مجلس الجمعة 11-9-2015 لفضيلة أ.د علي جمعة بحضور فضيلة العلامة المعمر معوض عوض إبراهيم

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا عائشة، إن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه". وهو حديث عظيم لأنه يلخص بداية التشريع، وفي بداية الشريعة يقول... بسم الله الرحمن الرحيم. فجعل العبد بين جمالين، والعبد الذي قد آتاه الله سبحانه وتعالى الرفق فقد أُوتي خيراً كثيراً، والذي لم يُقدَّر له ذلك فآتاه شيئاً من مشرب
العنف فإنه مسكين، يجد نفسه مندفعاً في العنف، يجد نفسه مندفعاً في ماذا؟ في العنف، ولذلك ترى مشربه عنيفاً وترى قلبه. يحب العنف ويحب أن يعيش فيه ويريد أن يعيش. كان مشايخنا يسمونها "صد ورد". فهّموها أبوه وأمه وهو صغير أنه لا تسكت يا ولد، خذ حقك بيديك. إذا قال لك كلمة فرد عليه بكلمتين، وإذا رمش بعينه هكذا فارمش له رمشتين، وهكذا. وهذا ليس سديدًا وهو مضاد للحب
الذي بُنيت. عليه الحياة والحب من الرحمة، فالرحمة هي الأساس، ويتولد من الرحمة الحب. فرأينا كثيرًا من إخواننا ومن أبنائنا من لديه منهج العنف، ويرى أن ذلك هو الحق، والحق ليس كذلك، والله أعلم بما هنالك. وعلينا أن نهدئ البال حتى يصلح الحال. من لديه سؤال فليتفضل. أريد أن تلتفوا على الطريقة. الثانية التي يقولون إنه في مصر لا يُصلّى الفجر في موعده، إنه في مصر لا يُصلّى الفجر في موعده. يقول سائل: إذا
صلينا الفجر، نصليه في مصر، فبعض الناس قامت وقالت إننا نصلي الفجر قبل موعده، قبل موعده. وكتبوا بذلك إلى محافظ بورسعيد، ومحافظ بورسعيد أحال الأمر إلى المرصد، والمرصد تقريراً شفوياً ورفعه إلى الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الإسلام، رفعوا هذا الكلام إلى محافظ بورسعيد سنة أربعة وسبعين، وعبد
المرصد مخلص ورفعها سنة اثنين وتسعين، أي بعد ثمانية عشر سنة، لا عليه. فالتقرير الذي رفعه محمد علي محمد علي من المرصد يقول فيه أن الحسابات الفلكية حُسبت. على أن الشمس تحت الأفق تسعة عشر درجة وأن الصحيح ما بين أربعة عشر إلى خمسة عشر، فيكون هناك أربع درجات ما بين تسعة عشر وخمسة عشر. فيكون الفرق كم؟ أربعة. وهذه الأربعة، كل درجة تسير فيها الشمس في المتوسط أربع دقائق، فيكون أربعة في أربعة بكم؟ بستة عشر، فيكون... نحن نصلي
الفجر قبلها بستة عشر دقيقة. الشيخ جاد كان قاضياً شرعياً ومتأنياً. عنده آية: "إن فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة". فكان حليماً وكان متأنياً رحمه الله. صوّر التقرير هذا عشر نسخ وأرسلهم لعلماء الشريعة، فأرسلهم لسيدنا الشيخ القرنشاوي وسيدنا الشيخ الحسين الشيخ وسيدنا الشيخ جاد الرب رمضان. جمعة وسيدنا الشيخ محمد الدهمة وأرسلتها إلى الفقير إلى الله إلى ربه الغني الذي هو من؟ علي جمعة مولانا، وبقي التقرير عند المشايخ
مدة حتى سألني الشيخ بجدية: "ماذا فعلت في التقرير؟ هل درسته أم لا؟" فقلت له: "لقد درسته وأرى وأستشعر فيه أنه يحتوي على خطأ، ولعل الأقرب إلى ما كان عليه المساحة المصرية قسم الجيوديسيا لكن دعني أراجع المشايخ وذهبت إلى سيدنا الشيخ جاد الرب رمضان وقلت له يا مولانا رُفع إليك تقرير من المرصد يقول أن الفجر في وقته إشكال. قال: قرأته لكن
