مع الحبيب | أ.د علي جمعة | الحلقة السادسة والعشرون

فالنبي صلى الله عليه وسلم بعث لهذه الأكوان رحمة وكان يقول إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة، كان صلى الله عليه وسلم يرحم الخلائق ما وجد منها وما لم يوجد، ولذلك عندما ذهب إلى الطائف ليكلم ثقيفا في شأن الإسلام بعد البيعة وكان قد لقي من المشركين أشد يوما عليه رفضوه ونبذوه وتكبروا عليه صلى الله عليه وسلم فذهب إلى الطائف فظهر له ملك الجبال
وقال له يا محمد إن الله قد أرسلني إليك فإن أردت أن أطبق عليهم الأخشبين يعني جبلا هكذا وجبلا هكذا لفعلت قل لي فحسب أطبق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي بعث رحمة وبالرفق، فإني أرجو أن يخرج منهم من يوحد الله ويعبده، إذ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حكمته العالية يرى أن ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي
يملك نفسه عند الغضب. أو عند الغضب