مجلس الجمعة 3 - 4 - 2015 بمسجد فاضل | أ.د علي جمعة

مجلس الجمعة 3 - 4 - 2015 بمسجد فاضل | أ.د علي جمعة - مجلس الجمعة
من لديه سؤال فليتفضل. هذه المسائل تُقال: "أنّى يكون لي ولد" فبطَّلَ عن الكِبَر، وفي نفس السياق على لسان زكريا عليه السلام قال: "أنّى يكون لي ولد" ولم يسبق له ذلك، وأشير إلى الحاجة أن الولد قد فات. فأما دلالة أنه يكون هناك ولد وهذا ولد، قال: "أنّى يكون لي يا من ولدت لأنها تلد وهو لا يلد، هل زكريا يلد؟ حسناً، بالطبع "والوالدات
يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة". الولادة والدة، وهذا مشتق آتٍ من الولادة. سيدنا زكريا يحمل ويلد، حسناً، والسيدة مريم تحمل وتلد، نعم، حسناً، فهذا ولد وهذا غلام، أوضح من الواضحات وأجلى. من البيانات عندما يقول له يقول له: "سَتُنجِب لي غلاماً ابناً" حسناً، لكن "سَتُنجِب لي شخصاً أو هذه المرأة"... السيدة مريم هي التي تقول هكذا. ما بك؟ كأنك غير مقتنع أو غير فاهم، أو ما هي مشكلتك؟ نعم، حسناً، هذا سؤال سهل. نعم، هو يسأل
عن الرؤية في المنام. والرؤية في اليقظة فالنبي صلى الله عليه وسلم نفى الرؤية في اليقظة أما رؤية الله في المنام فقد أثبتها وقال: "رأيت ربي
في أبهى صورة فوضع يده على ظهري حتى شعرت ببرد أنامله في صدري". هذا سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم، إذاً فرؤيا المنام غير رؤية اليقظة ويكتبها العرب. هذه بالألف وهذه بالتاء المربوطة، فيقولون: رؤيا أي كانت في المنام، ورؤية أي كانت في اليقظة. فالمنفي هو ما كان في اليقظة، والمثبت هو ما كان في المنام. إذًا إذا اختلفت الجهة فلا تناقض. أسئلتكم سهلة. النبي عليه الصلاة والسلام نعم. الإجازات العامة مع أن الإيجاز قد لا يسمح بالإجازة. مع أنه البركة هو يتحدث عن الإجازة
العامة والإجازة الخاصة وما يُنظر في سنده وما لا يُنظر، والسند من خصائص هذه الأمة، وبالسند تتتابع البركات، يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ولذلك فحلقات الإسناد تميز هذه الأمة وتجعل السند متصلاً وتجعلها طريقاً لتوارث البركة، ولذلك أجاز العلماء بعد عصر. ذكر الخطيب البغدادي والبيهقي في القرن الخامس الهجري أن تكون الإجازة حتى بالمعاصرة، لماذا؟ حتى نصل إلى سلسلة البركة، وهذا هو الذي افتقدته داعش والجماعات الإرهابية والسلفية وما شابهها. كل
هذا الكلام يؤكد أنهم افتقدوا السند فافتقدوا البركة، فحدث ما حدث ولم يتم التوفيق، لأن الإسناد من الدين وهو من ولذلك لا نتركه أبداً. نعم، لديهم، أليس كذلك؟ ما المشكلة مع طباعي إذا أردت أن تصيح لهم أمام الجمهور؟ إن لم تكن تريد أن تصيح فحسناً، هذا أمر يعود إليك أنت. حسناً، اسأل ما تريده ولا تسألني في أمور إجرائية لوجستية تنتقل من مكان لمكان، ما شأني بذلك؟ صِح لأبيك. وأمك لا تمنحهم تسهيلات، ليس لي تدخل، قُل فقط شفافية. نعم، يمكنك أن تشتكيه في الصحف. قُل: أنا بقوتي وكل
ما تبقى لي سأواجهه معي. كنت أفهم أنني متساوٍ، وأصبح واضحاً أنها غير ملزمة. فأبوك في حالة التجلي قال: والله سنعمل لك ونسوي لك، وبعد ذلك ليس معه المبلغ الفلاني. وبعد ذلك ليس معه المبلغ المذكور، انتظروا فقط يا أبناء،
الوعد غير ملزم إلا إذا ترتب عليه ضرر. ماذا يعني إلا إذا ترتب عليه ضرر؟ يعني أتى وقال لك: "أقول لك بع هذا الأثاث وأنا سأحضر لك أثاثاً بدلاً منه"، فذهبت أنت وصدقته وقمت ببيع الأثاث وأصبحت بلا شيء، حينئذٍ وقانونًا أنه ما دام قال سأبيع الأثاث وسأجلب لك بديلًا، فيجب عليه أن يأتي بالبديل، لكن المشكلة أنه قد يأتي ببديل من أي مستوى يريده، سواء كان بمستوى أفضل مما ذهب أو أقل منه، لأن له أن يدّعي أنه يملك عشرة ملايين وفي ذمته عشرون، فهو مسكين يحتاج أن يتدبر بقية العشرة مليون يا
