مجلس الجمعة 6 11 2015 لفضيلة أ د علي جمعة

مجلس الجمعة 6 11 2015 لفضيلة أ د علي جمعة - مجلس الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. يسأل بعضهم عن قول السيدة نفيسة رضي الله تعالى عنها عندما بلغها خبر وفاة الإمام الشافعي رحمه الله: "كان يُحسِن الوضوء". والسيدة نفيسة فيما ورد عنها أنها كانت من طلاب العلم وأنها كان لها. مُصلّى في سفح المقطم معروف بمعبد السيدة نفيسة، وهو الآن يقع
أمام قبر سيدي عبد الله بن أبي جمرة وابن سيد الناس صاحب السيرة، وفي مواجهة سيدي ابن عطاء الله السكندري وابن دقيق العيد والكمال بن الهمام. وسفح المقطم مشهور بهذا، وأنه قد دُفن فيه الأكابر، وكانت تخلو بنفسها في هذا المعبد وهو معروف للنذور، فتعبد الله سبحانه وتعالى في خلواتها، وعندما عينت قبرها في المكان المدفونة فيه الآن، قرأت القرآن فيه أكثر من مائة وأربعين
مرة، ختمت القرآن مائة وأربعين مرة في المكان الذي هي الآن ضريحها فيه، والسيدة نفيسة صلت على الإمام الشافعي، لكن بعض القاصرين يعتقد أن... هذا منها يعني كأنه تعالى يعني هذا رجل يعرف الوضوء فقط والأمر ليس كذلك، بل إنها تشير إلى معنى أجمع عليه أهل الله أنه إذا صحت البدايات صحت النهايات، وأنه كان صحيح البداية، والبداية في حسن الوضوء، فإذا حسن الوضوء صحت الصلاة وقُبلت، وإذا كان الأمر كذلك فإن الصلاة. هي عماد
الدين، فالأمر كله مقبول، فهو رجل مرضي عنه لأن الله قد وفقه لإحسان الوضوء، فصحت بداياته فصحت نهاياته. والمشكلة التي نعيشها اليوم هي في خطأ البدايات، فكثير من الناس ليس موفقاً وبداياته خاطئة، إما أن تكون خاطئة في الطريق إلى الله فيسير في غير طريق، أو تكون خاطئة طلب العلم أو تكون خاطئة في أنه يتعلم أبجدية غير التي تعلمها المسلمون عبر القرون، فيقرؤون خطأً، وعندما ينفذون خطأً، وعندما يسترجعون خطأً، ويعيش
هكذا في ظلمات بعضها فوق بعض. وهذا الذي أشارت إليه السيدة رضي الله تعالى عنها بصورة وعبارة وجيزة لكنها مليئة بالمعاني أنه كان رجلاً. يُحسن الوضوء، وفي هذا أيضاً تعظيم لشعائر الله، وكثير من الناس لا تُعظّم شعائر الله ولا تعلم أن الوضوء من شعائر الله، والاهتمام به وإسباغ الوضوء والوضوء على الوضوء إنما هو من شعائر الله سبحانه وتعالى، والوضوء تميز به المسلمون، فليس هناك على وجه الأرض الآن من يتوضأ سوى
المسلمين. أبداً تميّزوا بالوضوء وبالسجود، فلا يسجد الآن على وجه الأرض أحد من أصحاب الديانات. كان قديماً يسجدون وعندهم في تاريخهم كانوا يسجدون، ولمّا عاشر اليهود المسلمين أدخلوا الوضوء في شريعتهم في التلمود، لكنهم بعد ذلك قصّروا ولم يستطيعوا الصبر على هذه العبادة، وإن كان المسلم يراها أحلى عبادة لأنها تتعلق. بالطهارة الخارجية الحسية وهي تؤذن بطهارة معنوية باطنية، فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين.
والوضوء له من الفوائد التي نبهنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنه يذيب الذنوب، فتنزل الذنوب وتتحات كما يتحات ورق الشجر، أي تتساقط هكذا من غسالة الأعضاء أثناء الوضوء. وكان أولياء الله رضي الله تعالى عنهم يرون ذنوب الناس في غسالة وضوئهم، يعني الولي هكذا يتوضأ بجانبك وأنت تتوضأ فيعرف ما فعلته، أنك اغتبت، أنك كذبت، أنك فعلت كذا إلى آخره من الذنوب، من أن الله كشف له هذه الذنوب في
الغسالة، قادر على كل شيء، ووراء هذا المنظور عالم. غير منظور إياك وأن تقف عند هذا الظاهر، "يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون". ومما ابتلينا به أن وقف الناس عند الظاهر وأرادوا أن يحسبوها مع الله، وهذا ربنا سبحانه وتعالى لا يُحسَب معه، فإن الله كريم "وأنا عند حسن ظن عبدي بي" أو "أنا عند..." أنا عند ظن عبدي بي، فلا بد أن نحسن الظن بالله حتى يكون الله سبحانه وتعالى عند هذا الظن الحسن. فنسأل الله سبحانه وتعالى أن
يطهرنا ظاهراً وباطناً، وأن يعلمنا، وأن يوفقنا إلى أن نسبغ الوضوء، وإلى أن نجعل هذا الظاهر له باطن، فكل ما هو ظاهر له حقيقة في الوضوء طهارة النفس من الأحقاد ومن الحسد ومن الغل، وأن نُخرج الدنيا فنجعلها في أيدينا ولا نجعلها في قلوبنا، فنتوكل بذلك على الله حق توكله، فإن الله سبحانه وتعالى عظيم قدير كريم سبحانه وتعالى وهو على كل شيء قدير. نعم، من الذي يريد أن يسأل؟ تفضل. النبي صلى الله عليه. وسلم وهو يسأل عن زيارة القبور كان قد نهانا
عن زيارة القبور وذلك لاختلاط كان في القبور حينئذ، فلما خُصَّت البقيع بموت المسلمين قال: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكر بالآخرة"، وكان المسجد النبوي مقبرة للمشركين فاشتراها النبي صلى الله عليه وسلم وبنى مسجده الشريف فيها بعد. أنْ ننظّفها وما إلى ذلك، فزيارة القبور سنّة متّبعة وهي تذكّر بالآخرة، وكان السلف الصالح يحبّ أن يزور القبور بعد عصر يوم الخميس وحتى فجر يوم السبت، ولهم في ذلك آثار لم ترقَ ولم ترفع إلى مستوى الحديث، لكنه
على ما جرى عليه العمل، أي أنهم شاهدوا الصحابة وشاهدوا التابعين. وشاهدوا تابعي التابعين يفعلون هذا فصاروا وراءهم من غير نص في الكتاب أو في السنة على هذا الوقت. إذا زرت القبر فكان مشايخنا يقرؤون الجزء الأول من التحيات أول ما يدخل، يقول: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. الذين أنت ذهبت لزيارتهم يعني أدخلتهم في زمرة عباد الله الصالحين، يعني نوع من أنواع الدعاء والبشرى: "السلام عليكم أهل الديار،
أنتم السابقون ونحن اللاحقون بكم إن شاء الله تعالى". وكان مشايخنا مثل الشيخ أحمد بن الصديق يقرأ إحدى عشرة مرة "قل هو الله أحد" بما فيها البسملة وانتهى. بثواب تلك القراءة للمَزور لأنني ذاهب لزيارة أبي وأمي وأخي وأختي حتى الأولياء مثل سيدنا الحسين وسيدنا الإمام الشافعي والسيدة زينب. كنا نفعل هكذا يقرأ آية إحدى عشرة، إحدى عشرة هذه يظهر معها جيبت السيد أحمد رحمه الله فقال: لا، هذه اثنتا عشرة لأجل كله لله. أحد ثلث القرآن يعني اثني عشر على أربعة، فكأنك ختمت القرآن أربع مرات. توكلنا على الله،
