مجلس الجمعة 4-12-2015 لفضيلة أ.د/ علي جمعة

مجلس الجمعة 4-12-2015 لفضيلة أ.د/ علي جمعة - مجلس الجمعة
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. هيا، مَن لديه سؤال فليتفضل. يقول أن الذاكر أثناء ذكره لله سبحانه وتعالى قد يحدث له عُجب وقد يحدث له غرض، فكيف يتخلص من هذا؟ يتخلص من هذا بالتأمل، وذلك أنه كما ورد عن حاتم الأصم وكان الحسن. سمع البصري أنه يلقي كلمة في المسجد فقال: هيا نستمع إلى هذا لنرى
إن نستطيع أن نختبره، أي لنرى ما الأمر. فذهبوا إليه وقال له: ما أحكم الصلاة؟ فقال: أتسأل عن فقهها أم عن خشوعها أم عن قبولها؟ قال: سألنا سؤالاً فأراد ثلاثة. حدثني عن خشوعها. طبعاً الكلام طويل الخاص فقال له: إذا قمت إلى الصلاة رأيت الكعبة. انظر إلى التأمل، انظر إلى الخيال. رأيت الكعبة بين عيني. فعندما قال السلف الصالح أن الخشوع هو
النظر إلى موطن السجود، فمعنى ذلك التركيز، لأن النظر إلى موطن السجود يطرد كثيراً من الواردات والأفكار، ويمنع التفكير في المشاكل وفي الديون وفيما ستفعل. ماذا بعد الصلاة وكل هذا يأتي لك ماذا في الصلاة؟ فحتى تركز قل انظر إلى موضع السجود. قام الإخوة الناشئون فتذكروا كلام ابن عباس هكذا أن هذا هو الخشوع. ليس الخشوع أمرًا قلبيًا. قال: الخشوع أن... يعني كيف تُنتجه؟ سؤالك كيف أصل إليه؟ يمكننا أن نقول هكذا بلغة العصر: بالتركيز، في أي شيء يوجد تركيز في التأمل؟ في أي شيء تتأمل؟ ركز عينيك لكي لا تذهب
عيناك إلى الرسومات التي على السجادة. والنبي صلى الله عليه وسلم صلى على بردة فيها علامات فقال: "شغلتني أعلامها"، أي ماذا حدث؟ شيء من عدم التركيز هكذا فأبطلها. قال: لا. ولذلك تجد بالتجربة أنهم لكن الأمر يتطلب تركيزاً، وأهم شيء هو التركيز باللغة المناسبة لعصرنا. ووصفه أن الجنة عن يمينه والنار عن يساره والصراط تحته، هذه ورطة! ما هذا؟ يعني هو يرى نفسه والجسر الذي فوق النار تحته، وعن يمينه الجنة، وعن شماله النار، وأمامه الكعبة.
ما هذا الغرض إذاً؟ إنه أمر يُشتت أي كيف يكون هذا الكلام؟ نقول إن التركيز في التأمل يعني أن نتأمل، ومن هنا تحدث أهل الله عن الرابطة وقالوا إنك تضع في عينك هكذا كما قال حاتم. فالسلف الصالح هم هؤلاء: أبو الحسن البصري وحاتم الأصم وفضيل بن عياض، هؤلاء هم السلف الصالح، يقول لك أنا... سلف أنا سلفي ولا يعرف سلفًا ولا خلفًا، فحاتم الأصم جعل شيئًا أمامه وهي الكعبة، كلام معقول لأننا نتوجه إلى الكعبة وهكذا إلى آخره. أمعنى ذلك أنه عبد الكعبة؟ أنه سجد للكعبة؟ ما هذا الكلام؟ إنه مثل كلام سخيف لا يستحق الرد عليه، يعني مثل كلام المستشرقين. لا يقول لك إنهم يعبدون الكعبة، رأونا نسجد تجاه
