شقة مستأجرة باسم والدي، وتزوجت وأنجبت في نفس الشقة، ثم توفي والدي وتزوجت أختي وتركت الشقة، وانتقل عقد الإيجار باسمي بالاتفاق مع صاحب العقار، ثم
توفيت والدتي بعد ذلك واتفقت أنا وصاحب العقار. أنا وصاحب العقار بعد إقامتي بالمكان لأكثر من ثمانية وعشرين عاماً اتفقنا أن أترك المكان مقابل مبلغ من المال، وتدعي أختي بأن لها حقاً في هذا المال، فما الحكم؟ عقد الإيجار من العقود المؤقتة التي تنتهي بوفاة المؤجِّر أو المستأجِر لأنها عقود مؤقتة، أي لها وقت محدد، وليست كعقد البيع وانتقال الملكيات والتنازل وما إلى ذلك حدث ما حدث، واستقر عقد جديد بين صاحب العمارة
وبين هذه المرأة بعقد جديد وأصبح العقد باسمها، فأصبحت الشقة لها. والشقة المؤجرة ليست من الميراث، بل يأخذها من يقيم فيها سواء كانت الأم أو البنات أو غيرهم. والقانون نظَّم هذا تنظيماً واضحاً، وعليه فإن تأخذه من مقابل لتركها هذا المكان وذهابها إلى مكان آخر تستغل فيه ما أخذته لاحتياج صاحب العقار لهذا المكان يبيع العقار يزوج ابنه فيه أنواع مختلفة من الاحتياج فهو لها وحدها وليس لأختها لأن هذا ليس
ميراثاً وإنما هو حق له كيف يقال أن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم هو خاتم النبيين، ويُقال إن سيدنا عيسى سينزل في آخر الزمان كما تواترت به السنة الشريفة. هناك أكثر من أربعين حديثاً تُخبر بالمجيء الثاني للسيد المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. في هذا المجيء الثاني، ينزل عيسى على أنه قائد أمة وأنه من أتباع النبي محمد صلى الله عليه وآله فهو ليس نبياً جديداً
حتى يُقال كيف يكون محمد خاتماً للنبيين. محمد خاتم النبيين، فلم يستجد بعده نبي، ومن ادّعى أن شخصاً ما قد أُوحي إليه، فالمسلمون يعتبرون هذا غير مسلم؛ لأنه خالف أمراً معلوماً من دين الله بالضرورة، مُجمعاً عليه، متفقاً عليه، وأنه أيضاً يقول ما يفرّق الأمة. ولذلك عندما خرج البهائيون وادّعوا أن بهاء الله قد أوحي إليه وأن الله قد أوحى له كتاباً أسموه بالأقدس، أتوا
بديانة أخرى حتى ولو اعترفوا بالإسلام. يعني عندما تمسك البهائي وتقول له: "ما رأيك في الإسلام؟" يقول لك: "ممتاز، ديانة جيدة معترف بها". نعم، معترف، يعني أنت... أتعلم أن سيدنا النبي هو سيدنا النبي بمعنى أنه يقول: نعم، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. هيا، تعال، ألا تأتي معنا إلى الحج؟ فقال: لا، أنا لا أحج. حسناً، تعال معنا للصلاة. فقال: لا، فأنا لي صلاتي الخاصة. ما هي صلاتك؟ قال: والله لقد اكتشفنا الرقم تسعة عشر، فقال له: "كيف اكتشفته؟" قال: "بسم الله الرحمن الرحيم" تسعة عشر حرفاً، أليس كذلك؟ ويفعل لك هكذا، ها؟ قال: "لا". حسناً، أليس هو تسعة عشر حرفاً فعلاً؟ قال:
"عليها تسعة عشر أليس كذلك؟" فقلنا له: "نعم، عليها تسعة عشر صحيح، هذه آية". موجودة في القرآن. قال: طيب. قلنا له: حسناً، ما هو الأمر؟ قال: السنة عندنا تسعة عشر شهراً. وكم يبلغ الشهر؟ قال: تسعة عشر يوماً. إذاً، تسعة عشر في تسعة عشر، اضربوها بهدوء. الله! ولكن الشمس لن تختلف، ليس هكذا قمر ولا شمس تسعة. عشرة في تسعة عشر ليست ستنفق ثلاثمائة وثمانين يوماً، اخصم منها تسعة عشر فتصبح واحداً وستين يوماً، بقي أربعة أيام نجعلها نسيئاً يزيد مثل السنة التي هي خاصة بكياك وبرمهات وهاتور وهكذا. نحن لدينا سنة نسميها السنة القبطية، سنة تتصل بالزراعة،
ففي هاتور، نحن في هاتور الآن. أبو الذهب المنثور الذي هو القمح بعد شهر هاتور، يأتي بعده شهر كياك. صباحك ومساؤك تقوم من نومك لتحضر عشاءك. فإذاً ربطوها بالمواسم وربطوها بالطقس وما إلى ذلك. شهر طوبة يجعل الشابة كالخرقة البالية لأن الجو بارد جداً في يناير وفي فبراير وهكذا، إلى أن تصل إلى شهر أمشير ذي هناك بعد ذلك برمهات، تخرج الخضروات، أي يصبح هناك أشياء، الخضروات كلها، الجرجير والخس وهذه الأشياء تخرج، تلك الأشياء الورقية الخضراء الجميلة، حسناً. هناك شيء يسمى النسيء، لأن هذا ثلاثون يوماً في اثني عشر
