من الذي كان ينفق السيدة خديجة أم سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم؟ | أ.د علي جمعة

من الذي كان ينفق السيدة خديجة أم سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم؟ | أ.د علي جمعة - فتاوي
يسأل قائلاً: عندما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم السيدة خديجة وهي كانت غنية، من الذي كان ينفق عليه؟ وإذا كانت هي التي تنفق، فأين ذلك من قول الله: "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم"؟ يقرأ النصوص. أيضاً هناك فرق بين النص. وبين مفهوم النص، لابد أن نقولها في كل مرة، انتبهوا أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يأكل من عمل يديه وينفق على السيدة عليه الصلاة والسلام نفقة البيت. فهذه النفقة كانت منه، لكن السيدة كانت تنفق على الدعوة وليس على النبي، على الدعوة، وكان ينفق على الدعوة أبو بكر وكان ينفق. على الدعوة أغنياء الصحابة كان يُنفِق على الدعوة سيدنا عثمان حتى أنه فيما بعد جهّز جيش العسرة، جيشاً بكامله جهّزه، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأنه من شدة ما أنفق: "ما ضرَّ ابن عفان ما صنع بعد اليوم"، فمات
شهيداً وهو يقرأ القرآن ابن أكثر من ثمانين. سنة هذا الذي واظب على ذكر الله وعلى التلاوة وعلى التقوى حتى مات شهيداً وهو يقرأ القرآن، لم يضر عثمان بن عفان ما فعل بعد اليوم أبداً. الصحابة الكرام أنفقوا حتى إن عائشة رضي الله تعالى عنها من غير قصد منها وكانت تتحدث مع السيدة فاطمة عليها السلام فقالت. أن أبي أنفقَ ثمانين قنطاراً من الذهب في سبيل الإسلام، فالسيدة فاطمة عليها السلام
- يعني - فهمت أنها تُلمّح للتضحية التي قامت بها هذه العائلة الشريفة في سبيل الله. ثمانون قنطاراً من الذهب، يعني لو لم ينفقها - في ظاهر القول - لكان هناك ميراث لهم مثلاً، لكن أبداً ما عند الله... عندكم ينفد وما عند الله باقٍ، هذا هو ذكاء مع الله، فأنفق هذا الكلام كله لله. فالمهم عندما رجع النبي وجد السيدة فاطمة حزينة من هذه العبارة، فقال: ما الذي حدث؟ قالت: يا رسول الله، تقول كذا. فقال: والله إن
فضلي عليك وعلى أبيك أكبر من فضل أبي زرع على. السيدة عائشة أحبت أن تخفف هذه الأجواء يعني ليس هذا قصدها، فقالت: "وما أبو زرع وما أبو زرع يا رسول الله؟" قال: "اجتمع أحد عشر امرأة في الجاهلية وتعاهدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً". فقالت الأولى وقالت الثانية إلى الحادية عشرة يعني كأنها نسيت. سيدنا رسول الله، العبارة الأولى في الكلام الذي قيل هي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينفق مما رزقه الله سبحانه وتعالى من التجارة ومن الميراث ومن العمل،
ولكن السيدة خديجة كانت تنفق على الدعوة وليس تنفق على سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم.