مجلس الجمعة 5-2-2016 لفضيلة أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. يقول السائل: هل يلزم الرجل الذي رحلت عنه زوجته وهو بعد سن الستين أن يتزوج حتى لا يبقى وحيداً، خاصةً وأنه غير مستعد نفسياً لهذا الزواج؟ احذر أن تتزوج بعد الستين ولا بعد الأربعين. لا تتزوج ما دام نفسك لا ترغب في الزواج، والإمام الشافعي لو يتحدث في زماننا هذا لقال
إن الأصل فيه عدم الزواج، قال: "فإن كان ولا بد فليتزوج كبيرة أو صغيرة أو آيسة"، وعلل ذلك بخوف الفتنة على الولد. الدنيا فسدت وأنت ستنجب أطفالاً والأطفال سيكونون فاسدين. نعم، لا توجد تربية، الله ينير عليك أهل القدس الشريف، لا توجد تربية. وأورد هذا الإمام الخطيب الشربيني في المغني (مغني المحتاج شرح المنهاج) في المجلد الثالث في صفحة مائة وخمسة وعشرين ومائة وستة وعشرين، حتى
لا يقول أحد لك أين، ها هو، لا بد أن نذكر المرجع، طبعة الحلبي في طبعات أخرى، فإن هذا الزواج يكون حسب الاحتياج وحسب الطاقة. هناك أناس تزوجوا فوق الستين وأكثر، وأنجبوا أيضاً. أتفهم؟ الله يعينك. لكن الأصل أن هذا عصر فتن وعصر تداخل - لا يعني بإذن الله - فهناك أناس يتحدثون بغير علم، وقد شاع الكذب وانتشر بين الناس حتى أصبح هو منكراً والمنكر معروفاً. هو أنت يا سيدنا المشايخ القدماء الذين ماتوا سنة ثمانين وهم عندهم تسعون
سنة، كان يقول لي: "والله يا بني كنا نمشي في الشارع فنجد عشرين ثلاثين ولياً". أما الآن، وهذا كان سنة سبعين، نمشي في الشارع فنجد ثلاثين أربعين شيطاناً. هذا من كم سنة؟ هذا من وأربعين سنة والأولياء يرون الشياطين انتشرت وتأتي إلى الشخص تسأله أو توحي إليه أو تفعل به أي شيء وهو صامت أمامك، فاتح فمه هكذا ولا يتعظ أبداً، فإنا لله وإنا إليه راجعون. ستذهب لتتزوج لتفعل ماذا؟ أما الذي يحتاج إلى الزواج لأنه غير قادر على الخدمة وغير قادر على الوحدة قادر على كذا وكذا فهذا أمر آخر، لكن الرجل
يقول: "وأنا يا عميق لست مستعداً نفسياً لهذا الزواج". حسناً، لا تتزوج وتوكل على الله، لا تخف. في الأيام الماضية، قبل المائتين، قبل السنة المائتين هجرية، النبي عليه الصلاة والسلام أحل لنا العزوبة. وابن المسيب هذا ليس قبل المائتين. ولا بعد المائتين يعني ابن المسيب الذي رأى عشرة من الصحابة ورأى بعض أهل الجنة المبشرين بالجنة، أتقول لي ابن المسيب؟ وما هو ابن المسيب؟ "تزوجوا تناسلوا فإني مكاثر بكم الأمم
يوم القيامة" وقد كان، لكن سنجلس نفتقد الشرط، فيكون الشرط خاطئاً أن نفتقده. الشرط: النبي عليه الصلاة والسلام شرط لنا شروطاً، ومن ضمن الشروط أنه إن لم يكن في الأرض خليفة فالهرب الهرب. لم يقل لك اذهب وكوّن جماعة، هذه العلامة لم تكن موجودة إلا سنة أربع وعشرين. العلامة وُجدت، والشرط وُجد، خلاص، فلنتخذ الشرط. أين إذن هدي النبي؟ فالنبي عليه الصلاة والسلام أمرنا بهذا، أمرنا بهذا الشرط، الشرع الشريف أمرنا أن نكفِّر بعتق الرقاب، ثم عتق الرقاب ذهب خلاص، فلنقم بإرجاعه مرة أخرى لكي نعتق؟
لا، لأن الشرع يتطلع إلى عتق الرقاب، فإذا لم نرجعه وفقدنا المحل، لا يحدث شيء. فقدنا الخلافة، والخلافة سيئة؟ لا، الخلافة جيدة، لكننا فقدناها، فمن؟ الذي يؤتي الملك من يشاء أنا ولا هو سبحانه، خلاص الآن فلندع هذا الاضطراب. إذا افتقدت مفهوم الشرط أن الصلاة تحتاج إلى الوضوء، فلا يمكنك أن تصلي دون وضوء، ولا يمكنك أن تضطرب الأمور. وهذا هو ما يجعل الناس تعيش في تعاسة، أنهم مضطربون في أمورهم، وأنهم يسحبون الماضي على أن النظر إلى الكتب يكفي من غير إدراك الواقع، ويقول في هذا الشأن الشيخ القرافي:
"فمن فعل هذا، ينظر إلى الكتب من غير الواقع، فهو ضال مضل". سلفنا قال هكذا، علماؤنا قالوا هكذا، الذين فهموا الشريعة فهموها هكذا. والقرافي له كتاب الفروق، وفي الفروق بين مقامات تصرف النبي باعتباره قاضياً. أو باعتباره نبياً أو باعتباره قائداً أو باعتباره مفتياً أو باعتباره معلماً أو باعتباره وهكذا اعتبارات وليس اعتباراً واحداً، ففي أمور قالها النبي عليه الصلاة والسلام باعتباره حاكماً تكون مقيدة بزمانه وبالمصلحة وليست
