محاضرات في كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض | الثالثة | أ.د علي جمعة | 2009 - 11 - 07

السلام عليكم، في الباب الثاني صفحة ستة وستين يقول في اجتماع الخصال الحميدة في المصطفى صلى الله عليه وسلم. لقد عرفنا في الباب الأول في ثناء الله تعالى عليه وإظهاره عظيم قدره لديه، وتكلمنا وقلنا إن النبي صلى الله عليه وسلم شهد له الله سبحانه وتعالى وأرسله خاتماً للأنبياء. والمرسلين وسيداً للعالمين ومصطفى واختاره خياراً
من خيارٍ من خيار، وهو صلى الله عليه وسلم الباب إلى الله وليس هناك باب سواه، ومن أراد الوصول إلى الله من غير طريقه ضل، وبقدر الله سبحانه وتعالى فإنه من أراد الهداية هداه الله سبحانه وتعالى إليه وإلى الإيمان به وإلى اتباع سنته. ومنهجه صلى الله عليه وآله وسلم، وكما عظّم الله قدره في القرآن فقد عظّمه في الأكوان حياً
وميتاً. أما وهو حي فقد أجرى المعجزات على يديه، وورد عنه صلى الله عليه وسلم أكثر من ألف معجزة جمعها الشيخ يوسف النبهاني في كتاب "حجة الله على العالمين في معجزات سيد المرسلين". وهي معجزات حسية جمع الله له فيها كل ما أرسل المرسلين به من معجزات، فكلم له النبات والجماد والحيوان، وأحيا
له الموتى، وآمن به الجن والإنس، ورأى الجن على خِلقتهم، ولا يرى الجن على خِلقتهم سواه إلا الأنبياء والمرسلون أحد، ويقول الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه: "من ادعى أنه... يرى الجن على خلقته ردت شهادته يعني يكون كاذباً، والنبي صلى الله عليه وسلم كما أرسله الله سبحانه وتعالى بالمعجزات الحسية وبلغت أكثر من ألف معجزة، وهي أيضاً فيها ما لم يكن
للمرسلين من قبل كالإسراء والمعراج، فهو قد اختص به، والإسراء والمعراج غير الرفع إلى السماء، فالرفع إلى السماء. كان لبعض الأنبياء منهم سيدنا عيسى حيث رفعه الله إليه ومنهم إلياس رفعه الله إليه أيضاً، ولكن رحلة الإسراء والمعراج تفرد بها النبي صلى الله عليه وسلم دون سائر الأنبياء، وكذلك المعجزات المعنوية. فإذا نظرت إلى حال العرب، كان حالاً لا يمكن معه بقدرة
الإنسان المعتادة أن يجتمعوا على شيء. كانوا شذر مذر فألّف الله بين قلوبهم. كان من الصعب أن يكونوا هذا الجيل الذي خرج فغزا العالم، وقال عنهم غيرهم: حفاة عراة خرجوا ليغزوا العالم. وكان صعباً أو مستحيلاً في قدرة البشر أن يتحول هذا الجيل إلى خير جيل في الأرض إلى يوم الدين. هذا كله من معجزاته صلى الله عليه وسلم التي هي من عند الله وبحول الله وقدرته
وغير ذلك كثير. أما بعد انتقاله فقد أُظهِر قبره، وليس هناك من أُظهِر قبره من الأنبياء سواه، فإن الله لم يأذن لنبي أن يُظهِر قبره إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وكل قبر لنبي باقٍ إلى يومنا هذا. ففيه احتمال وشك، وقبر النبي صلى الله عليه وسلم ظاهر بلا احتمال ولا شك عند المسلمين وعند الكافرين، يعني ما من أحد من الكفار يقول إنه غير مدفون تحت القبة الخضراء هذه، لا أحد يقول هكذا، لا الكافر يقول ولا المسلم يقول، كلهم يعتقدون اعتقادًا جازمًا أنه
مدفون هناك. يختلف أحد فقال بعضهم مثلاً أنه مات في معركة من المعارك وفُقِد جثمانه الشريف، وبعضهم قال أبداً هذا مات في... أبداً لم يختلف أحد، هذه معجزة، فإن الأنبياء قد قُتِلوا وإن الأنبياء قد فُقِدوا، وإذا لم يكونوا قد فُقِدوا فقد افتُقِدوا، وفي حديث البخاري قال: "رأيت موسى يصلي في قبره". عند الكثيب الأحمر على مرمى حجر من بيت المقدس وحتى الآن يبحث عنه اليهود وعلماء آثارهم بكل وسيلة فلا يجدونه. أين قبر سيدنا موسى؟ لا يوجد. أين قبر
