نعمل في تصليح الساعات وتوفي والدي قبل 3 سنوات .....

نعمل في تصليح الساعات وتوفي والدي قبل 3 سنوات ..... - فتاوي
سؤالي يقول: نعمل في تصليح الساعات وتوفي والدي قبل ثلاث سنوات وأنا ما زلت أمارس مهنتي، إلا أن نظري قد تأثر من ذلك ومنعني الطبيب من مزاولة العمل، والآن يوجد لدي الكثير من الساعات التي أُعطيت لي لغرض التصليح ولم يحضر أهلها لاستلامها ولها مدة تتراوح ما بين عشرين عاماً. وعشرة أعوام وخمسة أعوام وعامين وأقل، ومنها ما هو مدفوع أجرة التصليح ولم يحضروا لاستلامها وهي باقية عندنا. لهذا استفسروا من فضيلتكم ما هو الحل، هل أتصرف فيها وأبيعها وأتصدق بقيمتها أم ماذا أفعل؟
لا، حتى لو أغلقت المحل، يعرف الناس أين أنت في بيتك، وتحفظ هذه الأمانات كل باسمه. عشرون سنة يجلس ثلاثين سنة هي أمانة حتى ترد إلى أصحابها ولا يصح بيعها ولا التصدق بها أو عدم التصدق بها. ولقد شاهدنا كثيراً من هذه الأمثلة في حياتنا. كان رحمه الله اسمه سعيد الخصوصي، وكان أحد الكتبيين الكبار في مصر رحمه الله، وكان عنده شخص يعمل لديه الله يرحمه كان اسمه خلوصي حفِظَ
عنده شيخُنا كتاباً، هذا الكتاب كان شرح الحاج الرومية بخط يده. حفِظَه عنده فوضعه خلوصي في ظرف وأغلقه ولفّه بجريدة وبدبابيس، فثبّته هكذا بالدبابيس ووضعه في الرف. أخبرني شيخي قال: تذهب وتذكّره بكذا وكذا، وقل له علامة تسليم هذه الأمانة هو كذا متفقين عليها، فذهبت فوجدت الكتاب موضوعاً. وقلت له العلامة الأمارة يسمونها في مصر أمارة وأعطاني الكتاب
فسألت الخصوص قلت له: "هذا الكتاب منذ متى عندك؟"، قال: "عندي منذ أربعين سنة"، حاسبها هكذا قليلاً هكذا، هو منذ أربعين سنة، أربعين سنة والكتاب موضوع مكانه لم يمسه أحد، هذا شأن الأمانات، فهذه الساعات أمانات والأمانة عشرون سنة. هذا قليل عندما توفي والدي، كان والدي يملك مكتب محاماة وترك العمل، فكانت هناك قضايا بمستندات وغيرها للتسليم لأصحابها. وفاة والدي كانت
منذ ثلاثين سنة، وقد ترك المحاماة منذ نحو خمسة وثلاثين سنة، أي قبل وفاته بخمس سنوات. وهذه القضايا كانت عنده قبل ذلك بثلاثين عاماً، فما مساحتها الآن؟ ما زالت موجودة في البيت، نعم، مكتوب كل شيء عليها لمن يأتي ليستلمها بعد خمسة وستين سنة، ولا نعتقد أن أصحابها أحياء أصلاً، ولكن ماذا سنفعل؟ هذا قدر الله وحكمته، ولا يصح أن نبيعها أو نتخلص منها أو أي شيء آخر حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.