عزيزي التي في ذمته صدقة أو كذبة هذه قضية ثانية، لكن القضية أن القاضي والمفتي ورجل الدين سيقول له إن الشخص غير ملزم. يجب أن تعرف هذا الأمر. فعندما يأتي ويعدك قائلاً: "سأغير لك هذا" أو "سأغير لك كل البيت" أو "سأغير لك الأثاث"، إذن ماذا قال لك ماذا؟ هو قال لك وعدوا أمام ربنا، فلا تسأل فيه. عندما يقول لك وعدوا أو أمام ربنا، فلا تسأل فيه. تصرف كأنه لم يَعِد، فإن وفى فبها ونعمت والحمد لله، وإذا لم يفِ فخلاص، يُغني الله كله من سعته. هذه هي الحكاية. أما أمك فيجب أن تصبر عليها النساء هكذا، ليس كل النساء يعاملن أبناءهن بشكل جيد. لماذا بالتحديد
أمك تعاملك بشكل جيد؟ فلتهدأ، إن الأم ترى ابنها قطعة من اللحم الأحمر الثمين الذي رأته في المرة الأولى. كَبُرَ وارتدى قميصاً رُسِمَ عليه شعار بوما. لا فائدة، سيظل ضعيفاً. هذا موضوع لم يثبت عند رسول الله صلى الله خاصة برسول الله أنه ثبت كلمة لم تثبت واحدة تلو الأخرى، لكنك تقول كلاماً خاطئاً. الموضوع لم يثبت، وهذا نذكره حتى نحذر منه.
ما حذفناه انتهى، لقد حذفناه منذ القرن الثاني الهجري، حذفناه ولم يعد موجوداً. فعندما تقرأ البخاري لن تجد فيه موضوعاً، ومسلم لن تجد فيه موضوعاً غير [صحيح]. لا تجد فيه موضوعاً تخلينا عنه تماماً. الكلام الذي تطلبه حدث منذ ألف ومائتي سنة. الحمد لله أنه في وقت يظهر فيه كاذب ويقول لا، لم يحدث، هو كاذب ونحن نكره الكذب. يا أخي، كرهنا الإخوان لأنهم كاذبون، وكرهنا الدواعش لأنهم كاذبون، وكرهنا هؤلاء الشباب لأنهم كاذبون أرادوا رفع. قضيةٌ وألغوا برنامجه، لا، انتهى الأمر. اليوم الذي ألغي بالأمس، ألغي أمس. لكن القضية ليست هكذا، القضية هي أن تحذر من
الكاذب وحسب. هذا الشاب يكذب يا شباب، وهذا كل ما في الأمر. إنه يكذب، أي يقول لك إن الرازي قال أن المرأة حيوان وأن الله تعالى خلقها لكي لم يقل الرازي هكذا ولا أي شيء. بحثنا عن الرازي، من أين يأتي بهذا الكلام؟ كذب، طوال النهار، كذب في كذب على أئمة الإسلام وعلى سيدنا رسول الله. يقول أحمد بن حنبل واحد من النصابين الأربعة، وهكذا الكذب ولّد قلة أدب، وقلة الأدب ولدت كراهية، وكل هذا ليس شأننا. لكن التراث الإسلامي هو الذي قضى على الخوارج وهو الذي قضى على الروافض وهو الذي حمى
حضارة الإسلام عبر القرون من الصليبيين ومن المغول ومن الاستعمار الحديث، كل هذا ما الذي حمى البخاري والأئمة الأربعة بعد كل هذا مئة ألف ومئتي سنة، يأتي إليّ شخص يتظاهر أنه إنجليزي يقول لي ويعمل لي، فماذا كنا نفعل؟ نحن منذ أربعين سنة ونحن نعمل. هذا واحد من آلاف العقول عبر القرون، ولذلك كل هذا لن يجدي شيئاً، سيصطدم بحائط القدر. هذه الآية منسوخة
بالتحليل، مما يعني أن هذه الآية ليست وعداً، يعني هذه الآية منسوخة بقدر أن... تكون تجريبية منسوخة، وبالتالي شيئان ليس عندي ولا يوجد، يعني علم النسخ هذا أضافوه إلى الإسلام. النسخ يعني كان هناك شيء عام هكذا وخصصناه، فنسخنا هذا العموم، أي أزلناه، وأصبح هناك مستثنون. لكن القضية ماذا؟ القضية أنه ما من آية قيل إنها منسوخة إلا وقيل إنها... ليست منسوخة، لا يوجد، لا يوجد أي شيء إلا هكذا. فمصطفى زيد - رحمه الله - ألَّف كتاب "النسخ في القرآن"، فقال إنه لا توجد إلا ست آيات فقط.