سيدنا يوسف؟ حسناً، هناك ثلاثة عشر أو أربعة عشر مكاناً مكتوب عليها "هذا قبر يوسف الصديق". لا تعرف أيها واحد منهم عندنا في الشرقية وواحد هناك في الخليل بجوار إبراهيم الخليل، تقول لي: "حسناً، ها هو إبراهيم الخليل أيضاً موضع شك". حتى إبراهيم الخليل، أغلب الناس يقولون أنه مدفون في الخليل، لكن ليس يقيناً، يعني هناك قيل وقال. وهل معنى ذلك... أي نعم، لأنه حفظ كتابه فوصل إلينا من غير... من دون حَوْلٍ منا ولا قوة، حُرِّفَت الكتب السابقة ولم تُحفظ. وشيء غريب عجيب أن الأطفال الصغار هكذا يحفظونه باللغة العربية والإنجليزية
والتركية والملاوية، يحفظونه. ومن ترجم القرآن إلى كل اللغات لم يحفظه بتلك اللغة، بل حفظه بالعربية، لكن لا يحفظونه باليابانية. هل رأيت أحداً حفظ القرآن باليابانية؟ تُرجمت معاني هذا أمر عجيب غريب اختصه الله لقرآنه وكتابه معجزة لنبيه إلى يوم الدين، وأكثر من نسله ونسله كان قليلاً، وأبقى هذا النسل الشريف، وأبقى أمته بالرغم من أنهم جالسون يتعرضون للضرب طوال السنين من اليهود والمشركين، ثم
من الفرس والروم، ثم من المغول والصليبيين، ثم من الاستعمار الحديث، ثم من يزيدون ما تفهم كيف يزيدون، يعني أنه كان هناك أديان كثيرة انتهت تماماً، دياناتٌ انتهت، لكن هذا لم ينتهِ، لماذا؟ إنها معجزة، وهكذا فمعجزاته وهو حي كانت كثيرة، ومعجزاته بعد ما انتقل إلى الرفيق الأعلى أكثر، وكما كان حياً فسلط عليه بعضهم يسبونه ويشتمونه ويفترون عليه. الكذب فتعلو درجته عند الله، فلا زال بعضهم
إلى الآن يفعل مثل ما كان يفعل الكفار وهو حي. وعلى مر التاريخ نجد هؤلاء الأوباش، لماذا؟ من أجل أن يزداد رفعة عند الله، لأن الله سبحانه وتعالى أعلى شأن المظلوم، فيظل يرتفع هكذا في درجات بعد ما انتقل ولا يُعد. من نصرة أكثر من أمته وعلق قلوبهم به وسلط عليه أوباش الناس من أجل أن تكون له المنة على الجميع يوم القيامة "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". يوم القيامة في حديث الشفاعة
سيشفع لكل أولئك الذين سبوه وكفروا به وأهانوه وغير ذلك، سيكون سبباً في رحمته لبيان علو مقامه. عند ربه هذا المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم كان المثال الكامل والإنسان الكامل والأسوة الحسنة. قال ربنا في شأنه: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا". فكان مجمع خصال الخير ظاهراً وباطناً، وكلما قرأت سيرته صلى الله عليه وسلم. تعجبتُ
أن يجمع هذا أحدٌ من البشر، كيف كان يقوم الليلة بهذه الطريقة، وكيف كان يصبر على الخلق بهذه الطريقة، وكيف كان يتعامل مع الناس بهذه الطريقة، وكيف كانت شجاعته في الحروب حتى قالت الصحابة: كنا إذا اشتدَّ الوطيس احتمينا برسول الله صلى الله عليه وسلم. ما هذا الجسم الذي يتحمل كل هذا البلاء أمر عجيب غريب حاول أن يصل إليه الأولياء من أمته، ورأينا أولياء أبرارًا يعملون ويسلكون الطريق، اقرأ سيرتهم وقارنها بسيرة المصطفى
صلى الله عليه وسلم حتى تعلم أنه كان شمسًا وهم كانوا مجرد شمعة صغيرة. نعم، هناك شمعة مضيئة، ولكن أين هذه الشمس؟ من هذه الشمعة عبد القادر الجيلاني والرفاعي والإمام النووي مثلاً، واحد مثل الإمام النووي هذا تتعجب منه، يعني رجل مثل الإمام النووي هذا كان آية من آيات الله، لكنه توفي وعمره خمسة وأربعون سنة، لم يتحمل. هو في الأصل ما يفعله هذا لا يوجد مثيل له، وألف فيه علاء الدين العطار كان خادماً له، ومما
قاله فيه الإمام النووي: كان يصوم الدهر كله. يوجد اثنا عشر قولاً في حكم صيام الدهر، بعضها يقول إنه حرام، لكنه كان قد اختار قولاً يقول بجوازه في حالته هذه، لأنه لم يتزوج، وكان متفرغاً هكذا للعلم، وكان نحيفاً مثل قلم الرصاص. شبيه بالقلم الرصاص، لم يَعُد هناك كرش ولا شيء من هذا القبيل. وفجأة جاء رجل يسأل عن الإمام النووي، وكان الناس ترحل إليه وتقطع المسافات البعيدة لأجله. وقد سُمّيت بالرحلة، أي المقصود أن طلبة العلم يذهبون لزيارته ليأخذوا منه العلم. فلما
جاء المسجد سأل عنه: "أين فضيلة الإمام النووي؟" فأشار مَن بجواره الذي هو هذا فلا يصدق فيذهب إلى مَن بعده قائلاً: أمعقول؟ ما هذا الألم الشديد؟ الإمام النووي؟ أمعقول يعني؟ فيذهب إلى مَن بعده فيقول له: أهلاً فضيلة الإمام النووي. فيقول له: لا، لست أنا، هذا هو، إنه قادم. فيذهب إلى مَن بعده فيقولون له: يا أخي، هذا هو لا أصدق أن هذه الهيئة تكون للإمام النووي، العمامة غير نظيفة وتلك الصغيرة هكذا لفة ونصف، وهو جالس يا عيني كانكماش روح،
ويرتدي الجبة، والجبة واسعة عليه، وحالته هكذا ليست كما ينبغي، فيقبض عليه بعد أن عرف أنه هو الإمام النووي، يقبل فوق يديه ويقبل فوق رجليه الإمام. النووي والإمام النووي ألف كتاب الروضة (روضة الطالبين) في فقه الشافعية، فأراد مرة أن يمحوها وأن يستعمل أوراقها، يريد أن يمحوها بالمياه هكذا، فعلاء الدين قال له: لماذا ستمحوها؟ لماذا؟ لقد انتشرت في الآفاق وحكم بها القضاة. فقال له: ولكن فيها - يعني - أليست غير متقنة قليلاً هكذا؟ قال ليست مهزوزة، فقد أصبحت حجة. فإن كنت قد أضعت هذه النسخة، ففي الدنيا نُسخ كثيرة.
قال: وجلست أحتال عليه حتى ذهب ما أراد. قال له: حسناً، دعها. هذا الرجل عندما تتأمل وتقرأ ترجمته عند العلاء العطار، يعني أنه كان قد جلس سنتين لم ينم على جنبه عندما يريد أن ينام. وهو متعب هكذا، يغفل لمدة نصف ساعة أو نحو ذلك، ثم يقوم ليذاكر لأنه لا يوجد وقت مضيّع. عندما شرح مسلم الشرح الكبير الذي هو مطبوع الآن، شرحه وهو ابن عشرين سنة، كان لا يزال في بداية الواحد والعشرين.
الإمام النووي جاهد في سبيل الله، سمعنا مثلاً أنه جرى فرَسَ وقاتَلَ بالسيف لم يحدث، هاجَرَ لم يحدث أنه هاجر، تزوَّجَ لم يحدث أنه تزوَّج. حسناً، وعندما تقارن تجد أن هذا الإمام النووي صفحة أو سطر في كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا الزواج وحده مشكلة، وهذا الجهاد وحده، وهذه قصة أخرى، وهذا القضاء. وحده قصة ثالثة، وهذه الدعوة
وحدها قصة رابعة، وهذه العبادة وحدها قصة خامسة وسادسة وعاشرة. نجلس هكذا على الدوام. ولذلك اقرأ عن أي شخص ممن وفقهم الله للعلم مرة أو للتقوى أو للجهاد في سبيل الله أو اقرؤوا مثلاً قصة وحياة الشيخ الإسلامي ابن تيمية، تجدونه عنده جهاد. وثورة ويركب الفرس ويذهب ليجاهد التتار وأمور مثل ذلك، ثم تجدونه يتهور ولا يضبط نفسه عند الغضب، فهو غضوب.
بالطبع، فهو يظن أن العسكري لابد أن يكون هكذا. وتجده يدافع عن الإسلام بقوة لكنه يقسو على الآخرين ويصطدم بهم. اقرأوا واجمعوا كل من وفقه الله من الأمم حتى إلى نحو خيرٌ أو هكذا، فإن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم هي سيرة فريدة، ما من أحد في الكون، لا إمبراطور ولا عسكري ولا عالم ولا شاعر ولا حكيم، كُتبت سيرة حياته بهذا الذي كُتبت به سيرة حياة
سيدنا النبي. إنه شخص، إذًا شخص فريد. لنفتح الآن صفحة ستة وستين بعد هذه اللفتة التي عرفناها قال فصل في اجتماع الخصال الحميدة حميدة فعيلة وكل ما كان على هذا الوزن فهو يصلح لاستعماله في اسم الفاعل ويصلح في استعماله في اسم المفعول. هذه القاعدة من القواعد المهمة التي تجعلك تفهم كتاب الله وتفهم سنة رسول الله أن فعيل يستعمل في اسم الفاعل وفي اسم المفعول في بعض الأحيان
