مجلس الجمعة 9-10-2015 لفضيلة أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه. إنك لم أنت ما هي الصحيفة الطويلة التي تقدم كدليل اشتراط للنبي عليه الصلاة والسلام، يقول أن ونقل عن الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه أن كل ما ورد عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم فهمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من القرآن. هذا الكلام نقله بإسناده الإمام البيهقي عن سيدنا الإمام الشافعي
وهو صحيح. قال: فهل هذا يتناقض مع العلماء الذين قالوا أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس مجتهداً؟ قضية اجتهاد النبي قضية أنشأوها عندما اطلعوا على كلام لأرسطو وهو أن... الإنسان إذا كان لديه طريق قطعي لتحصيل المعرفة ولديه أيضاً طريق ظني لتحصيل نفس المعرفة، فهل يجوز له أن يعدل عن الطريق القطعي إلى الطريق الظني؟ ولم يجدوا مثالاً لها، فأثاروا
قضية: هل النبي اجتهد أم لم يجتهد؟ والراجح عند العلماء أن النبي ليس مجتهداً، بل هو نبي يُوحى إليه. وأن الوحي يدله قطعًا على حكم الله فليس له أن يعدل عن هذا القطع إلى طريق يرتب فيه المقدمات حتى يصل إلى النتيجة، ولذلك اختلف العلماء على تسعة أقوال في المسألة، والراجح عندنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس مجتهدًا وإنما هو موفق ومؤيد من الله سبحانه وتعالى. وأنَّ الله سبحانه وتعالى
أوحى له (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى) وأنه لا ينطق عن الهوى، وأنه صلى الله عليه وآله وسلم معصوم ظاهراً وباطناً، ومعصوم من الكبائر ومن الصغائر وإن قلّت، فهو معصوم ومحفوظ بإذن الله. وذهب بعض العلماء إلى أن الأنبياء الأخطاء وفي بعض الصغائر قال الإمام النووي: "والراجح بخلافه، والصحيح أنهم لا يقعون في مثل هذا، فهم معصومون ظاهراً وباطناً، فالنبي وهو سيدهم معصوم ظاهراً وباطناً، وما
ورد من النصوص بخلاف ذلك في ظاهره مؤول، لكن النبي صلى الله عليه وسلم كل ما صدر عنه إنما يجوز تقليده ولكن بالفهم". الصحيح وعلى ذلك يأتي السؤال، فإذا كان الأمر كذلك فهل يتعارض هذا مع ذلك؟ لا تعارض، لأن ما يذهب إليه النبي من فهمه للقرآن إنما هو بقطع من الوحي، ولذلك فإن القرآن هو الوحي المتلو والسنة هي الوحي غير المتلو، فهي وحي أيضاً، وورد عن الإمام الشافعي أنه سمى النبي. صاحب
الوحيين، فوحي السنة شيء ووحي القرآن شيء آخر، وعلى ذلك فلا اختلاف بين أن يقول النبي قولاً من فهمه للقرآن وبين أن يُسمى هذا اجتهاداً، لأن ما فهمه من القرآن إنما كان على سبيل الوحي والقطع واللزوم والحفظ، وليس شأنه شأن المجتهد الذي يخطئ فيأخذ أجراً ويصيب فيأخذ. أجرين، بل هو صلى الله عليه وسلم في مقام التبليغ عن ربه، ولذلك فلا يسمى أبداً ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اجتهاداً، إنما هو تبليغ، "ما على الرسول إلا البلاغ"،
ولم يقل "ما على الرسول إلا بذل الوسع" أو "الاجتهاد" أو "المحاولة" إلى آخره، بل إن كل ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو في حد العصمة وهو في حد الأسوة الحسنة لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا وكل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من سنته الشريفة المنيفة إنما هو ترجمة واقعية لفهمه المعصوم المحفوظ الموحى إليه به من القرآن الكريم، فإذا كان القرآن قد عُصِم عن الزلل والخطأ والتحريف والتخريف ولم ينله شيء من هذا، فسنة النبي أيضاً حُفِظت