أمراً شرعياً مطلقاً يتجاوز الزمان، بل هو مشروط بتلك الحالة. وقد تغيرت الدنيا في المواصلات والاتصالات والتقنيات. وتكوين الدولة وهيكلها يجب أن نتبع مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم من مقصد شرعي أو من مصلحة مرعية، هذه فكرة جيدة، مقاصد شرعية أو مصلحة مرعية، توازنت الآن، أو مآلات معتبرة، المآلات المعتبرة، وليس في هذا إلا تطبيقاً للدين، ليس هروباً من الدين، لا، وهكذا كان المذهب الحنفي، وهو،
يا رواة، المذهب الشافعي، المذهب المالكي، المذهب الحنبلي في الصحيح منه، نعم، حتى لا تذهب إلى الرعاية الكبرى لابن حمدان. إن فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة، وفضل الصلاة على النبي في كل وقت عظيم، ويوم الجمعة هو يوم عيد في وتتضاعف فيه الرحمات ونزول السكينة من عند الله سبحانه وتعالى، ولو انكشف للإنسان فضل هذا اليوم للزم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حتى يلهج لسانه بها فلا يفتر أبداً. هل "اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم" تشمل
السلام على النبي؟ نعم، تشمل السلام على النبي. هل لو... كان المريد له شيخ واحد ولكن يتعذر الاتصال به أحياناً، فهل يمكنه أن يسأل في السلوك وأحواله الخاصة شيخاً آخر من مشايخ التربية والسلوك، وكذا الاستماع له والانتفاع بنصائحه؟ نعم، خاصة إذا كان في نفس طريقته. واحد يتزوج المرأة باسم موضوع، مثلاً اسمه زيد وله بطاقة موضوع تحت اسمه لقمان. قل أن عمر أمام زيد، فيكون عمر، فعلمت المرأة عن هذا ولكن لم تعلم أسرتها،
هل يصح العقد بدون شك؟ نحن نزوج هذه الجثة لهذه الجثة، ما شأننا بالأسماء، اسمه زيد أو اسمه عمرو أو له اسم شهرة لقمان، ولا يضرنا. هذا الإنسان تزوج هذه السيدة، هي الإنسانة فاطمة. ويدللونها فيقولون لها يا نرمين، ما يدللونها وما شأني أنا؟ لقد انعقد العقد بين هاتين الذاتين، هذان الاثنان ذوات، والعقد اتفاق إرادتين، وليس لي علاقة بهذه الضجة أنه في الأصل اسمه الشهرة، وأصل اسمه غيّروه، أو أنه كان له اسم ونسيه. وليس لي تدخل في هذا الأمر، فالذي لنا فيه من الموانع الشرعية
وأن أركان العقد قد استوفت، ننتقل من الحرام إلى الحلال. وكان مشايخنا يقولون لنا ما الفرق بين الحلال والحرام: كلمة "زوجتك نفسي"، فيقول: "قبلت"، فيصبح زواجك ويترتب عليه آثار من ثبوت النسب ومن حل العلاقة ومن الميراث ومن كل شيء ومن الحرمة فيحرم عليه. بالزواج تصبح أمُّه وتحرم عليه بالدخول بناته ويحرم عليه، ليست عليه أحكام، لكن الزنا ليس فيه هذه الأحكام والعياذ بالله تعالى. ما هي المحظورات إذن؟ الحلال والحرام فكلمة تصبح كلاماً هكذا، والعقود والألفاظ منها أن يُسمى ماذا؟
حقيقة أبوه يسميه ماذا؟ وما شأني! فليسمِّه ما يشاء، هذا ليس لي تدخل أنا الذي لي تدخل فيه أن هذه الزيادة المشتهرة بأن زيد اتضح ما بينه وبين الله أنه لقمان، لا يحدث شيء ولا دخل له بذلك، والعقد صحيح، وهذه السيدة لا تذهب وتقول: ما هذا؟ ليس زوجي، أنا متزوجة من زيد لكن هذا تبين أنه لقمان، فتنفي العقد بنفسها. الاسم ليس هناك شيء اسمه هكذا، ليس هناك شيء اسمه هكذا، ولذلك الإمام النووي كان واعياً عندما عُرضت عليه قاعدة "العبرة بالألفاظ والمباني أو بالمقاصد والمعاني"، قال: "والترجيح يختلف في الفروع"، الترجيح يختلف في ماذا؟
في الفروع، فبعضها على الألفاظ والمباني وبعضها على المقاصد والمعاني، والترجيح بينهما يختلف في الفروع. أسّست حضارة عارفين عقليات جبارة. أسّست الحضارة في حديث الضرير الذي جاء إلى حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، فأمره مولانا بأن يتوضأ قبل صلاة الركعتين، مع أنه من المفترض أن من يدخل في الصلاة يكون حتماً متوضئاً. ومَن لدى الله كاشف النبي عليه الصلاة والسلام رأى الرجل هكذا وقادماً. قال له اذهب فتتابع، من الذي قال لك أنه كذلك. وبعد ذلك، هو لا يزال يُعلِّم الأمة عندما يقول له: "قُم فصلِّ ركعتين"، فسيقوم ليصلي من غير وضوء لأن النبي أمره وقال