شهراً بثلاثمائة وستين يوماً، فيتبقى كم؟ خمسة أيام، وكل أربع سنوات يتبقى... ستة أيام التي هي السنة الكبيسة، قال لك اعمل معي هكذا يا أخي، ولماذا أنت متعنت؟ فتكون تسعة عشر في تسعة عشر، وستتبقى أربعة أيام اجعلهم نسيئًا، اجعلهم نسيئًا. كل هذا الكلام لماذا نهتم به؟ أنا أسأله سؤالًا واحدًا فقط: أنت هكذا لا تكون مسلمًا. هذا ما أقوله. له لا إكراه في الدين، ما يُفرَض أنه. حسناً، هذا البهائي ما زال يقول أن هناك إلهاً، فهناك أناس يقولون لا يوجد إله أصلاً. حسناً، أيكون هذا مسلماً؟ لا، ليس مسلماً، هذا ملحد. لكن مسألة أن يكون بهائياً أو لا يكون بهائياً، فهذا بينه وبين الله، فمن شاء. فليؤمن ومن شاء فليكفر لكم دينكم ولي دين. إنما
هذه المجاملة التي تُقدم أنا أرفضها، هذا ليس إسلاماً، لأن بهاء كان في الإسلام، خرج من تحت عباءة الإسلام، خرج من تحت عباءة إيران، فكيف يقول أحدهم هل هو مسلم أم ليس بمسلم؟ هو كان مسلماً لكن... بالتأليف الذي هو آتٍ هكذا، حسنًا، وكيف تصلّون؟ قال ثلاث مرات في اليوم. الآن خفف الله عنك، هل أنت منتبه؟ حسنًا، أنت حر، ليس لي تدخل بك، لكن ما عليّ أن أقوله هو أن هذا ليس إسلامًا، هذا ما أقوله. قال لي: حسنًا، أريدك أن تقول الكلام. هذا بالنسبة للدولة المصرية أننا لا شأن لنا بالإسلام،
قلت له: لماذا؟ قال: لأنهم يريدون تغيير خانة الديانة من مسلم إلى بهائي، يريد أن تكون خانة الديانة بهائي. قلت له: لكن انتبه، أنت لا تدرك أن الدولة المصرية غير موافقة. لماذا الدولة المصرية عندما جاء تنظيمها قال لك: الذي يعترف يهودي: أي طائفة من اليهود أنا؟ ليس لي دعوة. أنا سأسألك سؤالاً: أنت تعترف بموسى فقط وتنكر سيدنا عيسى وسيدنا محمد؟ قال لي: نعم. فأخبرت الموظف على الفور: الذي يعترف بسيدنا عيسى يكون مسيحياً، اكتب مسيحي بجانبه هكذا.
فاثنان مسيحيان كانا أمامنا في السجل المدني قالا له: لكننا نحن مختلفان، أقول بالطبيعة الواحدة وأخي هذا يقول بالطبيعتين. قال له: ما شأني؟ أنا ليس لي شأن، هل أنتم معترفون بعيسى أم لا؟ قالوا له: نعم. قال: اكتب مسيحي فقط. أنا بروتستانتي، وأنا أسقفي، وقال لك: أنا كاثوليكي، بل أنا أرثوذكسي. فلا تُدخل هذه، لن أكتبها. أنا أسألك سؤالاً واحداً فقط: هل بسيدنا عيسى وغير مؤمن بسيدنا محمد، نعم اكتب مسيحي. جئنا للبهائيين، انظر، الإدارة غير الديانة، الإدارة شيء آخر، الإدارة تحتاج إلى تنظيم،
الإدارة لها مداخل أخرى غير أن تقول لي إنني لست تابعاً لك. حسناً، أنا أعرف أنك لست تابعي، أنت حر. جاءه وقال له: أنت مؤمن بسيدنا موسى؟ قال: له هكذا، فماذا إذن؟ عيسى قال له: هكذا طبعاً، طيب. محمد قال له: فماذا إذن؟ ذهب وكتبه مسلم، ذهب وكتبه ماذا؟ موسى! هو يريد أن يكتب "مسلم" هذه ويكتب "بهائي". كيف أكتبك؟ ليس لديَّ، أنا في الثلاثة الموجودين ليس فيهم بهائي. وظلوا في هذه المسألة مدة طويلة. الحقونا، نحن نريد. نكتب بهائي، طبعاً هذه المشكلة لن تُحل إلا في دولة تزيل تماماً خانة الديانة ويصبح الجميع بلا دين محدد. وأصحاب الديانات غير موافقين على هذا الإلغاء،
ولا تُحل المشكلة إلا بطريقة أخرى وهي أن تضع شرطة عليها، أي لا يُكتب "بهائي" ولكن يُكتب ماذا؟ "نل"... تعني "بدون"... هناك هذا فلان مصري وهذا بدون، يعني ماذا؟ يعني بدون جنسية. فكذلك الآية، الديان، كل هذا ليس لي شأن به. لماذا؟ لأنني لست في الإدارة ولا في القضاء. هذا عمل إدارة، الإدارة هي التي تقرر، لأن هذه الإدارة مسؤولة عن الأمن والاقتصاد والاجتماع والجنسية، لكنني... لست مسؤولاً عن ذلك، أنا مسؤول أن أقول لك هذا موافق لصحيح الإسلام، وهذا غير موافق لصحيح الإسلام، وهذا يُعد خروجاً من
