موالاة الكفار وتكفير المجتمعات | لقاء الجمعة | 2017-12-1 | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع المحجة البيضاء التي تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، نعيش هذه اللحظات عسى أن تتنزل علينا الرحمات وأن ينزل الله السكينة في قلوبنا وأن يحف هذا المجلس الملائكة الكرام ويجعله. الله سبحانه وتعالى في ميزان حسناتنا يوم القيامة ونشهد الله ونشهد حملة عرشه أننا لا نريد إلا وجه الله ونريد
حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قياماً بما أخذ العهد فيه علينا ووفاءً بهذا العهد ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجازي عنا النبي المصطفى والحبيب المجتبى خير ما. جازى نبياً عن أمته ورسولاً عن قومه وأن يشفعه فينا يوم القيامة اللهم آمين. أحداث متتالية وعناد غبي والعند يورث الكفر وجهل بكتاب الله وسنة رسوله صلى
الله عليه وسلم عن معناه إضلالاً للخلق وإفساداً في الأرض وطغياناً وبغياً على خلق الله. اليوم يمر أسبوع على هذا الحادث الأليم الذي... كشف عن وجه أولئك الخوارج القبيح، قتلوا المصلين وهم يصلون، والذاكرين وهم يذكرون، والمخلصين وهم في حال إخلاصهم لرب العالمين. قتلوه،
حاصروه، أبادوا من في المسجد إلا من أراد الله له النجاة حتى يخبرنا بفعلهم الخبيث. فأخبرونا بأنهم كانوا يتضاحكون وأنهم كانوا يتغامزون في أثناء القتل والفساد وإراقة الدماء. مسجد، الله يكفينا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أنا بريء ممن
خرج على أمتي لا يفرق بين برها وفاجرها". يكفينا أن النبي يتبرأ منه. يكفينا في الدلالة على غباوتهم وسوء تصرفهم أن النبي صلى الله عليه وسلم وصفهم فقال: "الخوارج كلاب أهل النار". والخوارج يتزيون بزي الإسلام فيشهدون. الشهادتين ويقيمون الصلاة ويصومون رمضان ويقرؤون القرآن ويتلون السنة
ولكنهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية. طوبى لمن قتلهم وقتلوه. المحنة التي حدثت فقُتل فيها أناس، والنبي بشرهم بطوبى، شجرة في الجنة مسيرتها خمسمائة عام. طوبى لمن قتلهم وقتلوه، من قتلهم كأفراد الجيش المصري الأبرار والشرطة الأحرار. وقتلوه كمن استطاعت رصاصات الغدر أن تصل إليه، وهؤلاء المصلون
الذاكرون العابدون، كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يمنعنا حتى في الحرب إذا ما سمعنا الأذان أن نكمل الطريق ونكف أيدينا. الأذان الذي يمكن لأعداء الله أن يختلقوه أو يفعلوه، كان يأمرنا إذا ما شهد أحدنا شهادة لا إله. لا إله إلا الله محمد رسول الله. كان يأمرنا صلى الله عليه وسلم أن نكف أيدينا في الحرب مع الأعداء وليس في بلاد المسلمين، وهؤلاء يصلون. قال رسول الله: "ما
صلوا"، فإذا رأينا أحداً يصلي وكأنه أمّن نفسه في الحرب وليس في السلام، فهؤلاء لا يعرفون لا الحرب ولا السلام، وهذا عندهم ولذلك كان رسول الله يقول أحداث الأسنان يعني سِنُّه صغير يعني عديم الخبرة يعني بلغة العصر لا يدرك الواقع، سفهاء الأحلام يعني عديمو الفهم يعني لا يدركون النص الشرعي فيؤمنون ببعضه ويكفرون ببعض، ويرون
كيف يلوون النص الشرعي من أجل أهوائهم "أفرأيت الذي اتخذ إلهه هواه"، إذاً هذا. هو العناد والغباوة؛ فالنبي يقول: "أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من كلام خير البرية صلى الله عليه وآله وسلم". تسمعهم يتشدقون: "قال رسول الله، قال الله"، يقولون من كلام خير البرية. لا يجاوز إيمانهم تراقيهم، طوبى لمن قتلهم وقتلوه، من قتلهم كان أولى بالله منهم. وقال
فيهم: "يمرقون من الدين". مروق السهم من الرمية، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد. حذرنا النبي من الفتن ومن أولئك بالذات. ظهرت الخوارج سنة سبعة وثلاثين من الهجرة، ظهرت بوادرها في مقتل عثمان. قتلوا عثمان وأراقوا دمه على المصحف الشريف. خذلان يا أعمى القلب، أترى هذا الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما ضرَّ ابن عفان ما صنعَ بعد اليوم، فلم يفعل إلا خيراً وهو ابن الثمانين
وأمامه المصحف. يا أعمى القلب، تقتله وهو يقرأ في المصحف حتى تطاير دمه الشريف رضي الله تعالى عنه على ورقات المصحف. غباوة! لكنهم لم يكونوا فرقة، لم يصنعوا منظمة ولا عصبة، والعصبة كالعصابة بعد ذلك. صنعوا العصبة والعصابة في عهد سيدنا علي سنة سبع وثلاثين للهجرة، وكان سيدنا علي هو الذي يتولى الحكم. فاتفق ثلاثة أشخاص على أن يقتلوا الجميع: يقتلوا علياً ومعاوية وعمراً
في العراق والشام ومصر. فنجح أحدهم ولم يأذن الله سبحانه وتعالى للاثنين الآخرين ففشلا، والذي نجح هو عبد الرحمن بن ملجم. لعنة الله عليه تلعنه الملائكة الكرام ويلعنه أهل الله في السماوات والأرض وإلى يوم الدين. من هذا كان حافظاً للقرآن ومُعلِّماً له، وكان قد فتح كتاباً في اليمن. لم يكن أجنبياً إنما كان