كذلك عن كل هذا، ولذلك فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين. "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن". كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا، وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. نعم، صحيح عند الحنفية. نعم، إن الصحابة - كما يقول الأمير عبد القادر الجزائري - أن الصحابة لم تفهم علو شأن كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأفهمهم على قدر ما يستطيعون، فإنما
عن الاعتماد على الأسباب ففهموا منه ترك الأسباب وهو يريد أن يخرج من قلوبهم الاعتماد على الأسباب وليس ترك الأسباب، وهناك فارق كبير لأن الاعتماد على الأسباب شرك وترك الأسباب جهل، وهو لما خرج إلى أُحُد خالف بين درعين ولبس خوذته صلى الله عليه وسلم، وقال أيضًا: "لو توكلتم على..." الله حق توكله لرزقكم كما ترزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا. فقالوا: الطير مع كمال توكلهم على الله يذهبون ويرجعون، لا
يمكثون في أوكارهم وإلا ما رُزقوا، إذًا إن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضةً. هذا شيء والتوكل شيء. فأراد صلى الله عليه وسلم عندما خاطب الصحابة الكرام بقوله ماذا... تفعلون فإن هذا هو أصلاً بإذن الله هكذا يريد أن يحررهم عن الاعتماد على السبب ففهموا منه أن يتركوه وهذا فهم أقل من كلام رسول الله فلما لم ينتج النخل في العام القادم قال طيب خلاص ما دمنا نتكلم على مستوى لم يصل إلى العقول سيروا على ما أنتم عليه التمسك بالأسباب إلا أنه علمهم عدم
الاعتماد على الأسباب في أحاديث أخرى، وهكذا كل نص أتى يعكر على هذا صفوه من ظاهره، فإن معناه العميق يؤكد أن الاعتماد على الأسباب شرك لأنه نسبة الفعل إلى غير الله، وأن ترك الأسباب جهل. إذا أراد أحدكم أن يكون له نسل فلا لا بد أن يتزوج، ولكن لا بد عليه أن يعلم أن الزواج ليس هو أن يرزقك الله بالخلفة، فقد يكون هذا أو هذا إلى آخره، وأن الله سبحانه وتعالى يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم
ذكراناً وإناثاً، ويجعل من يشاء عقيماً. فهذا سبب، لكن لا تفعل واحد من بلدتنا انتظر أن يرزقه الله بالولد ثلاثين سنة، فنزلت إليه بعض الملائكة من الملأ الأعلى وقالوا له: "حسناً، تزوج، حسناً، تزوج". قال: "حاضر، سنرزقك بالولد، لكن تزوج". حسناً، إذا فعل هذا الشخص ماذا؟ ترك الأسباب. هل قالت لك الشريعة اترك الأسباب؟ الحقيقة لا. الحقيقة أنها قالت: ماذا
يعني؟ بعد الأربعة كلهم على الحق، كيف يعني على الحق وهم مختلفون؟ هذا كلام أُثير قديماً. هل الحق واحد أو أنه له وجوه متعددة؟ هل الحق واحد أو أنه له وجوه متعددة بحيث أن حتى هذا الاختلاف في الفروع هو صادر من حق واحد لكن له وجوه وتجليات متعددة؟ فقال بعضهم... إنَّ الحقَّ واحدٌ وهو الصواب، وأنَّ
ما بخلافه خطأ، وعلى ذلك فمن أصاب الصواب فله أجران، ومن أصاب الخطأ فله أجر، يعني هو أيضاً مُثاب، لكن ليس هذا إلا أن الحق واحد عند الله سبحانه وتعالى. ولكن ذهب آخرون إلى أن الحق له وجوه متعددة، وهذه الوجوه المتعددة تخفي وراءها واحدًا أيضًا ولكنها له وجوه متعددة، وضربوا المثال بالكعبة، فهي كعبة واحدة، إلا أن لها ستة أضلاع، ستة أوجه. هناك أربعة أوجه هكذا، وفي الأرض وفي السقف، فتكون
ستة، ولذلك سُميت الكعبة من المكعب. يعني فقالوا: المكعب هذا أو الكعبة شيء واحد، وحتى أننا نتوجه إليها توجهًا واحدًا، وتصح الصلاة ما توجهنا إليها من أي جهة كانت حتى أن أهل مصر يتوجهون إلى المشرق وأهل ماليزيا وإندونيسيا يتوجهون إلى المغرب وكلهم على صواب لأن الكعبة واحدة ولكن لها وجوه متعددة، وأخذ هذا المعنى الشيخ العثماني وألّف كتاباً ماتعاً في الفقه أسماه "رحمة الأمة في اختلاف الأئمة" وطُبع الكتاب يُرى