فالشيخ أبو زهرة حينها قال له: "تاه الآن"، خلاص ست آيات هذه بسيطة. وعبد المتعالي الجبري ألَّف "لا نسخ في القرآن" وقال لك من الذي يقول أنها منسوخة ومن الذي يقول أنها ليست منسوخة، وهذا هو المثال: ربنا حرّم الخمر، طيب أنا سأشرب الخمر، معصية، فيقول لي: حسناً لا ترتكب معصية ثانية أنك تذهب سكران وأنت تصلي، فيصبح عندي معصيتان: معصية في شرب الخمر، ولو ذهبت وأنا سكران لأصلي. تصبح معصية ثانية وهكذا. هناك
شيء يسمى العلة والحكمة، العلة تعني أن المادة مسكرة وليس أنك تسكر. هناك بعض الناس يشربون الخمر لأجل الغناء، فلا تأتيهم حالة الطرب إلا عندما يشربون الخمر. فهذا الشخص لا يفقد وعيه ولا يُستَر عقله، لكنه يشرب المسكر، والمسكر نجس، فلا يصح إذا كنت واعياً. أو أنت في حالة غلبة السكر فلا يصلح أن تذهب إليه، لأن المحرم هو المادة التي فيها الإسكار حتى لو أخذت نقطة واحدة، حتى لو كان على سبيل
النموذج المعرفي. "النموذج المعرفي" هذا ترجمة لكلمة "بارادايم"، و"البارادايم" معناه الهيكل الصرفي الذي تُبنى عليه الكلمات في المعجم (في القاموس)، وهذا الهيكل كوين إلى الثورات العلمية ثم نُقِل إلى العربية باعتبار أنه الفارق لكل تغيير يحدث في البنية الفكرية أو الاقتصادية أو الاجتماعية إلى آخره، فإذا أردنا أن نذهب إلى الدين الإسلامي فنعرف النموذج المعرفي له، فهذا ينقل المسألة إلى الأفكار إلى الرؤية، والرؤية موجودة أغلبها في العقيدة لكنها ليست
قاصرة في العقيدة في المقدس مثلاً موجودة في الفقه، كتقديس الكعبة أو تقديس النبي أو تقديس المصحف، كل ذلك مستفاد من الفقه. فإذن النموذج المعرفي فكر، والفكر يتحدث عن المجرد، والمجرد هو العلم، والعلم في العقيدة.
وليس أنه إذا قال أحدهم هكذا "لم تنعقد"، إذاً أنا عندما أخرج فهو من أهل النار. إن ما نحن منشغلون به الآن قد هزّ ذرات الكون، وستهتز كلها. لقد كان النبي
وحده في رعاية ربي. عند فقدان المربي لا حول ولا قوة إلا بالله. أنا وأنا أفعل هذا أؤدي ما أُمرت به. ها هو عام، ها هو في الإنترنت، وهذا كافٍ. وأنا جالس أكتب الآن، أما... أنا الذي أهدي الناس دائمًا والله، ولا نصف قدر منّا. هذا من عند ربنا. أراد الله لنا الخير فسينتشر ويعم، وستتغير الأحوال. وهذا يؤثر في ذاك، ويتأثر هذا بذاك، وهكذا. هذا ما كُلفنا به فقط. هذا الكون ليس ملكي ولا ملكك، إنه الكون. ودائمًا انتبه واجعل في ذهنك دائمًا. أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، ودائماً أن هذا الكون ملك الله وليس ملكنا، والآلاف الآيات "ما على الرسول إلا
البلاغ". أما أنك تظن أننا عندما ننشر سنهدي الناس، أبداً، فمن الممكن أن الناس إذا أراد الله لها الضلالة تعكس الحقائق وتصل إلى قلوبها مع ذلك، لكن ما خرج. ما يصل من القلب إلى القلب، وما يخرج من اللسان يقف عند الآذان. إذاً ما المطلوب منا؟ أولاً: الإخلاص، ثانياً: التبليغ، والأمر بيد الله. علينا أن نبذل الأسباب التي نستطيعها. يعني لو كنت في يوم من الأيام صاحب محطة، لكنت ظهرت وأزعجتكم كل يوم بالإلحاح المستمر، لا صاحب محطة انتهى الأمر، أعطوني ساعة في اليوم لأعمل فيها. صاحب المحطة طردني، ماذا نفعل يعني؟ أرجع مسروراً غاية السرور. اليوم استراح الله. القلوب المتضرعة هي التي
توصلك إلى الله، لا يوجد شيء غير ذلك. آخر سؤال، نعم، عند الشافعي تبطل الوضوء وعند أبي حنيفة لا تبطل الوضوء، أنت. لك الاختيار الفقهي يعني ما دام هو رأي إسلامي لأحد المجتهدين العظام فله دليله. أنت لا يوجد مكان للوضوء وتُصافِح، فهناك ناس تصافح وناس لا تصافح، وصافحت امرأة أجنبية ولا يوجد مشكلة. قال لي هذا مذهب أبي حنيفة، بسهولة هكذا صافحت، وإذا أتيحت لك فرصة للوضوء فهو أخذ بالاحتياط. أيضاً مستحبٌ سلمتَ وأنت مصمم ألف شيء وعقلك صلب أنك شافعي، اذهب توضأ. وهكذا
الحياة وما فيها بين تداخل ومسافات وما إلى ذلك تجعل المرء يستعمل كل الفرص وكل الرخص لكي في النهاية يكمل له دينه. لا تفوتكم الصلاة لتبقوا دائماً تحت ظل السنة النبوية الشريفة وتحت ظل الشريعة، ولكن... يأتي أحدهم ليقول لي: "متى أصلي إذن؟" لا يا أخي، صلِّ، اضغط على نفسك وصلِّ، اجمع بين الظهر والعصر، بين المغرب والعشاء كما فعل النبي في حديث مسلم عن ابن عباس، لكن لا تترك الصلاة. فيكون هذا الجمع أولى من الترك، لأنك تفعل شيئاً فعله سيدنا، أما الترك فلا. أنت تفعل شيئًا ستُؤاخذ عليه، إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا.
دائمًا تتهرب ودائمًا اختر ما تقيم به دينك، ودع عنك هؤلاء الناس جميعًا. نعم الله، يوجد شخص بمكتبة اسمها "المجلد العربي"، وبعدها بمرتين هكذا مكتبة اسمها "أم القرى". نعم، في أم القرى. ستجدها عند أم القرى، ستجدها عند أم القرى. اللغة داخلة قليلاً هكذا، نعم، فستجدها في هذه المكتبات فقط، يعني اسأل من المجلد العربي والخمس أو الست مكتبات التي بعدها. موجودة هنا، موجودة قطعاً، وهو يتحدث عن الموت الاختياري،
والموت الاختياري معناه أنك أنت تتخيل انقطاع علاقاتك مع الدنيا وأنك... ماذا سيحدث إذا مُتّ؟ سيأتيك الهاجس: ماذا عن الأطفال؟ ماذا عن الديون؟ ماذا عن العمل؟ إنني لم أُنهِ هذا الأمر بعد، وماذا عن كذا وكذا. قُم وتدرّب على أن تجعل الدنيا في يدك لا في قلبك. والآخرون قالوا إن الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام مفتوحة، فتُغنيك عن الشيخ. نعم، ما الأفضل أن نرد على من يهاجم الأئمة أو نتركهم حسب الحال؟ الإمام أحمد
علمنا أنه في بداية الفتنة لم يرد عليهم، ولكن عندما اشتدت رد عليهم، وهكذا فحسب الحال. أين هو وقت الطعن على الأئمة مرة هكذا؟ دعه، فلو كل كلب عوى ألقمته حجراً لأصبح الصخر مثقالاً بدينار، كما تجدون في عمدة القاري في البداية هكذا للعين، الناس بدأت تُفتن، هو الذي يقولون فلان هذا صحيح الله، يعني كأننا كنا ضالين طوال حياتنا، الله، أين الأزهر إذن؟ أين لا أعرف ماذا؟ بدأت الفتنة تنتشر، فيجب أن تضربه على رأسه وعلى قفاه، نعم لأنه كذب في كذب، حسناً. تركناك تكذب مرةً
واثنتين لكي تجمع نفسك، لكنك لم تجمع نفسك، فأصبح واجباً علينا أن نكذّبك. وهكذا بحسب المكان والحال، نعم ردودنا دائماً تكون تفكيكاً للدعوة، فلماذا؟ أي دم؟ لا، نحن لا نقتل حتى الصرصار، فكيف سنقتل إنساناً؟ لا، ليس لها علاقة بالدم، ولكن... هي تفكيك - كما قلت لك - أعطيتك المفتاح مباشرةً لتفكيك أي دعوة. في دعوة تدعو إلى الإلحاد، نقول له: حسناً، تعال، لماذا تدعو إلى الإلحاد؟ فيقول: لأن القوانين السائدة تامة لا فجوات فيها. فنقول له: لا، فيها
فجوات. مثلاً، يعني نفكك دعوته، فيها فجوات. تعالَ راجِعْ ميكانيكا الكمّ، فيها فجوات. الثقوب السوداء فيها فجوات. أنت تقول لماذا لا توجد فجوات؟ شخصٌ يقول البخاري باطل عاطل وغير ذلك إلى آخره، وكيف يكون هذا؟ يعني يذكر سبعين ألف حديث، فنقول له: البخاري لا يحتوي على سبعين ألف حديث، البخاري فيه ألفان وأربعمائة حديث، وبالمُكرّر سبعة آلاف مائة بالتكرار، والمكرر قد يكرره في الأبواب تسع مرات، ونعلّمه ونفهّمه. يقول قائل: إنني معترض على كذا وكذا فنقول له: إن هذه لها فوائد أخرى كذا وكذا
حسناً، فهذا الذي تعظّمونه، لماذا؟ أنا متضايق وأغار منه. لماذا تعظّمونه؟ نقول له: لأنه عنوان لمجهود أمة، هو. ليس مجرد كتاب، هذا الكتاب راجعه الفرابري ورواه لسبعين ألف شخص. سبعون ألف شخص أمسكوه وصححوه. تخيل أن هناك كتاباً صُحح سبعين ألف مرة. فهو ليس له علاقة بذلك، لقد أتمه ومات، وله كتب أخرى أيضاً لم نهتم بها: الأدب المفرد، التاريخ الكبير، التاريخ الصغير، التاريخ الأوسط، رفع اليدين. في الصلاة القراءة خلف الإمام وكلها فيها ضعف، فما سبب تميز هذا؟ لأنه خدم، ولأنه أصبح عنواناً على
مجهود الأمة عبر العصور، يا أخي، وفي الشرق والغرب، وعليه شُرّاح كثيرون بحثوا فيه كل كلمة وكل اسم، وضبطوه وحرروه وبنوا عليه واستنبطوا منه وبحثوه ووضعوه في البانوراما العامة للحياة وللدين. فأنت عندما تأتي لتقول لهذا كأنك لست البخاري الذي تغار منه، هذا البخاري اسم يمثل مجهود أمة، فأنت تريد أن تهدم مجهود أمة بماذا؟ بالخربشات! اسمها الخربشات. انتبه يا هذا، الجزء أكثر من ذاك الجزء. انتبه يا هذا، رد عندما يصيبك. أنت مخطئ في تفكيك الدعوة. ليس
طعاماً ولا شيئاً، لا تخف يا أخي، لن نقتله لك. إذا كان لديك خوف أو شيء من أننا سنقتل الولد، فالولد أرخص من أن يُقتل أصلاً. يعني أنت لو قتلته ستجعله شهيداً. عندما خرج الشيخ أسامة الأزهري قال: "أنا ضد المصادرة"، فدعوه يتكلم ونحن نرد عليه. نعم أجل يعني نحن قادرون أن نحن. هو قال أشياء. هذا ينجذب. هذا كله سيرفض ويرفض فهذا الرفض يُعدّ بثلاثة أضعاف عند الله وعند الناس. نعم، إذن متى نتكلم؟ عندما يخرج الصدى، والصدى أي الصدق. هل أنت مسرور؟ هل أنت
بخير؟ حسناً، وصل سؤال متأخر: ما مفهوم الثورة الدينية وهل نحن نعيش في عصر وجب فيه التجديد؟ وما الحديث الذي يحث على ذلك؟ "يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لأمتي أمر دينها". والدين هو الكتاب والسنة، والكتاب تجديده أن يكون لا يَخلَق من كثرة الرد ولا تنتهي عجائبه، وذلك بأن نصيّره مستنبطًا للسنن الإلهية والمبادئ العامة. والأحكام الشرعية ومنظومة القيم، وأن نعالج معالجةً واضحةً قضية النسخ وقضية المحكم والمتشابه وقضية الجملة
البنائية وقضية الدلالة الاستقلالية وقضية... وهكذا. فهذا يعني أن نحوّل القرآن المتجاوز للزمان والمكان والأشخاص والأحوال إلى كتاب هداية كما كان دائماً بصورةٍ وصيغةٍ تتوافق مع العصر، وكذلك السنة المشرّفة، نستفيد منها كلها سيرةً وسنةً. ثم بعد ذلك نتناول النموذج المكي والنموذج الحبشي والنموذج المدني الأول والنموذج المدني الآخر، وهذه النماذج الأربعة هي التي نستفيد من خلالها بوجود المسلم في العالم متعايشاً. إذا فعلنا ذلك، حوّلنا القرآن والسنة إلى خطاب جديد في صيغته وتطبيقه ومفاهيمه وأولوياته، مما يؤدي إلى معاصرة
طيبة يسودها الحب. الله ويحدث فيها حبُّ الجار ويحدث فيها التعاون على عمارة الدنيا من خلال عبادة الله ومن خلال تزكية النفس. هذه هي القصة، هذا هو تجديد الخطاب الديني: أن نحوّل الكتاب والسنة إلى هداية، وهذه الهداية تتواءم مع معيشتنا ومع حالنا، فتكون أنت عبداً ربانياً بمعنى أن قلبك خاشع ومتعلق بالله حسناً، كفى. آخر شيء، أنت، حتى لا تغضب، قل: إذا قلت إن الكتاب بني يصح، الكتاب بعد كتاب الله سبحانه وتعالى، هل يمكنك أن تجعل هناك تشابهاً بين الكتاب والسحرة تعالى؟ كيف يعني كتاب الله؟ هناك شيء اسمه وجه الشبه،
عندما أقول لك أنت مثل القمر. هذا معناه أنك صخرة صلبة مظلمة فيك تعاريج ولا توجد فيك جاذبية، فالقمر فيه كل هذه الصفات، لكنك كالقمر في ليلة البدر والتمام من ناحية الإشراق والبهاء والجمال والنفع والإضاءة في وجه الشبه. يجب أن ترى ما هو وجه الشبه، أما كتاب الله فقد نُقل بالأسانيد المتواترة المخدومة خدمة جيدة. كتاب الله هذا شيء آخر، شيء راقٍ جداً، يختلف عن باقي الكتب التي خُدمت بهذا الشكل. ماذا عن
سيرة ابن هشام؟ أبداً والله. وكتاب الشيخ علي جمعة؟ أبداً، لم يحدث. إذاً مَن الذين تجمعهم؟ سبعون ألف شخص يجلسون لتصحيح البخاري. فهذا جانب السبق، جانب السبق في الخدمة، وليس في أمر الإعجاز ليس في الثبوت وليس في الاستدلال وليس في أي جهة أخرى. من الناحية السندية طبعاً لقد خدم بشكلٍ قوي. من ناحية رجاله قدّم خدمة فائقة رائعة على مستوى الحرف، فهو أصح كتاب وهو الثاني دائماً بعد كتاب الله. كتاب الله درجته كم؟ مائة. وأما البخاري
فسبعون. في المئة، حسناً، من الذي حصل على ثمانين؟ لا أحد. حسناً، من الذي حصل على تسعين؟ لا يوجد أحد. حسناً، من الذي حصل على سبعين؟ مسلم مثل البخاري. حسناً، من الذي حصل على ستين؟ الذي حصل على ستين هو الترمذي وأبو داود. حسناً، الذي حصل على تسعة وخمسين هم ابن نقول الأصح بعد ذلك أننا ننظر إلى من هم أدنى منهم، ولا ننظر إلى من هم فوقنا.
نقول هذا سبعون وذاك ستون وهذا خمسة وستون وذاك تسعون وهذا خمسة وتسعون وخمسة وهكذا بالنسبة لمن هم أدنى منا ممن هم من جنسنا. هذه هي القصة، لكنني أريد أن أعرف ما الذي من أن تعلن الحرب على ركن من أركان خدمة الله ورسوله، نحن نحب البخاري لحبنا لرسول الله لأنه خدم رسول الله. هؤلاء أناس روافض يكرهون أبا بكر ويكرهون عمر، ونحن نحب أبا بكر وعمر لأنهم كانوا لصيقين برسول الله. يكرهون أنسًا جدًا الروافض، ونحن نحب أنسًا الذي قضى عشر سنوات حضن رسول الله ونحن
نقول إن أبا طالب سيدخل الجنة لأن النبي تربى عنده، قوم هم يقولون هكذا أيضاً ولكن لأنه أبو علي وليس لأنه أحب النبي الذي بيننا وبين العالمين هو رسول الله، من أحبه أحببناه ومن تلاعب معه كرهناه. ليس هناك يا أبناء لنا باب إلى ربنا إلا رسول الله، فالبخاري قدم خدمة نحبه لأجلها، ولو أنه كان عاصياً منحرفاً. بدايةً، ما كان أبو نواس من كبار العلماء، وكان الشافعي يقول عنه: "لولا مجونه لرويت عنه". وكان يقول: "ما قال
ربك ويل للذين سكروا، ولكن قال ويل للمصلين". هو لم يقل ويل للذي يشرب الخمر، بل قال له. ويل للمصلين يا سيدي، فهذا كان يصلي وكان يشرب الخمر، أتظننا نحبه أو أن ذكره ورد مع ذكر الناس الصالحين الطيبين الذين بذكرهم تتنزل الرحمات؟ أما سيدنا البخاري وسيدنا الإمام الشافعي وسيدنا الإمام مالك وسيدنا الإمام أبو حنيفة وسيدنا الإمام الأوزاعي وسيدنا الإمام أحمد، فنقول سيدنا إلى الآن. لماذا؟ لأنهم قدموا خدمة جليلة لهذه الأمة، ولأن ما قدموه في الحقيقة حمى، حتى ونحن تحت سلطان وضرب مدافع الصليبيين والمغول والاستعمار وبقية الشلة من الصهاينة
والعلمانيين والملاحدة وغيرهم، هوية الأمة. وقفت من أجل هؤلاء الناس الذين خدموا هوية الأمة، فبقيت لا تنهدم بالرغم من كل شيء. الهجوم من أجل هذا الحال يقولون دعونا نسلم أسلحتنا، هذا السلاح الذي واجهنا به العالمين. فيقول لي أنزل سلاحك وكن مدجناً حتى عندما يأتون ليضربوك فكرياً وحضارياً وثقافياً يجدوك منهاراً جاهزاً. نقول له: لا، لن نفعل هكذا لأن هذا صراع هوية. الولد يعترض على ما
في البخاري مما هو. نص القرآن. حسناً، ماذا ستفعل به؟ وإذا حذفناها من البخاري، ماذا ستفعل بالقرآن؟ هل ستحذفه أيضاً؟ أتعمل مختصراً للقرآن الكريم؟ هل يوجد شيء مثل هذا عندك في الأزهر، مختصر للقرآن الكريم؟ اللهم صلِّ أفضل الصلوات على أسعد مخلوقاتك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم عدد معلوماتك ومداد كلماتك كلما ذكرك اللهم صل أفضل صلاة على أسعد مخلوقاتك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم عدد
معلوماتك ومداد كلماتك كلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون.