مع الحبيب | أ.د علي جمعة | الحلقة الحادية عشرة

مع الحبيب | أ.د علي جمعة | الحلقة الحادية عشرة - سيدنا محمد, مع الحبيب
عن الصعب بن جثامة الليثي أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا وحشيا، والحمار الوحشي هذا يعني نوعا من أنواع الحيوانات وكان مباحا أكله وليس كالحمار الأهلي الذي نعرفه عندنا، فالحمار الأهلي الذي نعرفه عندنا هذا يحرم أكله لكن هذا الحمار يجوز أكله لأنه كأنه من الأنعام وهو بالأبواء، والأبواء هذا مكان مدفونة فيه أم النبي صلى الله عليه وسلم، فرد عليه الهدية ولم يقبلها. فلما
رأى ما في وجهه، تغير الرجل الذي هو الصعب بن جثامة، تغير وجهه. قال: إذن ماذا فعلت؟ لماذا لم يقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدية؟ أهو غاضب؟ منذ ذلك الحين بدأ يفكر وبدأ يتغير فكيف وجه النبي صلى الله عليه وسلم تركه لأن هذا أمر شرعي وكثير من الناس تفعل هذا ما دام في حكم شرعي والناس تتفرق أبدا علمه أنه ليس هناك أي شيء وقدم له صورة من أجل أن يفهم الأمر على حقيقته فقال لكن أنا لم نرده عليك إلا لأننا محرمون نحن محرمون وأنت اصطدته والصيد حرام على المحرم سواء كان هو يقوم به فيصطاده أو سواء أهداه إليه أحد
وكان قد اصطاده لأنك أنت اصطدته فلا ينبغي وأنا لا أريد أن يفسد ولا أريد أن أرميه ولذلك رددته عليك لكي تنتفع به عائق شرعي هنا هو الذي جعلني أرد عليه، إذا كانت هذه هي العلاقة بين الصديق وصديقه كما يعلمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم.