نفحات | حـ #16 | اسم الله الأعظم | أ.د. علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. تكلم الصوفية عن اسم الله الأعظم كما ورد في السنة النبوية المشرفة، ورأوا أن الله سبحانه وتعالى قد أخفى ثمانية أشياء في ثمانية، وكلها وردت في الشرع الشريف، فأخفى ليلة القدر في العشر الأواخر. من رمضان أنزلنا القرآن في ليلة القدر، ولكن ما هي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر؟
وما موعدها؟ أخفاها الله في العشر الأواخر كلها، وذلك حتى يشجع المؤمنين على أن يقوموا العشرة كاملة. وكذلك أخفى الصلاة الوسطى بين سائر الصلوات، وأخفى سبحانه وتعالى ساعة الإجابة في يوم الجمعة، سبحانه وتعالى، ساعة الإجابة في ثلث الليل الآخر ينزل ربنا إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الآخر فيقول: "هل من مستغفرٍ فأغفر له"، هكذا بالرفع في رواية البخاري، "هل من سائلٍ فأعطيه"، وفي رواية غيره: "فأغفر له، فأعطيه" بالنصب كذلك، فإنه أخفى ولي الله في الناس حتى تحترم الناس كلهم. وأخفى
أيضاً فيما أخفى اسم الله الأعظم في سائر أسمائه الحسنى. اسم الله الأعظم ورد فيه أنه هو "الله" أو "الله الرحمن الرحيم" أو "الله الحي القيوم" أو مجموع ذلك أو مجموع ما ورد في الفاتحة. إلى آخر ما هنالك أقوال كثيرة، ولكن العبرة بقلب القارئ والذاكر، ولا بد أن... يتعلق قلبك بالله سبحانه وتعالى حتى يكون الذكر يشتمل على اسم الله الأعظم الذي أخفاه الله سبحانه وتعالى في سائر الأسماء، كذلك أخفى
الله سبحانه وتعالى الكبائر في سائر الذنوب حتى تبتعد عن الذنوب كلها خوفاً أن يكون هذا الذنب الذي قد دعتك الرغبة إليه من الكبائر وأنت تريد أن نزِّه نفسك من الكبائر ولذلك ابتعد كل البعد عن هذه الأشياء، فهذه أشياء أخفاها الله سبحانه وتعالى في أشياء أخرى، كما أخفى السبع المثاني في القرآن العظيم، وبذلك أخفى الثمانية في ثمانية. هذا ما يتبعه الصوفية الأبرار رضي الله تعالى