ملة الإسلام. هذا فقط ما بيدي، لكنني لست مسؤولاً أن أقول لك ماذا تفعل، فهذا أمر يخص أناساً آخرين دارسين وعارفين. ماذا تفعل هي؟ فلا يصح أن يأخذ كلامي هذا ويذهب به ويقول: "ها، الشيخ يقول علينا لسنا مسلمين" وهكذا وكذا... حسناً، ماذا نضع؟ بهائي؟ لا، ليس لك حق، لأن البهائية ليست خاصتنا. أنت ما دمت معترفاً بمحمد، فماذا سيُكتب لك في الإدارة؟ مسلم، والذي يعترف بسيدنا عيسى مسيحي، والذي يعترف... بسيدنا موسى فقط يهودي وهكذا، فانتبهوا إلى الفرق بين الديانة وبين الإدارة. أنا طالب في كلية الشريعة
تعلمت أن الله موجود بلا مكان ولا تحيز، فأوقفتموني في ذلك، حيث أن هناك بعض من يهاجم عقيدة الأزهر بذلك. يعني قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد، وينكر الفم طعم الماء من. سُقْم يعني لماذا يفعل هكذا؟ مريض ذلك الذي يهاجم عقيدة المذهب هذا الماضي في جميع النواحي. إنه لا يعرف شيئاً بالمرة لأن هذا عليه وعليه علماء الله لا في مكان. نعم، الله سبحانه وتعالى كان، تخيل هكذا، هو
كان موجوداً حقيقةً قبل خلق الزمان والمكان، فيبقى. كيف يكون في مكان إذا كان الله موجودًا والمكان غير موجود والزمان غير موجود والأشخاص غير موجودين، واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد؟ حسنًا، هل تستطيع أن تتخيل ذلك؟ نعم، إنها سهلة. الله وحده وليس أحد معه، لا مكان ولا زمان ولا
أشخاص. فكان فخلق المكان خلقه خارجه ليس خلقه داخله، ليس هو وضع نفسه فيما خلق، لا يوجد حلول واتحاد. الذي يقول إن الله في مكان فذلك يعني أن الله حلّ في ذلك المكان، فيصبح مكاناً ومكيناً. المسجد الذي نحن فيه هذا هو مكان لأن له طولاً وعرضاً وعمقاً وارتفاعاً، ونحن أين المسجد يكون مكاناً وأنا ماذا؟ مكين ظرف وأنا مظروف، يعني أنا داخل المسجد، وعندما أخرج خارج المسجد أكون أنا خارج المسجد. حسناً، إذا كان المسجد غير موجود أصلاً، فأين أكون أنا؟ لا
في المسجد ولا خارج المسجد. والله الآن على ما عليه كان، لا زمان ولا مكان ولا أشخاص. فقال لي: هذه صعبة جداً أن أتصورها. قلت له: حسناً، وماذا أفعل لك؟ أنت غير قادر على تصورها لأنها صعبة. لماذا هي صعبة؟ لأنك أول ما وُلدت، في المكان، وأول ما وُلدت، في الزمان، وأول ما وُلدت، بين الأشخاص. أول ما نزلت هكذا من بطن أمك ثم بعض الهواء هكذا، فصرخت فاستهل صارخاً، وبعد
ذلك نظرت هكذا فوجدت أمك في وجهك، وبعد قليل أعطوك لأبيك فحملك هكذا، ففعلت أنت الذي نظرت بعينيك هكذا عندما وجدت وجه أبيك في وجهك. أشخاص، حسناً، وأنت في مكان متى في زمان ومتى أعطوك لأبيك؟ بعد ساعتين؟ الله، زمان! إذاً فأنت لا التجريد المُفرط هذا صعبٌ، كيف تتخيل عدم المكان؟ كيف تتخيل عدم الزمان؟ كيف تتخيل عدم الأشخاص؟ هل أنت تتصور الفراغ المطلق أم ماذا تتصور؟ حتى الفراغ المطلق هذا مكان، ولماذا تريد أن تدرك الله؟ "لا تدركه
الأبصار وهو يدرك الأبصار"، "ليس كمثله شيء"، حسنًا، أنا كائن وشيء، إذن أنا. مثل الله يكون له مكان وأنا لي مكان، لكن مكانه واسع قليلاً هكذا؟ لا، إنه لا مكان له. هو موجود قبل الزمان وقبل المكان وقبل الأشخاص وقبل الأحوال، وهو على ما عليه كان. ولله المثل الأعلى. هذا الكون مثل هذه الورقة، والله سبحانه وتعالى خارج عنه. ولذلك هذا الكون متى بدأ وسينتهي متى يوم القيامة. هنا ربنا يرى كل شيء الآن، ولذلك