الكعبة، فقال: لا، هؤلاء يعبدون الكعبة. وهذا ينطبق على غير المسلمين، فهم لا يعرفون ماذا نفعل، يظنون -يا مساكين- أن الكعبة هذه مثل صنم من الأصنام التي تخص قبائل إفريقيا الوثنية. هل توجد أمة وحَّدت الله مثل المسلمين؟ إننا... أمة موحدة، توحيد، تجريد، فريد، وحيد في العالم. فإذا ما لم نقصه يعني لا توجد فرصة للرد على هذا الكلام، لكن ما الذي حدث؟ الذي حدث أن حاتماً لكي يصل إلى درجة الخشوع جعل شيئاً يرتبط به، فذهبوا مسمين أهل الله. ما هي الرابطة؟ فيقول لك هذه الرابطة شرك. كيف؟ كيف يمكن للعلاقة التي أنشأها السلف الصالح أن تصبح شِركاً؟ إن لها غرضاً، وهو عدم تصور
الإله، لأن كل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك، لأنه "لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار"، ولأنه "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"، ولأنه واحد أحد فرد صمد، خلق الأكوان فهو المكوِّن وليس كائناً. بعض الناس يخطئ ويقول لك "الكائن الأكبر"، لا، ليس هو كائناً، بل هو مُكوِّن الكائن. نحن الذين نكون كائنات، هو الخالق ونحن المخلوقون. فالله سبحانه وتعالى علّمنا عن طريق فعل وتطبيق السلف الصالح هؤلاء قضية الرابطة. فالرابطة تؤدي إلى ماذا؟ أن تضع الكعبة، أو تضع قبر النبي، أو تضع مصحفاً في خيالك هكذا لكي تراك هكذا تضع صورة شيخك
الذي قال لك شيئاً ما. أهذه عبادة للشيخ؟ خسرت بيتك البعيد! كيف عبدت الشيخ؟ أزل صورة الشيخ يا سيدي وضع المصحف. أهذا يعني أنك عبدت المصحف؟ ليهدك الله! حسناً، ضع قبر النبي. آه، أنا أعلم أنكم تعبدون النبي. حسناً، ضع الكعبة. شيء ضع القبلة في ذهنك هكذا لكي تركز رابطة. من أين أخذوا الشيخ هذه؟ أخذوها من "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ"، فقال لك "كونوا مع الصادقين" الذين هم الناس الطيبون. فعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة. "إنما الأعمال بالنيات"، فخلاصة هذا الكلام كله، ماذا نأخذ أستطيع أن أصل
إلى نفي الغرض وإلى الإخلاص في الذكر بالتركيز والتأمل، وهذا يتم كيف؟ بالتدريب. أقوم بها ثم تنجح، ثم تفلت مني، ثم أستعيدها مرة أخرى. أستمر هكذا إلى أن أجد نفسي قد أصبحت هكذا دون عناء، مثلما يحدث مع النجار والحداد وأي مهنة وهو. يعمل، خلاص لم يعد يفكر، أصبح يفكر في أشياء أخرى ويعمل لأن له مَلَكة عاملة فتتحول إلى مَلَكة، وهو نفي الغرض، وهو يصبح أنك تذكر الذكر ثلاثة أنواع: باللسان فقط، وبالقلب فقط، وباللسان والقلب معاً، وكلما زاد استعمالك لجوارحك كلما زاد ثوابك.
يعني إذا قرأت بعينيك في المصحف فلك ثواب، وإذا تلوت من حفظك فلك ثواب، وإذا جمعت بين عينيك وأذنيك وفمك وهكذا فلك ثلاثة ثوابات، فضل الله واسع. فيبدأ الألف بأن يكون له عشرة ثوابات تُضرب في ثلاثين: عشرة للعين وعشرة للأذن وعشرة للسان، وعشرة إذا كان هناك من يستمع إليك للتبليغ هكذا، نعم، فضل الله كبير. أنت تتعامل مع واسع، مع كريم، مع خالق خارج قوانيننا المحدودة. "لأمسكتم خشية الإنفاق". حتى الكريم منا يأتي في وقت ويقول: "ماذا؟ هكذا ستنفد النقود". لكنه
سبحانه وتعالى مَن وَسَّع، فعندما يأتي ويقول لك: "سأجعل فيه سبعين ألف ملك يستغفرون". نعم، فإنه يملك مليارات المليارات من الملائكة. لو كان لكل واحد منا سبعين في سبعين ألفاً، تسعة وأربعين مليوناً أو أربعمائة وتسعين مليوناً، فلن يحدث شيء. ماذا يعني ذلك؟ لأنه يقول للشيء كن فيكون. أما نحن الضعفاء المساكين، فهو قائم بذاته لكننا قائمون به. مالك الدنيا والآخرة، ونحن الواحد منا يملك نظارة وهاتف محمول، هل تدرك؟ إذا امتلك على أكثر تقدير قميصاً ويكون فرحاً به. إن الله سبحانه وتعالى
كريم واسع. فإذا أردنا أن نعرف كيف نجيب على السؤال الذي سألته هذا بالضبط: ما هي الكتب الستة؟ وأحياناً نسميها الأصول الستة، نسمي هذه الكتب نسميها الأصول الستة لأنها ليست كلها صحيحة، وإنما
البخاري ومسلم هما اللذان كل أحاديثهما صحيحة، لذلك نقول الأصول الستة. والأصول الستة سُميت بذلك لتقدمها. ما الكتاب الذي سنعتمد عليه؟ البخاري ومسلم وسنن أبي داود والترمذي وابن ماجه والنسائي. وبعد ذلك يقول لك بعض الناس: "لا، هؤلاء سبعة". ما هم؟ حسناً، قال: وبعد ذلك أصبحت المصنفات الأخرى هكذا، ها؟ لا، قل لي فقط، يقول لك: أضف لي مثلاً مسند الإمام أحمد. وسنتي في مسند الإمام أحمد. هل انتبهت؟ هذه طريقة عامة قبل النظر في الأسانيد. إنما ما ورد في الأصول مقدم على ما ورد في غيره.
هذه طريقة عامة هكذا. فعندما شيء في الترمذي وتجد شيئاً في سنن مسند الإمام أحمد، فيكون الترمذي مقدماً. هل تنتبه؟ عندما نذهب إلى مسند الإمام أحمد نجد فيه أنه قسمان: قسم من تأليفه هو وهذا هو أصل المسند، وقسم من زيادات ابنه عبد الله. قسم زيادات عبد الله يكون فيه "حدثنا عبد الله عن". أُريدُه، لكنَّ الثانية لا يوجد فيها عبد الله. الجزء الزائد هذا الخاص
بعبد الله دخل فيه الضعف إلى مسند الإمام، ولذلك أصبح فيه ضعيف وأصبح فيه كذا إلى آخره. لكن الجزء الذي ألَّفه الإمام الكبير لا، ليس فيه ضعف، وكل ما كان في البخاري فهو موجود في مسند الإمام أحمد كان الإمام أحمد شيخ البخاري، فجمع كل البخاري الموجود، فكله موجود في مسند الإمام أحمد إلا حديثاً واحداً فقط موجود في البخاري وغير موجود في مسند الإمام في عهده، وهو حديث المزرح أنه إحدى عشرة امرأة اجتمعن في الجاهلية وقالت كل واحدة منهن: لا نخفي شيئاً
عن بعضنا، وأخبرننا ما أزواجكم فواحدة قالت زوجي قال: "لأنكِ تكثرين الشكوى، إن نطقتِ أطلقكِ، وإن سكتِ أُعلِّقكِ". والثانية قالت: "زوجي ملمسه ملمس القرنب، ورائحته رائحة الزرنب"، تعني شيئاً جيداً، أي أنها تمدحه. والثالثة قالت: "زوجي عياياء غياياء طبقاء، كله داء، له داء"، هذه غاضبة، جمعت كل السلبيات فيه. والثالثة قالت أن... أكل بشراهة وشرب بنهم، ولا يولج الكف ليعلم الحزن بأنك تشتمه. وهذه آلة زوجي إذا دخل فهو أسد وإذا خرج فهو فهد، ولا يسأل عما عهد. أو العكس،
فقد يقول: إذا دخل فهو فهد وإذا خرج فهو أسد، ولا يسأل عما عاهد. هي تمدحه لأنها تقول أنه عندما يأتي يجدها قط النوم ولا يسأل، قال لها: "ماذا آكل اليوم؟"، "فاصولياء"، جاء فوجدها ملبية، وإن لم يأكل أيضاً فلا يصنع مشكلة، يعني خلاص المرأة هي قائدة البيت، تفعل ما تفعله ولا يسأل عن معاهدة أين ذهبت، هذا الشيء لم يذهب، ولا يسأل، فهذا يريح النساء، هل يريح النساء؟ يعني كفى. المماحكة الكثيرة وأمور كهذه، هو هذا الحديث الوحيد الذي ليس موجوداً في مسند الإمام أحمد، فعموماً هذا هكذا بشكل عام، أما الأمر الثاني فهو أنك