فكل منا ملتمس غرفة من البحر أو رشفة من الديم من رسول الله. ثم بعد ذلك ندعو الله: "اللهم اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار والحقنا بهم على الإسلام". وكمال الإيمان اللهم شفع فينا نبيك يوم القيامة إلى آخر ما هنالك، والروح باقية عند جميع الأديان ما عدا الملحدين هم الذين قالوا إن الروح فانية، لكن الروح باقية عند المسلمين وعند اليهود وعند المسيحيين وعند جميع الأديان، الروح باقية إلا عند الملحدين، فهذه هي الزيارة سواء كانت لمقابر
المسلمين سواء كانت لأولياء الله الصالحين فهل يُحَدُّ ذلك بزمان؟ لا، يُحَدُّ ذلك بزمان، فمتى زرتَ في أي وقت كان جيداً، ولكن الاتباع أن السلف الصالح كان يحب الزيارة في هذه الأوقات. قال مشايخنا: فإذا كنت ملتزماً بالطريق إلى الله فلا تجلس تدور هكذا مثل النحلة تذهب لتعمل. جولة تزور السيدة، ثم السيدة نفيسة، ثم السيدة سكينة، ثم سيدنا الحسين، وبعد ذلك لا يصح هكذا أن تزور واحدًا فقط من البيت. وإذا أردت أن تزور فبإذن شيخك إذا كان لك شيخ،
يعني إذا لم يكن لك شيخ فلا تكثر، كن طيبًا هكذا وزر واحدًا وهذا يأتي من المسلمون هم هؤلاء منذ أمس الأول، مضى عليهم ألف وأربعمائة سنة. أغلق الله الأفهام كثيراً وجعل الناس تسير وكأنها مصابة في عقولها، فيرفضون التجربة. أي أصابهم نوع من الهوس. هذه التجربة من الكتاب والسنة، وإنكار التجريب كإنكار الكون، ولذلك قالوا إن الأرض لا تدور. لماذا قالوا هكذا؟ الأرض لا... نظروا وأنكروا الكون. قال تعالى: "والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم". وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها. ما
وراء هذا أن الكون ليس مصدرًا للمعرفة، والله سبحانه وتعالى على عكس ما هنالك. الكون كتاب الله المنظور، والقرآن كتاب الله المسطور، وكلاهما مصدر للمعرفة، لكن في ما هو له. النار محرقة. من أين تأتي بهذه المعلومة؟ إنها كوضع يدك في النار فتحترق، وهو التجريب، فلا ينكر النار إلا المجنون. يقول ابن حزم: "فإذا جادلك فمسه بالنار"، يعني إذا كان في البديهيات الشك بهذا الشكل، فما بالك بقول الله؟ أيعني ذلك أن النار ليست محرقة؟ ضع قليلاً من النار هكذا فسيصرخ. ماذا بلاءٌ شديدٌ أنه قد
افترض أحد مصدرين للمعرفة عن الآخر: الكون مصدر للمعرفة فيما هو في الكون، والوحي (كتاب الله المسطور) مصدر للمعرفة فيما هو لبيان الأحكام وللسنن الإلهية وللمبادئ العامة ولتكوين عقل المسلم. نجيبه هنا من القرآن، وكلاهما صدر عن الله، هذا من باب الخلق وهذا من باب الأمر. ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين. اقرأ باسم ربك الذي خلق، الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم. فبدأ هنا بالخلق وثنّى بالكتاب المستور، وإذا تدبرت القرآن الذي لا تنتهي عجائبه تبين
لك هذا أن المعرفة الإنسانية لا تقف أبداً. عند حد الوحي ولكنها بالوحي والوجود معاً، وإذا قرأت الفقه وجدت ذلك أن الوجود قد يكون مصدراً لك كما فعلوا مع فقه النساء في الحمل والولادة والنفاس والحيض وغير ذلك، وكما فعلوا في تحقيق الموت، وكما فعلوا...
