مصر أرض الأنبياء الحلقة الرابعة عشر| نبي الله موسى

مصر أرض الأنبياء الحلقة الرابعة عشر| نبي الله موسى - شخصيات إسلامية, مصر أرض الأنبياء
أرحب بحضراتكم في محطة جديدة في مصر أرض الأنبياء وهذه الرحلة الطويلة والممتدة للأنبياء والرسل الكرام الذين ارتبطوا بمصر، نتحدث اليوم عن نبي وعن رسول عاش وولد في هذه الأرض الطيبة والمباركة وخاض فيها الكثير من الجولات وكان له تأثير كبير
في مصر وفي حياة المصريين، هو كليم الله ونبي. الله موسى عليه الصلاة والسلام فعلى هذه الأرض ولد وعاش وعلى هذه الأرض نزل عليه الوحي ونزلت عليه الرسالة وكلم الله سبحانه وتعالى وعاش في تجربة فريدة في دعوته وواجه فرعون مواجهة شديدة هذه الرحلة الطويلة والمسيرة الطويلة لكليم الله سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام في مي
وتعني ابن الماء فقد سخر له الماء مرتين، المرة الأولى عندما ألقته أمه في التابوت فألقته في اليم، واليم هو الماء الكثير، وفي الثانية عندما ضرب بعصاه فنجّى بني إسرائيل من مطاردة فرعون لهم. وفي المرتين يحق لنا أن نقول إن هذا النبي العظيم هو ابن الماء، موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. مشاهدينا
الكرام أرحب بحضراتكم في حلقة جديدة من مصر أرض الأنبياء، ونستكمل الحديث مع فضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، ونتحدث عن بني إسرائيل وسيرة نبي بني إسرائيل سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، وهذه القصة الطويلة الممتدة ومحطة مهمة في هذه المحطات على أرض مصر المباركة. فضيلة الدكتور أهلاً بكم. أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً، أهلاً بحضرتك. فالدكتور، يعني، حضرتك مشكورة على تعليمنا في الحلقات السابقة عن بني إسرائيل أو بنو إسرائيل، وكيف جاؤوا إلى مصر، وسيرة سيدنا يعقوب وسيدنا يوسف عليهم جميعاً الصلاة والسلام، إلى أن وصلنا الآن في هذه المحطة المباركة من الرسل الكرام الذين جاؤوا إلى مصر مع... سيدنا موسى، بفضيلة الدكتور، إذا سمحت لي، أكرمتني. أي أن تعرفنا من جديد كيف كانت هذه الحياة التي عاشها بنو إسرائيل في الفترة الممتدة من رحيل أو وفاة سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام وحتى مجيء
سيدنا موسى. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن. والله سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام أثَّر في مصر حتى إذا هلك قالوا لن يبعث الله من بعده رسولاً كما ورد ذكر ذلك في القرآن الكريم. بعد ذلك أخوه لاوي خلف والياً إلى أن وصلنا إلى السيد عمران أبي موسى. عمران تزوج أمته وكانت تسمى يوكاندا أو يوخاندا، فيوكاندا. هذه تكون عمة عمران التي ذُكِر وصفها في القرآن الكريم بأنها أم موسى، نعم، وأنجبوا هذا الوليد أو
هذا الابن الذي هو سيدنا موسى. بعد ذلك كان بنو إسرائيل قد دخلوا مائتي شخص إذا كنا نتذكر ما قلناه في الحلقات السابقة أنهم كانوا مائتي شخص عندما جاؤوا مع. سيدنا يعقوب إلى مصر لسيدنا يوسف، نعم، الفترة التي ما بين سيدنا يوسف وسيدنا موسى حوالي أربعمائة سنة، يعني سيدنا يوسف كان ألف وستمائة قبل الميلاد، وهذا ألف ومائتان، فيكون بينهما أربعمائة سنة تقريباً، يعني من الممكن أن هؤلاء المائتين تكاثروا وأصبحوا سبعين ألفاً. هذا الرقم كبير جداً على التكاثر في هذه الفترة وبهذه الطريقة،