من جلدتنا ويتكلم بلساننا، ولذلك من قتَل أصل أهل البيت الكرام، من قتَل ابن عم رسول مِن عليٍّ كان أوّل مَن أسلم وكان قد أسلم صبياً حتى سُمّي في كلامنا بكرّم الله وجهه لأنه لم يسجد لصنم. مِن عليٍّ قال: "أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها". قال: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي". مِن عليٍّ قال: "اللهم والِ من والاه وعادِ من" عاداه من علي دخل
مرة على رسول الله فقال لهم: "سيدخل عليكم رجل من أهل الجنة"، فدخل علي هذا النور الرباني، ابن عم رسول الله، زوج ابنة رسول الله فاطمة عليها السلام. قتله خارجي فأصابته لعنة السماء والأرض ولعنة أهل الله إلى يوم الدين، وعلى رأسه عامله الله بما يستحقه. لماذا؟ لأن هذا قتل لعصمةٍ، عصمة جماعة
أو تنظيم، يعني وليس في سبيل الله. ما الفرق بين مصلحة الأمة أو مصلحة الجماعة؟ فمن قاتل تحت راية عِمّية أو عُمّية - وهما وجهان في اللغة - لكن رواية مسلم "تحت راية عِمّية" بالكسر، ولم يرد في الرواية إلا الكسر، يعني يجوز العمق أو تقول عمياء هي لكن الرواية كما يقول عياض بالكسر في مسلم "تحت راية عمياء"، أي لعصبة، أي جماعة، فهي ليست
كمن يقاتل في الجيش المصري يحمي الديار والذمار ضد أعداء الله وأعداء الوطن وأعداء الأمة، لا، بل أنا أأتمر بأمر أمير حوله بعض من الأوباش من أجل لا نعرف من أين تحصلون على سلاحكم. لا نعرف. بينما نحن نعرف من أين يأتي سلاح الجيش المصري، وفي الواقع كل الدول تعرف ماذا اشترينا ومن أين وبكم ومتى، وماذا سددنا وما علينا. لكن أنتم، من أين تحصلون على السلاح؟ لا نعرف. ومن الذي أعطاكم إياه؟ لا نعرف. ولماذا أعطاكم
لماذا لا نعرف؟ حسناً، والذخيرة؟ حسناً، السلاح هذا، أنتم سرقتموه من هنا أم هناك؟ تقولون هذا نحن سرقناه. حسناً، والذخيرة؟ لا نعرف. انظر العمى، انظر كيف يمشي على عماه، انظر كيف لم تظهر ولا كلمة واحدة. حسناً، من الذي ينفق عليكم طعاماً وشراباً؟ لا نعرف. حسناً، ماذا تريدون؟ يريدون إقامة الخلافة، حسناً، لو أنكم انتصرتم على الجيش المصري -لا قدر الله- وهزمتموه، ماذا بعد ذلك؟ هل ستتمكنون من حكم شعب يكرهكم؟
وإلى أين ستذهبون؟ حسناً، لنفترض أننا لن نقاتلكم، ماذا ستفعلون؟ لا شيء، ستسيرون في الطرقات وتهددون الناس، فإذا ذهب الأمن ذهب الإيمان، هذه حقاً عماية. أنا لا أعرف إلى أين أذهب والترتيبات غبية. سنهزم الجيش المصري ونفتت البلاد مثل ماذا؟ مثل العراق. والعراق بعدما فتتوها استوليتم عليها. لا، لكن أخذنا جزءاً من العراق وجزءاً من سوريا هكذا وجعلناها الدولة الإسلامية سنة أربعة عشر، واستمرت بعد الدماء وبعد الأموال وبعد الفتنة وبعد
الضلال. قال لا هذه ذهبت لكننا مصممون. والله هذا صحيح، لاغتلناكم قتلاً ذريعاً. هذه ليس لها حل إلا طوبى لمن قتلهم وقتلوه. ليس لها حل إلا أن هذا الفكر النجس للتعامل مع كتاب الله وسنة رسول الله، ما دام ليست هناك قناعة واقتناع بأنه يُقتل، فلا فائدة، لا فائدة. إلا هكذا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قاتل تحت راية عمية لعصبة" - في بعض الروايات
عند ابن حبان يقول "لعصبية"، لكن الذي في صحيح مسلم "لعصبة" - أي جماعة أو تنظيم - "فأنا بريء منه"، وفي رواية مسلم يقول: "لعن الله..." هكذا يقول ابن فورك، فإذا صلى الله عليه وسلم، اللعنة فهي على كبيرة، لعن الله من قاتل تحت راية عمياء لعصبية. خلاص، لعنة الله عليهم والملائكة والناس أجمعين. هؤلاء الناس وكما قلنا
مراراً انعدم عندهم إدراك النص، لا يفهمون النص إطلاقاً، إنما لأنه جهل مركب فتراه يقرأ النص وكأنه يقرأ شيئاً آخر تماماً. الخلل الذي يحدث له أنه لم يتعلموا، لم يتعلموا ماذا؟ ما القرآن واضح. لم يتعلموا كيف نفهم، لم يتعلموا أسس الفهم، لأن النص موجود معنا، لكن كيف تفسر النص؟ هناك قواعد. أول
ما ذهبنا إلى الأزهر جلسنا ستة أشهر وهم يفسرون لنا قوله تعالى "بسم الله الرحمن الرحيم" حتى... ما كِدنا نمل، قالوا لنا: "لا يا أولاد، لا تملوا، فهذا هو مفتاح كل شيء. بسم الله الرحمن الرحيم، احذروا يا أولاد أن تملوها". هؤلاء الصبيان ماذا بهم؟ لماذا لم تدرس هكذا؟ لأنها لم تدرس أصلاً. لقد أخذ المصحف وفتحه، فعند "بسم الله الرحمن الرحيم" لم يتوقف عندها ستة أشهر، وسيبدأ القراءة فلن يفهم، ماذا سيفهم؟ إنه
لا يفهم المفتاح، لا يفهم الكلمة الأولى التي يقول لك ربنا خذها مفتاحاً: "بسم الله الرحمن الرحيم"، جمالٌ في جمال. كان من الممكن أن يقول: "بسم الله المنتقم الجبار"، كان من الممكن أن يقول: "بسم الله الرحمن المنتقم"، ونحن من هنا واحدة. من هنا لكي نمشي الأمر كان من الممكن أن يقول بسم الله فقط، كان من الممكن أن يقول بسم الله المنتقم أو بسم الله الرحمن وكفى، لكنه لم يقل ذلك. ماذا قال؟ قال: بسم الله الرحمن الرحيم. ماذا يعني ذلك؟ يعني انتبه أيها
القارئ أنك داخل الآن إلى الرحمة المهداة قوله تعالى: "وإنك لعلى خلق عظيم". قالت عائشة: "كان خلقه القرآن". فأنت عندما تدخل الآن إلى الرحمة، فقدم الرحمة على غيرها من الأخلاق، لأن الله تجلى عليك في جمال، والله جميل يحب الجمال. لا تفهم ذلك هكذا من البداية، فهو لم يفهم ذلك، فانقلب الهرم. لدي الهرم أصبح مقلوباً داخل الشمال، ليس داخلاً بما