له: "قم فصلِّ ركعتين". أنا لو قال لي النبي عليه الصلاة والسلام هكذا، سأطيع فوراً، أطيع الله وأطيع قم الآن وصلِّ ركعتين. حاضر. إليك القصة: النبي عليه الصلاة والسلام قال له لأنه يعلم أنه غير متوضئ، يعلم كيف؟ لأنه موحى إليه. أنت لم تنتبه أنه موحى إليه، وكان يرى بنور الله. قال: "إني أراكم من خلفي". فهو ينظر هكذا ويرى ما وراءه. فهل هذه إشارة إلى خصوصية صلاة التوسل بوضوء مخصوص؟ لا أبداً، ليس كذلك. إنما القضية أن الإنسان يذهب ليتوضأ ويصلي. هل أصبح لازماً أن أفترض أنها متوضئة بالفعل؟ حسناً، فقد امتثلتَ للأمر، امتثلتَ للأمر فتصلي ركعتين
لأنك متوضئ. أما هو فيقول: توضأ للذي ليس متوضئاً. قال: أوصيتم بالكتاب الهداية. فمن مؤلف هذا الكتاب "الهداية" في المنطق؟ ومؤلفه هو ابن سينا، وهو مطبوع مرات. كيف أزكي عن هذا المال مبلغ مائة ألف جنيه أعطيتهم لشخص يستثمرهم في التجارة وزراعة المانجو؟ وهل هو أيضاً يزكي عن ماله الذي أعطيته له؟
يعني هذا كأنه ليس قرضاً وإنما أعطيت له مائة ألف ليستثمرها. بعضهم في التجارة والآخر ليس في تجارة المانجو هذه، بل في زراعة المانجو. عندنا في الشافعية المانجو ليس عليها زكاة. فهو يعمل كم في التجارة؟ سبعين ألفاً وثلاثين ألفاً، ويزرع بصلاً عليه. ها هو قد أجاب على السؤال. يقول: هل يصح هذا
في حق سيدنا أن نسميه يا نور؟ الظلام. نعم، صحيح، لكنك فهمته بشكل خاطئ. هو يفهم الاختصاص، يعني "يا نور" الخاص بالظلمة. لا، بل "يا نور" يا مَن تزيل الظلام. هل انتبهت إلى الإضافة؟ الإضافة لها معانٍ يا إخواننا. الإضافة ليست للاختصاص فقط، بل قد تكون للاختصاص، وقد تكون للملك، وقد تكون للظرفية مثل "صلاة الليل". أي أن صلاة في الليل للظرفية، وقد تكون لمطلق التعلق، وقد تكون للسلب، وهي من هذه، إنه نور الظلام، أي أيها النور الذي تبدد
الظلام، فسوف يزيل الظلام. فعندما فهم فيها الاختصاص أنكرها. نعم صحيح، لو كانت للاختصاص فماذا يعني ذلك؟ أي كان النور خاص بالظلمة، النور الخاص بالظلمة، لكن ليس هكذا، هذا هو النور الذي يزيل الظلام، يتسلط على الظلام فيزيله. وهذا آتٍ من أين؟ من أنه لم يدرس في الأزهر أن علاقات الإضافة كثيرة ومعانيها كثيرة، فمنها ما هو للظرفية، ومنها ما هو للاختصاص، ومنها ما هو للملك، ومنها ما هو للسلب، ومنها كثير جداً. أصبح هناك عشرات العلاقات، عشرات العلاقات، إن الناس
قد نسيت العلم. نعم، حسناً، ولكن ملابسه، نعم هكذا، هو أزهري ها هو معنا. لأن كلمة "ملابسه" هذه ليس معها شيء إلا الأزهر. لكنني سمعت أحداً من السعوديين يقول إن سيدنا الحسين رضي الله تعالى عنه عليه السلام مخطئ في... الخروج على يزيد أصلاً، فيزيد لم تكن له شرعية أصلاً، لم تكن له شرعية. ها هو هذا السعودي سيأتي ليقول لك: لا يجوز الخروج على مرسي! أي مرسي وأي كرسي هذا؟ مرسي أصلاً ليس له شرعية، مرسي ليس له شرعية. سيخرج على من؟ على شخص يسير في الشارع اسمه مرسي. أريدُ كرسيّاً لا شرعيةَ له أصلاً، فذهب
سيدنا الحسين خارجاً لأن عنده بيعة. مَن الذي خرج عليه؟ يزيد هو الذي خرج عليه، وليس الحسين هو الخارجي. لا، بل يزيد هو الخارجي. وبقي ثلاث سنوات، باطلة، واحدة منها استحل فيها الكعبة، وواحدة منها استحل فيها المدينة، وواحدة منها... قُتِلَ الحسين، وكان عنده مستشار خاص به يهودي اسمه سرجون، وكان مربياً ليزيد، وكان يزيد يتغيب عن صلاة الجمعة، فيذهبون إليه فيجدونه سكراناً، حتى قال الأئمة: العن يزيد ولا تزِد، واحذر أن تتعدى إلى معاوية، أي اكتفِ بلعن يزيد ولا تتجاوزه. فيزيد معروف، وحتى أبوه - رضي الله تعالى عنه متضايق منه، لكن
العن يزيد وما أدراك ما يزيد. فسيدنا الحسين ليس خارجياً، إنه سيدنا الحسين صاحب الحق، وهؤلاء أصحاب الباطل. حسناً، يقول لك في الشيعة، ما شأن الشيعة اليوم؟ ما القصة؟ إنهم يجعلون بين أذان المغرب والعشاء في رمضان ساعتين، أي فوضى. هذه الأمور المسماة بالفوضى، ما هي؟ "سبهللة" هي نحت لعبارة "سيبها على الله"، هل تفهم معناها؟ إنها تعني التوكل. لكن انتبه، فهذا ليس توكلاً حقيقياً بل هو تواكل. "سبهللة" تعني "سيبها على الله". ففي غير رمضان يجعلونها ساعة ونصف، ولماذا يفعلون ذلك؟ أمن المؤكد أن آباءنا فعلوا
هكذا؟ لا أصل لهذا الأمر. وفي رمضان يجعلونها ساعتين أنفسهم هكذا وهذا لا يضر وهذا لا يضر لماذا؟ لأنها عشاء ممتدة إلى الفجر. هم يؤذنون المغرب صحيح، ها هو كلامنا. وبعد ذلك تجلس ساعة ونصف، تجلس ساعتين، تجلس كذا، هذا بالاتفاق بين الناس. فهي لا مشكلة فيها، لكن أصلها ماذا؟ لا شيء. سأتركها لك. هذه هي القضية، نعم، لا يجوز أن يؤخر المغرب إلى هذا الوقت - انتبه - إلا بنية جمع الصلاة، لكن ما لا يجوز هو عندما يُؤذَّن الأذان أن يبادر بالصلاة أو يصلي قبل
مضي ساعة وأربع دقائق من أذان المغرب، لأنه بعد ذلك يغيب الشفق الأبيض، ويغيب الشفق الأحمر عند الشافعي. الساعة وأربع دقائق للساعة وأربع دقائق حسب السنة، والحنفية عندهم إلى أن يغيب الشفق الأبيض، وهذا يأخذ له أكثر من ذلك ساعة وثلث ساعة وخمسة وعشرين دقيقة، لا بأس، لكن لا يجوز تأخير المغرب للخروج هكذا من غير نية الجمع. طيب، يقول في قراءة: "فتثبته" بدل "فتبينوا"، نعم،
المصحف كان... موجود له قراءات عشر، والقراءات العشر فيها أصول وفيها فرش. ما هي الأصول؟ الأصول هي كيفية نطق الهمزة، وكيفية نطق المد، وكيفية نطق هذه الكلمة مفخمة أم مرققة، "الصلاة" أم "الصلاة"، "الضحى" أم "الضحي"، ما هو بالإمالة. هذه تسمى الأصول لأنها تطبق على القرآن كله وتختلف من قراءة إلى أخرى، قُرئ له راويان وفي شيء اسمه فرش الحروف. القرآن هذا يحتوي على ستة وستين
ألف كلمة في بضع كلمات وقليل خلاص ستة وستين ألفاً، منها ألف ومائتان وخمسون كلمة فيها قراءات، من ضمنها "فتبينوا" تُقرأ "فتثبتوا". خلاص، إذاً عندنا كم كلمة من الستة وستين ألفاً، الله أكبر، ما هذا! علماء هؤلاء أنتم علماء هكذا ألف مائتين وخمسين كلمة هي التي فيها فرش الحروف وواحد يقول كذّبوا والآخر يقول كذَبوا انظر نفس الكلمة كما هي هكذا واحد يقول فتبيّنوا
الآخر يقول فتثبّتوا وهكذا حسناً العشرة في ألف مائتين وخمسين يعني عندنا ألف مائتين وخمسين في عشر قراءات لا هذه الكلمة تكون خمسة يقولون شيئاً وخمسة يقولون شيئاً آخر، سبعة يقولون شيئاً وثلاثة يقولون شيئاً آخر، وثلاثة يقولون شيئاً وسبعة من الناحية الأخرى يقولون شيئاً آخر، وهكذا يعني. إذاً، لا، ليس كذلك، وما من كلمة في القرآن فيها قراءات العشرة، نعم يوجد، من الممكن أن تكون الكلمة فيها ثلاث قراءاتٌ، أو خمسُ قراءاتٍ، أو ستُ قراءاتٍ، أو سبعةٌ، أو ثمانيةٌ، أو تسعةٌ، أو عشرةٌ، وهو نادرٌ. العشرةُ،
ما هي؟ نادرٌ "أفٍ"، "فلا تقُلْ لهما أفٍ ولا تنهرهُما". ضَعْ الآن دائرةً هكذا حول ماذا؟ "أفٍ" في عشر قراءاتٍ: "أفٍ" و"أفٍ" و"أفِ" و"أكٍ" وهكذا، عشرُ قراءاتٍ في "أفٍ" هذه، "فلا". لا تقل لهما "أفٍ" هكذا ولا تنهرهما، فإذا كانت هذه القراءات تزيد قوة حفظ القرآن، لأن القرآن ليس حفظًا لنص واحد فقط، وإلا كانت ستكون معجزة، بل هو حفظ عشرة نصوص وكلها معجزة. ما هذا! وكيف عرفتم هذا
الكلام؟ لقد أصبح هناك شيء يسمى النشر، طيبة النشر، وفي... شيء اسمه غاية الأمان الشطبية، وهناك شيء اسمه تتمة الشطبية، وهكذا هؤلاء الناس صنعوا شيئاً حافظوا به على الدين، هم الذين حافظوا عليه. والحقيقة أن هذا كله بإذن الله هو من معجزات التأييد لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم. حسناً، يقول إن الصراط في وصف سيدنا النبي أنه أدق. من الشعرة وأنه أحدّ من السيف وهكذا، هذا خاص بصراط الآخرة أم كل صراط هكذا؟ لا، هذا خاص بصراط
الآخرة، نعم. ابقَ جالساً، تفضل. نعم، إنه لا نهاية لعدد العدد، والعدد لا يكون إلا للموجود، لا، ولكن المُقدَّر، مفتوح. فعدد كمالات الله عددها كم إذاً؟ لا نهاية، لا تتناهى، يقول أن الذي لا نهاية له ليس معتاداً (أو مألوفاً)، والذي لا نهاية له، وماذا أيضاً، واللانهاية مفهوم رياضي لكنه أيضاً مفهوم فلسفي لم يريدوه، لماذا؟ لأن كل موجود له نهاية، أما حكاية اللانهاية