يُستعمل في اسم الفاعل ولا يصلح اسم المفعول، وأحياناً يُستعمل في اسم المفعول ولا يصح أن يُستعمل في اسم الفاعل، وأحياناً يصلح أن يُستعمل في الاثنين. صيغة "فعيل" مثل "قتيل" تعني "مقتول" فتكون للمفعول. هل تصلح "قاتل" كـ "قتيل"؟ لا، تصلح. أما شهيد تصلح الشاهد لا عليه ملتوية لا له شهيد يعني عندما أرسلك عليهم شهيداً لا يصح أن تكون شاهداً عليهم. هل تصلح؟
نعم تصلح مشهود، تصلح. أفهمت؟ شهيد طيب، عليم ها فاعل عالم تصلح معلوم؟ لا تصلح معلوم. إذاً هناك شيء يصلح كاسم فاعل وهناك شيء. تصلح اسم مفعول وهناك شيء يصلح للاثنين. بديل يصلح لماذا؟ مُبدَل ومُبدَل منه. نعم تصلح للاثنين. بديل فقير، لا، هذه مفتقر، هذه اسم فاعل فقط. جبيرة جابرة أم مجبورة؟ لا، تصلح مجبورة. حسناً،
قم لتمشي ماذا؟ أنت ليس معك القاعدة. حسناً، المفتاح هو هذا: "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً، شهداء جمع أي شهيد، تصلح شاهد وتصلح مشهود، وتُفسر الآية وتكون لها كلام جميل جداً لأن معك المفتاح من شهيد تصلح شاهد وتصلح مشهود. طيب حبيب، نعم، حبيب، أجل، يعني تصلح ماذا وتصلح ماذا؟ حبيب، نعم، تصلح
محبوب قطعاً محبوب، حبيبي. يعني محبوبي، لكن تصلح "محِب"؟ واحد يحب الآخر. لماذا إذن؟ لا. قال: نعم طبعاً، لماذا إذن؟ "حبيب" لا تصلح "محِب". أليس عندك حبيب يكون حبيباً؟ "حبيب" تعني محبوب، أو أنه يحب، لأن كل من أحب فهو محِب. فربنا عندما تقول له: يا رب يا حبيب، يا رب. يعني أمحبوبك وهو يكرهك أم أنه يحبك؟ حسناً، دعها فعلاً ومفعولاً، لأن الله عندما يحبك فهو محب، وأنت عندما
تحبه فهو حبيب محبوب. فإذا كان الحبيب هنا، حسناً، بشير، نؤلف الكلام هكذا: بشير أو مبشر، أتنتبه؟ أو مبشر به. فالبشير صلى الله عليه وسلم هو يبشر، أبشره أم لا؟ ينفره فهو بشير وهو مبشر ربنا يقول له هذا يدخلك الجنة أنت أفضل واحد أنت والأمة التابعة لك أنت كذا أنت كذا فيكون مبشراً، جاءته البشرى وأيضاً بشره به، ومبشراً برسول يأتي من بعده اسمه أحمد، فيكون بشيراً، فهو بشير بكل ما
في الآية فاعل ومفعول، تلفق وتنتبه، فاجعل هذا. يتحرك قليلاً الحصى الذي بداخل الأرض والذي يجوز التيمم به عند المالكية، تتحرك حصاة ماذا تعني يا فتى؟ أأنت أفريقي؟ ما معنى "حصاة"؟ ها! الحصاة، هل تعرف الحصاة؟ الحصاة هي الحجر. هل تعرف الحصاة؟ الحجر، حصاة. اسمع المصريين يطلقون عليها "زلطة". أنا أقول لهم: عقولكم زلطة، يعني عقولكم يجوز التيمم بها عند المالكية، طبعاً تأمل المالكية. أنت تعرف أنهم
يجيزون التيمم بالحصاة والزلط والحجر. يجوز عندهم، حسناً، فليكن جائزاً. لكن الشافعية يشترطون التراب الذي له غبار. أما المالكية فيجيزون التيمم بكل صعيد الأرض. أفهمت؟ حسناً، إذاً إن أخذت حصاة يجوز التيمم بها عند المالكية، فقد أخذنا ذلك. حكم أيضاً هو في الطريق، اللهم صلِّ على النبي. طيب، إذن صيغة "فعيل" هل عرفنا قاعدتها؟ تصلح للدلالة على اسم الفاعل أو اسم المفعول أو هما معاً. ما رأيك؟ عبارة أمامك تصلح للدلالة على اسم الفاعل
أو اسم المفعول أو هما معاً - اسم الفاعل واسم المفعول معاً. فصل في الخصال الحميدة في المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال القاضي: إذا كانت خصال الكمال والجلال ما ذكرناه، ووجدنا الواحد منا يتشرف بواحدة منها، فعندما يكون الشخص شجاعاً، فهذه ميزة عظيمة جداً، أو كريماً أو صبوراً، فهذه صفات عظيمة يُفتخر بها، ولو بواحدة منها فقط، فكيف إذا اجتمعت كلها في شخص اثنتان إن اتفقتا له في كل عصر تجده شجاعاً وكريماً يُضرب به المثل في الكرم
