هل الابتلاء عقوبة من الله تعالى على العبد؟ | أ.د. علي جمعة

سؤال: هل الابتلاء عقوبة من الله على العبد؟ أشد الناس ابتلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل. فكلمة ابتلاء أي اختبار وامتحان، غرضها رفع الدرجات، غرضها غفران السيئات، غرضها إعطاء الثواب على الأعمال الصالحات. إذاً فالابتلاء هو نوع من أنواع مراد الله في خلقه. "تبارك الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم" أحسن عملاً ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، يعني
أنه اختبار وامتحان. ولكن العقوبة تكون عندما نترك الفرائض ونجاهل الله سبحانه وتعالى بالمعصية. ترك الفريضة معصية، وفعل المنهيات معاصٍ من أنواع الكبائر والصغائر. فإذا جاهر الإنسان الله سبحانه وتعالى بالمعصية، فإن الله يتجلى عليه بتجلي العقوبة فينزل عليه عقوبة. تكون العقوبة هنا رحمةً "ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم
يرجعون". ذلك يخوِّف الله به عباده، "يا عبادي فاتقون". فالعقوبة ليست محض سلب، العقوبة فيها ذكرى "لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد". العقوبة فيها فرصة أخرى يراجع فيها الإنسان نفسه ليعود إلى الله. متى نسمي الابتلاء أو متى نسمي المصائب أنها عقوبة ومتى نسميها أنها ابتلاء؟ المصائب منها ما هو ابتلاء. فأصابتكم مصيبة الموت، ابتلاء، حزن. إن القلب ليحزن وإن العين
لتدمع ولا نقول ما يغضب الله. فراق، تغير للمراكز القانونية وتغير للأوضاع الاجتماعية. بدل أن يكون للمرأة اسمها متزوجة أصبح اسمها أرملة. بدل أن يكون للرجل... ما كان اسمه متزوجاً أصبح اسمه خالياً، وبدا للابن ما كانت له أمٌ ترعاه أصبح اسمه يتيماً. تغيرت الأوضاع وتغيرت المراكز القانونية، فبدلاً من أن يكون هذا المال مِلكاً لفلان أصبح مِلكاً لعلان من الورثة، تغيّر فأصبح هناك مصيبة. هذه المصيبة ابتلاء "ليبلوكم أيكم أحسن عملاً". الإخوة
الذين يسرقون الميراث. الأخوات: ما هو الابتلاء؟ أهو مصيبة سوداء؟ الابتلاء اختبار، لكن سقط في الاختبار. هل المرأة سوف تلتزم بما شرع الله أم أنها تخرج من شرع الله في العدد وفي حياة وروايات ونفقات؟ تختلف الدنيا بالموت، والموت مصيبة، وهذا الموت الذي هو مصيبة بلاء، ولكن كون أن الله سبحانه وتعالى... ينزل عقوبته بقوم كعاد وثمود وآل فرعون بالخسف أو المسخ أو الغرق أو نحو ذلك من البلاء، فهذا في مقابل المجاهرة
بالمعصية فلا يلومن إلا نفسه. وبالرغم من أنه عقوبة، إلا أن الله سبحانه وتعالى قد أدخل جماله في جلاله حتى نتوب ونرجع ونعود إلى الله سبحانه وتعالى.