أي خمسة أجيال بالأكثر، يعني خمسة أجيال بالأكثر لا يُنتجون هذا الرقم أبداً. بالتأكيد لأنهم قالوا إن الذين خرجوا مع موسى كانوا سبعين ألفاً، لا، ليس من المعقول أن يكونوا سبعين ألفاً، لا بد أن يكون الرقم أقل من ذلك بكثير جداً. ثلاثة أو أربعة آلاف بكثيرهم، يعني هؤلاء الناس تكبروا على المصريين ورأوا أنهم أسياد لأنهم داخلون في حماية العزيز رئيس الوزراء سيدنا يوسف وبإكرام الملك، نعم، وكلمة الملك هنا التي استُعملت في سورة يوسف جعلت العلماء يقولون أن الفترة هذه هي فترة الهكسوس، وفترة الهكسوس استمرت لمدة أربعمائة سنة. أيضاً والأربعمائة سنة التي مكث فيها الهكسوس في مصر، طردهم الذي
طاردهم أحمس، وبعد ذلك تغيرت الأشياء وتبدلت البلاد بمن عليها. يقال لك تغيرت البلاد بمن عليها، أي أن الأجيال ليست نفس الأجيال، والزمن ليس نفس الزمن، وبنو إسرائيل ليسوا بني إسرائيل، ولا حاكم مصر هو حاكم مصر الأول الذي هو... لم تكن هذه بلاده، بل كان محتلاً لها، وهم الهكسوس، لكن أحمس هذه بلاده منذ القدم. فحدث هنا أنه تولى فرعون من الفراعنة، وبدأنا هنا أن هذا فرعون كحاكم مصري، فأصل حاكم مصر المصري يُسمى فرعون، أما حاكم مصر الذي ليس مصرياً فيُسمى مَلِك أو الملِك، ولا يجري له شيء. كان هذا الفرعون لديه حسابات وارثها منذ زمن في موضوع حسابات
النجوم وحسابات الحروف، وقد ذكرنا ربما في الحلقات التي تحدثنا فيها عن سيدنا إدريس المعلم الثاني أنه علمهم كيفية هذه الحسابات. وكان فرعون حينئذ - وقيل إنه رمسيس، وقيل إنه ابنه منفتاح، وقيل إن الاثنين هما اللذان تربى عندهما. موسى الذي هو رمسيس وابنه هو الذي جاء إليه موسى، يعني جعلوهما اثنين وليس واحداً. سمع في النبوءة أن هلاكه سيكون على يد أحد من بني إسرائيل، فبدأ فرعون في التحوط وحسب حسابه أن يقتل الأطفال الصغار ويُبقي النساء على قيد الحياة، والشعب من بني إسرائيل
كان مستغلاً لأمور، أولها الاستغلال، فقد استغلوهم. الأمر الثاني: التكبر، فهم يتعالون عليهم. الأمر الثالث: أنهم يشعرون بأن هذه البلد ليست بلدهم أيضاً، يعني فتحنا الأبواب واستقبلناهم ومكثنا أربعمائة سنة دون فائدة. لا، أنا حسنة وسيدة فرعون، ومعه الرأي العام الذي يقف ضد بني إسرائيل، فيستطيع أن يتخلص منهم بسهولة ولن يجد معارضة شعبية وهكذا. إلى آخره سيقول الكلام والناس ستصدقه، فبدأ يذبح الأطفال. فإذا كانت هذه الحالة حالة اعتماد على العلم
في الحصول على تنبؤ قريب مما سيحدث فعلاً، والغريب أنه حدث وفعلاً هلك فرعون، إلا أن الله غالب على أمره. وانحراف فرعون وتكبره وأيضاً على المصريين: "لا أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم". إلا سبيل الرشاد، ليس لي ملك مصر وتلك الأنهار وتجري من تحتي. لا جبروت هو باب الجبر على الشعب، فبدأ يقتل الأطفال. خلاص شعب بني إسرائيل، الأطفال يُؤخذون ويُذبحون ويموتون ويختفون. وإنا لله وإنا إليه راجعون. امرأة موسى حامل فوضعت سيدنا موسى. من الموجود عندها؟ ابنها هارون وابنتها.
فربنا سبحانه وتعالى ربط على قلبها وألهمها بإلهام مثل الإلهام الذي جاء للسيدة مريم في قضية الحمل بسيدنا عيسى، صحيح أنها تضع الولد في سلة هكذا وتضعه في النيل وربنا ينقذه. هذه الرواية الشعبية الشائعة عندنا أن المكان الذي ثبتت فيه السلة هذه اسمه أوسكر هنا في الصف وأهل. أوسكر هي القرية هذه اسمها أوسكر. يقول إنه حتى الآن هنا سيدنا موسى وضعته أمه في هذا المكان، في موقع هناك يذهب الشباب للصيد فيه وما إلى ذلك. وهناك اعتقاد وتأثير لأن سيدنا موسى قُذِف في هذا المكان، فيكون
هذا مكاناً نجّى الله فيه سيدنا موسى من كل العوارض التي... اكتنفته طفل صغير رضيع موضوع في سلة وفي النيل، أي أنه من المفترض أن يكون الهلال صحيحاً، ولكن الله سيكتب له النجاة طبعاً. حسناً، أستأذن حضرتك بعد الفاصل لنستكمل هذا الحديث الطيب والشيق، واعتزل المقاطعة، نستكمل هذا بعد الفاصل إن شاء الله في متسع أكبر من
أي مقر عبادة. الإله آتوم هذه البقعة المقدسة التي شهدت ميلاد سيدنا موسى عليه السلام وأوحي إلى أمه أن تضعه في التابوت وكان يعيش بها بنو إسرائيل وتعد كذلك من التلال الأثرية الهامة حيث تعتبر أحد أهم القرى الفرعونية القديمة في محافظة الإسماعيلية الآن. وضعته أمه بالتابوت الذي حملته مياه النيل إلى منطقة. البدرشين وتحديداً ميتراهين مقر قصر فرعون. يقع تل المسخوطة في أقصى شرق مدينة التل الكبير، وهو موقع على الطريق التجاري البري الرئيسي لمصر من جهة الشرق. فيها عاش بنو إسرائيل
في زمن موسى إلى أن هاجر بهم صوب خليج السويس فراراً من فرعون وجنوده. ألتقي بحضراتكم مرة أخرى وبفضيلة العالم. فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة، السؤال: عندما التقطوا فرعون، لماذا لم يقتلوه؟ فأنا لو لم يكن فرعون وقتها سأقول إنه شخص من بني إسرائيل خائف على ابنه، ولكي لا يُذبح، وضعه في نهر جارٍ لعله ينجو بعد ذلك. فالسؤال: لماذا لم يذبحوه؟ الإجابة الدقيقة على هذا موجودة في... قوله تعالى: "واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه". الله يعني هنا حتى لو قلبه يريد، هو خائف، يريد أن يقتل أي طفل، هنا ربنا حال بينهما. كانت هناك امرأة غاية في الجمال من بني إسرائيل اسمها آسية بنت مزاحم، آسية امرأة فرعون، آسية بنت مزاحم تزوجها فرعون. ولم
ينجب منها، وكان عنده ستة وتسعين ولداً، فلم ينجب من آسية، لكنه كان يحبها حباً عظيماً. فقالت له: "لا، إلا هذا، أنا أحبه وأريده أن يبقى ويتربى عندنا هنا في البيت ويصبح ابني". لماذا؟ لأن آسية امرأة فرعون هي أصلاً من بني إسرائيل، هي أصلاً من بني إسرائيل. وهي لا تعرف موسى، هي ترى طفلاً بالضبط، والطفل مُلقى في البحر. إذاً يصبح أولاً: فرعون لن يعترض اعتراضاً تاماً لأنه ليس مؤكداً أنه من بني إسرائيل. ثانياً: زوجته التي يحبها تريده. ثالثاً: المرأة ليس لديها ولد، فهو كما أخبر الله سبحانه. وتعالى عنه أنه الأمر بيد الله سبحانه ولذلك إذ
أوحينا إلى أمك ما يوحى أن اقذفيه في اليم فاقذفيه في التابوت فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له نعم وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن وقتلت نفساً فنجيناك من الغم وفتناك فتوناً فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى واصطنعتك لنفسي. في هذه القصة أم موسى تتوكل على الله وتلقي الولد في التابوت في اليم فيلقيه اليم بالساحل فيأخذه عدوه وعدو له وهو لا. يعرفه وهو لا يعرفه أيضاً. مرة موسى وهو صغير هكذا، كان في يديه قطعة عصا أو قطعة حديدة أو نحو ذلك،
فضرب فرعون، فهاج فرعون وقال: "لابد أن أقتل هذا الصبي". أتنتبه؟ هذه علامة. وكان فرعون يقتل بالنظرة، يعني هو والحاشية التي معه يفعل لهم هكذا فقط، يعني ماذا؟ يُقيِّم بالنظرة فقط، تُسمى خائنة الأعين. فخائنة الأعين هذه تعني أنه يقول له اقتله، فيقتلونه فوراً، ليس بعد أن يقول له اقتله باللفظ، بل بالعين. فقال له: "هذا يجب أن يُقتل، لقد ضربني". فالسيدة آسية قالت له: "إنه طفل صغير لا يعرف شيئاً، أحضر جمرة وأحضر تمرة وانظر ماذا سيأخذ". فأخذتُ الجمرة فأصبح في لسانه لُثغة هكذا، لا أعرف ماذا. هو أفصح مني لساناً لأنه لم تكن هذه الجمرة. قالت له: انظر كيف فعل فرعون، تركه لأنه يحبه. قال: أن رباك فينا وليداً. أصبح فرعون الذي يقتل بالنظرة
ما زال يجري هذا الحوار مع موسى وهو تأكد تماماً أن. هل هذا سيظهر الذي سيقتله والذي سيفعله وما إلى آخره؟ يا بني، أخبره بأنه يقول لموسى هكذا. يا بني، لا عليك، استحِ قليلاً. إنني أنا مربيك. هل أنت تحب الله أم ماذا؟ ويحن قلبه. أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا، نعم، وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِين. هذه عشرة، ارجع قليلاً. أصبح وهذا وما أدري ماذا يعني، إذا لم يكن هو، هذه لهجة فرعون، أليست هذه "أنا ربكم الأعلى"؟ أليست هي؟ عليه السلام ولكم الاسم. حسناً، في الحقيقة، هل كان سيدنا موسى يعرف أمه الحقيقية التي هي يوكاندا أو يوخاندا؟ وهل كان يعلم أن فرعون هذا ليس أباه؟ والآن آسيا ليست أمه، بدون شك أنه كان يعرف، لأنه عندما سأل ربنا سبحانه وتعالى فأرسل إلى هارون، عرف أن هارون أخوه. من أين سيعرف
أن هذا أخوه وهذه أخته؟ فلا بد أنه كان يعرف أنها أمه، ويعرف أن آسية هي من تبنته، وما إلى ذلك. لكن القضية هي أن السيدة أم موسى... أصبحت عائشةً في قصر فرعون، هي المربية، هي المرضعة، هي التي نشأ موسى على يديها، فنشأ مؤمناً وتعلم ما عليه بنو إسرائيل. آسية من بني إسرائيل كما ذكرنا، فإذا الأمين الأم البديلة التي هي آسية، والأم الحقيقية التي هي يوخاندا، الاثنتان من بني إسرائيل، ولذلك فهو تربى صحيحاً وتربى على عقيدة صحيحة، الذي غاب من المشهد كله أبوه. صحيح لا يوجد أي ذكر لأن أباه انتقل، نعم كان قد مات، كان قد مات،
ولذلك لا يُذكر أنه آمن به أو لم يؤمن به، ولا أنه هجر معه ولا دخل معه في حوارات ولا أي شيء، لكن... ربنا سبحانه وتعالى أكرم هذا النبي، أكرمه طفلاً وتربى في هذا الجو من العلم، الجو من التربية الصحيحة عند الأم الصحيحة، الجو من أنه تربى عزيز النفس، ولذلك عندما يقولون: "ألم نربك فينا وليداً ولبثت فينا من عمرك سنين"، فهم يمدحونه لأن هذه تربية القصور وفي نفس الوقت. التربية الإيمانية التي جاءت على يد أمه وعلى يد آسية، طيب آسية امرأة فرعون كانت من الناجيات والتي قالت: "رب ابنِ لي عندك بيتاً في الجنة". فآسية هذه مؤمنة
وكانت تحت سلطان فرعون، لا تستطيع أن تذهب ولا تجيء، ولكن بالرغم من ذلك لم تترك إيمانها واشتكت فرعون لربها. سبحانه وتعالى. فالدكتور أيضًا في جزئية مهمة بالفعل. تفسير فضيلتك أشكرك في ردك عليه أنه فسر لي فكرة "هو أفصح مني لسانًا" فذلك بسبب الجمرة التي سيدنا موسى هو سيره التي سيدنا موسى أخذها فيما بيننا لأنه لم يفرق بين التمرة والجمرة وهذا مؤكد أنه طفل صغير فلا يحتاج. هذه العقوبة القاسية التي تكون في مقابل أنه ضربه بقضيب الحديد الذي كان في يديه. فدكتور، ما فكرة تعامل أو نظرة سيدنا موسى إلى فرعون؟ يعني هل في الكتاب وهل في السيرة مثلاً أو في الأحاديث النبوية - عفواً - وهل في الكتب القديمة، ما هي أقوال العلماء، كيف كان ينظر سيدنا؟ موسى عليه الصلاة والسلام إلى
فرعون إلى هذا الرجل إلى هذه الطاغية خاصة أنه كان في بيته وأنه كان يحبه، كان فرعون يحب سيدنا موسى. لكن انظر إلى النظرة العكسية من سيدنا موسى، كيف كانت؟ كان خائفاً منه خوفاً شديداً لأنه كان يرى طغيانه. والجبروت والقتل بالنظرة إلى آخر هذا الجو الإرهابي الذي كان فرعون يعيش فيه نفسه وحاشيته وشعبه. فقد كان خائفاً منه، ولم تكن تعرف له، أجل كان خائفاً منه، ولذلك استنجد بهارون. والغريب في كل قصة موسى من أولها إلى آخرها أن هارون لم ينطق بكلمة واحدة سوى ساعة العجل، ولكن لا يوجد ما... هي ليست مجرد نطق، فموسى يقول لربنا: أرسل هارون ليكون ماذا بالضبط؟ ساعدي الأيمن ودرعي ومعي ويقوم بهذه المساعدة. حسناً، أرسلنا إلى هارون، وبعد
ذلك أتياه فقالا. يقول: نعم، حسناً، أنا رسول رب العالمين. لا يوجد أي شيء يفيد أن هارون قال أي شيء، لم يقل شيئاً. أي شيء صحيح، وأخرج ربنا سبحانه وتعالى ثبَّت قلب موسى وجعله يتحدث، وجعله يجادل، وجعله يقول ويُعيد، وجعله يواجه السحر، لكن في داخله خائف، في داخله الخوف، في داخله خائف. هل أنت منتبه؟ تربية، قالوا: "ولا تخف". نعم، "فأوجس في نفسه خيفة موسى، قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى، وألقِ ما في يمينك تلقف". ما صنعوا إنما صنعوا كيد الساحر ولا يفلح الساحر حيث أتوا، فموسى ماذا معه؟ التأييد، وكلم اللهُ موسى تكليماً. فقد انتهى الأمر تماماً، فهو
وإن استعان بهارون إلا أن الله أراه أنه ليس في حاجة إلى هذه الاستعانة، وأنه كليم الله وأنه أعلى من سيدنا هارون عند الله. تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض، طيب أشكر فضيلتك شكراً جزيلاً. في الحلقة القادمة إن شاء الله لي سؤال مرتبط بهذه الجزئية: هل لولا دعوة سيدنا موسى إلى الله سبحانه وتعالى أن أرسل إلى هارون، لولا هذه الدعوة لم يكن سيدنا هارون ليكون رسولاً أو نبياً؟ أرجو الإجابة في الحلقة. القادمة إن شاء الله، شكراً جزيلاً لفضيلتكم وشكر موصول لحضراتكم،
وإلى اللقاء.