مثل حاتم. لم يكن حاتم شجاعاً بل كان كريماً. حسان بن ثابت كان شاعراً وكان جباناً رضي الله عنه. هل أنت منتبه؟ صفة واحدة فقط، فهو لم يعد قادراً. وجاءت السيدة صفية عمة النبي صلى النبي، يا بني، اسلب هذا الرجل. قال: لا، أنا خائف. قال: يا بني، مات. قال: لا، ما شأني بذلك. فنزلت وسلبته. أتلاحظ أنت؟ لكن ما هذا؟ خوف وقدر مثل هذا لا يجتمعان، يعني الحسن لا يكتمل، سواء من نسب، أو جمال، أو قوة، أو علم، أو حلم،
أو شجاعة، أو حتى يعظم قدره واحدة فقط من هذه أو اثنتان على الأكثر في كل عصر، وتُضرب باسمه الأمثال، وتتقرر له بهذا الوصف في القلوب مكانة وعظمة، وهو منذ عصور خلت أصبح رمماً بالية. فما ظنك بعظيم قدر من اجتمعت فيه كل هذه الخصال إلى ما لا يحصيه عدٌّ عندما تجلس. تعدُّ هكذا الأوصاف لا تنتهي، ولذلك كانت العرب إذا أحبت شيئًا أكثرت من أسمائه. خذ
هذه القاعدة التي نصَّ عليها السهيلي في الروض الأنف أن العرب كانت إذا أحبت شيئًا أكثرت من أسمائه. فأحبته أو خافته، العرب إذا أحبت شيئًا أو خافته أكثرت من أسمائه. فأحبوا الخمر، لها كم في لغة العرب للخمر تسعون اسماً، منها الخمر والشمول والعجوز والداء والدواء والصفراء. وماذا بعد؟ أليس لها عدة أنواع؟ أليس لها عدة أسماء؟ وهذا يدل على أنه لا يعرف عنها شيئاً، أي أنه لم يسمع عنها جيداً. وهذا أيضاً من علامات التقوى، ولكن العلماء عرفوا ذلك.
بدون أن يجربوا عرفوا كل شيء. انتبه، فجيد أيضاً. الجهل أحياناً يكون دلالة على التقوى، لكن تعلّم أيضاً ولكن لا تجرّب. نعم، هذا البحر له ثلاثون اسماً في لغة العرب، يخافونه. ركّز يا أدب معك، إلى ماذا تنظر؟ انظر إلى مستقبلك، نعم أنت. اللاعب يتلفت متدللاً بلفتاته مستوحشاً مُتَّسِعاً جناحيه على وجده. لو
يعلم البلبل ما حبسه لم يحزن البلبل في حبسه. شاعر وجد بلبلاً حائراً هكذا في القفص فقال له: "أنت حائر لماذا؟ ألا تعلم أنهم وضعوك هنا لأنهم يحبونك ويطعمونك ويدللونك وفرحون بك". فقال هكذا: "لو يعلم البلبل ما..." حبسه لم يحزن البلبل في حبسه مدلّه اللفتات مستوحش طاوٍ جناحيه على وجده لو يعلم البلبل ما حبسه لم يحزن البلبل في حبسه إنما لا فائدة لا أحد... ماذا؟ كل من في الكون يشكو حظه ليت شعري هذه الدنيا لمن؟ كل واحد يشكو حظه الشيخ لا يعجبه أنه... شيخٌ يقول: ليتني أصبحت طبيباً، فهم يكسبون كثيراً.
والطبيب غير راضٍ يقول لك: ليتني أصبحت شيخاً وأنت تعرف أحكام ديني. المدرس يريد أن يصبح محاسباً، والمحاسب يريد أن يعلّم الناس كالمدرس. ما من أحد راضٍ بحاله أبداً. حسناً، وبعد ذلك؟ ارضَ بحالك، وهكذا ستجد نفسك متفوقاً فيه، تسير بشكل جيد، لا يُنال بكسب ولا حيلة إلا بتخصيص الكبير المتعال من فضيلة النبوة والرسالة والخلة والمحبة والاصطفاء والإسراء والرؤية والقرب والدنو
والوحي والشفاعة والوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة والمقام المحمود والبراق والمعراج والبعث إلى الأحمر والأسود والصلاة بالأنبياء والشهادة بين الأنبياء والأمم وسيادة ولد آدم ولواء الحمد والبشارة والنظارة والمكانة عند ذي والطاعة ثم والأمانة والهداية ورحمة للعالمين وإعطاء الرضا والسؤال والكوثر وسماع القول وإتمام النعمة والعفو عما تقدم وما تأخر وشرح الصدر ووضع الوزر ورفع الذكر وعزة النصر ونزول السكينة والتأييد بالملائكة وإيتاء الكتاب والحكمة والسبع المثاني والقرآن العظيم وتزكية الأمة
والدعاء إلى الله وصلاة الله تعالى والملائكة عليه والحكم بين الناس بما أراه الله ووضع الإصر والأغلال عنهم والقسم باسمه وإجابة دعوته وتكليم الجمادات والعجم وإحياء الموتى وإسماع الصم ونبع الماء من بين أصابعه وتكثير القليل وانشقاق القمر ورد الشمس وقلب الأعيان والنصر بالرعب والاطلاع على الغيب وظل الغمام وتسبيح الحصى وإبراء الآلام والعصمة من الناس إلى ما لا يحويه محتفل ولا يحيط بعلمه إلا مانحه ذلك ومفضله به، لا إله غيره، إلى ما أعد له في الدار الآخرة من منازل الكرامة ودرجات القدس ومراتب السعادة والحسنى والزيادة التي