اسأل شيخك وقل له: أذهب أم لا أذهب؟ اذهب عندما تذهب، لواحد يقول قصة أين ذهب ماء غسل سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، هل تبخر ثم خرج فأنشأ الأمطار ثم نزلت فكان لكل قطرة المسجد؟ لا يا بني، لم يحدث هذا الكلام، فهذه قصة مختلقة. يسأل
عن بعض الأذكار وما الحكمة فيها. الحكمة التي ذكرناها الآن هي التجريب، فهي مجربة السيد. كان من أوراد أبي الحسن قول "يا لطيف" مائة وتسعة وعشرين مرة. لماذا مائة وتسعة وعشرين؟ إنه مبني على حساب الجُمَّل. وما هو حساب الجُمَّل؟ ومن الذي أتى به؟ هذه مسألة تجريبية موجودة منذ الزمن القديم، موجودة عند اليهود واليونان والمسلمين والهنود. لقد توصل الإنسان إلى علاقة ما بين الحروف. وفيما يتعلق بالأعداد، فعندما رأى أن الشريعة تبيح استخدام الأعداد، ورأى أن هذه الأعداد
تؤثر بالتجربة، اعتقد أنه لا بأس بذلك ولا محظور فيه، فقال: لكل داء مائة وسبعة وثلاثين. يا لطف الله سبحانه وتعالى! هو في الحقيقة من صفات الله وأسماء الله، له اسم واحد، هذا الاسم هو "الله" أُطلِق انصرفَ الذهنُ إليه، والاسمُ هو علمٌ على الذات بحيث إذا قلتَهُ انصرفَ ذهنُكَ إلى تلك الذات، والصفةُ معنىً
قائمٌ بالذات. فاللهُ سبحانه وتعالى اسمُهُ الله، وصفاتُهُ كثيرة. أوردَ في القرآن أكثر من مائة وخمسين صفة، وفي السنة أكثر من مائة وستين صفة، وهذه الأسماء أو هذه الصفات سمّاها الله. سبحانه وتعالى أسماء لأن رب العزة سبحانه وتعالى قد وصل فيها جل جلاله إلى المنتهى بحيث أنه منتهى الرحمة ومنتهى المغفرة ومنتهى القوة ومنتهى العلم، لا يوجد علم آخر غيره، ولذلك إذا ما أُطلقت تلك الصفات انصرف ذهنك إليه، يعني
لو قلت لك من هو الرحمن الرحيم، على الفور ينصرف يروح لله من هو القدير العليم، من هو العزيز الحكيم، من هو السميع البصير. عمره ما سيفكر في أبيك وإن كان بصيراً سميعاً، لكن سينصرف الذهن. طيب، وعندما يكون هناك شيء أو لفظ انصرف إليه الذهن، يكون ذلك هو اسمه. قال تعالى: "ولله الأسماء الحسنى"، ولم يقل: "الصفات العلى"، بل ما أُطلق انصرف الذهن إليه. ألا وهذا شأن هذه الكلمات التي هي في الأصل صفات قائمة بذاته تعالى، ولكن لمّا كان الله هو المنتهى في كلها في تلك المعاني، صارت أسماءً، فأصبح "ولله الأسماء الحسنى"، وأصبح
"إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة" لأنه من... تخلَّق بأخلاق الله وتعلَّق بصفاته سبحانه وتعالى كان عبداً ربانياً يدخل الجنة. فهل هناك أسماء تلخص الأسماء؟ فسيدي عبد القادر الجيلاني قال: نعم، هناك أسماء تلخص الأسماء. قلنا له: حسناً، ما هي الأسماء التي تلخص الأسماء يا سيدي عبد القادر؟ لم نقل له: هل هذا حديث؟ أهذا حديث ضعيف أم ما هذا؟ لم نسمعه. لا، لم نقل ذلك لأنه لم يقل. قال رسول الله. هذا
يقول: إن هناك أسماء من كثرة ذِكرنا وتجربتنا وجدنا أن هناك أسماء تلخص الأسماء، فسمّوها الأسماء الأصول. والأسماء الأصول هي: لا إله إلا الله، هو، حي، قيوم، حق، قهار. ثم أضاف إليها: واحد، عزيز، ودود فأصبحت السبع الأولى تُسمى الأصول والسبع الثانية تُسمى الفروع، لكن الفكرة التي سأل عنها أخونا هذا موجودة عند سيدي عبد القادر أن هناك أسماء مفاتيح الأسماء، يعني لأن الأسماء مئتان وعشرون اسماً في الكتاب
والسنة، هذه المئتان والعشرون اسماً، السبع الأصول هي التي ورد فيها والتي التجربة تقول. عليهم لا إله إلا الله خير ما قلت وقال النبيون من قبل. الله عندما تتأمل في كل الأحاديث الواردة في الاسم الأعظم تجد الله الحي القيوم، وهكذا بسم الله الرحمن الرحيم. فبسم الله الرحمن الرحيم اشتملت على الذات والصفات، واشتملت على صفات التخلق دون التعلق، واشتملت على صفات الجمال دون الجلال فدل ذلك على أن خطاب الله إلينا مبني على الجمال