يرضي الله، ولذلك كل عقل شمالي يتصف بثلاث صفات: العناد والغباء والجهل. قلنا: يا مولانا، مضت ستة أشهر، أليس ذلك كافياً؟ قال: لا، إنني أدرّس لكم الدين كله، كل الدين أدرسه لكم لأصنع لكم نظارة ترتدونها. فعندما تقرأ أي آية تفهمها، علمونا أن أساس الهرم هي الأخلاق. قالوا لنا إن هناك ألفي حديث في الأحكام كلها التي تخص الشريعة،
وهناك أكثر من خمسين ألف حديث في الأخلاق. يعني خمسة في المائة من وقت النبي يعلمنا الشريعة كلها: صلاة، صوم، بيع، وطيب؛ وخمسة وتسعون في المائة. من الوقت كان يعلمنا كيف نصبح ذوي أخلاق. قال إنَّ "إنما" هذه أول ما تُسمع عند العربي معناها هكذا وفقط، يسمونه القصر. صحيح أننا درسناها تحت عنوان الحصر والقصر، لكن لكي نترجمها بالعامية نقول ماذا؟ "بس" يعني "فقط"، يعني "إنما" تعني "فقط". "بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وليس لكي تفسدوا. في الأرض يا أبناء
الكلاب، إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق. حسناً، لقد بُعث من أجل العقيدة، وبُعث من أجل عمارة الأرض، وبُعث من أجل تزكية النفس، وبُعث من أجل... نعم، هي شيء... ما هي الأخلاق؟ أتظنون أنكم تملكون الأخلاق أيها الفاسقون الفاسدون الفجرة؟ أتظنون أنكم... عندكم أخلاق وأنتم تضحكون وتقتلون الناس المصلين الذاكرين العابدين الشاهدين، وإذا هؤلاء الناس أُذيوا، يجب على كل الشباب أن يتنبه وألا
يُغرَّر به، وإذا كان لديه غضب فلا يستعمل هذا الغضب في إيذاء الناس. النبي قال له: "لا تغضب ولك الجنة". انتبه، ربنا قال: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم". لا تعلمون، علّمونا بعد هذا أن تعلو الأخلاق حتى نحفظها في العبادات. وظلوا يدرسون فينا في العبادات أربع سنوات وهم جالسون يدرسون الوضوء والصلاة والزكاة والصيام. فعرفنا أن هذه الأمور الأساسية، وأنه عندما أرى ناسًا يصلون لا أقتلهم، ولا
أدخل الكنائس وأفجرها وهم يقولون يا رب. صورتك أصبحت مزرية. نعم، لقد أصبحت صورة الإرهابي مُشوَّهة، فهو لم يدخل إلى معبد اليهود ويفجره وهم جالسون يدعون الله. ولذلك عندما جاء وفد نجران إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "افسحوا لهم في المسجد حتى يقيموا صلاتهم"، فصلوا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعندما ذهب عمر إلى كنيسة فقال له القسيس صلِّ هنا، فهي كلها بيوت ربنا. قال: لا، أخشى
من بعضهم بعدي يقولون: صلى عمر هنا، فيأخذونها. يعني في تعلق (تمسك)، يعني في ممارسة للقوة، يعني بعد ذلك يحمي المسيحيين من عنف المعتدين. أين الدين؟ لا، الدين لا يأمرنا بالرحمة والمودة والمناقشة وبالجدل الحسن. "وجادلهم بالتي هي" الأفضل عندما نقرأ هكذا، علمونا أن القرآن كالجملة الواحدة. القرآن كالجملة الواحدة يعني أنه لا يصح أن نأخذ منه جزءاً ونترك جزءاً، آية ولا نعرف
الآية. علمونا أن هناك ما يسمى بالحجية وأن هناك ما يسمى بالتوثيق وأن هناك ما يسمى بالفهم. أول شيء تنظر إلى من أمامك هل هو وما هي الحجة؟ قالوا لنا الكتاب والسنة. حسناً، وماذا عن التوثيق؟ قال: إن القرآن في عشر قراءات متواترة، وهذه العشر قراءات المتواترة يقابلها قراءات شاذة، وقد وصل بها ابن جني إلى تسعين قراءة شاذة غير موجودة. الحمد لله، ربنا حفظ كتابه. هي موجودة في الكتب "عذابي أصيب به من أشاء" أصيب به من أساء،
الشين أصبحت سيناً، لا يوجد قارئ هكذا في المتواتر أنها أساء، انتبه كيف وهكذا قراءات لكنها ليست مقروءاً بها، فاحذر وأنت تقرأ وانظر هل القراءة التي معك هذه متواترة أم لا. النقطة الثانية: وأنت تقرأ انظر ما درجة هذا الحديث وأين الأحاديث الباقية التي... في الباب نفسه وتجمعها وترتبها حسب الورود لأنه من الممكن أن يؤيد حديثٌ حديثاً آخر، ومن الممكن أن يلغي حديثٌ حديثاً آخر، ومن الممكن أن يخصص حديثٌ حديثاً آخر. من الممكن أن يكون هناك حديث قلنا له ما الفرق بين
التقييد والتخصيص، فقال: هو كذلك، ولماذا درسنا أربع سنوات متتالية الألفاظ... هذا الفتى درس؟! والله لا درس ولا يعرف ما نقوله أصلاً، وهذا أنتج منه ماذا؟ أنه يذهب إلى الكتاب فيفهم خطأً. نحن جيلنا أدرك مشايخ علّموه، لكن هناك جيل وأناس حظهم هكذا، لم يدركوا مشايخ فلم يتعلموا، وربما معه شهادة، انتبه واحذر، وربما معه شهادة. لكنه لم يعرف ماهية القضية، فلم
يفرق بين النص وتفسير النص وتطبيق النص. هو هذا وتفسيره هو هذا بعد أن استعملنا القواعد التي درسناها سنوات. أين إذاً تطبيق النص؟ نريد أن نطبقه الآن. لا، هذا شيء ثالث، هذا التطبيق له وضع آخر وقواعد أخرى وإدراك مختلف للواقع وللمآلات وللمصالح. وللمقاصد وأصبحنا نقرأ أربعة أو خمسة مجلدات في المصالح، وأربعة أو خمسة مجلدات في المقاصد، وأربعة أو خمسة مجلدات في المآلات. وأنت تأخذها هكذا بشكل سريع من المطعم وتجري. يا أخي، هذا دين، إن هذا الأمر دين.
إذاً، فهؤلاء يستحقون الإبادة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لعن الله من قال علماؤنا محدثاً: آوى أي نصره وخبأه وحماه، فهناك ثلاثة أمور: الإيواء والإخفاء، حيث خبأته في بيتي، والأمر الثاني: حميته فأصبحت أنزل وأجلب له الطعام والشراب حتى لا تكتشفه الشرطة، ذلك الإرهابي، وكذلك نصرته. لماذا أفعل ذلك؟ لأنني مقتنع، فأصبحت
نصرته مثل صحيفة الجارديان البريطانية المقتنعة بالإرهاب، لعنة الله عليك. أيتها الصحيفة وعلى مالكيك، عندما تكون مقتنعاً بالإرهاب فعش حياتك، لكن اعلم أنك قد ضيعت نفسك أمام الناس وأمام الله. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. هذه هي الأيام، لكن الذي يؤوي محدثاً لعنه رسول الله، لعن الله من آوى محدثاً، أخرجه مسلم. بالإخفاء، بالحماية، بالنصرة، يكون يرتكب كبيرة وليس. في حق مصر أو حق المسلمين أو غير
المسلمين، فإنه يرتكب جريمة في حق نفسه لأنها كبيرة عند الله. رسول الله هو الذي لعن وقال: ما كنت لعاناً، فإذاً ما فائدة هذا اللعن؟ الحكم هو حكم شرعي لهؤلاء الذين يخفون هؤلاء الإرهابيين، وهي كبيرة جداً. لعن الله من آوى مُحدِثاً. فلما علمونا قاعدة الهرم وعلمونا هكذا إلى آخره، وصلنا إلى القمة ففهمنا، خلاص معنا أدوات الفهم. كان مما قالوه لنا أن بناء الحكم على المشتق يؤذن بعلية ما منه الاشتقاق،
بناء الحكم على المشتق يؤذن بعلية ما منه الاشتقاق. هل هؤلاء الشباب يفهمونها هكذا؟ هل يفهمونها أصلاً؟ ما معنى هذا؟ ولا يفهمونها ما معنى ذلك، ولذلك هؤلاء الناس بغوا وطغوا واعتدوا، ومن حق المجتمع والناس أن يُبادوا. لأقتلنهم قتل عادٍ. عندما ضل الخوارج الأول ذهب إليهم ابن عباس حبر الأمة، فرجع من الستة آلاف ألفان، وأربعة آلاف لم يرجعوا. يريدون أن يُبادوا فأُبيدوا على سنة اثنتين وثمانين، والعلم الذي نقله.
علماءُ الأمةِ دارَ بينَ إدراكِ النصِ وإدراكِ الواقعِ والوصلِ بينهما، فوضعوا أُسساً للفهمِ وقواعدَ من العربيةِ والمعقولِ، ومن تتبُّعِ مواردِ الشريعةِ الشريفةِ ومواطنِ السنةِ المنيفةِ، من أجلِ تحريرِ المقاصدِ والوصولِ إلى الأهدافِ العُليا التي من أجلِها خلقَ اللهُ الكونَ، ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾، ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾. هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا، طَلَبَ مِنْكُمْ عِمَارَتَهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا. الْعِبَادَةُ وَالْعِمَارَةُ
وَالتَّزْكِيَةُ. وَفِكْرُ أُولَئِكَ الْمُرْجِفِينَ الْفَاسِدِينَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ النَّاسَ لَا يُمَيِّزُونَ بَيْنَ بَرٍّ وَفَاجِرٍ وَلَا بَيْنَ إِنْسَانٍ وَحَيَوَانٍ، يَتَمَيَّزُ بِالْجَهْلِ وَالْغَبَاءِ وَالْعِنَادِ وَهِيَ صِفَاتُ الْجَاهِلِينَ، وَمِنْ أَجْلِ هَذَا قَالَ فِيهِمْ رَسُولُ اللهِ. صلى الله عليه وسلم، الخوارج كلاب أهل النار، بعضهم يقرأ القرآن لكنه لا يعرف تفسيره، فإذا
فسره تفسيراً مخالفاً لمراد الله، حاول أن يطبق ما وصل إلى ذهنه من هذا التفسير الخاطئ المخطئ، وأن يطبقه في واقع الناس ومعيشتهم، لكنه ليس معه أدوات إدراك الواقع للوصول إلى المصالح والمقاصد والمآلات. بشرط ألا يخرج عن اللغة والإجماع، وليس معه الجسر الذي يستطيع أن يصل به المطلق من كتاب وسنة بالنسبي، وهو الواقع المتغير المتدهور في بعض الأحيان، المتطور في كثير منها. ومن أجل هذا وقع الإرهابيون
المرجفون المنافقون ألعوبة في أيدي من أراد اللعب ممن معهم السلاح وممن معهم المال. ومن معهم هدف لإيذاء المنطقة بأكملها وقعوا فريسة لأنهم قد خرجوا على المحجة البيضاء التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوح يفهمها القاصي والداني، لا تحتاج إلى ترتيب. وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم فضّل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، فأمرنا باستقرار