هو علام الغيوب يعلم ماذا سيحدث غداً. الأصل أنه ليس لديه غد، فالغد هذا خاص بنا نحن. هنا اليوم لا أعرف الجمعة والسبت وبعده الأحد، هذا خاص بنا نحن. أما هو سبحانه فهو سبحانه كلها من أول خلق السماوات والأرض فخلق آدم. نعم، ولكن هذه المسافة مليار سنة. لا، تريليون. هو يراها في وقت واحد هكذا. حسناً، أليس تريليون سنة كثيراً قليلاً؟ مائة تريليون. يا ساتر! تريليون؟ التريليون أي شيء! ما شأنك بهذا؟ إنه مجرد شيء أمامه سبحانه وتعالى، لأنه سميع، لأنه بصير، لأنه قادر لأنه حكيم
لأنه مريد لأن الله لماذا أخبرنا ربنا بصفاته؟ لكي تعرف أنت من تعبد. فأنت تعبد واجب الوجود، قائم بنفسه، حي قيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم، له ما في السماوات وما في الأرض، من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه. مسكوب الآن. كل شخص يفكر في نفسه على أنه سلطان ويمضي قائلاً "أريد" و"لم يحدث". هل كنت تملك الكون أيها المتكبر؟ لا أنت ولا هو! لست مالكاً للكون. لا حول ولا قوة إلا بالله. فالله سبحانه خارج المكان وخارج الزمان وخارج الأحوال وخارج الأشخاص، ولذلك
لا حول ولا قوة إلا بالله. يسأل تقول: مرض ابن جارتي مرضاً شديداً وهو رضيع لم يبلغ العام، مما استلزم نقل الدم له. فقمت بالتبرع له بالدم لاتفاق الفصيلتين. فهل يُعد تبرعي هذا من الأشياء التي تحرم الزواج كالرضاع؟ أي هل أصبحت أمه من الرضاع بحيث أن أولادها لا يتزوجون من هذا الإنسان إلى آخره؟ لا، التحريم من الرضاع أمر إلهي متعلق بأمر
إلهي وهو الزواج ولا يقاس عليه، فلا يوجد قياس عليه كالعشرة وطولها والتربية وشأنها والدم المنقول إلى آخره. لا علاقة لأي مسبب من هذه الأسباب، لأن عمود النسب ألحق الله به تعبداً إلهياً عمود الرضاعة، فإلحاق الرضاع بالنسب حتى قالوا ما يحرم من الرضاع. هو ما حُرِّم من النسب، كل ذلك مسألة إلهية، وأخواتكم من الرضاعة، ولذلك فإن نقل الدم لا يؤثر في هذا، بل لها المثوبة والأجر أن أنقذت حياة هذا الطفل وساعدت على علاجه.
والحمد لله رب العالمين. يقول: أمتلك شقة وقطعة أرض وتركتهما لأولادي لحين كبرهم، هل عليها صدقة أو زكاة؟ لا الشقة ولا قطعة الأرض التي تُعد للبناء أو غيرها عليها شيء من الزكاة، فهي ليست من أموال الزكاة. تكون في النقدين، والزكاة تكون في الزروع وفي الثمار، والزكاة تكون في الأنعام والماشية: الأغنام، والإبل، والبقر. واختلفوا في عسل النحل، واختلفوا في الزيتون، واختلفوا في الخيل، لكن لم... لا يقول أحد إن هناك
زكاة على كل ملك لهذه الأموال. فشخص عنده ألماس ليس عليه زكاة، ولكن لو كان عنده جنيهات ذهب فتجب عليه الزكاة لأنها من النقدين. حسناً، الألماس أغلى من الذهب، لكن القضية ليست في الغلاء والرخص، بل إن الله عيّن أشياء تصلح لأن نواسي بها الفقير حالة ولم يجعل هناك أشياء من الملك وهي غير قابلة للتقسيم ولا جاهزة لهذا الإغناء، لم يجعل فيها زكاة تخفيفاً من عنده سبحانه وتعالى. فالشقة والأرض ليس عليها زكاة، ولا السيارة ولا المحل ولا أي شيء من هذه الأشياء عليها زكاة. الزكاة على المدخر
من المال. امرأة مرض زوجها فصنع. أعطاها توكيلاً للصرف من البنك مباشرة لعلاجه، فهي تيسيراً للأمور نقلت كل ماله في البنك إليها، ثم بعد ذلك أخذت تتصرف في المال على علاجه إلى أن توفاه الله. فلما توفاه الله لم يكن هناك مال في حسابه، وإخوته كانوا ينتظرون كل يوم قائلين: "يا رب خذه
حتى نرث"، فذهبوا عيني شيء في البنك، هذه قضية وليست فتوى. هذه قضية لأن هذه المرأة التي نقلت قد تكون نقلت بإذن زوجها وأمره، ويكون لما رأى أن المرأة قد وقفت معه هذا الموقف في مرضه وضعفه أنها تستحق أجراً أو تستحق مالاً فقال لها: انقلي هذا الشيء عندك لكي لا تدخلوه في... مشاكل. نحن لم نعرف الحاصل أنَّ رجلًا مات ولم يترك شيئًا، ثم من الذي صنع التوكيل هو والتوكيل هذا من مفرداته أنها تنقل الثروة وهو يعلم ذلك، إذًا ليس هناك.