هذه الدعوة دعوة قديمة وليست دعوة جديدة، وهذه الدعوة القديمة لما شاعت في أواخر... في الخمسينيات قالوا إن الحكومة تريد أن تضل الناس. الحكومة تريد ماذا؟ أن تضل! طيب، وما شأن الحكومة بذلك؟ صلِّ الآن، أو صلِّ بعد نصف ساعة، أو صلِّ بعد ربع ساعة. هل انتبهت؟ ما هذه العقلية! الحكومة تريد أن تضل الناس! ولقد تتبعت
بنفسي أذان الديك في بلدنا فوجدته عميلاً الذي هو ديك ربنا، تصبح الحكومة تقية هكذا بهذا الشكل. الترتيب المنطقي سيكون أن الحكومة دقيقة إذا كان الديك يؤالفها (يتوافق معها). ألف الإمام السيوطي في فضل الديك، وكان في القديم يقولون صياح العتاريس، والعتاريس جمع عتريس، والعتريس هو الديك، والديك الفصيح يخرج من البيضة يصيح. قال لي لزومه (ضرورته). ما كل هذا والكلام أصبح وسبعة عشر شيئاً
ونحن نراه ونحن نفعل ما يلزم، والديك يصيح على النتيجة، فلفت نظري ما هو أمام عالم كبير كنا نسميه الشافعي الصغير. يا ما هذا! هذا صحيح، واضطررت أن أشتري بعض الدجاج ومعه ديك، وجلست أتتبع هل الديك سيؤذن أم لا، فوجدته يؤذن. قبل المؤذن بنصف دقيقة، فلما كان الحال كذلك ونحن في بيتنا القديم في وسط المنطقة وما إلى ذلك، وجئنا هنا في أكتوبر، أحضرت ديوكاً أخرى لكي أستمتع بسماعها فقط. لكن في قصة ما، ظهر أنه عميل
الحكومة هذا، فوجدت الديك - يا أخي سبحان الله - يصيح قبل نصف دقيقة، رأى سيادته في المنام أنه يؤخر الأذان لأنه يُجهز الميكروفون، فالديك يرى شيئًا ما، يرى شعاعًا في السماء فيؤذن. والنبي عليه الصلاة والسلام تحدث عنه أيضًا لأنه يوقظ المرء من ماذا؟ من نومه للصلاة، والصلاة خير من النوم. هذه الضجة لا تدخل عقولنا، سيُمسك ويُثبت لك بعلم الجيوديسيا وعلم... المثلثات والخرائط وعلم لا أعرف ماذا، إننا نؤذن بطريقة خاطئة. حسناً، وديكٌ يؤذن بطريقة خاطئة أيضاً،
أتفهمني؟ فالقضية كلها هكذا، من أين أتت؟ فبدأنا نبحث، لكنني أقدم لك الحل الآن، فاطمئن، نحن نصلي بشكل صحيح. كما أخبرك الآن، في سنة ألف وتسعمائة وثمانية ثار جدل بين فلكيي مصر في تحديد عندما تكون درجة الحرارة تحت تسعة عشر أو ثمانية عشر أو سبعة عشر ونصف، وكان الفرق بسيطاً بهذا الشكل درجتين أو ثلاثة، فقد أحضروا شخصاً اسمه هايدي، وهذا هايدي ذهب إلى أبو سنبل ومكث شهرين: سبتمبر وأكتوبر، ورصد ظاهرة الفجر على ما هي عليه
طبقاً لما قاله له الذي هو كذَنَب السرحان والذي هو منتشر فجر الصادق والفجر الكاذب وكذا إلى آخره. رصد وسجل واستخرج الحساب، رأى الفجر بعينه فقال: "الله، هذا هكذا يكون تسعة عشر. حسناً، متى يكون تسعة عشر ونصف؟ في الوقت الفلاني". لديهم حسابات، ووضع نتيجة مصر، ونشر بحثه بالألمانية في مجلة مصرية باللغة الإنجليزية. المجلة تصدر الإنجليزي نشرها باللغة الألمانية ونشر المجلة في مجلة العلوم بالقاهرة واسمها هكذا "كايرو ساينتفك"
(علوم القاهرة)، نشرها في هذا في سنة ثمانية. وللتأكد ذهبنا وماذا فعلنا؟ نأتي بـ "كايرو ساينتفك". من الضروري تتبع كل شيء، فوجدناها منزوعة، وجدناها يا إخواني، وجدناها يا أبنائي منزوعة من الدار. الكتب المصرية والوثائق والمحفوظات، هذا العدد بالذات علامة استفهام، ماذا يُفعل بنا الآن؟ ومن الذي وراء هذه القضية؟ ومن الذي نزعها ولماذا نزعها؟ ولماذا هي بالتحديد؟ كل