في الوجود فهذا كلام المغفلين. يقول لك مثلاً ما زال يهلك عرشاً في الماضي وقبله عرش إلى ما لا نهاية هذا كلام مغفلين لأنه لا بد من عدد في الموجود وأنت بذلك لا عدد له في الموجود وهناك فرق بين أن يكون هناك حادث محقق يليه حادث مقدر وبين أن يكون هناك حادث محقق قبله حادث محقق فهذا الثاني ممنوع والأول مشروع كأنفاس أهل الجنة لا. نهاية له لكن من قبيل المستقبل وليس من قبيل الماضي، فلكي لا يُدخلوا أنفسهم في هذا النقاش، فقال: عدد كمال الله أي الذي لا نهاية له، دون أن
يستعمل الكلمة التي لها ظلال فلسفية لا يريد أن يتمسك بها. هل فهمت شيئاً؟ يبدو عليك أنك فهمت. نعم، طبعاً أنا أتحدث مصر والحجاز الله لا، ما يختلف، لا عليك، أنت ما زلت صغيراً في هذا الدور، لا عليك، أنت ما زلت مبتدئاً، ما زلت داخلاً إلينا هكذا حديث عهد. انتبه، الحجاز إقليم واحد مع مصر قمراً وشمساً، أنت لا تعرف هذه المعلومة لأنك لم تدرس الفلك،
الله يكون في عونك. هل كيف يمكن أن تكون هناك واقعة سوداء؟ تكون واقعة سوداء أنك لا تعرف أن ليلة القمر في مصر والحجاز والمدينة المنورة والقاهرة واحدة، وليست مختلفة. نعم، هناك فرق في الطول الذي يصنع أربع دقائق في الشمس. لدينا على الأرض ثلاثمائة وستين خطاً، وجرينتش هو الخط رقم صفر، القرية التي... بالقرب من لندن، أربع دقائق تصنع لك مائة وثمانين ومائة وثمانين دورة من ناحية أخرى. الفرق الذي بيننا وبينهم هو فرق المواقيت، أما فرق العرض، نعم بالطبع، فالعرض هو الذي نحسب عليه مواقيت الصلاة، وكل خط عرض له منحنى، وكل صلاة أو كل وقت من الستة أوقات كما هو في الفجر
والشروق والظهر والعصر والمغرب والعشاء له منحنى طيب. ما هو المنحنى الذي لو حسبنا على غياب الشفق الأحمر، فإن الفرق بين مكة - المنحنى الخاص بمكة الذي سيؤذن قبل ربما بخمسة وثلاثين دقيقة - وبين المنحنى الخاص بي أنا، لا شيء فيه. وراجع الكمبيوتر وراجع كلام حسين كمال الدين المجلدات الستة التي له ليست لديك ولا تعرفها، حسناً، فلتقل لي إنني لا أعرف. ماذا أفهمك؟ ماذا أقول لك الآن؟ ماذا أقول لك؟ لقد انكشف الحال. حسناً، عندما ترجع إلى الكمبيوتر ومنحنياته لا تجد واحداً منها. ما هو منحنى العشة؟ إن المنحنى يأتي مع
الزمن، فهو موجود بالفعل. محوران سينوسيان إكس وواي ونضع عليهما منحنى. هذا المنحنى هو منحنى الصلوات؛ يناير، فبراير، مارس، أبريل، والساعة الأولى والثانية والثالثة والرابعة وهكذا إلى آخره. حسناً، في يناير العشاء يؤذن متى؟ يؤذن في هذا الوقت. ثم ماذا بعد ذلك؟ وبعد ذلك شيئاً فشيئاً يزيد، إلى أن يقل، هذا المنحنى هو الموجود في القاهرة، وهو يكاد يكون نفسه الموجود في الحجاز، في منطقة الحجاز هذه. حسناً، والعرض الذي تتحدث عنه، فنحن في القاهرة على كم؟ على ثلاثين. حسناً، وجدة إلى مكة مقابل سواكن في السودان، سواكن هذه تبلغ
كم؟ تبلغ خمسة وعشرين من. ثلاثون لخمسة وعشرين لا تفرق، بلى تفرق لكن بأشياء بسيطة هكذا، هي أشياء بسيطة هكذا. كانوا يقولون لنا الأطفال الفلكيون هكذا، أتفهم كيف؟ أشياء بسيطة هكذا. ما هي الأشياء البسيطة هكذا؟ هذا أصل، حيث إننا قلنا ساعات ودقائق وثوانٍ. سمّوها ثواني لأنها التي تأتي ثانيةً. بعد الدقائق فقط في ثوالث الثانية ستين ثانية، وفي خوامس إلى عواشر وصلنا إلى الحساب إلى العاشر الذي هو جزء من جزء من جزء من جزء من جزء من جزء وتقول هكذا ثماني مرات من الثانية، فكل
هذه الأشياء هي نعم ستحدث فرقاً في الرقم النهائي الذي هو على الشيء. لكن ليس فرقاً ذا قيمة كبيرة يعني، يقول لي: "الأصل أنهم هنا أربعة وهنا أربعة ونصف". حسناً يا سيدي، حاضر، عرفنا أنك ذكي مثلاً، يعني هذه هي الحكاية. لكن هل ستضحك عليّ أنا؟ تفضل، ما هو الأمر رقم واحد؟ ذهبت لتشتري سيارة من البنك، خلاص اشترِ، توسطت السلعة فلا ربا، سيدفع لك مائة وأنت ستدفع مائة وعشرين للبنك بالتقسيط. ربما هذا الثاني، ما هو؟ مدد بلا عدد، نعم جائز التوسط.