هم يريدون أن يقولوا ماذا؟ أن هذه الزوجة نصَّابة ولصة وسيئة وما إلى ذلك، أنا أقول له ماذا؟ الله أعلم الله أعلم ماذا يعني ربما تكون نصابة سيئة وربما تكون امرأة مظلومة وهذه هبة والهبة بين الزوجين لا ترد حتى لو تفارقا إلا الزوجين ومن لا يعرف هذه الحكاية ربنا متى يوم القيامة حسناً ونحن الذين منتظرون هذا نحن منتظرون ابقوا هكذا منتظرين إلى يوم الدين وافترض أن كل هذه الأموال صُرفت على العلاج، فلما انتهت صرفت من عندها، فلما انتهت مات الرجل. ماذا ستفعلون أنتم يوم القيامة؟ ولذلك هذا ليس عملي أنا، هذا عمل ربنا. الله هو
الذي سيعرف هذا وذاك، يعلم السر وما هو أخفى من السر. فهذه مسألة ربانية لا علاقة لنا بها. أغرى رجل قتل أخيه، أعوذ بالله، ما الذي حدث في العالم؟! لكن لا عليك. السؤال هكذا: رجلٌ أحضر شخصاً وأغراه، قال له: اقتل أخاك. "أقتل أخي؟ إنه غير متزوج وليس لديه أولاد، ولديه بعض المال الذي يُحيّره ويريد أن يرثه". فذهب الرجل ولم يكذب خبراً، وقتل هذا القتيل الذي هو أخوه، فحكمت
الذي هو على القاتل المباشر حكمت عليه بالإعدام وهو يستحق ذلك لأنه أزهق نفساً بغير حق، وحكمت على المحرِّض بالأشغال الشاقة المؤبدة. المحكمة ترى ما تراه مناسباً لأن هذا ضمير القاضي الذي يحكم بالعدل. فهل يرث هذا الشخص من أخيه الذي حرَّض على قتله؟ هذا هو السؤال الذي يريد أن إذن السؤال مرة أخرى: ما الذي يمنع الشخص من الميراث؟ واحدة من علل ثلاث: قتل، ورق، واختلاف
دين. فافهم، فليس الشك كاليقين. إذن ثلاثة أشياء تؤدي إلى المنع من الميراث: القتل. وأي قتل؟ لابد أن نقف عند القتل الذي هو السبب الأول ونعيش معه قليلاً. فنرى الأئمة قد اختلفوا سيدنا... الإمام الشافعي وبه نفتي، لكن ما هذا؟ هذه فتوى وليست قضاءً. سيدنا الإمام الشافعي قال: يُحرم من الميراث على أي حال. ماذا يعني "على أي حال"؟ قال: يعني سواء كان بحق أو بغير حق. ماذا يعني "على أي حال"؟ سواء كان مباشراً أو متسبباً. ماذا يعني "على...
أي حال مهما كان، ماذا يعني هذا؟ أنت الآن كقاضٍ حكم على والده بالإعدام، ألا يرث منه يا فضيلة الإمام؟ قال: لا، يرث. قلنا له أيضاً: حكمنا على والد أو ابن عشماوي الذي يقوم بتنفيذ الإعدام، فأعدم الرجل تنفيذاً للأحكام، فهل يرث؟ قال: لا يرث. وكأن الأرض قد ضاقت. بما رحمتَ تأتي به الرجل يقتل أباه خلاص ضاقت، قلنا له: نعم ضاقت. هذا الفن لا يعرفه إلا هذا. قال: خلاص لا يَرِث. يصبح إذا القاتل لا يرث. فأخذها سيدنا الإمام الشافعي بأي شيء؟ بالعموم الخاص بها سداً للذريعة ومنعاً لأسباب
الفساد. قاتل؟ نعم، تصبح لا ترث، خلاص. لكن أصلي لم يكن عمداً. قال: لا يورّث القتل على خمسة أنحاء: إما أن يكون عمداً أو شبه عمد أو خطأً أو شبه خطأ أو متسبباً. أفهمت؟ بحق أو بغير حق. ها أصبحنا ستة. هؤلاء الخمسة في كل أحوالهم صاحبنا الإمام الشافعي يقول لك: كله لا يرث، كله لا يرث. وبعد ذلك أي شيء تُفتي به؟ يعني أنا لو عُرضت عليّ هذه القضية في الإفتاء، سأفتي بأن القاتل المحرض هذا لا يرث لأنه كان محرضًا، أي متسببًا وإن لم يكن مباشرًا. من
هو المباشر؟ الذي أمسك السلاح وقتل الرجل، أو الذي قتله بهذه الطريقة. ذاك هو المتسبب، وهذا هو المباشر الذي اتسع القتل والمتسبب، لا، المتسبب مثل ماذا؟ شخص حفر حفرة وقال لك عندما يأتي هذا الرجل ادفعه فيها، دعنا نتخلص منه. "أنا لم أفعل شيئاً، أنا حفرت الحفرة فقط". أنت حفرت الحفرة لكنك متسبب في مقتل هذا الإنسان. من الممكن أن أكون حفرت الحفرة لأضع كابل كهرباء، ومن الممكن أن أكون لكي أوقع هذا الرجل فيها ويموت، الاثنان سواء عند الشفرة. أنت حفرت الحفرة؟ قال له: نعم. قال له: ربما هكذا لا يوجد ميراث، لكن
في الحقيقة أنا ليس لي لا أصل ولا فصل، لا يوجد ما يمنع أن ترث. لكن سيدنا الإمام أبو حنيفة على عكس ذلك، ليس هكذا. بالضبط يعني ويرى أن الذي يُحرم من الميراث هو من؟ إنه المباشر وليس المتسبب. لكن إذا كان هناك اتفاق بينهما الاثنين هكذا، فهذا يُعد قاتلاً بالتحريض، والتحريض حكمه المنع. تزوج رجل من فتاة بكر وطلقها ولم يدخل بها،
فتزوجت من رجل آخر فطلقها. يظهر أن المشكلة هي الرجل الأول. طلقها الرجل الثاني، فهل يجوز لابن الرجل الأول أن يتزوجها؟ ابن الرجل الأول الذي لم يدخل بها. لا، يجوز له أن يتزوجها بحال. بمجرد كتابة الكتاب حرمت عليه وعلى آبائه وأبنائه. فالرجل الذي كتب عليها الكتاب، هذه المرأة أصبحت زوجته شرعاً، فلا يصح ذلك حتى وإن لم يدخل بها. قال الله تعالى: "ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف"، لكنه
لم يحدد ماهية النكاح المقصود. فالنكاح في اللغة يُطلق على العقد ويُطلق أيضاً على الوطء. وبما أنه لم يخصص، فيبقى الحكم شاملاً للكل، وما دام شاملاً للكل فإن العقد داخل فيه. وما دام داخل فيها، يبقى كاتب الكتاب يكفي. طيب، هذا الرجل لو مات بعدما كتب الكتاب وجاء السر الإلهي وخرج وتوفي، هذه المرأة تُعتبر أرملته. هذا لم يدخل بها ولا شيء، لكنه مات في المسجد بينما كانوا يعقدون العقد وانتهى وذهب ميتاً (إنا لله وإنا إليه راجعون). ولكن مع ذلك، أرملته يعني ستجلس أربعة أشهر وعشرة أيام. هل دخل بها؟ يا هذه الفتاة، يا للأسف، قُهرت
يوم زفافها. لكن هذه أرملته، ماذا يعني؟ نعم، أرملته. قال: أرملته يعني عقد عليها ثم يقوم الموت مقام الدخول. انظر إلى كلام الفقهاء الآن لكي يسهلوا الأمر عليك: "ويقوم الموت مقام الدخول"، فيصبح عندما بها تكون هذه ماذا؟ زوجته تستحق الميراث وعليها العدة أربعة أشهر وعشرة أيام. وقال إن موته بمثابة الدخول فتحرم عليه بهذا العقد ابنه ويحرم عليه أبوه ويحرم عليه كذا وكذا هذه هي أحكام هذه المسألة. هناك أيضاً
مسألة أخرى وهي العكس: ولد ذهب وعقد قرانه على فتاة فيصبح أبوه فالشاب مثل الشباب الذين هم من أبناء هذه الأيام طلقها لأنه وجدها تتحدث مع آخرين عبر الإنترنت فذهب وطلقها. حسنًا، هل يستطيع والده أن يتزوجها؟ قالوا: لا، فكما لا يجوز للابن أن يتزوج طليقة أبيه التي لم يدخل بها الأب، كذلك لا يجوز للأب أن يتزوج زوجة ابنه التي لم يكون إذاً العقد يحرّم الآباء
ويحرّم الأبناء بمجرد العقد وتسري عليها هذه الأحكام. يقول: لديّ مبلغ من المال وأنا لا أعمل، وهناك شخص لديه محل لبيع الحلي فقال لي: "أعطني هذا المبلغ لأستثمره لك وأعطيك في بداية كل شهر مبلغاً من المال"، وقد تم الاتفاق عليه. وأنا أسأل: هل هذا ينصح الفقهاء أنه حتى يكون حلالاً تاماً أن يكون تحت الحساب. خذ منه
كل شيء، فإذا قال لك: أعطني المائة ألف التي معك وسأدفع لك ألف جنيه كل شهر، فأجبت: حسناً، موافق. لكن عندما نأتي في نهاية السنة ونتحاسب، فمن الممكن أن يقول لي: خذ ألفاً إضافية، إنها نصيبك من على فكرة أنا أعطيتك ألفًا زيادة وأنا مسامح فيهم يا سيدي، لا يحدث شيء، لكن في نهاية السنة. لا
أعرف ما معنى السؤال بالضبط لأنه يعني السكر والمحالج ليس هناك مانع من شرائها وأسهمها متداولة في البورصة، فأنا لا أعرف لماذا سُئل هذا السؤال إلا إذا كان يسأل. عن الأسهم وإنما عن السندات، لأن هناك نوعين من أنواع التمويل: تمويل نسميه الأسهم، يعني المشاركة، حيث تكون أنت شريكاً في الشركة، وتمويل آخر اسمه السندات، وهي ديون. فالدين الذي جر نفعاً لا نحبذه. أما المقصود بالمضاربة في الفقه الإسلامي فهو أنني آتي بشخص يعمل في
السوق بالبيع والشراء وما وأقول له خذ المائة ألف هذه وأنا موظف فلا أنزل إلى السوق ولا أفهم فيه، فالرجل - ما اسمي؟ - صاحب رأس المال، أنا صاحب المال. صاحب المال يذهب لينام في بيته ويعمل في وظيفته التي هو فيها، وهذا هو الذي يضرب في الأرض فسُمي بالمضارب. أخذ المائة ألف وباع وضع في النهاية المائة ألف أنتجت خمسين ألفاً، ونحن متفقون أنني سآخذ عشرين في المائة من الربح وهو سيأخذ ثمانين في المائة من الربح، فسأحصل على عشرة آلاف وسيحصل هو على أربعين ألفاً، أو
مناصفةً أنا سآخذ خمسة وعشرين وهو خمسة وعشرين، أو الثلث والثلثين وهكذا، فإذا نحن نتفق في البداية على توزيع النسبة، وإذا لم نتفق فيكون النصف بالنصف. إذا لم نتفق فإننا نجعلها على أساس النصف بالنصف، فهذا هو معنى المضاربة في الفقه الإسلامي. ويقول إنها جائزة، لكن عبارة "وما مدى جوازها" تذكرني بفوضى الترجمة. في الترجمة قاموا بترجمة كلمة "Speculation" إلى مضاربة، لكن "Speculation" ليست لفظ "المضاربة" مقابل معنى
"المقامرة" أنك تقامر في البورصة على الشاشة هكذا، تلك التي تشاهدونها في الأفلام القديمة حيث يقال له السهم ارتفع، السهم انخفض، وهو جالس يقامر على هذا فيتخرب بيته من الارتفاع والانخفاض المفاجئ، ويشتري آلافاً مؤلفة من الأسهم فيخسر خسارة لا قوة إلا بالله، أو يكسب اليوم لا يتصورها عقل ويخسر نفس هذه المكاسب غداً فيما لا يتصوره عقل، فهذا التضارب حتى محرم قانوناً وممنوع وعليه رقابة، ويقول لك أنت تتلاعب بالبورصة، فهذا محرم. لكن للأسف يسمونه ماذا؟
مضاربة. لا، المضاربة التي نعرفها ليست كذلك، المضاربة لدينا هي تعاون رأس المال مع العمل من أجل السعي. في الأرض لتحقيق ربح، هذا الربح بينهما، جزء منه يذهب للعمل في صورة الأستاذ المضارب، وجزء منه يذهب لرأس المال في صورة الأستاذ صاحب رأس المال. هذه هي الحكاية، فيكون هنا حلالاً، وتسعة أعشار الرزق في التجارة. استأجرت دكاناً للتجارة وقمت بتحسينه وصيانته، وطلب مني المالك بعد ذلك إخلاءه. طريق المحكمة وحكم له بعد ذلك بغرامة مالية تقدر بحوالي خمسة وعشرين ألف، هل هذا المبلغ حلال أم حرام؟ إذا
كانت المحكمة هي التي حاكمته، فحكم القاضي ينفذ ظاهراً وباطناً. فهذا التغريم إنما هو في مقابل شيء رآه القاضي، وكان ضماناً لفوات إما للمتلفات وإما للأزمان وإما لربح مفقود. إلى آخره، ابني كان متزوجاً منذ ستة أشهر وحدث خلاف بينه وبين زوجته ولم يعد هناك تفاهم بينهما، فأمها لم تفهمها الحياة. يعني أمها هي التي لم تفهمها الحياة، لكن أمه هو التي فهمته. حسناً، ربما أمه أيضاً لم تفهمه هو الآخر، ولا أبوه فهَّمه الحياة. دائماً نأتي على الضعيف. على الفقير يعني، حسناً، ربما الرجل هو المخطئ،
ما الذي عرفناه؟ الأمر أن أمها لم تفهمها الحياة وفهمتك أنت. حسناً، دعنا نتجاوز هذا الأمر. انظر، لا بد لها أن تستمر، ولا بد لي أن أتحمل. يعني هذا ما فهمته هكذا، ولا بد لي أن أتحمل. يعني حضرتك تجلس وتقفز مثل... الفول في النار، وإما تتحمله وإما لا. لأجل ماذا؟ ولماذا يكون ذلك؟ قل لي هكذا، أهو قمار هكذا؟ لماذا؟ خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله. وكان يعمل في مهنة أهله، يعني إذا كانت تغسل يغسل معها، وإذا كانت تطبخ يطبخ معها، وإذا كانت ترتب الأشياء يرتب معها. هذا
سيد الخلق، شيء مزعج والله، شيء مزعج. يجب عليها أن تتحمل؟ لماذا تتحمل؟ لماذا؟ هلّا تحملت أنت ولنجعلها مشاركة جميلة هكذا. وبعد ذلك، النبي قال لك هكذا، ألم يقل النبي لك "النساء شقائق الرجال"، وسيدنا النبي يقول "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله"، يعني انظروا ماذا أفعل أنا. الرجل الذي جاء وتكلم الصلاة. يقول: فما رأيت أرفق من رسول الله صلى الله عليه وسلم به، والله ما سبني ولا نهرني ولا ضربني. انتبه للحالة النفسية، أتظن أن النبي سيضربه لما فعله؟ يبدو أن هناك نوعاً من التصرفات يظهر أن هناك ضرباً، وأنا مستعد.