تذهب لترى هذا السند وذاك السند وما أدري ماذا وكذا، لكن في الأصل حدث الحديث لأن الله حفظ الكتاب وحفظ أهل البيت وكادوا. أن يندثروا ويندرسوا وحِفظ السنة هذا حديث حصل، هذه معجزة للنبي عليه الصلاة والسلام. فهل نأتي ونقول لا، هذا ضعيف وهذا قوي لأي سبب يعني؟ ثم إن هذا الحديث يمنع من التشيع لأننا أهل السنة نذوب في هذا ونحب أهل البيت. ماذا تريد أيضاً؟ أصبح الشيعة... الشيخ يقول لي ماذا يعني؟ ماذا يريد؟ يريد مجموعة من البدع والخرافات وما إلى ذلك. أنا أحب آل البيت، أنا في هذا الأمر حائط سد، لأن الشخص يأتي ويقول لك هذا كلام:
تترك آل البيت، تكره آل البيت. تقول له: لا طبعاً. حسناً، تعال معي إلى مذهب كله مضطرب في وفي الأخذ بهذا الحديث، فهو مانع للتشيع. بعض المشايخ يظنون أنه يدعو إلى التشيع، لكنه لا يدعو إلى التشيع. هو مذهب انحرف لأن أولاد سيدنا علي تسمّوا بأبي بكر وبعمر وتزوجوا من بعضهم وعاشوا هكذا طوال الوقت، فلماذا يفعلون ذلك؟ فإذا هؤلاء خالفوا الأوائل وخالفوا أئمتهم الذين... نحن نحترمهم ونحبهم ونقول عنهم "سيدنا"، ويصبحون مثل سيدنا عيسى هكذا، ويصبحون مثل علي بن
أبي طالب عندما عبده السبئية. أيكون هذا صحيحاً؟ السبئية يعني... لأن هذا يعرف... لا، هذا كله ضلال وانحراف عن الصراط المستقيم. ما حكم من يزعم أن صلاة الجنازة على الحاسد تذهب حسده؟ ماذا يعني هذا؟ لا أفهم، يعني ماذا يقصد السائل. هل أنا الآن أصلي على شخص حاسد قد مات، فهل بمجرد صلاتي عليه يذهب إثم الحسد الذي ارتكبه أم ماذا؟ أم أنه حي وسأصلي عليه وهو حي؟ نعم، مفهومهم أنك أنت حسدتني، فآتي وأصلي عليك صلاة الجنازة وأنت لا زلت حياً، فهذا يزيل الحسد.
أنت يعني على علم بهذا، أي أن هناك أناساً يقولون هكذا. أنت سمعت هذا الكلام من قبل. أنا أعلم أنه من العامة أو من الخاصة، لكن أنت سمعت أن شخصاً حسد الآخر فصلى الآخر عليه صلاة الجنازة فيذهب الحسد الذي أصابه. هل هذا الكلام صحيح أم ليس له أي أصل؟ أي وأي فصل، هل حُرمت الزكاة على أبناء الحسن والحسين؟ حُرمت الزكاة عندما كان لهم نصيب في الخمس، فإذا لم يكن لهم نصيب في الخمس فأفتى المتأخرون أنهم يأخذون الزكاة، وهذا مذهب الشيخ محمد الفضالي ومذهب الشيخ البرهان الباجوري والمتأخرين
من الشافعية في مذهبنا يرون أنهم يأخذون لحرمانهم من... الخمس الذي لم يعد موجوداً إذا تعلق القلب بنعمة أنعمها الله على الإنسان خاصة وإن كانت جديدة كابن أو زوج أو زوجة وأنا أعلم أن المعطي هو الله وأنه هو مانح هذه النعمة فيجد قلبي ينشغل بالعطية عن المعطي فأصبح في صراع بين القلب والعقل فماذا أفعل؟ اتركوا هذه الأمور. لا تتأملوا فيها، وإنما أكثروا من قول "الحمد لله رب العالمين" هكذا بالفم، ستجد أنها ذهبت. ما حكم وجود كلب الحراسة داخل المسجد أو داخل المنزل؟ هذا حلال.
أعيش تحت اسم الله القابض ويسري معي اسمه القهار، مما يجعلني بين الناس جامدًا متجهمًا. ابقَ متجهمًا كما أنت حتى يفرج الله دور ابن تيمية في التطرف الفكري الحادث هذه الأيام، وفي نفس الوقت نسمع حضرتك أحياناً تذكر لهم أقوالاً وآراءً، هم من علماء الإسلام لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، فمن ذا الذي ما أساء قط؟ ومن له الحسنى فقط؟ محمد الهادي الذي عليه جبريل هبط، ولو أخذنا العلماء بأخطائهم وسددنا... الباب يكون سداً للخير الكثير. الخطأ
خطأ والصواب صواب. بلّغوا عني ولو آية. فهل هذا معناه أن التبليغ منحصر في القرآن؟ وإن كان ذلك، فهل المقصود اللفظ فقط أم يشمل اللفظ والمعنى؟ وهل للمبلّغ شروط حتى يصلح تبليغه؟ إن هذا التبليغ يشمل كل الدين سواء كان في العقيدة أو الشريعة وخاصة الأخلاق، والتبليغ قد يكون باللسان وقد يكون بالسلوك، والتبليغ واسع. وكلمة "ولو آية" معناها ولو آية واحدة فقط، لكن
إذا انضم إليها آيات لكان أحسن، فإذا انضم إليها الأحاديث لكان أولى، فإذا انضمت إليها الأخلاق والمعاني لكان أعلى. فأنت تقول له: أعطه ولو جنيهاً، فذهبت أنت ووضعت يدك في... مائة جنيه وأعطتها له، فإذا فعلت المقصود من المسألة، فكلمة "ولو" هذه تعني "ولو كانت" أي واحدة، فما بالك بالزيادة، وليست محصورة في هذا فقط. توكلنا على الله. في شيء سأسألك: أولاً، ما اسمك؟ اليوم سعيد، أولها السعيد، ظهر اتجاه الآن، يقول إنه كان ينتبه للسنة.
الآن تأثر الماضي بشكل كبير، حيث كانت دراسات القرآن لم يُفعَّل عليها ولم يكن من الممكن أن تكون تفاصيله أمامنا كثيرة. فاتجاه التفاصيل الآن زاد، وأصبح الناس يقرؤون كتباً عن تفصيل القرآن، وأصبح الناس يشجعون على تفصيل القرآن. الاختلاف بين فترة وأخرى يعني أن اتباع السنة يقل مع تفصيل القرآن، من اتجاه القرآنيين أم من اتجاه لا، هذا من اتجاه المغفلين لأن السنة والقرآن هما مصدر الشريعة منذ البداية. "قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول"، هذا في القرآن هكذا، "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا". فالقرآن هو المتلو والمتعبد به، والسنة هي التفسير المعصوم لهذا القرآن وما من... حكم في السنة كما يقول الإمام
الشافعي في رواية البيهقي إلا وهو تفصيل ما في القرآن ليس هناك غير ذلك. فالقرآن والسنة هما المصدران معاً لا ينفصلان أبداً. الفرق عبر العصور حاولت أن تفصل القرآن عن السنة فتنكر القرآن مرة وفرقة أخرى تنكر السنة مرة، أي أن هناك فرقة تقول... والله القرآن ليس له ضرورة، فهو للتعبد فقط، ونحن نأخذ بالسنة فقط، وهذا ما يفعله النابتة بادعائهم أنه لا علاقة لهم بالقرآن. كل شيء يحتاج إلى حديث وليس قرآناً، أو ينكر السنة ويأخذ بالقرآن فقط، أو ينكر الاثنين، أو ينكر المصادر، أو ينكر العلماء قائلاً: "والله أنا ليس لي..." دعوة ليست بالكتاب والسنة، أما علماء الأمة الأتقياء
الأنقياء أصحاب الأدوات كالشافعي وأبي حنيفة ومالك والأوزاعي والطبري وغيرهم، فهذا ما دعا الناس به. أو ينكر السلسلة ويقول لك: أنا مالي بالعلماء؟ ربنا قال له: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون". وهو يقول: لا، هؤلاء العلماء هم أتباع السلطة. يكون هو تابع السلطة والعلماء تابعو السلطة. حسناً، أين هذا الكلام؟ هذا الكلام كذب إلى آخر ما هنالك، والله أعلم بما هنالك. هم يفعلون ذلك عن هوى، ويفعلون ذلك عن غباء، ويفعلون ذلك عن جهل. فإذا إنكار أحد المصدرين أو إنكار الحملة أو إنكار السند أو إنكار... البركة التي في السند أو إنكار أهل الذكر كل ذلك باطل بإبطال الله له.
