مسألة في النذر | أ.د علي جمعة

شخص له دين على شخص آخر يُعتبر معدوماً، الرجل غير قادر على السداد. الدائن والمدين غير قادر على السداد، والدائن يظن أن هذا الدين معدوم. فنظر إلى الله أن يتصدق بمبلغ مالي محدد: "لي عندك مائة ألف، والمائة ألف ذهبوا يشربون فغرقوا، فقلت: يا رب لو أنك أحضرت لي المائة ألف". سأخرج عشرة آلاف نذراً عليّ. بعد ذلك حدثت مفاوضات
بين الدائن والمدين، حدثت مفاوضات وارتضى الطرفان بعد تلك المفاوضات أن يتنازل الدائن عن نصف الدين وأن يسدد المدين النصف فوراً. الخمسون ألفاً ستأتيني ولكن ليس المائة ألف. أنا قلت ماذا في النذر؟ عندما تأتيني المائة ألف سأخرج العشرة. الآن وصلت لي خمسون ألفاً فقط، فهل في هذه الحالة على صاحب النذر شيء بخصوص النذر؟ هل يخرج نصف النذر؟ يعني هل يخرج خمسة آلاف لأنه حصل على هذا المبلغ؟ أم ما الحكم؟ لا، إنه لا يخرج شيئاً مطلقاً، لأن
النذر يمين، والله لو جاءت المائة ألف سنخرج عشرة، لم تأتِ المائة ألف. يصبح أنني لن أُخرِجَ شيئاً. النذر وضعه الفقهاء مع باب الأيمان والنذور كأنه قَسَم. "نذر علي" أو "نذر لله علي" معناها والله، فهو لم يقل والله لكنها في قوة والله، ولذلك تأخذ حكم اليمين. ما حكم اليمين؟ قلتُ: والله لو سدَّد المائة لأُخرِجَنَّ عشرة، ثم جاء وسدَّد خمسين ولم يُخرِج شيئاً لأنه عاجز. لأنه لم يُسدِّد المائة. الشروط اللغوية أسباب شرعية. انظر إلى القاعدة: نحن نحب أن نقول "قواعد الشروط اللغوية أسباب شرعية". ما
هي الشروط اللغوية؟ "إنْ جئتني أكرمتك" هذا شرط لغوي، وهو سبب شرعي لأن إكرامك مرتبط بالمجيء. يُستفاد من وجوده الوجود، ويُستفاد من عدمه العدم. هذا هو السبب عند الشرعيين، يُستفاد. من دخول الظهر وجوب الصلاة. الشمس لم تصل بعد إلى درجة مائة وواحد وتسعين، فلا يكون هناك وقت ظهر، فلا أصلي الظهر. كيف أصلي الظهر والوقت لم يحن بعد؟ إذن إذا كان السبب الشرعي يُستفاد من وجوده الوجود ومن عدمه العدم، فالشروط اللغوية كذلك هي هي، يُستفاد من وجودها الوجود ومن عدمها العدم. العدم، فعندما أقول إنني إذا جلبت لي المائة سأدفع العشرة، وإذا لم تأتِ المائة فلن
أدفع شيئاً، فلن أدفع العشرة لأن الشروط اللغوية أسباب شرعية، سلام وقواعد.