هذا صحيح عند الناس باطل عند الله !!! | أ.د علي جمعة

امرأة طُلقت في الخامس والعشرين من يناير، ونحسب اثنين وستين يوماً بعد هذا اليوم الخامس والعشرين. اثنان وستون يوماً تساوي كم؟ فبراير ومارس. فبراير ومارس، أي أننا في الأول من أبريل. أول أبريل، يعني ستة أيام في يناير، بالإضافة إلى ثمانية وعشرين، كم يصبح المجموع؟ أربعة وثلاثون، وواحد وثلاثون، هذا يساوي خمسة وستين هكذا. مرت الآية اثنان وستون، لا لا عليك، واحدة واحدة فقط لكي تفهم. مرت اثنان وستون
يوماً. هنا نصدق المرأة إذا جاءت فقالت: رأيت الحيض ثلاث مرات، نصدقها. لا نستطيع أن نقول لها: لم تري. ليس لنا تدخل. السيدة جاءت إلي في الأول من أبريل وقالت: زوجني يا ابنتى هذا لم يُفت إلا اثنان. وستون يوماً، خمسة وستون يوماً، قال: رأيت الحيض ثلاث مرات، أنتم تريدون الحيض ثلاث مرات، ولقد رأيته وكانت كاذبة، فعقدنا عليها العقد، فالعقد صحيح ظاهراً. ظاهراً يعني ماذا؟ يعني عند الناس. ظاهراً يعني ماذا؟ يعني عند الزوج المسكين هذا. باطل عند الله عليها هي،
باطل عليها هي لأنها كذبت. لم ترَ الحيض ولا أي شيء ثلاث مرات، بل رأت الحيض مرةً أو مرتين في هذه الفترة، وجاءت لتغيظ زوجها طليقها الأول، فذهبت وفعلت هكذا تقول له: يعني أنا مرغوبة وأنا وأنا سأتزوج، أنا سأتزوج سيد سيدك، فذهبت في الأول من إبريل وجاءت إلى المأذون أو إلى الشيخ أو إلى العاقد وقالت. له اعقد لي القران فنظر ووجد الطلاق متى؟ خمسة وعشرين يناير، وأين نحن الآن؟ بعد خمسة وستين يوماً. يجوز فعلاً أن يأتيها الحيض ثلاث مرات. نعم، يجوز طبعاً وشرعاً. ما دام طبعاً وشرعاً، ثم أنها قالت كذلك سنصدقها،
ولو كانت كاذبة فكذب هذه على نفسها. حسناً، عقدنا العقد. في أمان الله، ومضوا على ذلك، تزوجوا وأنجبوا. وبعد سنوات، قالت: "على فكرة، أنا كاذبة". قال لها: "كذبتِ في ماذا؟ خيراً". قالت: "كذبتُ، في الحقيقة لم أرَ في ذلك الوقت الحيضات الثلاث، كنت أريد أن أغيظه". قال: "آه، أنتِ هكذا ارتكبتِ حرمة كبيرة جداً". قالت: "حسناً، ماذا أفعل؟" هذا زوجي، نحن أنجبنا ثلاثة أطفال. نقول لها هذا اسمه وطء شبهة. الزواج في وطء الشبهة يأخذ حكم الزواج الصحيح،
والأطفال أبناؤكم أنتما الاثنين. في أمانة الله، ليس لهم ذنب. هؤلاء الأطفال أبناؤكم، لا يوجد أبناء زنا لا يثبت نسبهم، لكن هؤلاء الأبناء يثبت نسبهم، وأنت تتوب إلى الله مما. اقترفته وارتكبت كبيراً ونعيد إنشاء الزواج مرة أخرى