لا تجلس الآن تشتكي وتبكي، أنت تسأل سؤالاً علمياً فأجبناك يا سعيد. السؤال العلمي يستحق رداً علمياً، انتهى الأمر يا سعيد. هل سنظل نتناقش في المسألة؟ هل سيادتك صديقي من قبل؟ حسناً، قل: طفل عمره عشر أنه دخل النار طفل عمره عشر سنوات ويحلم أنه دخل النار يعني أن أباه وأمه قد أخبراه قبل ذلك أن هناك ناراً وأنك ستدخل فيها. هذا حديث نفس. هيا، تفضل عنه. لا، لم ينهَ عن كتابة الأحاديث بل قال "اكتبوا لأبي شاة". نهى عن الكتابة في موقف معين لكن...
ألم ينهَ عن كتابة الأحاديث، وكان عبد الله بن عمرو بن العاص له صحيفة، وكان أبو هريرة له صحيفة، وقال: سبقني، كان يكتب وأنا لا أكتب، وهكذا. فالنبي عليه الصلاة والسلام لم ينهَ مطلقاً عن الكتابة، بل قال لهم: لا تخلطوا هذا الكلام بالقرآن، يعني النهي كان منصباً على تسجيل. الأحاديث التي يشتبه عند بعضهم وهم حديثو عهد بالقرآن وبغيره إلى آخره أن تدخل في القرآن فنهاهم عن هذا، لكن هذا أمر بالكتابة وكُتِبت فعلاً ورُوِيت. كل الصحيفة الصادقة الصديقية موجودة في البخاري مائة واثنان وثلاثون حديثاً. نعم، اذهب
وزرها، نعم لا تجادل، اذهب وزرها وقل لهم: السلام عليكم. بعد النقاش، حسناً، أنا ذاهب لزيارة سيدنا الحسين فقط ووداعاً، وتذهبون لزيارتهم. لن أقوت حسب الحال. هل هذا ولد فريد جيد جميل هكذا يأتي وينتزع السيف منه ويضعه في رقبته ويقول له: "لن أقول"؟ أم هو ضعيف وخائف فعلاً من أن يذبحه؟ لو كان ضعيفاً يشتكي، فلا يستطيع أن يفعل لا يُكره أحد إلا من قلبه مطمئن بالإيمان، هل تنتبه؟ وحسناً، ولكن هناك أشخاص يقولون له: "نعم، انتظر هنا"، وماذا يحدث؟ يأخذ السيف من يده، صحيح، أكبر صحيح، تفضل. النظام
السياسي الإسلامي هذا أداة، والله سبحانه وتعالى، دعنا نرى ماذا يقول: "لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا". تعدلوا، اعدلوا، هو أقرب للتقوى. أنا ما لي وما للنظام وكل شيء، لكن ربنا يقول لي ماذا؟ احذر أن تجعلك كراهيتك لأحد غير عادل معه. يقول: "إن الله مع الصادقين"، مع الصادقين. يقول النبي عليه الصلاة والسلام: "أيكذب المؤمن؟" قال: "لا". إذاً الصدق هو العدالة والصدق. يقول:
"وكذلك جعلناكم شعوباً أكرمكم عند الله أتقاكم يقول بالمساواة وليس بالتساوي. التساوي معناه التساوي الكمي، لكن المساواة معناها أن تعطي لكل ذي حق حقه. هذه أمور ليس لنا تدخل في الأنظمة وما إلى ذلك ومدى تطبيقها، لكن هل القرآن قال لي هكذا أم لا؟ أم أننا نؤلف هذه الآيات اليوم في عصرنا الحاضر؟ ولقد كرمنا بني آدم، لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم، يعني يوم القيامة رُحِّلت ليوم القيامة، لكن هنا الذي يشاء هكذا هو الحر، فالحرية والعدالة والمساواة والإخاء البشري والتعايش،
