مع الحبيب | أ.د علي جمعة | الحلقة الثامنة

النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه صحابته: "ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه". فوالله ما نهرني، بمعنى لم يشتد عليّ، ولم يستعجلني، ولم يتسلط عليّ، ولا ضربني، ولا شتمني، وقال: "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها..."
شيءٌ من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن. هذا معاوية بن الحكم رضي الله تعالى عنه كان قد جاء ووقف في الصف، يعني الحديث هذا له حكاية. وقف في الصف فعطس أحد المصلين، فقال له: "يرحمك الله". لم يكن يدرك أن الشخص عندما يعطس في الصلاة لا أحد يرد عليه. عليه فوجد الصحابة كلهم يعترضون عليه، شعر بشيء، فرمى القوم بأبصارهم. بدأ يحدث له شيء من الاضطراب، ولكنه
قال لهم: ما هو في الصلاة؟ لماذا تنظرون إليه؟ أليس يعرف أين الصلاة؟ لا يتكلمون فيها. وكانت الصلاة قبل ذلك يجوز أن يحدث فيها هذا، أنه عندما يغتسل أحدهم. رحمك الله، والآخر يقول: "لماذا تنظر إليّ هكذا؟" أو شيء من هذا القبيل، حتى نزل قوله تعالى، وجاء رسول الله فعلّمه أن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي تسبيح وتهليل وتحميد. فوالله ما انتهرني ولا ضربني ولا أهانني.
تربية، نعم، فالتربية والتعليم مهمة جداً. أن نعيش هذه المعاني