الأعداد موجودة إلا هذا العدد! ماذا حدث لنا؟ أصابنا نوع من أنواع الغضب، فنحن عندما نغضب، أصابنا نوع من أنواع الغضب فلم نسكت. ذهبنا وأحضرنا العتاد من لندن، أحضرنا العتاد من أين يا أخي؟ من لندن. لأن لندن ليس فيها إخوان مجرمون، لندن ليس فيها إخوان مجرمون، فهم محتفظون بالأشياء، وصورنا العتاد يا عزيزي وترجمناه من الألمانية إلى العربية، وفعلنا كل هذا، وكل هذا من محفوظات دار الإفتاء المصرية، أأنت منتبه يعني؟ ومهما تكن عند امرئ
من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم. وتظنون أننا لن نستطيع إحضاره. ما شأنهم؟ أفلأن الحكومة فاسدة وتجعلنا نصلي - والعياذ بالله - مع أن الحكومة أصلاً لا علاقة لها بهذا الأمر إطلاقاً، تجعلنا نصلي خارج الوقت فتكون صلاتنا باطلة؟ حسناً، فماذا يعني ذلك؟ يعني تُرفع ومن الذي يأتي الإخوان المجرمون وهكذا في آلاف الجزئيات حتى رسموا صورة سيئة وأفسدوا في الأرض. من المهم أننا أحضرناها من لندن، رضي الله تعالى عن مسلمي لندن، وترجمناها من الألمانية إلى
العربية، وضبطنا المسائل، ومعنا النسخة الألمانية والنسخة العربية والنسخة الأصلية، وتمام التمام. وأحرق دار الكتب يا إخوانك، يقول في الظلال أن هذا الفجر باطل، نعم، لذلك الظلال الذي صدر سنة أربع وخمسين وخمس وخمسين وست وخمسين وسبع وخمسين يقول هذا باطل. فهمنا السر وفهمنا من الذي وراءه. حسنًا، هو باطل، لا بأس، لن يحدث شيء إذا كان باطلًا. دعنا نقول إذًا ما الذي يضرنا؟ يعني أننا... نتأخر عشر دقائق أو ربع ساعة، يعني ما الأمر؟ وكان أتباعه
في المعتقل إذا سمعوا صوت الأذان - هم لم يكونوا معتقلين بل كانوا مسجونين في السجن - إذا سمعوا صوت الأذان قالوا: "أذان اللصوص". انظر إلى البخل! "أذان اللصوص" لأنهم سرقوا الشريعة. إنهم يشحنون الناس، يشحنون الناس حتى يشحنوهم. في أنفسهم أذان اللصوص، سرقنا ربع ساعة من الليل أو من شيء آخر. آه، فهمنا! إذاً الحكومة هي السبب، وهذا أذان اللصوص، والبلد هكذا باطلة وتجعل الناس تصلي في غير وقتها. إذاً يجب أن تتغير. إذاً
من الذي سيأتي مكاننا نحن، يا حكومة ونحن يا شعب؟ الإخوان المجرمين! تجاوزنا عن. كل هذا وأحضرنا الأبناء العلماء من المرصد، نعم، أي منهم من هو أصغر مني سناً، تعال يا بني أنت وهو، تعال، وعقدنا اجتماعاً. كان ذلك في عهد فضيلة الشيخ نصر فريد واصل مفتي الديار، وذهبنا واجتمعنا في مؤتمر لمناقشة هذه المسألة، وتفاهمنا وتجادلنا، وقلنا لهم: حسناً، إن هذه الحسابات خاطئة فقالوا: "أنتم تريدون إذاً أن نرى الفجر بالعين المجردة وليس المسلحة". قلنا لهم: "نعم". قال: "هذا
يحتاج سنتين لنرصد في أماكن مختلفة، خمسة أماكن، حتى نستطيع الوصول إلى ما تقولونه". وحسبنا الحسبة وقتها، فطُرحت خمسة ملايين تكلفة لهذا المشروع. كم؟ خمسة ملايين. حسناً، أنا ما... ليس لديّ خمسة ملايين جنيه، وإذا كان الديك يؤذن، فلماذا أذهب وأدفع خمسة ملايين جنيه؟ ولماذا أفعل ذلك؟ لأنه لا يوجد خمسة ملايين ولا أحد يقتنع بالتبرع بخمسة ملايين من أجل مسألة فيها الديك يؤذن، يعني أمر
أوضح من الواضحات وأجلى من البينات. سكت وقلنا له: حسناً، ليت أحداً يكتب عِلمية، وكان هناك رجلٌ رحمه الله اسمه أمير. ماذا فعل أمير؟ قدَّم رسالة علمية إلى كلية الهندسة بجامعة الأزهر لينال بها درجة الدكتوراه، وتحدد له يوم السبت للمناقشة، فتوفي يوم الجمعة. أمير رحمه الله توفي يوم الجمعة، والمناقشة هذه موعدها غداً السبت. وكان في ذلك الوقت رئيس الجامعة
الدكتور عبد الشيخ وقالوا له الآن الرجل جلس وغداً سيأخذ الدكتوراه أو سنحضر أحد زملائه ليناقشوه ونمنحه الدكتوراه لنفسه، فقال: لا يوجد شيء في القانون اسمه هكذا أن نمنح الدكتوراه للمنتقل هذا، لابد أن يكون من شروط الدكتوراه أنه يكون حياً. هذه الدكتوراه لدي، ها هي المستندات وهي صدى صوت للتقرير. خاص بمحمد علي، محمد علي، لا يوجد شيء جديد، فاجتمعنا مرةً أخرى وأحضرنا الدكتور إسماعيل خليفة الذي يضع النتيجة، الذي يضع ماذا؟ النتيجة، أستاذ الجيوديسيا في هندسة الأزهر، والدكتور بكري
والدكتور كذا، وأحضرنا هذا وذاك، وقلنا: يا شباب ما الأمر؟ فقالوا: والله هذا الأمر نحن فيه صحيحون مائة في المائة. ويقدم أسباب السلامة وكذا في سنة ست وسبعين التقيت حسين كمال الدين، وحسين كمال الدين هذا ابن سيدنا الشيخ أحمد بك إبراهيم الذي هو صاحب الكتب المعروفة. كلفته جامعة الإمام أن يبحث هذه المسألة المتعلقة بالجيوديسيا في الشريعة الإسلامية، فبحث الرجل وأخرج نتاج بحثه ستة مجلدات. الست مجلدات موجودة
عندي. كما قال أحسِنوها، تقول لك لا لم تصدر. حسناً، ها هي وطبعتها جامعة الإمام محمد بن سعود. المجلدات الستة تتحدث عن: المجلد الأول في تحديد القبلة، كيف تحدد القبلة وأنت في أي مكان في العالم، والثاني في رؤية الهلال، كيف ترى الهلال، والثالث في حساب الأربعة في حساب مواقيت الصلاة في العالم على خطوط العرض - على خطوط أي؟ ليس الطول، بل العرض. انتبه جيداً: القاهرة تقع على خط طول ثلاثين وخط عرض ثلاثين. أين توجد نقطة التقاء خط الطول هذا بخط
العرض ذاك؟ إنها عند الهرم الأكبر. يعني لو أزلت الهرم ستجد نقطة الالتقاء تحته قاهرة هكذا من أين؟ من غرينتش، قرية تقع بجانب ماذا؟ بجانب لندن أيضاً. مائة وثمانون درجة ومائة وثمانون درجة، الأرض كلها ثلاثمائة وستون درجة. ثلاثمائة وستون، عندما تحسب أربعاً وعشرين ساعة على الثلاثمائة والستين، تحصل على أربع دقائق في الدرجة. الشمس تجري في الدرجة كم دقيقة؟ أربع دقائق من الدرجة. للدرجة هذه، فلو كانت الإسكندرية على ثمانية وعشرين ونصف، فيكون بيننا وبينها درجة ونصف، أي ست دقائق. فيكون الأذان يُؤذَّن هنا الثانية عشرة مثلاً،
ويُؤذَّن هناك الثانية عشرة وست دقائق. ويُؤذَّن المغرب هنا السابعة، ويُؤذَّن هناك السابعة وست دقائق، وهكذا. وأحياناً تكون أربع دقائق وقليل، فيُؤذَّن السابعة أو... انتهى الكلام الإسكندرية من ست إلى ثمان دقائق طبقاً لأوقات السنة والأمر منضبط مائة في المائة، وما هناك إلا أن هذه ادعاءات بدأت مع سيد قطب وانتهت بمحاولة إتلاف المستندات، وانتهت بمفاهيم ليست مفاهيم شرعية، وانتهى الأمر على ذلك واستقر الحال والمآل، وأن نقول لهم كلمة واحدة فقط، واحدة فقط، هذا هو أُؤَذِّنُ ولكن هكذا، انظر الكلام سهلٌ جداً. الديك يؤذِّن فهناك أغراضٌ أخرى حوله، يعني هناك أهداف أخرى. لكن سبحان
الله يا أخي، الديك يؤذِّن على النتيجة، على النتيجة. نعم، حسناً، حاضر، نعم، ماذا تريد؟ لا، هذا كلامك أنت الآن، هذا كلام صحافة هكذا، ويبدو أنك