فيه. يرى الشيخ العثماني أن كل ما ذهب إليه الأئمة الأربعة فهو حق، وإنما القضية دائرة بين الرخصة والعزيمة. فإذا كنت ترى أن لمس الأجنبية لا ينقض الوضوء فهذه رخصة، وإذا رأيت أنها تنقض الوضوء فهذه عزيمة، وكلاهما من عند الله وكلاهما على الحق. وقس على هذا. وأخذ هذا المعنى فعمّقه ألَّفَ الوهَّاب الشعراني كتاباً أسماه "الميزان الخضرية" نسبةً إلى الخضر عليه السلام، وقال إنَّ الخضر جاءه فدلَّه على هذا المعنى. وألَّف في الميزان الخضرية كيف أنَّه
ليس هناك شيءٌ في الشريعة اختلف فيه الأئمة الأربعة إلا وله وجهٌ ما بين العزيمة والرخصة وما بينهما، ثم فصَّل ذلك فأتى بمثل ما به العثمان في كتاب أسماه الميزان الكبرى، أي كتاب الميزان الكبير. والميزان الكبرى مطبوعة، وحتى تقارن بين ما ذهب إليه العثماني وما ذهب إليه الشعراني، طُبع الكتابان معاً عند مصطفى الحلبي، تجد هذا هكذا وذاك على الهامش. فتكون إذاً الإجابة على هذا السؤال أن نعم، الحق واحد ولذلك يُؤجر. من
تكلم بهذا أو من تكلم بهذا فهو مأجور، ولكن فضل الله يؤتيه من يشاء، وقال صاحب البردة: "وكل من رسول الله ملتمس غرفًا من البحر أو رشفًا من الديم، وواقفون لديه عند حدهم من نقطة العلم أو من شكلة الحكم"، فهو الذي تم معناه وصورته، ثم اصطفاه حبيبًا بارئ. النسب صلى الله عليه وآله وسلم. نعم، أُخذت أموال البنك وكذلك أموال البيت ومر عليها عام ولم يستخدمها، فهل تجب فيها الزكاة؟ يتحدث عن أن له أموالًا في البنك وأموالًا في الدولاب في البيت ومرت عليها السنة، فهل
يخرج عليها الزكاة؟ الزكاة تجب على مبلغ معين، وإذا كان المبلغ قليلًا عليه الزكاة ولو زاد عن المبلغ يخرج عليه الزكاة اثنين ونصف في المائة. ما هو هذا المبلغ؟ نحفظ خمسة وثمانين جراماً من الذهب عيار واحد وعشرين، فنذهب إلى جريدة الأهرام أو أي جريدة أخرى لنجد سعر عيار واحد وعشرين اليوم بكذا، ثم نضربه في خمسة وثمانين، وأحياناً يكون بمائتين. وخمسين جنيهاً للجرام، أحياناً يكون بأكثر أو بأقل. بثلاثمائة تضربها في خمسة وثمانين، الناتج سيكون لك شيئاً بقيمة اثنين وعشرين ألفاً. فهل أنت معك
اثنان وعشرون ألفاً؟ نعم، معي اثنان وعشرون ألفاً، ادّخرت عشرة في البنك واثني عشر عندي في البيت. إذاً عليها الزكاة. حسناً، أليست العشرة في... المال الذي في البنك ثلاثة والذي في البيت اثنان، فيكون المجموع كم؟ خمسة. أقل من اثنين وعشرين، إذن لا تجب عليك الزكاة. السؤال الثاني: هل مالي يُضم مع مال إخوتي ومع مال أبي، فهو الذي ينفق علي، فهل أفعل ذلك؟ لا، كل شخص له ذمة مالية مستقلة، فالاثنان والعشرون هذه أنتَ وأخوكَ اثنان وعشرون أيضاً، وأبوكَ اثنان وعشرون ثالثة، وأمكَ اثنان وعشرون رابعة، وأختكَ اثنان وعشرون ثالثة سبعة. وهكذا، لا، كل
واحد منهم له شيء. فأنتم البيت كله في مئة ألف جنيه، إذاً لا يزال، وأنتم خمسة: أب وأم وثلاثة أبناء، سواء كانت بنتاً أو ولداً، فلا يزال... ليس لديكم ما يخرج الزكاة بالرغم من أننا كأسرة واحدة نمتلك مائة ألف، لأنه يجب أن نمتلك أكثر من ذلك، فيصبح مائة وعشرة مثلاً. والسنة التي نتحدث عنها هي السنة القمرية التي تتكون من رمضان وشوال وذي القعدة، وليست السنة الشمسية التي تتكون من يناير وفبراير ومارس وأبريل وما شابه. يوم الحادي عشر، في كل ثلاث سنوات يُضيفون شهراً، وكل واحد وثلاثين واثنين وثلاثين وثلاثة وثلاثين سنة يُضيفون سنةً. إذاً نحن
نسير وفق القمر، نعم. ها، يسأل عن قصر الصلاة وهل اختلفت باختلاف التكنولوجيا الحديثة أو الاتصالات والمواصلات؟ لا، فهي منوطة بالمسافة، والمسافة على سبيل التحديد لا التقدير، فالمسافة بالضبط. من هنا إلى محلة مرحوم على الطريق القديم الذي كان بجوار النيل، يعني من هنا إلى طنطا، فتكون طنطا مسافة تقصر فيها الصلاة. سواء ذهبت بالطائرة أو ذهبت بالسيارة أو ذهبت كما كان ينتقل
غصن البان، انتقالاً هكذا، فوجدت نفسك هناك، أخذتك الريح من جانبك ووضعتك هناك. ليس لي تدخل أنت على مسافة بعيدة من هنا، هل تنتقل أم لا؟ وإذا كانت هناك مدينة لها طريقان: طريق طويل أكثر من مسافة القصر، وطريق مختصر صغير أقل، يجوز لك إذا سلكت الطريق الطويل أن تقصر الصلاة، ولا يجوز لك إذا سلكت الطريق الصغير أن تقصر، والمدينة واحدة. فانظر ما معنى هذا ما معنى الكلام أن الأمر منوط بكم معين مقدر لا
علاقة له بالحكم؟ أنا ذهبت إلى سفر الملوك وأنت ذهبت إلى سفر الصعلوك. من نجا؟ أنا أقصر وأنت تقصر ولا علاقة لنا بملوك ولا بصعلوك. ما يعنيني هو أنها خمسة وثمانون كيلومتراً بعداد السيارة، ولا علاقة لها بكل هذا الحديث. يكون إذاً هنا من المقدرات، من المحددات، لا من المقدرات، ليس هكذا، يعني بما سيحدث، لا، هذه محددة، نعم، ماذا؟
يتكلم عن مصطلح يستعمله أهل التصوف يسمى بالحال، وقال أنه تحير هل الحال يزول أو لا يزول. الحال يزول باتفاق أهل الله حتى قالوا: دوام الحال من المحال. فالذي في الرسالة القشيرية أن الحال يأتي كوميض البرق يعني ومضة هكذا وتنتهي، فإذا بقي فهو المقام. والمقامات عندهم أكثر من ألف مقام. فإذًا هناك إذا دام يصبح هذا مقامًا، وإذا جاء فزال يصبح هذا حالًا. ودوام الحال من المحال. نعم، ثلاثة
أيام تقصدهم من غير يومَي الدخول والخروج عند. الإمام الشافعي ذاهب إلى الإسكندرية وناوٍ هناك، وأنت مسافر يوم السبت لا يُحتسب، وراجع يوم الأربعاء، أي أنك تقيم هناك يوم الأحد والاثنين والثلاثاء وترجع يوم الأربعاء لا يُحتسب، فتقصر الصلاة من البداية. لكن إذا كنت راجعاً يوم الخميس فلا تقصر الصلاة ولا تجمعها من البداية، فقط ثلاثة أيام من ذهبت إلى الإسكندرية وأنت لا تعرف كم ستمكث لأنك ذاهب لاستخراج بطاقة أو وثيقة أو لختم شيء أو لشراء شيء، وتقول اليوم أسافر، غدًا أسافر، أي أنك تريد أن تنجز المهمة فقط وترحل، فلك أن تقصر ثمانية عشر يومًا،
وبعد الثمانية عشر يومًا تقيم وانتهى الأمر، حتى لو لم يحضر هذا استخفاف بعد الثمانية عشر يوماً، فما هذا الاستخفاف؟ يجب عليك أن تجلس وتُقيِّم خلال الأيام القادمة. لا توجد نية في نية، فتكون ثلاثة أيام من غير يومي الدخول والخروج. نعم، للمساعدة، أجل إذا كان محتاجاً، إذا كان محتاجاً. الشيخ علي الأجهوري المالكي يقول إنه يجوز دفع الزكاة للزواج وكان. أيضاً عمر بن عبد العزيز ينادي: من يريد أن يتزوج فيعف نعطه من مال الله. نعم، بين
هذا وذاك، الطب النفسي ليس عنده شيء. الطب النفسي لديه مجموعة من المثبتات ولديه مجموعة من المنشطات. هذه هي الأدوية التي يمتلكها. أليس عندما تسمع ما أقوله ستسأل والطب في بطني قبل أن... تأخذ إجابة السؤال دون أن تسمع السؤال ولا سمعت الجواب، انتظر قليلاً، رَوِّح عن نفسك، وسِّع المجال. أما الطب النفسي الثاني الذي ليس بالأدوية مثل سيجموند فرويد فهو يتحدث عن النفس الأمارة بالسوء. كل ما توصل إليه فرويد قد يكون صحيحاً في ظل النفس الأمارة بالسوء، لكن...