بالطبع هم موجودون ويسمعوننا، فأقول له: يا سيدنا الحسين السلام عليكم، ادعُ لي. حسناً، يا رب من أجل النبي، من أجل سيدنا الحسين، من أجل ما قدمه الشافعي من علم. ومن فضل ومن تقوى لأجل الناس الطيبين الذين خلقتهم هؤلاء، ماذا أفعل لابني؟ كيف أتصرف؟ ومن هو الشافي إلا الله؟ عندما يخرج الدعاء مني هكذا، فله أن يقبلها وله أن لا يقبلها. حتى لو دعا سيدنا الرسول، افترض أن سيدنا الرسول بنفسه ذهب وقال له. يا ربّ اغفر لفلان، فربّنا قال له: "اسكت، لن أغفر له خلاص". مَلِك الملوك، رب العالمين، لكن رجاؤنا في ربنا أنه لا يرد النبي. هذا مجرد رجاء، لكن "استغفر لهم
أو لا تستغفر لهم، إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم". لا، أنت خلاص. يأتي النبي رفع. يده هكذا، هو يكون في النبي عليه الصلاة والسلام هو يدعو فقط، والمجيب مَن؟ الله، والفاعل مَن؟ الله، يقبل أو لا يقبل هو حكيم هو عزيز، ونحن لا نعبد أحداً سوى الله ولا فاعل في الكون سوى الله، لكن هذه صيغ نحن نترضى الله بها، نعم يا رب من أجل هذا، نحن ضعفاء يا رب، يعني في هذا القول تواضع وفيه حب وفيه توسل، وقد قال الله تعالى: "وابتغوا إليه الوسيلة". فهذا خطاب ممن عرف ربه، إذ
يقول له النبي: "يا رب لأجل النبي". وحديث التوسل الذي أخرجه الترمذي وهو حديث صحيح، قال له: "وقل يا محمد إني أتشفع بك". عند ربي يعني أتوسل بك عند ربي. اللهم رد علي بصري، فرد الله عليه بصره لأجل النبي. ألم تسمع الكحلاوي يقول لك: لأجل النبي، لأجل النبي، لأجل النبي؟ نعم، هل هناك أحد من الكحلاوي هنا؟ نعم، ما بك؟ تفضل يا سيدي. قم، نقول له: انتبه. ما معنى "ليس هناك فاعل وأنك تسأله الدعاء لله فقط، تعليم يعني
أن تُملي العبارة قد تكون مُوهِمة وقد تكون موهِمة أن هذا الشخص لا يعرف هذه الحقائق التي نقول عنها أنه لا فاعل سوى الله وأنه لا يكون في كونه إلا ما أراد، فذهب ببساطة هكذا وقال له: يا سيدنا الحسين اشفني تعال يا. أتقصد أن سيدنا هو الذي يشفيني؟ قال لي: "هل أنا مشرك؟ صلى الله عليه وسلم". حسناً، يكون مفهوماً أن هذا مجاز. طيب، ألا أقول له: "ادعُ لي أن ربنا يشفيني"، فيقول: "حاضر"؟ بما أنها هي هو يقول هكذا مجازاً، لكن لماذا نُدقق في الكلام؟ حتى لا يقع في وهم لأن هناك أناسًا أغبياء جدًا قد يظنون أن سيدنا الحسين هو الذي يشفيك، فحينئذٍ نعلمه. وهكذا
كان شأن رسول الله مع أصحابه الكرام، فضربت بين يديه امرأة بالدف وقالت: إن لنا نبيًا يعلم ما في غد، فقال: ويحك يا امرأة، إن الله أعلم الغيوب، فيما كنتُ فيه تنقضين غناءك الذي كنتِ تغنينه. الآن دعينا من حكاية أن الله وأن لنا نبياً يعلم ما في الغد. نعم، هو يعلم ما في الغد ولكن بالوحي، لكن عندما كانت المسألة قد يفهمها الناس أنه يعلم بذاته، علمها وبيَّن لها، والنبي عندما سمع. قال الرجل: "ومن يعصهما فقد غوى". فقال: "بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله فقد غوى". لا تجمعنا في ضمير واحد. حسناً، لماذا؟ لأن الناس ما
زالوا حديثي عهد بالشرك، والأفضل أن هذا الرجل الأعرابي يتذكر المساواة بين الله ورسوله، وقد قرن الله اسم نبيه باسمه. يقول لك: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. قوم يظنون أن المساواة غالبة، فأراد أن يهزه ويجعله هكذا. سيدنا النبي، أصبح سيدنا النبي، قال: "من يطع الله ورسوله". النبي عليه الصلاة والسلام يقول ماذا؟ يقول: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه ما أنتَ هُوَ يا سيدي يا رسول الله، لقد جَمَعْتَها في ضمير واحد لأنه منزه عن الوقوع في الخطأ، بخلاف الأعرابي الذي ليس منزهاً عن الوقوع في الخطأ، بخلاف الأعرابي الذي نريد أن نُفَهِمَهُ