صحفي، والله يبدو صحف الأعمال إلى الله سبحانه. الحديث قالوا: وما سبحة الحديث يا رسول الله؟ قال: القوم يتكلمون والرجل يسبح، تاركاً إياهم يتحدثون مع بعضهم هكذا، وهو منشغل بالذكر. وأشر الأعمال التجديف. قالوا: وما التجديف؟ قال: ينعم الله عليه، فإذا جاءه السائل وقال: أعطني، قال: من أين؟ فيكون بذلك قد أنكر نعمة الله عليه يتهرب
من واجباته الاجتماعية، هذا التكذيب. ألف السيوطي كتاباً اسمه "التحدث بنعمة الله" ذكر فيه سيرته الذاتية، واعتبر كل شيء في حياته من نعم الله عليه، فتكلم عن حالته العلمية، وعن كتبه التي ألفها، وعما يفعل من عبادة، وعن موقفه من السلاطين وغيرهم وعموم الناس، وهكذا.
ما هو الحديث أو الآية الحديثة؟ لا، هذا لا يصلح. لا، يعني ينميها ويحدثها ويطورها ويغيرها كما شاء الله فتصبح النعمة من عنده يا أخي. لكن النعمة ليست من عنده أصلاً. "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها". إذا جعلناه مكلفاً بذلك فهو المنعم مع الله جميعاً. بأمر الله حتى هذا، حتى هذا الجديد بفعل الله ومنسوب إليه. نعم، لو تتبعتِ الله في النظر الموضوعي الأمين. ما هو طلبنا بهذا لأن نتكلم، وهكذا هو يتكلم على تشويش وتلبيس. هو قال
لكِ: "طيب، صليت أنا في البيت بعد الأذان مباشرة وهكذا مباشرة". فالإمام البرزلي... قال المالكي: إذا أخطأ أهل قرية في صلاة الفجر أربعين سنة، أربعين سنة يصلون قبل الميعاد، ثم عرفوا خطأهم، فماذا عليهم؟ قال: يعيدون صلاة واحدة. في ذمتهم صلاة واحدة. لماذا؟ لأن كل يوم قد قضى به ما سبقه. كل يوم صليت الفجر أنا في أمانة الله وأنا أظن أنه هو. فجر صحيح فاتضح أنه قبل الموعد، فيعتبر
واقعاً في اليوم الذي قبله. حسناً، غداً يقع عنه، وبعد غدٍ يقع عنه كذلك، وهكذا. فلما اكتشفوا الخطأ صلوا ركعتين. هذه قضية ليست كما كنت تظن. قلت إنك تريد حلها فقهياً وهي أصلاً غير مرتبطة. ما بالك؟ أنت تريد حل مشكلة غير موجودة. هذه المشكلة موجودة لغرض آخر، التشويش والإرباك من أجل ماذا؟ هذه مسألة بسيطة جداً. يريدون حكم الإخوان، مشتاقون، متعطشون. سبب كراهيته للأزهريين، نعم سبب كراهيته للأزهريين. لأنه سيصبح إماماً وسيفضحونه، ولذلك الأزهريون الذين كانوا معهم تركوهم. يسأل قائلاً: ما
معنى "النادر لا حكم له"؟ يعني لا يُقاس عليه. يُحفظ ولا يُقاس عليه، يعني لا حُكم له، يعني ليس هناك أحكام متولدة منه لأن هذا على خلاف القياس، على خلاف سنن القياس، يعني لا نقيس عليه. لكن هناك أمور التي ليست نادرة نقيس عليها لكي نعرف حُكم الله. نعم، قال صلى الله عليه وسلم: "سبحانكم" حتى. أكون أحب الثناء
عليكم "يحببكم الله"، "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"، "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا". وهكذا نعم، هو الحب، أي عمل بالجوارح، هو الذي يظهر كله في حب للعمل، ولكن يوجد أيضاً لو كنت... حقاً حبه لأطعته، إن المحب لمن يحب مطيع. سيدنا الشيخ معوض إبراهيم، مرحباً أنا علي جمعة الفقير إلى ربه الغني، الفقير حسناً، أنت الآن جئت. الله والغني سواء، أكرمك الله وبارك فيك يا رجل. يعني أنا أخطأت. أحببناك يا دكتور علي، بارك الله فيك.
