نفحات | حـ #3 | خطورة إنكار التصوف | أ.د علي جمعة

نفحات | حـ #3 | خطورة إنكار التصوف | أ.د علي جمعة - تصوف, نفحات
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. التصوف من علوم الشريعة، التصوف له أساس متين، بل إن اسم التصوف قد اشتق من أهل الصفة، هؤلاء العباد، هؤلاء المنقطعون للعلم وللعبادة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت منطلقاً لهذه. الفئة من الناس
التي تعبد الله سبحانه وتعالى والتي ينبغي أن توجد في الأمة كما يقول الإمام السيوطي في كتابه تأييد الحقيقة العالية بتأييد الطريقة الشاذلية يقول: "لا بد في الأمة من أولئك العباد الذين يلجأ الناس إليهم فيدعون الله سبحانه وتعالى فيستجيب الله دعاءهم فيعرف الناس أن هناك إلهاً". وأن هذا الإله لا يتركهم عبثاً وأنه معهم في كل وقت وحين وأنه يُستجاب الدعاء، هذا من أنواع فروض الكفايات وجود أمثال هؤلاء الذين تعلقت قلوبهم الضارعة بكثرة الذكر "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون" بالالتزام في طريق الله الذي يقول عنه
أهل الله كعبد القادر الجيلاني قدس ضريحه وكالجنيد. رضي الله تعالى عنه سيد الطائفة: "طريقنا هذا مقيد بالكتاب والسنة، إذ التصوف من علوم الشريعة، والتصوف له دليل، بل إن كل كلمة في التخلي والتحلي في درجات التعامل مع الله سبحانه وتعالى كانت لها دليل، جعلت أبا طاهر المقدسي يؤلف كتاباً اسمه صفوة التصوف ذكر فيه الأدلة الشرعية لكل". ما هنالك من تصرفات لهذه الطائفة التي شغلت نفسها بأعمال القلوب وشغلت حياتها
بتطبيق عملي لهذه الحياة. التصوف يتكلم عن أعمال القلوب، وأعمال القلوب تحتاج إلى أن يتحرك القلب وأن يتحرك العقل وأن تتحرك الجوارح، لأن طريقنا إلى الله مقيد بالكتاب والسنة، مقيد بالإسلام والإيمان، وأيضاً فوق ذلك أن نستمر. في العبادة حتى كأننا نرى الله، فإن لم نصل إلى هذه الدرجة فعلينا أن نعرف ونوقن يقيناً تاماً أنه يرانا. كل ما
يقوله أهل الله عبر القرون وفي كل زمان وفي كل مكان سلفاً وخلفاً هو مقيد بالكتاب والسنة، لا بد أن يرجع إلى آية أو إلى حديث وعلى ذلك. التصوف من علوم الشريعة، بل هو غاية علوم الشريعة. هناك خطر داهم إذا ما أنكرنا التصوف أو جعلناه مساوياً للخرافة، مساوياً للبدع، مساوياً لكل عقيدة فاسدة. هذا خطير جداً على الأمة لأنه سينفي ثلثاً من أثلاث الدين، وهو
الثلث الأهم، وهو القلوب الضارعة التي ينبغي أن نصلها بالكتاب والسنة. إلى مرادها