يضربني فلا أسبه ولا أهينه ولا أضربه. ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك، فتحمّل الأمر على كل حال. دعنا نرى ماذا يريد أن يقول. الحقيقة أنني منزعج من هذا السؤال والله، وضقت ذرعاً بهذا السؤال لأسباب من ضمنها أن ثلاثة أرباعنا هكذا. نعم، انتبهوا، لقد حاولت أن أنصحها. كثيراً لكن للأسف لم تسمع وتركت البيت بعد خلاف مستمر، وبعد شهرين أحب زوجها أن يُرجعها فذهب لكي يُرجعها فرفضت. وهو يسأل: هل هو ظلمها؟ قال: أظن نعم، أظن كذلك، يبدو كذلك، يعني المرء يستنتج هكذا من
ورائه. قال: طبعاً الله عالم الغيوب، لا أعرف هل ظلمها أم لا، لكن... حتى وهو يسأل معناه أنه حاك في صدره أنه ظلم، فيسأل الشيخ: "هل أنا ظلمتها أم ماذا؟" تقريباً هكذا، يبدو أنك ظلمتها. أم أنه قد ندم عليه تجاهها؟ كان عندي شخص قديماً يعمل، وبعدها تحدثنا في نحو هذا الكلام منذ أربعين سنة، فقال لي: "الله..." هل أنا لا آكلها وأشربها؟ والله هي ليست قطة، إنها إنسان ومكلفة على فكرة. انتبهوا أن النساء مكلفات. هل تظنون أن النساء غير مكلفات؟ النساء في دين الإسلام مكلفات، عليهن الصلاة وعليهن الصوم وعليهن الزكاة وعليهن الحج وعليهن كل الفرائض التي عليك هي عليهن أيضاً.
فبموجب أي شيء تتعالى عليها؟ أنا لا أعرف. فيقول: أعطيتُ ما عليّ، أحضرتُ لها الطعام والشراب، ماذا تريد أخرى؟ هل تنتبه؟ كان لدينا رجل زجّال عظيم اسمه حسين شفيق المصري رحمه الله تعالى، وكان يكتب ما كانوا يسمونه الشعر الحلبنتيشي، وهذا الشعر الحلبنتيشي كان شيئاً يعني... آية من آيات الله فيه، فعمل شيئاً اسمه المُشعلَقات السبع على وزن المعلَّقات السبع التي هي خاصة بالجاهلية. وسُمِّيت معلَّقات لأنها عُلِّقت على الكعبة، وهي شيء
مهم جداً. فامرؤ القيس يقول: "قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ، بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ، فتوضح فالمقراة لم يَعْفُ رسمها" إلى آخره، وطرفة. ابن طرفة بن العبد وكذا، وإنْ وتستطيع مجاراته ولا تستطيع مجاراته، سبع قصائد وقيل عشرة من المعلقات العشر. فهو كان ينظم المعلقات، نعم. فيقول مثلاً: "لزينب دكان بحارة منجدي، تفوح به أقفاص عيشي المقددي"، يعارض القصيدة الدالية هذه. فنظم قصيدة:
"أظن المرأة غاضبة وما كنت أقصد إغضابها". أتى رمضان. فقالت: أَحضِروا لي كيسًا من المكسرات، فأحضرنا لها، ومن قمر الدين أحضرنا ثلاث لفائف، فتعبتْ من أجلها، وأحضرتُ صفيحة سمن، وأحضرتُ لوازم لم يطلبها غيرها. قولوا لي، لماذا تشتكي ابنة الآخرين إلى أهلها حالها إلى آخر القصة؟ فهذا الرجل ذكّرني بالمعلقات السبع. وما الحكم الشرعي في خدمة الزوجة؟ لزوجها وإرضاع الأولاد، الإمام النووي رضي الله تعالى عنه يقول: وهي سنة حسنة صارت عليها نساء المسلمين، فنساء المسلمين
عبر القرون قمن من عند أنفسهن تفضلاً برعاية البيت وبخدمة الزوج وبالعناية بالأطفال، فكل هذا من الفضل. وهذا الفضل ننصح النساء أن تزيد منه لأنه هو الذي سيدخلها الجنة. لأن رعاية البيت بغض النظر عن كونه فريضة أو ليس فريضة، وسواء كان لها أجر أو ليس لها أجر، هذا كلام ليس كلام الحب ولا كلام المودة ولا كلام الرعاية والعناية. إن كلام العناية والرعاية هو أن المرأة في العالم كله وعبر العصور قامت بهذه المهمة المكرمة في الرعاية والعناية العصر الحديث الآن هو
لخلخلة هذه الأسرة بإحداث مشكلات بين أطرافها. الفقهاء الأربعة قالوا إن خدمة المرأة في بيتها ليست واجبة عليها، ولكن انظر إلى كلام الإمام النووي الذي يرى بنور الله بالبصيرة، وهي سنة حسنة صارت عليها نساء المسلمين عبر العصور. إنما في المواجهة لا بد عليك أن تقدم أي أنَّ للأسرة بما فيهم هذه الزوجة تُقدم لها كلمة "شكراً" أو "جزاك الله خيراً" عملياً ولفظياً، ويأتي هذا بحُسن الخلق، ويأتي هذا بالمشاركة، ويأتي هذا
بالحب الذي يجب أن يحيط بالناس. إلى لقاءٍ آخر، أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله