معنى المعية في قوله تعالى : ( فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم ... ) | أ.د علي جمعة

معنى المعية في قوله تعالى : ( فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم ... ) | أ.د علي جمعة - فتاوي
ما معنى المعية في قوله تعالى "فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً"؟ "مع" تدخل في لغة العرب على العظيم، فعندما تقول "جاء الوزير مع السلطان" ولا تقل "جاء السلطان مع الوزير"، لأن شأن السلطان أعلى من شأن الوزير مرتبة، ولذلك قال العلماء. نقول له تعالى إن الله مع الصابرين. لا يمكن أن يقولها بشر. "الله مع الصابرين"
لا تُقال من بشر، لأن البشر تعظم ربنا سبحانه وتعالى، فلا يصح أن تدخل معه فتجعل الصابرين أعظم. هذا لا يقوله إلا رب العالمين. إن "الله مع الصابرين" كلام لا يقوله بشر، كلام يتنزل من عند. رب العالمين لأن الذي يجعل الصابرين في هذه الدرجة العالية الرفيعة هو من يمنح الدرجات ويعطي المراتب وهو الله سبحانه وتعالى. المعية هنا في الرتبة والدرجة والثواب، فاللهم اجعلنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، يعني في الدرجة الرفيعة العالية عند الله سبحانه
وتعالى. والجنة هي في الحقيقة جنان متعددة ودرجات. مختلفة لكن من رحمة الله سبحانه وتعالى ومن تمام نعمته فإن من كان في الأسفل لا يشعر بعلو من كان في الأعلى بخلاف من كان في الأعلى يشعر أنه أعلى درجة تستوجب الشكر والثناء على الله ممن هو في الأدنى ولا يشعر أن أحداً أعلى منه وهناك درجات هي درجات. عند ربهم والجنة يبدو أنها على هيئة الدائرة لا تعرف قبلها من دبرها، فحيثما وضعت يدك على أي مكان في المحيط فأنت في أولها ونهايتها في آن واحد. فالجنة فيها شيء من هذا، إنها بلغت
من الاتساع والنعيم والحلاوة وهدوء البال واستقرار الحال بحيث أن الإنسان فيها على درجة. القناعة التامة والإشباع التام بحيث أنه لا مزيد يتوجه إليه ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانًا على سرر متقابلين