تقف دونها العقول ويحار دون إدراكها الفهم. اللهم صل وسلم على سيدنا محمد. إذًا هذه بعض الصفات، بعضها يشير إلى علوه. وكماله وجماله وجلاله صلى الله عليه وسلم، وليست كل الصفات لأن الصفات لا تتناهى ولا يمكن حصرها، وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها، وكان فضل الله سبحانه وتعالى عليه عظيماً، ولذلك لا يمكن أبداً أن نحصي ما
أفاض الله سبحانه وتعالى على سيدنا المصطفى به، بل إنه صلى الله عليه. وسلم مثال فريد كما أراده الله سبحانه وتعالى، وسُمِّيَت الخُلَّة لأن الحب فيها يتخلل الجسم، كل خلية فهي خُلَّة، ومنها الخليل فهو الحبيب وهو الخليل والرؤية. وقد ثبت في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه بصورة يراها المؤمنون يوم القيامة، لأنه كان خارجاً عن زمن الدنيا. والخروج عن زمن الدنيا
يؤكده أنه ذهب في هذه الرحلة وعاد ولا زال فراشه دافئاً، فمعنى هذا أنها استغرقت دقائق في عمر زمن الأرض، في حين أنه لا يمكن تجاوز هذه الأقطار والمسافات إلا في سنين طويلة. فهذا أمر الله "كن فيكون"، فهو خرج عن زمن الدنيا وأصبح منسوباً إلى أو الزمن الإلهي، وحينئذ يمكن أن يرى الله، "وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة"، وهذه عقائد أهل السنة. فالذي منع رؤيته ظن أنه لا زال في زمن الدنيا، وهو لم يكن كذلك صلى الله عليه وسلم، بل إنه خرج
من هذا الزمن إلى زمن إلهي رباني يتفق فيه الماضي مع. الحاضر مع المستقبل في ضربة واحدة وهذا هو الذي يفسر لنا علم الله، فالله عليم بكل ما سيحدث ضربة واحدة، يعني ليس عنده تتالٍ، لأن التتالي يحتاج إلى زمن وهو منزه عن الزمن، هو خارج الأزمان. ولذلك فالسؤال: من الذي خلق الله؟ خطأ في ذاته، لأنه لو كان هناك خالق... لله لكان هناك زمن وهو الذي خلق الزمن فهو خارج الأزمان فلا رب سواه وهو الأول والآخر والظاهر والباطن والبداية والنهاية بما لا يمكن أن نحدد له بداية وهو
الباقي الأبدي السرمدي الأزلي لأنه خارج الأزمان فالنبي صلى الله عليه وسلم لما أن خرج من زمن الأكوان التحق بزمن الرحمن وزمن الرحمن فيه الجنة والنار والملائكة وهذه الأشياء والعرش وما إلى ذلك، وحينئذ يمكن أن يراه لا بالعين وانعكاس الأضواء، بل بأمر يخلقه الله سبحانه وتعالى فيه، كما وعدنا: "أتضامون في النظر إلى البدر ليلة التمام؟" قالوا: "لا يا رسول الله". قال: "هكذا ترون ربكم". بإذن الله، والماء الذي نبع من بين يديه صلى الله عليه وسلم
عدّه العلماء أنه أفضل ماء في الوجود لأنه ماء القدرة، ماء القدرة الإلهية. أفضل المياه ماء قد نبع من بين أصابع النبي المتبع، يليه ماء زمزم، فالكوثر، فنيل مصر، ثم باقي الأنهار. يبقى هذا الترتيب كما يقول التقي. ابن السبكي لترتيب أفضلية المياه، استنتج منها أن الحمد لله، نيل مصر الذي أنتم تفسدونه هذا، نيل مصر ظهر منها أهو. يوجد عند العلماء فضيلة. مولانا يقول لي: "حسناً، وما سر هذا الترتيب؟" حسناً، لن ننتهي هكذا، إنني ألقي الفوائد وبعدها أنتم تبحثون وتفعلون هكذا. والحقيقة
أنه... النبي صلى الله عليه وسلم فضل ماء زمزم وقال في شأنه: "ماء زمزم لما شُرب له"، وهو حديث صحيح. وماء زمزم مبارك لأنه أنقذ نبياً حينما ضربت هاجر برجلها فانفجرت، فأنقذ إسماعيل، أي أنقذ نبياً، فوضع الله فيه البركة. وهو مبارك لقربه من الكعبة، ولذلك جعل الله له هذه الخاصية يجوز أن يعيش به وحده أياماً طويلة، سيدنا أبو ذر عاش أربعين يوماً على ماء زمزم، قال: "وكنت لا أشعر بالجوع أبداً"، كأنه يعني وجبة متكاملة عندما تشرب وتتملأ
من زمزم. فزمزم فيه من الخصال ما جعله الله سبحانه وتعالى كما نص النبي صلى الله عليه وسلم أنه... أفضل المياه عندما جاء الماء النابع من يدي النبي، طبعاً النبي شيء آخر، ولذلك أجمعوا على أن الموضع الذي دُفن فيه الجثمان الشريف أفضل من الكعبة وأفضل من العرش بإجماع المسلمين: صوفية، وهابية، سلف، خلف، سنة، شيعة. أجمع المسلمون على أن البقعة المحيطة بجثمان النبي صلى الله عليه وسلم أفضل. اختلفوا في أي مكان في العالم أفضل، المدينة أم مكة، فقالوا إن مكة أعلى من المدينة لأن الصلاة
فيها بمائة ألف، والصلاة في المدينة بألف، ولأن فيها بيت الله الحرام، ولأنها أفضل من المدينة سوى البقعة التي فيها جثمان النبي، فهي أفضل من الكعبة وأفضل من العرش. يقول الشيخ الباجوري: من المصحف باعتباره مخلوقاً، انظر إلى الكلام في الجوهرة شرح الجوهرة، فقال: نعم هي أفضل من الأوراق والحبر وكذا، ولا يُقال ذلك للعوام حيث إنهم لا يفصلون بين كلام الله والمصحف، وإنما يُقال لطلبة العلم. قال: الذي أنتم، يعني هو يرفع يده يا عيني من غير أن يفهم شيئاً ولا فهل
أنتم عوامٌ أم طلبة علم؟ هو قال لطلبة العلم، ونحن في محفل علمي، فيجب عليّ أن أجلس وأشرح له، وإن شاء الله ربنا يسترها ببركة الشيخ الباجوري. فنحن لا نقولها على المنبر ولا في درس العوام ولا ما شابه ذلك. نحن نفهم الحقائق، طبعاً المصحف دالٌ على كلام الله، ذاته. هذه صفة من صفاته. هذا أفضل من النبي إذن وأفضل من الكل. لكن النبي، جثمان النبي أفضل من المصحف الذي هو المطبوع هذا، أي الذي هو الخاص بالشمرلي وخاص بالملك فهد، الملك... لا أعرف من هو. آه، فؤاد. أفضل من المصحف الذي هو الورق يعني المخلوق، ليس مضمون المصحف. الذي هو المدلول الخاص بالمصحف هذا غير مخلوق، هذا فهمنا. الكلام الدال الذي هو المدلول مفهوم.
تفضل، نعم. بثناء أنه ماء زمزم يفقد يعني صفاته لو خرج من المكان، لماذا يفقد صفاته؟ لماذا؟ نعم، صفاته المعينة التي يفقدها يعني صفاته التي هي... لا يا حبيبي، نحن نجلب ماء زمزم ونشربه. بالفعل توجد فيه نكهته ولونه وخصائصه واستجابة الدعاء عنده والشبع والري وكل شيء، ويبدو أنك لم ترَ زمزم ولا سمعت عنها أبداً، ولا تعرف متى ولا أين هي. أين زمزم يا ولي؟ أين زمزم؟ في مكة. في أي مكان في مكة؟ في أي موضع في مكة؟ في المعلاة أم في أبو لهب أين في مكة بالضبط؟ حدد لي في مكة أين هو.
ما الذي تذهب إليه يعني؟ أنت لم تذهب، اجلس صامتاً ولا تفهم شيئاً. واحد يلعب في عقله، قال له: لا، ما هذا؟ أنتم تجلبون ماء زمزم من هناك، وهو ليس لديه وما من أحد يرضى أن يجلب له. لا أفقد أبداً ونحن دائماً كل يوم لدينا ماء زمزم، الحمد لله. هيا فهمتم يا أبنائي، حفظتموه. أريدكم أن تكونوا أقوياء هكذا. حسناً، في بيان أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكمل الخلق، إن قلت "أكرمك الله" فأنت تدعو له بوضوح، لا خفاء على القطع بالجملة أن
النبي صلى الناسُ قَدْراً وأَعْظَمُهم مَحَلاً وأَكْمَلُهم مَحَاسِنَ وفَضْلاً، وقد ذَهَبْتُ في تَفَاصِيلِ خِصَالِ الكَمَالِ مَذْهَباً جَمِيلاً شَوَّقَنِي إلى أن أَقِفَ عليها مِنْ أَوْصَافِهِ صلى الله عليه وسلم تَفْصِيلاً، فَاعْلَمْ نَوَّرَ اللهُ قَلْبِي وقَلْبَكَ وضَاعَفَ في هذا النبي الكريم حُبِّي وحُبَّكَ، إنَّكَ إذا نَظَرْتَ إلى خِصَالِ الكَمَالِ التي هي غير مُكْتَسَبَةٍ وفي جبلة الخلقة وجدته حائزاً لجميعها محيطاً بشتات محاسنها دون خلاف بين نقلة الأخبار لذلك، بل قد بلغ بعضها مبلغ القطعي. أما الصورة وجمالها وتناسب أعضائه في حسنها فقد جاءت الآثار الصحيحة والمشهورة الكثيرة بذلك من حديث علي وأنس
بن مالك وأبي هريرة والبراء بن عازب وعائشة أم المؤمنين وابن أبي. هالة وأبي جحيفة وجارب بن سمرة وأم معبد وابن عباس ومعرض بن معيقيب وأبي الطفيل والعداء بن خالد وخريم بن فاتك وحكيم بن حزام وغيرهم رضي الله عنهم من أنه صلى الله عليه وسلم كان أزهر اللون، أدعج العينين، أنجل، أشكل، أهدب الأشفار، أبلج، أزج، أقنى، أفلج، مدور الوجه، واسع كثيف اللحية تملأ صدره، سواء البطن والصدر، واسع الصدر، عظيم المنكبين، ضخم العظام، عبل
العضدين والذراعين والأسافل، رحب الكفين والقدمين، سائل الأطراف، أنور المتجرد، دقيق المسربة، ربعة القد، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير المتردد، ومع ذلك فلم يكن يماشيه أحد ينسب إلى الطول إلا طاوله، صلى الله عليه وسلم. الشعر إذا افترَّ ضاحكاً افترَّ عن مثل سنا البرق وعن مثل حبِّ الغمام. إذا تكلم رُؤيَ كالنور يخرج من ثناياه. أحسن الناس عُنُقاً، ليس بمطهَّمٍ ولا مكلثَم، متماسك البدن، ضَرْب اللحم. قال البراء: ما رأيت من ذي لمَّةٍ في حُلَّةٍ حمراء
أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال: قال أبو هريرة: ما رأيت شيئًا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأن الشمس تجري في وجهه، وإذا ضحك يتلألأ في الجدران. وقال جابر بن سمرة: وقال له رجل: "أكان وجهه مثل السيف؟" قال: "لا، بل مثل الشمس والقمر، وكان مستديرًا". وقالت أم معبد في بعض ما وصفته أجمل الناس من بعيد وأحلاهم وأحسنهم من قريب، وفي حديث ابن أبي هالة: "يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر". وقال علي رضي الله تعالى عنه في آخر وصفه له: "من رآه بديهةً هابه، ومن خالطه
معرفةً أحبه". يقول واصفه: "لم أر قبله ولا بعده مثله". والأحاديث في بسط صفته مشهورة. كثيرة فلا نطول بسردها، وقد اختصمنا في وصفه نذكر ما جاء فيها، وجملة مما فيه كفاية في القصد إلى المطلوب إن شاء الله. وختمنا هذه الفصول بحديث جامع لذلك نقف عليه هناك إن شاء الله تعالى. هذا بعض وصفه، ولم يتكاثر الصحابة في وصفه لأنهم كانوا يهابونه فلا ينظرون إليه. مهابة كالشمس لا تستطيع أن تتبجح بالنظر إليها فإنها تأخذ الأبصار، فكانت مهابته صلى الله عليه وسلم تمنع
الناس من التدقيق في النظر إليه، والذي نظره وصفه بتوسع أم معبد وكانت مشركة، وهند بن أبي هالة وكان ربيبه، ومن علامات السعد أن تحفظ هذه الصفة وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون من السعداء فعليك بحفظها، إذا لم تحفظها طوعاً يبقى تحفظها كارهاً، قالت أتينا طائعين، يعني من الممكن أن يأتي في الامتحان ويقول لك امتحان كبير عريض: اذكر الحديث في وصف رسول الله، انتهى الامتحان،
أنت منتبه؟ فلابد أن الذي سيقرأ ويكتب هذا كما هو يأخذه. إذا كتب ولم يشرح فيستحق تقدير جيد جداً، وإذا كتب وشرح فيستحق تقدير امتياز، وإذا كتب ولم يشرح فيستحق تقدير جيد جداً، وإذا كتب وأخطأ في وصف فيستحق تقدير جيد، وإذا أخطأ في وصفين فيستحق تقدير مقبول، وإذا أخطأ في ثلاثة فيكون صائماً. إذاً قد نجحنا في الامتحان، فماذا سنحفظ من السعداء أنه معك شيء والذي يخطب فيكم يخطب به ويشرحه للناس. اطبعوه في كتب صغيرة هكذا ووزعوها على الناس. اعمل كتباً عن النبي
ونسبه وأولاده وخالاته وعماته ووصفه هكذا، هو عشر ورقات. أنت تنتبه، اهتموا بهذه المسألة لكي تعلموا أولادكم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما اليوم واحد وهو سيدنا محمد بن عبد الله، اسمه ماذا؟ يقول لك: وأنا عفيف أصلاً ولست متديناً كثيراً. وأنت تقول له: ماذا اسم سيدنا محمد بن عبد الله؟