يعني حياتي. أنا جئت إليك من آخر الدنيا، وإن كانت دمنهور ليست من آخر الدنيا والله. تحملت المشاكل الصعبة، مع أنك كنت تقول لي: تعال وسآتي فوراً يا ابن الحلال. والله زيارتك لي تُعتبر بمثابة حجة، في مقام حجة. وبالطبع هي حجة لغةً، لأن هذا هو المقصود. لي رجاء وإن يرحل إليك، الله يحفظك، الله يحفظك، نعم، الآن الحضور يريد أن يتبرك بحضرتك وتجيزه بأسانيدك. المتصل: نعم أجيزه. من تجيز؟ الطلبة الموجودين، فهم يريدون طلباً للعلم. نعم، هيا، حضرتك، خذ الميكروفون، وأنت أجزتهم. نعم أجيزهم، نسأل الله الكريم رب العرش العظيم. أن
يرفعهم إلى مستوى إجازة الدكتور علي وإجازتي لهم في أن يبلغوا عنا ما بلغنا شيخنا وما كلفونا به وما منحونا إياه من الإجازات. أسأل الله تعالى أن يجعلهم أهلاً لهذه الإجازة. قولوا: قبلنا هذه الإجازة. حسناً إن شاء الله، لا تتركوهم أبداً، لا تتركوهم. ادعوا لهم الآن، ادعوا. اللهم اشرح بالإيمان قلوبهم وأنر بالقرآن عيونهم وأطلق ألسنتهم بذكرك وشكرك والثناء عليك وأنت أهله في ذلك اليوم الكريم وفي هذا البيت من بيوتك التي جئناها قصداً، فإذا بنا نصلي في مسجد المصطفى، وإذا بالشيخ يأتي فجأة ويطلب مني أن ألقي كلمة، وقد كان مكتوباً ألا يتحدث أحد.
على الصلاة فجاء الشيخ أكرمه الله ومعه مكرمون وطلب منه أن يتكلم وهي إلى آخره. الحمد لله، لكنني سعدت الآن سعادة لها بداية وليس لها نهاية بلقاء الدكتور علي الذي يعلم الله تعالى كم أحببناه في الله. نعم سيدنا، بارك الله فيك يا مولانا. طيب يا أولاد فضيلة الشيخ معوض. عوض إبراهيم من مواليد ألف وتسعمائة واثني عشر، وهو الآن والحمد لله رب العالمين أن تصلكم البركة تامة، وهذه هدية رسول الله إليكم، لأنه هو الآن عنده مائة وستة سنوات بالهجري (بالسنين الهجرية) ومائة وثلاث سنوات بالسنين الميلادية. هل انتبهت كيف اتصل الأول بالآخر
عن طريق سيدنا والله سبحانه؟ وتعالى يحفظ عليه صحته ويحفظ عليه ذاكرته ويحفظ عليه علمه وقد كان نافعاً للمسلمين عبر هذه الرحلة الطويلة ولا يزال، فكونه ينتقل من بيته إلى هنا وهو بهذا السن، فنحن ندعو الله له بمديد الصحة والعافية ومزيد النفع، وإن شاء الله نعاهده ونعاهد الله سبحانه وتعالى على أن نسير في سيرته الحميدة مرحباً ستسعد بك الديار والأهل والمعشر. وأنا في هذا العمر الذي تراخى وتجاوز القرن من
الزمان وستة أعوام كذلك، في حاجة إلى سؤال الدكتور علي ولو هاتفياً، ففي ذلك عافية الدين والدنيا على سواء. يا الله، هي إجازة ثانية، ها أنت حيّرتني. أصبح سيدي، السلام عليكم، سآتي إليك إن شاء الله، سآتي إلى بيتك إن شاء الله يا ابن الحلال. أنا أشتاق إليك كثيراً، هذا يكفي جداً. اشتقنا للشاي، أهلاً مرحباً بكم بحمد الله، أهلاً بكم. تلميذتك بخير دائماً، تلميذتك بخير دائماً.