هل الآذان يوم الجمعة واحد أم آذانين ؟ | أ.د. علي جمعة

هل الآذان يوم الجمعة واحد أم آذانين ؟ | أ.د. علي جمعة - فتاوي
الأذان يوم الجمعة هل هو أذان واحد أو هما أذانان؟ كان أذاناً واحداً في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما اتسع أهل المدينة رأى عثمان رضي الله تعالى عنه وهو من الخلفاء الراشدين أن يضيف أذاناً آخر ينبه الناس في الأسواق، وكان هناك سوق اسمه الزوراء فأمر أن يؤذن في الزوراء كل هذا ما هو؟ أشياء جديدة لكنها من أجل الوصول إلى تطبيق الشريعة بصورة سلسة وبصورة جميلة وبصورة تحقق هدفه ومراده. ومنذ ذلك الحين والمسلمون يؤذنون أذانين: أذان وكأنه للتنبيه، وبعضهم يجعله
الساعة الحادية عشرة صباحاً أو العاشرة والنصف حتى يستعد الناس، وبعضهم يؤذن على الظهر ثم يؤذن بعد. ذلك أذاناً آخر حتى لا يُنسى ما سنَّه عثمان. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور". محدثات الأمور هي تلك التي تكر على الشريعة بالبطلان. الشريعة جاءت وقالت لي توضأ بالماء، فشخص ما خرج وقال لي: لا، أنا... سأتوضأ باللبن لأن اللبن أغلى، نقول له: أنت مبتدع. الشريعة جاءت وقالت لي: صم رمضان، فقال: لا يضر شيء يعني لو صمنا شعبان لا يضر شيء، فيكون مبتدعاً. الشريعة قالت لي: الصلوات خمسة، فقال:
أنا متحمس لأن تكون عشرة، فيكون مبتدعاً. قلنا له: لماذا عشرة؟ قال: صلاة العصر هذه واحدة، وصلاة الضحى هذه اثنتان. والفجر، هذه ثلاثة، نعم هذا مسخرة، أصبح هذا مسخرة، فلا تكون ديانة ولا أحكام ولا شيء، فتصبح إذاً البدع هي التي تكر على الشريعة بالبطلان. "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد عليه". حسناً، وإذا كان منه، صنعنا السجاد لأن السجاد نظيف، حسناً والشريعة؟ أتأمر بالنظافة أم لا؟ إذا كنت تأمر بالنظافة، فهذا حسن. "صلوا في نعالكم"، هل يصح أن نصلي في نعالنا الآن؟ لا يصح، وهذا حسن، لأن المقصود هو
الطهارة والنظافة والجمال، وهذا سيعكر الصفو لأنه سيفسد السجاد. فهل أكون بذلك متبعاً لرسول الله؟ قال العلماء: وإن كانت البياضة وهي سنة. أصبح شعاراً للفاجرين في بلد أول ما يرون شخصاً يلبس الجلابية البيضاء يعتبرونه فاجراً، فقال: فوجب تركه. يعني يلزم أن لا تلبس حضرتك الجلابية البيضاء في بلد تُعد فيه علامة للفاجرين. أنت لن ترتديها وتقول: "على فكرة أنا لست فاجراً، إنما أتبع السنة". هذا جنون، هذا نوع. من أنواع الجنان قال تعالى: ﴿خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين﴾ هكذا عاش المسلمون وهكذا يعيشون إن شاء الله.