العقيدة، لأن مَن تَتَبَّع الحقائق من الألفاظ هَلَكَ، كما قال الإمام الغزالي، فالأحسن أن هذا يُتابِع النابتة لا تعمل. احذر أن تجادل في الألفاظ، فهذه الألفاظ لها معانٍ، وهذا الدين لم يُنقل بلفظه فقط حتى تستقل سيادتك بالاجتهاد. هكذا كل واحد منهم يتصرف كأنه مجتهد، لقد نُقل بلفظه ومعانيه، وليس بلفظه فقط، وإلا لضل الناس. أرجو منك يا سيدي علي في هذا المجلس أن تدعو. أدعو الله أن يرفع عني الكرب، فادعوا له يا إخوتي.
من الواضحات وأجلى من البينات أن الروح لا تهلك ولا تموت، وأن هذه الروح لها عند الله مكانة، وأن هذه الروح تسأل الله سبحانه وتعالى. لكن هل تسأل الله أكثر من حال رسول الله؟ حاشاه! فسيدنا الحسين وسيدنا الإمام النووي الإمام الشافعي وسيدنا الإمام كلهم يدعون الله سبحانه وتعالى، ومن دعائهم ما يستجيب الله سبحانه وتعالى له أو لا يستجيب، لأن هذا شأن العظيم صلى الله عليه وسلم، فما كان دونه يكون أدنى منه، وكلهم
من رسول الله ملتمسون وواقفون لديه عند حدهم من مشكاة العلم. ها أو من شكله الحكم فهو الذي تم معناه وصورته ثم اصطفاه حبيباً بارئ النسب، فهو عامل السقف الخاص بنا هكذا. ما ثبت له يثبت للأولياء من أمته لكنهم لا يعلون، فإن النبي هو الآية الحد الخاص بنا. فإذا كان النبي حاله
هكذا، فهؤلاء حالهم هكذا، وكل كلام يُؤوَّل في لا أعرف إن كنتَ أنت الذي تقول هذا أم أنني لا أستطيع قراءة خطك، فخطك سيء جداً. يجب عليك أن تُحسّن خطك. اشترِ كراسات تُسمى "كراسات الخط" وتمرّن على الكتابة باتباع النقاط الموجودة فيها حتى يتحسن خطك. يا أخي، خطك قد يكون جميلاً، لكن لو كان خطك جميلاً بالفعل لظهر الذنب عندما يُرتكب، يظل ملَك السيئات منتظراً ست
ساعات حتى يتوب صاحبه قبل أن يُسجل عليه. فأنت بالمقابل، إذا ارتكبت ذنباً، اذهب وتوضأ وصلِّ ركعتين وتصدق بصدقة واخدم أحداً، وهكذا تقوم الحسنات بمحو السيئة. والأمر كما ترى، نعم، كل ما علينا فعله هو هذه الأمور: الاستغفار والرجوع إلى الله والتوبة أي شيء من الصالحات بحيث أنه لا يُكتب عليك وتُمسك، هذا من فضل الله. قم وامتلئ فتصبح صفحتك بيضاء، ثم يمحو ويُثبت. هذا في الكتاب المكنون أنه أظهر شيئاً طبقاً لإرادته، ثم بعد ذلك هو يعلم الحقيقة فيخرج الدعاء من هنا فيغير
المكتوب الذي هو غير المُبرم، هذا المكتوب. منه مُبرم ومنه غير مُبرم، فلا الملائكة يعرفون الغيب ولا يعرفون ما الذي سيحدث. ولو نزل الملك وقال: "إنني رأيت في الكتاب بعيني أنك ستدخل الجيش"، وبعد ذلك لم تدخل الجيش، فذلك لأن الله قد محاه. فحتى المقربون لا يعرفون شيئاً. لماذا؟ لأنه يوجد قضاء مُبرم وقضاء معلوم، انتهينا. نعم، حسناً، انتهينا. أنت جالس، هذا يلزمني في الإصغاء حتى نهاية الجلسة. حسناً، لا شيء. الجمهور يحكم بعدم إيمان، عدم إيمان أبي طالب. هذا الجمهور
يحكم بذلك، لكن الشيخ زيني دحلان من علمائنا من المذهب الشافعي ألّف كتاب "أسنى المطالب في نجاة أبي طالب" وأورد فيه أدلة كثيرة تدعو إلى أبو طالب اختيارنا نحن ماذا اختيارنا؟ أنه عندما نُخَيَّر بين أمرين متعلقين برسول الله نختار أحسنهما. أبوه وأمه ناجيان أم ليسا ناجيين؟ ناجيان. هؤلاء أبوه النبي وأمه. الرجل الذي تربى في بيته ناجٍ أم هالك؟ لا، ناجٍ أحسن، لأنه تربى في بيته، وهكذا. لكن ليست قضية، أتفهم كيف؟ لكنها مسألة واختيارنا فيها أنه ناجٍ، وفي رواية عن العباس أنه قال له: "لقد قال الكلمة التي أمرته أن يقولها"، يعني ثبت أنه
شهد بالشهادتين، لكن بصوت منخفض لأنه كان يشعر بالخجل من قريش. فالأمر يتعلق بما في القلب وأشياء كثيرة من هذا القبيل، ولكن لا تتخذها موضوعاً للجدل لديك. في البلد أنه عندما تضغط شيئاً وتجعله في صراع مع شيء آخر، فانتبه جيداً لأنها مسألة بسيطة. فأنت عندما يأتيك إمام من الأئمة ويقول لك: "نعم، حدد رأيك هكذا وانتهى الأمر"، نعم أنا أتحدث معه بعد ذلك فيكون هو الذي قال، وأنا لست مسؤولاً. أفهمه وها أنا أفهمه أن هذه مسألة خلافية وأنها مسألة بسيطة وأننا لا نجعل منها قضية وأننا لا نشغل بها بالنا وأنه عندما يغتاظ فإنها قضية فيها
حب فقط هكذا ولكنها ليست مسألة علمية. قلنا له ها قد قال لك ماذا ستذهب لتقول؟ الذي رضي الله عنه، الذي سأتكلم معه بالنار، لا، ليس إلى هذه الدرجة، شيء خفيف هكذا. هو قال: ماذا تريد أيضاً؟ مشاكلكم في البلد هي ماذا؟ وما بها؟ هناك هذا وهناك ذاك. فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يحكم بالظاهر ثم تتبين له الحقيقة فيحكم بالحقيقة. لا يحدث شيء، هل فهمت؟ وكيف ذلك؟ أصبح أننا لم نجعل أنفسنا غاضبين من البخاري مثلاً، يعني ستتوالى الأمور بشكل خاطئ. لا، هناك أمور مثل شخص يستمع إلى قناة الجزيرة، هذه
القناة في قطر بثت برنامجاً أحضرت فيه وأنا أقول إن سيد قطب يدعو إلى تكفير المسلمين، وكلام للشيخ الشعراوي يقول هذا كتاب سيد قطب، هذا كتاب. جميل الذي هو في ظلال القرآن، فكيف هذا يا بُني؟ ظلال القرآن ستة آلاف صفحة، منها ثلاثمائة صفحة تُكفِّر المسلمين. ثلاثمائة من ستة آلاف تساوي كم؟ خمسة في المائة. حسناً، وخمسة وتسعون في المائة أليس كذلك؟ كلام جميل. النقطة الثانية: سيد قطب طبع الكتاب أولاً، وليس فيه تكفير للمسلمين. عند عيسى الحلبي وعاد يغير جزءًا وكل جزء يُعمل حتى غيّر أربعة عشر أو خمسة عشر جزءًا. وتقول لي يا مولانا أربعة عشر أو خمسة عشر لأن في طبعة فيها تغيير أحد عشر، وفي طبعة
فيها اثني عشر، وفي طبعة فيها ثلاثة عشر. انظر كم نحن متابعون للشيخ الشعراوي. لم يفعل هكذا، فالشيخ الشعراوي قرأ نسخة عيسى الحلبي الأولى المطبوعة ولم يرَ المصائب اللاحقة، وبعد وفاته ظهرت الطبعات الحادية عشرة والثانية عشرة والثالثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة. الله أعلم إن كان هو الذي كتبها أم أن إخواننا فيما بعد هم الذين كتبوها، وعلى كل حال. ما هو كتب الظلال في ذلك معالم في الطريق وكفّر فيه المسلمين، فإذا كان الشيخ الشعراوي رحمه الله يقول إن الظلال هذا كتاب جيد، نقول له حاضر. طيب، فلنقرأ ماذا؟ الخمسة والتسعين في المائة. لنقرأ ماذا؟ النسخة التابعة لعيسى الحلبي وليس النسخة التابعة لدار الشروق، لأن دار الشروق...
غَرُبَتْ بهذا الشكل وانتهت. لم يَعُد هناك شيء. هذه هي الحكاية. فَخُذْ بالك أنه بين "نعم" و"لا" مراحل كثيرة. لا يوجد شيء أسود هكذا أو أبيض هكذا. بل هناك تداخلات لأنها حياة تجري. هذا ما يحدث، ونسأل الله سبحانه وتعالى السلامة. اللهم صلِّ أفضل صلاة على أسعد مخلوقاتك سيدنا محمد. وعلى آله وصحبه وسلم. عذاب معظماتك ومكائد كلماتك كلما ذكرك الذاكرون خطفك عن إخلاصك.