من نرحم؟ | برنامج الرحمات | أ.د علي جمعة

من نرحم؟ | برنامج الرحمات | أ.د علي جمعة - الرحمات
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الرحمة كيف تتحول إلى سلوك؟ من هو أول من ينبغي علينا أن نرحمه هو نفسي التي بين جنبي. قال تعالى: ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه. إذا أنا ما عظمت الحرمات فإنني أكون بذلك قد رحمت نفسي أول ما أرحم، رأيت أناسا يتفاخرون بالمعصية، رأيت
أحدهم وهو يتفاخر بأنه يعطي الخمر مجانا وأنه يصنع الخمر ويوزعها على عباد الله، هذا لم يرحم نفسه، وعندما يصاب ببلاء يسأل: ماذا فعلت يا ربي؟ فعلت أنك لم ترحم نفسك. فعلت إنك لم تعظم حرمات الله فلم يكن ما فعلت خيرا لك بل كان شرا لك عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم النعمان بن قوقل فقال يا رسول الله أرأيت
إذا صليت المكتوبة وحرمت الحرام وأحللت الحلال أأدخل الجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، إذا هذا من الرحمة، رحم نفسه فأقام الصلاة وآتى الزكاة، حرم ما حرمه الله وأحل ما أحله الله، ربنا لا يضيع أجر من أحسن عملا، سيدخل الجنة، دخل الجنة هكذا، أدخل الجنة ببساطة. قال: نعم. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لم يحرم حرمة إلا وقد
علم أنه سيطلع عليها منكم مطلع، إلا وأني آخذ بحجزكم، ينهانا صلى الله عليه وسلم عن هذه الحرمة أن نتهافت في النار كتهافت الفراش أو الذباب، فرسول الله وهو يأمرنا بأن نعظم شعائر الله فهو يصدنا عن النار ويرحمنا، أي لا بد لنا أن نرحم أنفسنا. إلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.