وإلى عاد أخاهم وهم كفار. وماتوا كفاراً، فكل هذه الأمور موجودة. طبِّق إذن، والتطبيقات هي التي ستُكتب بعد ذلك على أنها نظام إسلامي أو غيره إلى آخره. فإذاً هناك نظام إسلامي وهناك نظام الإسلام. النظام الإسلامي هذا يدخل فيه الواقع فسيتغير كل فترة طبقاً للمقتضيات، لكي أصل كيف إلى المساواة، أصل كيف إلى حرية العقيدة، كيف يمكن تطبيق ذلك في مجتمع يضم يهوداً ومسيحيين ومسلمين وغيرهم إلى آخره؟ كيف أصل وأنا
منفتح أمام العالم ونحن نتحدث الآن والذكاء الاصطناعي يرصدنا ويسمع كلامنا، فلم يعد هناك سر. ماذا أفعل؟ فإذا كنت مكلفاً "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة"، قال له: "فإذا نزلت فانزل على...". شرطُك وحكمُك ولا تنزل على شرط الله ورسوله فإنك لا تدري أصبت أم أخطأت، فيكون إذاً الاجتهاد الخاص بهذا التطبيق معنا نحن هنا نفعل فيه ما نريده، ويكون هذا نظاماً إسلامياً، أما نظام الإسلام فهو هذه القيم العليا، فعندما يأتي الحاكم ولا يعرف كيف يعدل ويرى أن ارتكاب أخف. ارتكاب أخف الضررين واجب، ويُظلَم الإنسان حتى لا يقع في ظلم أعظم، فأمره إلى الله، وإن كان ما يفعله منكراً وظلماً. ونحن نأمر بالمعروف
وننهى عن المنكر وننصح، وهكذا. أما أمره فإلى الله، فلعله دخل الجنة، لعله أن يكون قد دخل الجنة قبلنا، لكن ما قام به من مخالفة التي لم يقم بها لحدث الضرر الأكبر، هذا الأمر خاص بربنا، فهو يعفو عنه ويدخله الجنة ويفعل به ما يشاء، الله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، فعّال لما يريد، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. وسأظل أقول إن هذا الحاكم ظلم وسفك الدماء وظلم كذا وكذا فالحجاج... الحجاج بن يوسف الثقفي طوال عمرنا نقول عنه إنه سفاك الدماء وما زلنا نقول عنه سفاك للدماء وهو سبب الحضارة الإسلامية، كيف سيحاسب عند الله؟ أنا لا
شأن لي. هل هذا النجاح الباهر الذي حققه الحجاج بن يوسف الثقفي يجعلني أصفه بأنه كان تقياً نقياً ورعاً وأنه مثال يُحتذى؟ والله ولكن عندما قضى على الخوارج وعلى الشيعة في سنة ثلاثة وثمانين بدأت الحضارة الإسلامية والعمارة والفنون والآداب وخدمة الناس، فقد كانوا يثيرون الفوضى. وهل هذا نجاح الحجاج الدنيوي؟ بماذا سيحاسبه الله؟ والله ما أعرف، لقد قتل سعيد بن جبير، وسعيد بن جبير من سادة التابعين ومن أتقيائهم وأنقيائهم، معناه نسير ليالي وسعيد
قال: "اللهم لا تسلطه على أحدٍ من بعدي"، فمات بعد ثلاثة أيام. الحجاج كان يحفظ القرآن جيداً وكان يختمه كل أسبوع مرة، وكان هو وأبوه يملكان كتّاباً في الطائف يعلمون الناس القرآن. والحجاج فعل ما فعله قائلاً نصرةً للاستقرار وللنظام وما إلى ذلك. حسناً، لا عليك، أنت حرٌ فهو في فراش الموت كان يقول: "ما لي وما لسعيد؟ أنا ما لي وما لسعيد؟ أنا الآن... أنا أحضرته وقتلته، لماذا؟". من كثرة استمراء القتل وتعوده عليه لم يعرف أين يتوقف، لم يدرك أنه يقاتل
الخوارج فقط، يقاتل الخارجين فقط، لا، ذهب وقاتل سعيداً في الطريق لأنه قد تعود، ما سعيد: اللهم انظر، هناك شخص يقول لربنا هكذا: "إن الناس تتحدث أنك لا تغفر للحجاج، اللهم فاغفر لي". هل أنت تنتبه؟ يعني إنه يوقع بين الناس وبين ربنا. صحيح! حتى هو يموت، حتى هو يموت. يا رب انظر ماذا يقول هؤلاء الأشخاص، إنهم يتطاولون عليك يا رب، فهذا يقولون إنك هل ستغفر لي؟ هل يمكن قبول ذلك أيضاً؟ ما رأيك في أن هذا السفاك عرف كيف يخاطب ربنا ويحسن الظن بالله ويرجو إلى آخر لحظة ما عند الله؟ حقاً
إنه حافظ للقرآن. هل هذا الكلام الأخير يجعله مثالاً وأسوة حسنة لنا؟ أبداً سيظل سفاكاً للدماء وسيظل كلما ذكره الناس إلى آخره حتى لو أنه قدم وقدم من صلاح الدنيا، نأتي عند الله ماذا يفعل، يا أخي. الأمر لله سبحانه، فهو لو أدخل كل الناس الجنة، هل سنقول له لا تدخلهم الجنة؟ ولو أدخل كل الناس النار، هل سنقول له لا؟ ولذلك قال الأشاعرة: الوعيد يتخلف، الوعيد يتخلف والوعد. لا يتخلف لأنه كريم سبحانه وتعالى. وشخص
يقول إننا تكلمنا في إحياء علوم الدين، فهل من أمل لإجماله؟ يقول: "يا رب". وشخص رأى سيدنا النبي، فيقول: يعني الشيطان لا يتمثل به، نعم في صورته لا يتمثل به. ويقول: نقرأ في بعض المواقع "صححه الألباني". مَن هذا الألباني؟ لا أعرف. الألباني أفضل، ابقَ هكذا. لا أعرف، على الدوام لا يحدث، أي لا يحدث شيء، لن ينقص شيء. الألباني كان رجلاً ساعاتياً، لم يتعلم في دمشق ولم يقرأ على أحد، وأحب القراءة من الكتب هكذا، وكان دكانه بجانب الظاهرية
بدمشق التي سُميت بعد ذلك مكتبة الأسد، وبعد ذلك لأنهم ذاهبون قادمون استطاع أن يحصل على غرفة في الظاهرية نفسها وجلس يقرأ المخطوطات من تلقاء نفسه هكذا حتى أنه ذكر أنه ذهب إلى الشيخ راغب الطباخ صاحب تاريخ حلب الشهباء فأجازه، وجاء في يوم فنظر إلى الإجازة وقال: "ما هذه؟ هذه" ومزقها. هو يقول السند والبركة، فليس هناك لا سند ولا بركة، اللهم
اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار وأرنا الحق حقاً واهدنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وجنبنا اتباعه. اللهم نور قلوبنا واغفر ذنوبنا واستر عيوبنا ويسر غيوبنا وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم كن لنا ولا تكن علينا فارحم حينا وميتنا وحاضرنا وغائبنا. اللهم اجعل القرآن الكريم ربيعَ قلوبِنا وجلاءَ همِّنا وحزنِنا ونورَ أبصارِنا وصدورِنا واجعلْهُ حجةً لنا ولا تجعلْهُ حجةً علينا علِّمْنا منه ما ينفعُنا وانفعْنا بما علَّمتَنا. اللهم احشُرْنا تحت لواءِ نبيِّكَ يومَ القيامةِ واسقِنا من يدِهِ الشريفةِ شربةَ ماءٍ لا نظمأُ بعدَها أبداً ثم أدخِلْنا الجنةَ من غيرِ حسابٍ ولا سابقةِ عقابٍ ولا عتابٍ. اللهم يا رب العالمين استجب دعاءنا واشفِ مرضانا
وارحم موتانا وفُكَّ الكرب عن المكروبين وسُدَّ دين المديونين وافتح علينا فتوح العارفين بك وافتح علينا من خزائن فضلك ما تُثبت به الإيمان في قلوبنا، حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين ومن. المتقين ومع القوم الصادقين يا أرحم الراحمين، ووصفه وسجد لمعلوماتك، واتبعهما تجزي من تبغى الذاكرين، وقبل عنه الله