الأمن حتى يستقر الإيمان. فإذا الأمن هذا ضاع فلا أمن ولا إيمان. لو كان الناس يُقتلون هكذا في الشوارع وبهذه الطريقة، كيف تذهب إلى المسجد؟ كيف يخرج أطفالك؟ كيف تعيش؟ حتى الإيمان لا تستطيع أن تطبقه. فالأمن قبل الإيمان، وحتى يتم الإيمان لا بد من بيئة آمنة، وهذا الذي صنعه رسول الله صلى الله وسلم في مكة لم يقاتل، فجاء خباب
وقال له: "يا رسول الله، ألا تستنصر لنا؟"، فتغير وجهه غضباً واحمرّ صلى الله عليه وسلم، وقال: "ألا إني رسول الله، ولينصرني الله حتى تسير المرأة المسافرة من مكة إلى الحيرة لا تخاف إلا الله والذئب على غنمها"، وقد كان. الرجل ممن كان قبلكم كان يُؤتى به فيوضع المنشار في مفرق رأسه حتى يُنشر ما بين لحمه وعظمه، لا يرده ذلك عن دين الله شيئاً. حسناً،
وعندما يمسك شخص آخر ويضع المنشار في رأسه ويقطعه هكذا، أيكون ظالماً أم مظلوماً؟ يكون ظالماً، أيصبر عليه أيضاً؟ نعم، لأن الأمن قبل... الإيمان العالم لا يفهمه هكذا، النبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا في حديثين، أحدهما أخرجه البخاري يشرح فيه الفتن وتتالي الأزمان واشتداد الأمر على المسلمين، حتى قال: "فإن كان في الأرض إمام فالزم الإمام ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك، فإن
لم يكن في الأرض إمام" أي لم يكن موجود إمام. قال: فاعتزل تلك الفرِق كلها، ولو أن يأتيك الموت وأنت تعض على جذع نخلة مؤمناً بالله واليوم الآخر والرسالة. إلى كلاب أهل النار، من أين أتيتم بصنع العصابات والتنظيمات والجماعات يا أوباش الخلق؟ والنبي بالقول الصريح الواضح يقول لك: اعتزل إن كنت تخاف فتنة متوهمة في عقلك، خذ غنماً واخرج على الصحراء لا نريد أن نرى وجهك ولا ترى وجوهنا، ولكن
أنت غريب كوّنت عصابة. فلِمَ يا رسول الله لا نكون عصابة وجماعة تُسمى بالجماعة الإرهابية الإخوان المسلمين وأنصار بيت المقدس وداعش وواعش؟ لماذا؟ لأنك ستكون مفعولاً به لا فاعلاً. يبقى إذاً حكمة رسول الله أولى وأبر. انسحب أما أن... تذهب فتكون عصابة من أجل أوهام قامت في ذهنك، غير مقدِّر للواقع ولا مدرك للمآلات ولا عارف بالمصالح، وليس لك مقصد شرعي سليم في ذلك، وقد افتقدت كل الإدراك.
إذاً فأنت من المفسدين في الأرض، ولعن الله من قاتل تحت راية عمية. العصبة أهي الجماعة؟ فالنبي واضح قال: "فعليك..." بجماعة المسلمين انظر، مليار ونصف، "إذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم، ومن شذّ في النار". مليار، ونصف، في مقابل مائتين أو ثلاثمائة ألف شخص. مَن سأتّبع أنا إذاً؟ أأتبع رسول الله أم أتبعك أنت أيها الخارجي الحقير؟ سأتبع رسول الله. الحديث الثاني
أخرجه أحمد، قال: "فإن كان في..." الأرض خليفة فالزم الخليفة ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك، وإن لم يكن في الأرض خليفة قال: الهرب قال لي: نعمل عصابات وجماعات. لماذا؟ لأنه لا حول ولا قوة إلا بالله. ولماذا؟ لأننا لو صنعنا كما صنعوا لصرنا ألعوبة في يد أولئك الذين يحركون الأمور بأسلحتهم وأموالهم ويريدون تقسيم المنطقة. ويريدونها مكاناً متخلفاً يضعون فيها بضائعهم ويأخذون منا ثرواتنا وسلعنا. وهكذا، فالنبي - انتبه يا أخي -
لم يأمرك بأن تطلب الملك، لأن الله يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء. هكذا المحجة البيضاء، الذي يهبك الملك هو الله، وليس أن تكون عصابات من أجل قتل المصلين ومن أجل في مساجدهم وكنائسهم ولا تبقى لذي عهد عهدة ولا تبقى لمؤمن ومسلم إسلامًا. أطيع مَن إذًا؟ سيدنا رسول الله الذي يقول لي الهرب واحرص على الدقة. فإن كان في الأرض خليفة، فإننا حتى الآن قبل ألف وتسعمائة وأربعة وعشرين يوجد خليفة، حسنًا، أنا مع الخليفة. فإن لم يكن في الأرض خليفة
فالهرب الهرب، معرفة شهر، فإن كان في الأرض إمام أو رئيس جمهورية أو ملك أو قائد، أي شخص يمسك زمام البلد، فالزم الإمام ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك. يعني لا يضرب ظهري ويأخذ ماله، وهذا يعني من الأتقياء الأنقياء. لا، هذا حاكم ظالم، والحاكم يا إلهي! أين الحول والقوة؟ أنُؤخذ هكذا كالغنم يا أبنائي؟ أنت الحيوان، أنت لست غنمة فحسب، بل أنت حيوان لأنك ترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم. أمره يقول لك: اسكت، فتسكت. أي مصيبة هذه؟! عرفتم لماذا هم كلاب أهل النار؟ لأنهم يُظهرون الإسلام ويبطنون غيره. ماذا
يبطنون؟ أصبح مثل المنافقين، الله أعلم، كل واحدٍ مُهان، وواحدٌ يريد أن يصبح زعيماً، وآخر يظن أنه هو الصحيح، فيسير متخفياً مع مائة شخص يتفق معهم لكي يعطوه المال، وكذلك آخر خائف أن يُقتل، هددوه وقالوا له: سنقتلك يا فلان إذا لم تكن على هذه الهيئة لكي تقسم لنا المنطقة من تفرح نعم فكل واحد لديه قصة، لكن في النهاية هذا منافق أبطن غير ما أظهر وارتعد في غير مكانه أو رغب أو اشتاق، فهؤلاء الناس
حذرنا منهم النبي صلى الله عليه وسلم. كان موجود خليفة حتى السادس من مارس عام ألف وتسعمائة وأربعة وعشرين، فلا بد أن الخليفة غير موجود الوقت هذا أنك تنزع يدك من العمل العام، ابن عمل ماذا هذا؟ لم يطاوع، ذهب سنة ثمانية وعشرين بعد فشل مؤتمر الخلافة خمسة وعشرين هنا وستة وعشرين في الهند، ذهب مكوناً جماعة سنة ثمانية وعشرين. إذاً فقد خالفت أبا القاسم، لكن بدايتها هي هذه، سنذكر أنك سميتها طريقة وليس اسمها ولا عصابة شاهدتم؟ أي طريقة تلك التي تُفسد في الأرض! وقد استمر عشر سنوات
يجمع الناس تحت شعار الأذكار. ذهب إلى الشيخ عبد الوهاب الحصافي، محمد عبد الوهاب الحصافي، شيخنا في السلسلة. فقال له الحصافي: "يا بني، أنت تأتي بفتنة، كل الذي نقوله هذا. أنت الآن تُكوِّن عصابة، والنبي لم قال لي النبي: "اهرب اهرب"، فيجب أن نطيع ونقول لك صلى الله عليك وسلم يا سيدي يا رسول الله. لم يرضَ وقال: كان له طريق وكان لنا طريق، وسار كل منا في طريقه. حسنًا، هو طريقه إلى الله، وأنت طريقك إلى ماذا؟ إلى الشيطان. ولذلك ستكون تبعاته كثيرة ومؤلمة يوم ستجري وراءه في هذا الطريق لأنه أضل كثيراً من الناس تحت زعم أنه يذكر
ربنا. ماذا فعل في الحقيقة؟ فكرة الوظيفة الزروقية التي معنا هنا، سفينة النجاة التي نذكرها كل يوم مرتين، سمّاها المأثورات. أبوه هو من شرحها، فسمى الزروقية المأثورات، وهكذا مكث إحدى عشرة سنة في المأثورات. يكونون أشخاصاً طيبين نعم، لكنهم من الخارج قساة ومن الداخل متسخون، لأنه يريد الدولة والحكم والوصول إليه بالعنف. النبي لم يعلّمنا هكذا، لم يقل أي شيء مثل "اعط يدك للآخرين لأنك الأضعف وسيتلاعبون بك". كن كما كنت أنا في مكة هكذا، كن كما كنا في الحبشة هكذا، هو "كن هكذا". كما كنا في المدينة أولاً، خلعنا أيدينا حتى لا
يتم التلاعب بنا، لكنه لم يطع. وفي سنة ثمانية وعشرين، بدلاً من أن يجمع نفسه ويؤسس مثلاً مجلة متنقلة، أو يقيم دعوة إلى الله، أو يجمع الناس على ذكر الله وحب رسول الله، انقلب وأنشأ الجهاز الخاص ومنذ ذلك الوقت. أمية أربعين، من الذي صنع الجهاز الخاص وأنفق عليه هتلر؟ يا سيدي، هتلر هذا نازي. قال له: أفضل من الإنجليز. أفهمت الآن؟ النبي قال لك ارفع يدك، لماذا؟ لأنك عندما ستضعها مع هتلر، وهتلر أرسل الفتى هنا ووقع معه، وتوقيع حسن البنا ما زال موجوداً في
المخابرات الألمانية حتى درب الأطفال الذين هم هتلر، أنت تتعاون مع هتلر يا غبي، تتعاون مع هتلر ولست راضياً أن تطيع سيدك رسول الله. انظروا إلى هؤلاء الأطفال، مع من يتعاونون؟ في الزمن القادم سينكشف كل شيء: من تعاون مع المخابرات الفلانية، ومن تعاون مع المخابرات العلانية، ومن أخذ الأموال. من المنطقة الفلانية والمنطقة العلانية، وما وراء هذه القضية؟ هناك قضايا مرفوعة الآن في أمريكا ضد بعض حكام المنطقة بأنهم فاسدون ومفسدون، ومليارات مليارات من الدولارات. ما
الذي يدخلك في هذا يا غبي؟ لقد أصبحت ألعوبة في يد الناس. يا جماعة، من نصدق؟ رسول الله الذي يقول لي... ارفع يدك والاعتزال هو الخيار الأمثل، ويقول: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولا نصدق توهيمات المتوهمين. لا، أنا سأصدق رسول الله، هذا أمر لا جدال فيه، والكلام واضح. رسول الله عندما أمرنا لم يأمرنا بهذا الكلام، قال لي: القرآن لم يأمرنا. قلت له: لا، لم يأمرنا. ما تعلمناه في الأزهر دعنا النص وتطبيق النص. قال: "طيب، استمع يا سيدي". قال: "تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم
أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين". قلت له: "نعم، صحيح، هذا نص". قال لي: "هل هو موجود في القراءات المتواترة عندكم أم لا؟" نعم، موجود في قراءاتنا ونحفظه ونقوله في الصلاة. قال لي: طيب، إذن الدولة التي تتعاون مع دولة مسيحية أو يهودية تكون لعنة الله عليها. قلت له: هل الآية تقول هكذا؟ هل الآية تقول هكذا أم أنت أحمق؟ لديك حماقة يعني. نحن نريد أن نرى ما الذي تقوله الآية حقاً. دولة وليست دولة وكذا. قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا" فهو يخاطب المؤمنين "لا تتخذوا
اليهود والنصارى أولياء". طيب هل المقصود اليهود والنصارى هؤلاء جميعهم أم بعضهم؟ اقرأ القرآن كله مرة واحدة. وهذا كثير؟ وماذا عن الأكثر؟ لا، لم يذهبوا. إذ إن الكثير مقابل ماذا؟ الأكثر. الصحيح مقابل... ما هو الأصح والأكثر: "ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير". لا
أعرف ماذا سأقول في التلفزيون، وهل يصلح ذلك أم لا يصلح، يا والله وهذا كثير. طيب، النصارى مليار أو اثنين مليار، والكثير مائة مليون، والأكثر بقية الاثنين مليار. الله واحد وتسعة من عشرة مليار ليس فيهم هذه الصفة. وهذا كثير من أهل الكتاب "لو يردوكم من بعد إيمانكم كفاراً". أنت رأيت يعني النصارى يريدونك أنت أن تصبح كافراً، طيب إذا كانوا يريدونك كافر، لماذا سمحوا لك بدخول بلادهم والتجنس
بجنسيتهم والتعلم في معاهدهم وإلى آخره؟ عندما تكون هذه الصفة موجودة سنغضب منهم ونقول له: تباً لك يا جيل الزومرز، أنت ألفت كتاباً ضالاً مضلاً وندعيه "الهداية". ونقول: هل منعنا أحد من الرد؟ هل منعنا أحد من كشف أمر المفضوحين؟ أبداً. إخواننا النصارى قابلوني وقالوا لي ألا أذكر زويمر رضي الله عنها أبداً، وأن زويمر مخطئ ويستحق العقاب، وهذا كثير. وإذا كنت تتودد إلى الجميع فأنت ضلالي أم لا؟ نعم ضلالي. وهذا
كثير من أهل الكتاب لو يردونكم. أليست هذه الصفة موجودة فيهم؟ "من بعد إيمانكم كفاراً"، ويتركوننا نؤذن في لندن ويطبعون لنا. المصحف في ألمانيا وعمله هكذا هو يبعده ورئيسة وزراء بريطانيا غضبت من ترامب لأنه نشر مجموعة صغيرة في لندن تشتم المسلمين وعرضها على تغريدته وأصبحت هناك أزمة بين البلدين لأجل خاطرنا. ماذا أفعل؟ من أصدق؟ أنت أعمى البصر والبصيرة، ألا ترى يا هذا ما يحدث حولنا؟ حسنًا، فهذا يعني أنه ليس معنا، لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارًا حسدًا، فيجب أن يكونوا يحسدوننا على شيء. لكن نحن في
حالة الآن هل يُحسد عليها؟ فالحالة التي نحن فيها لا يُحسد عليها، لا تُرضي عدوًا ولا حبيبًا. نحن في وضعنا الحالي، هل يُحسد عليه؟ يعني هل الناس تحسدنا؟ هكذا ويحدث نزاع ويحدث يقول الله أنا أحسدكم وقد مر هذا في التاريخ والقرآن لكل زمان ومكان، القرآن غير مخلوق، القرآن كلام الله كأنه نزل الآن، فهناك صفات وشروط كما أن للصلاة شروطاً، الفهم له شروط، كلام مشايخنا ونحن ندرس عليهم الذين لم يسمعوه، فهناك شروط عندما... يكون حال المسلمين قوياً هكذا، وعندما تصل إلى هذه القوة يحسدهم عليها الناس. تقول لقوم المسلمين: استحوا، نحن حراس
المبادئ والأخلاق في العالم. حسناً، افترض أن المسلمين ليسوا كذلك، فلا تلومهم أنفسهم إذن. أمن قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله؟ قال: "أنتم يومئذٍ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل". ودَّ كثير من أهل كتابي لو يردونكم بعد إيمانكم كفاراً حسداً. ولم يقف عند الحسد فقط، بل إن الكثير منهم أصبح حاسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق، يعني جلسنا معهم. معهم.
وقلنا وناقشنا وتوصلنا إلى قرارات واتُخذت القرارات فخالفوها من بعد ما تبين لهم أنه الحق. ماذا نفعل إذن؟ أنضربهم بالحذاء وأنت أصلاً ليس في قدميك حذاء؟ لا، فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره. دعها على الله، إن الله على كل شيء قدير. إذن ماذا نفعل؟ وأقيموا الصلاة، نعم، ماذا؟ ما هذا الجمال؟ فعندما يأتي ليشوهني يقول له: أنت من كثرته من أهل الكتاب، وما دمت من أهل الكتاب فأنت تريد وتريد. حسناً، أنت كاذب هكذا. "ليسوا سواء"، هذا ما يقوله ربنا، يقول: "ليسوا سواء"، ستجد منهم
وستجد منهم. حسناً، المسلمون كذلك ليسوا سواء، أليس كذلك؟ منّا الدواعش والخوارج وأبناء الحرام، ومنّا الناس الصالحون الطيبون، منّا هذا ومنّا ذاك، منّا الذين أفسدوا في الأرض. الله تعالى يقول: "ليسوا سواء". عندما يُقال: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى..."، فهل يعني ذلك كل اليهود والنصارى؟ عيب عليك! القرآن لم يقل هكذا، لم يقل كل اليهود ولا... القرآن يحمل بعضه بعضاً ويردّ بعضه إلى بعض، ثم إن علينا بيان أن اليهود والنصارى هم المخصوصون بهذه الصفات، فيهم
هذه الصفات: بعضهم أولياء بعض، بعضهم أقرب لبعض. هما الاثنان يمكن أن يعملا ضدك، مثل تأييد أمريكا لإسرائيل، "ومن يتولهم منكم فإنه منهم". متى تكون العلاقة بيني وبين هؤلاء الناس؟ لا يجوز أن تكون الموالاة، تعني عدم الموالاة حكم. وعدم الموالاة مبني على ماذا؟ كانوا يُدرِّسوننا في الأزهر أن بناء الحكم على المشتق يُؤذِن بعلية ما منه الاشتقاق. ماذا يعني ذلك؟ يعني أن عدم الموالاة مبني على أنهم ظلمة، فيكون "الظالمون" هذا مشتقاً، من أين؟ من الظلم، إذن الظلم
علة عدم التولي الظلم هي علة عدم التولي. تخيل أنه ذهب متجاوزاً الظلم ومتجاوزاً الأولياء ومتجاوزاً اليهود والنصارى ومتجاوزاً، وبعد ذلك يقول: "أنا فهمت النص في نص أهو"، ويفعل لي هكذا ويدخل على الناس لأنه لم يتعلم كيف يقف عند كل كلمة ولا يفهم كل بنية "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما". يكون القطع بناءً على الآية: "والسارقة". حسناً، أنا لم أسرق فلا تقطع، وإن سرقت فاقطع. إذاً هكذا. والزانية والزاني فاجلدوا. حسناً، أنا لم أزنِ فلا أُجلد. وهكذا يؤذن
بعلية العلة، يُستفاد من وجودها الوجود ومن عدمها العدم. فأين الظلم إذاً؟ ظلمونا فاستعمرونا، حسناً، إذاً يجوز مقاومة الاستعمار، وهذا هو. الذي نحن قلنا فيه أم لا، نعم. فكيف نكون غير مسلمين؟ عندما دخل الفرنسيون المغرب كان الشيخ ابن الصديق يقرأ كتاب الجهاد من صحيح البخاري، فأرسل إليه الحاكم الفرنسي أن توقف عن قراءة كتاب الجهاد. فقال له: حسناً، سأعيده، لقد وصلنا إلى آخره وسأعيده. هؤلاء هم الناس أهل الله. هل عندما أتينا للإنجليز هنا، احتفلنا لهم وعزفنا
لهم. أما عندما دخل نابليون، فقد دخل بشهادة لا إله إلا الله، وأصدر منشوراً قال فيه: "يا إخواننا، لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وأنا أعرف هذه القصة جيداً. فاجتمع مع المشايخ في بيت الألفي، فقالوا له... قال لهم: "دعوكم الآن"، ثم كونوا معي، قال له: "ما الأمر معك؟ نحن معك قلباً وقالباً، لكن اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله". قال لهم: "لا، أما هذه فلا". حسناً، اخدعهم يا نابليون. لا، إن ربنا منعه فلم يستطع أن يخدعهم. مكث سنة ثم هاجم مرة ثانية. الذي جاء بعده "كليبر" محتل الله آتٍ ليحتل بلادنا ظالم، يعني
هو الاستعمار أو الاحتلال أو الاستغفال، ما معنى ذلك؟ يأخذ مواردك ويأخذها إلى بلده ليبني بها الأنفاق والطرق السريعة، ونحن نأكل التراب. أليس الاستعمار هكذا من طنجة إلى جاكرتا ومن غانا إلى فرغانة؟ احتلونا، فهل نحن مُظلِمون أم ظُلماء؟ نحن مظلومون وهم. مظلومين أو ظالمين ليسوا من ظلموا، فعندئذٍ قُل هذا الكلام لحالة الاستعمار، لكن لا تقُل هذا الكلام لأخي الذي يسكن في نهاية الشارع، لأنه لم يُرِد أن تخرج من دينك، ولا أراد أن... هذا يقول لك: دعني وشأني، هذا فقط دون تفجير للكنائس يا أخي. أنت وقح يا أخي، هذا أمر عجيب! هذا الشكل؟ كتاب الله يتحدث عن حالة معينة
بشروط معينة، فلم يفهم الشروط ولم يراعها، فهو كمن صلى بدون وضوء. هؤلاء الصبية كمن صلى بدون وضوء، ماذا يعني ذلك؟ يعني أنهم بدون الشروط ينفخون، والقبلة ها هي ورائي، أوجّه وجهي هكذا وأصلي وأنا متيقن أنه لو فعل هذا في مساجد المسلمين أحد، فلن يتهموه بالجنون. يا جماعة، هؤلاء الناس مجانين، إنهم يقرؤون القرآن من غير شروطه التي وضعها في نفس الآية، والتي تُدرك بمعرفة أسس الفهم وقواعد اللغة. من الذي يؤيد هؤلاء الجماعة؟ الجماعة الذين ينكرون الدين. النجدة! إنه القرآن. نعم، هذا الولد، نعم، هذا الشاب
يقول هكذا: إن الذين ينكرون الدين وهؤلاء الشباب وجهلاء العمل جميعاً، الذين ينكرون الدين لا يفهمون لأنهم افتقدوا الشروط، وهؤلاء الشباب الذين يريدون أن يطبقوا لا يفهمون أيضاً لأنهم افتقدوا الشروط. هذه هي المسألة. فعندما يأتي أحد من الإرهابيين مؤلف كتاب اسمه "من الإصلاح الآن كنا منذ سنة ثمانية وعشرين نُصلح، وبعد ذلك قررنا أن نُفسد. هذا اسمه مجدي شلش من الإخوان، وقال لهم أن هذا هو مجلس قيادة الجماعة وهم المسؤولون عن كل شيء. فانقسم الإخوان إلى
قسمين: قسم قال نعم سمعنا هذا الكلام وهم القيادات، والمغفلون كالأغنام لم يسمعوا هذا الكلام. فاستشهد بهذه الآية في كتابه ليبرر لماذا سيقتلون المسلمين، فيتضح إذن أننا نتعامل مع مجانين لا عقل لهم ولا علم، فحسبنا الله ونعم الوكيل، سيؤتينا الله من فضله ورسوله، وإلى لقاء آخر، أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.