ومدخله الجمال، وما خُيِّر النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما. قال تعالى في شأنه: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". هذا هو سر "بسم الله الرحمن الرحيم" أنه في غاية التخلق بالرحمة حتى أنه صار رحمة الله للعالمين ومن الرحمة يتولد الحب والعفو والمغفرة والتسامح وتتولد كل المعاني من الرحمة وتتنزل السكينة من الرحمة وهكذا. فبسم الله الرحمن الرحيم، مشايخنا كانوا يقرؤونها في مدة تتراوح بين ثمانية أشهر إلى سنة، شرح بسم الله الرحمن الرحيم، كل يوم
تذهب، فمحمد عبده رحمه الله جاء في أيام الطلب وبعد ذلك مضت ستة أشهر وهم ما زالوا في ماذا؟ بسم الله الرحمن الرحيم، فضاق ذرعاً وأخذ أغراضه وذهب. قالت إن هذا عمل ماذا؟ بسم الله الرحمن الرحيم، وانتهى الأمر، أتبقى فيها ستة أشهر ثم تأخذ أغراضك وترحل؟ فلما هرب، إلى خاله، وكان خاله عالماً أزهرياً، وذهب إليه وقال خالي، أنا لا أريد أن أعود إلى الأزهر هذا مرة أخرى. نحن جالسون ستة شهور في "بسم الله الرحمن الرحيم"، يعني لن ننتهي إن شاء الله. ففهموا أن هذا من أجل تعديل الدين في
عقلك. عندما ذهب في هذه المسألة، أخرجونا بآية "النابتة". النابتة خرجت يا أبنائي لأننا لم نجلس ستة أشهر فأخذناها مثلما نقرأ الصحافة هكذا واستسهلنا واستهنّا بها، يعني إن ربنا كررها لك مائة وأربعة عشر مرة في القرآن. السور مائة وثلاثة عشر، وفي سورة النمل التي كان يقرأ فيها الشيخ عبد السلام في النهار "وإنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم" لكي تتم المائة وأربعة عشر. مائة وأربعة عشر مرة لم تَفُتْ نظرك أنك تجلس ترسمه هكذا وتفهم أنه من هنا المفتاح. فبسم الله الرحمن الرحيم هذه خذوها كأنها شيء خفيف وهي ثقيلة عند
الله سبحانه وتعالى. بدأ بها كلامه ووجه بها خطابه للعالمين. بسم الله الرحمن الرحيم كانوا يجلسون فيها من ثمانية أشهر. إلى سنة الآن يظهر أن الناس ليست متفرغة لأن برنامج التوك شو الليلي لابد أن يشاهدوه، الأكاذيب وحثالة النفايات، وتركوا كتاب الله وفهمه بعمق بعد أن كانوا يجلسون سنة في "بسم الله الرحمن الرحيم"، اقرأ القرآن وافهمه يا أخي سبحان الله بمفردك، وكانت الدراسة لمن يفقه سنة سنقرأ فيها بسم الله الرحمن الرحيم، كانوا يتعرضون فيها
لحروف المعاني، كانوا يتعرضون فيها للمحذوف والمقدَّر والمذكور، كانوا يتعرضون فيها للبلاغة وللمنطق وللفقه وللأصول، كانوا يتعرضون فيها لكل ذلك، ولذلك بدأ المؤلفون يؤلفون في بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب تفتحه فتجد محتواه بسم الله الرحمن الرحيم بلاغةً وفقهاً ومنطقاً وأصولاً وأدباً. وتفتح طب المصطفى الحلبي إبداعه "حكمة الحكيم في بسم الله الرحمن الرحيم" ومؤلفات كثيرة في البسملة التي
كانوا يجلسون فيها سنة، ليسوا قادمين من الشام لأجل شيء ويريد أن يرجع ويكون معه دكتوراة، لم تكن هناك دكتوراهات في ذلك الوقت. فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يشرح صدورنا وأن يهدئ بالنا ذنبنا وأن يستر عيبنا وأن يجمعنا على الحق في الدنيا والآخرة وأن ييسر أمورنا وأن يحشرنا تحت لواء نبيه يوم القيامة وأن يدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عقاب ولا عتاب وأن يهب مسيئاً لمحسننا وأن يغفر لنا جملة واحدة إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير اللهم صلِّ أفضل صلاة على أسعد مخلوقاتك سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه وسلم عدد معلوماتك ومداد كلماتك كلما ذكرك الذاكرون وغفل عن