في خلل يرجع عضوياً أو نفسياً فيحتاج إلى العلاج، لكن الطب النفسي هذا من قبيل الكون، يعني ما هو يضبط هذا الكون، لكن التصوف هذا من قبيل الروح لأنك تربي روحك على أشياء، فليس هناك أي تماس ما بين الطب النفسي وما بين التصوف. هو إخلاص العبادة لله وبعد لو أُصبت بهلوسة أو أي شيء مماثل، فسأذهب إلى الطبيب النفسي لأتلقى المساعدة الطبية. المساعدة الطبية مثل أي شيء آخر، وعندما آخذ الدواء سأقول "يا رب" أيضاً، مثل قصة الآية. نعم، يعني
فعلاً أنت لديك قمح وشعير، أم أنك تختبرني وتقول لي شيئاً ما لأنني لا أعرف؟ أحلها، حسناً، قولوا له: عندك قمح وشعير، وبعد ذلك قسمته نصفين. حقاً، والله هذه مسألة المدرسة. حسناً، المهم القمح والشعير قسمناه نصفين. نصف، ماذا فعلت به؟ زكّيت به وأعطيته للفقراء، والنصف الآخر خزّنته، أليس كذلك؟ عندما خزّنته فسد، أليس كذلك؟ حسناً، جيد،
فسد. وبعد السنة عندما وجدته فاسداً، تريد أن لا حرام لأن الله طيب لا يقبل إلا الطيب. أنت وضعته في مخزن ولكن فسد الذي فسد، فنرميه كي لا نجعل الناس تأكل وتتسمم. هل أنت منتبه؟ لا أقول: حسناً والله، ماذا؟ الفقراء أولى به، دعهم يأكلونه. لا إن الله طيب لا يقبل إلا الطيب، وإن الصدقة تقع. في يد الله جلّ جلاله قبل أن تقع في يد الفقير، فأنت
تريد أن تضع في يد الله شيئاً فاسداً؟ لا، احذر أن تفعل ذلك. نعم، ليست المسألة ألا تصلي في جماعة، صلِّ ولكن التزم بحال الإمام، التزم بحال الإمام. فإذا أدركتني في صلاة الظهر وأنت مسافر وأنا في... الظهر وأنا مقيم تصلي خلفي أربع ركعات حتى لو أدركت ركعة واحدة، حتى لو أدركتني قبل السلام، ما دام ربطت صلاتك بصلاتي. أنا أيها الإمام المقيم، إذن تصلي أربع ركعات. افترض أنني مسافر، إذن تصلي خلفي وأنت مسافر أيضاً، لا يحدث أي مشكلة. افترض أنك إمام تصلي بهم ركعتين وتقول صلاتكم! أنا قوم سفر، يعني مسافرون، فلا تصلي. لا، صلِّ كما تريد لكنك ستفقد قضية القصر. بعدما
صليت ورائي الظهر أربع ركعات، تقوم بصلاة العصر بركعتين، فيكون ذلك جمعاً. إذاً القضية هي "إنما الإمام ليؤتم به"، فأنت ما دمت دخلت مع الإمام تقيدت به مثلما... هو نعم أيهما تُقَدِّمون وتُصلُّونهما أربع ركعات يعني أصلي الظهر هنا لأنك أنت ما زلت مقيماً كما أنك يمكن أن لا تسافر ولذلك
جمع النبي كما أخرج مسلم عن ابن عباس بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في المدينة من غير عذر من مطر ولا خوف ولا مرض فقالوا ولِمَ فعل هذا قال لكي لا يجعل على أمته من حرج، إذاً إذا كان هذا جمعاً من أجل التوسعة، فأنا أصلي الظهر والعصر أربع ركعات وأربع ركعات، وبعد ذلك أقوم بالسفر. فإذا وصلت إلى مكاني بعد صلاة العشاء، فلا يحدث شيء. فأنا أصلي الظهر والعصر وأجمع بين المغرب والعشاء في الطريق، أفضل ما نفعله هو هذا بدلاً من أن نذهب فتضيع علينا صلاة العصر. لا، الجمع هنا سيؤكد التزامي بالصلاة وليس التهاون فيها. نعم،
الإمام الشافعي يرى أن الظافر بحقه أو بمثل حقه جاز له أخذه عندنا. نعم، الحلال حرام ما دام قد تدخلت السلعة فلا ربا. نعم، أهل بيت النبي عليه وسلم من أصحاب الكساء وهم
أبناء فاطمة سيدنا الحسن والحسين والسيدة زينب وأبناؤهم، وأصحاب الكساء سيدنا علي والسيدة فاطمة ومعهم أبناؤهم ومعهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء أول أهل القربى وأحقهم، وهم المعتمدون لأن أنسابهم باقية إلى يومنا هذا. بعد ذلك من أهل القربى بنو هاشم. وبنو المطلب وأنسابهم غير مضبوطة في عصرنا هذا، لا نستطيع أن نعرف أهو هاشمي أم مطلبي إلا قليلاً وبالادعاء، أي بدعواهم رضي الله تعالى عنه. فإذا كانوا من أهل هاشم أو المطلب مثل الإمام الشافعي فإنهم يكونون من
أهل القرب، نعم. فإذا تمحض أنه عملياً الآن ليس هناك إلا أهل... البيت هم من أهل القُرب. الحب هو حب من قلبك والستر، فإذا كان أحد من أهل البيت على معصية - والعياذ بالله تعالى - فينبغي أن تنصحه وتستر عليه، لا أن تصنع له فضيحة. أحبِب ابنك، واعمل هذا لأخيك وابنك، والحماية وفك الكرب عنه، وهكذا. نعم، بانحراف، الانحراف هو يكون انحرافاً،
نعم، إنه انحراف، ليس هناك شك، لأنهم أصلاً هؤلاء الجعفرية من أبناء سيدنا الحسين، ولكن عندما يتحدثون عن محمد النفس الزكية، فالأمر ليس كذلك، لأنهم ينتسبون إلى الحسن المثنى، محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن، ماذا يا أبي هو قال؟ قال له: "هات، هات، هات"، وبعدين قال له: "الله! هو كله هات؟ ما فيش خُذ؟"، قال له: "خُذ الفاتورة هي". يتكلف في السياسة والعياذ بالله،
يقول: "كيف نختار في الانتخابات؟" وهكذا، استخيروا واعملوا ما عليكم وربنا سبحانه وتعالى يسترها معنا إن شاء الله. لو تم عقد زواج بدون حضور الشهود كان بتوقيعاتهم، فهل يجوز؟ لا يجوز. الزواج لا يكتمل إلا بالشهود. الشهود من أركانه، فيحرم الدخول قبل الشهود. دخول الرجل بزوجته بدون فض غشاء البكارة، هل يثبت لها نفقة المتعة؟ نحن نسير هنا في مصر على أنه يثبت لها ذلك ما دام قد أُرخيت الستور، يعني أُغلق عليهم باب وأُغلقت. الأبواب ليس لنا علاقة بها، فليتغابى كما يشاء، ليس لنا علاقة بها. رجل باع مكتبة ولم يعلم
أن من ضمن الكتب المباعة كتب سحر، فهل ما تم بيعه حلال؟ إنه لا يعرف ذلك، هذا مبلغهم من العلم. اللهم اشرح صدورنا واغفر ذنوبنا واستر عيوبنا ويسر أمورنا، واجعل اجتماعنا هذا اجتماعاً تفرقا معصومًا ولا تجعل فينا شقيًا ولا محرومًا، ربنا كن لنا ولا تكن علينا، فارحم حينا وميتنا وحاضرنا وغائبنا، وفرج عن المسلمين، ووحد كلمتهم، وصد الأذى عنهم. اللهم اصرف عنا السوء بما شئت وإن شئت وكيف شئت يا أرحم الراحمين. اللهم اصرف عنا السوء بما شئت وإن شئت وكيف شئت. يا أرحم الراحمين، اللهم اصرف عنا السوء بما شئت وإن شئت وكيف شئت يا أرحم الراحمين. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، واجعل
القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء همنا وحزننا ونور أبصارنا وصدورنا، واجعله حجة لنا ولا تجعله حجة علينا. علمنا منه ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا. اللهم اهدنا. اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت. آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، واحشرنا تحت لواء نبيك يوم القيامة، واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبداً، ثم أدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عقاب. ولا عتاب ومتّعنا بالنظر إلى وجهك الكريم وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم