هل الحج يغفر جميع الذنوب بما فيها ترك الصلاة؟ | أ.د علي جمعة

هل الحج يغفر جميع الذنوب بما فيها ترك الصلاة؟ | أ.د علي جمعة - فتاوي
هل الحج يغفر جميع ذنوبه؟ الإجابة نعم، يغفر جميع الذنوب. قال لي: حسناً، ولكن أنا لم أكن أصلي، فهل يغفر عدم صلاتي؟ نعم، يغفر عدم صلاتك، ولكن بعد أن ترجع من الحج إياك أن تترك الصلاة. تصبح صفحة جديدة مع ربنا، لا ترجع وتقول: حسناً أنا سأحج. أصبح كل سنة وكل سنة سأترك الصلاة وأذهب لأحج لأغسل نفسي. وتوجد في العقليات مثل هذه احذر إياك، أنت بهذا تستهين بالدين، "إن الصلاة
كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً". نعم الحج يغفر كل الذنوب بشرط أن ترجع فلا تذنب، يعني فتبدأ حياة جديدة. وكذلك نفس السؤال سنجيبه نحن من عندنا هكذا. قال: "أنا كنت مغتصباً قطعة أرض من إخوتي في الميراث، فدانين، وذهبت للحج مع هذا الاغتصاب، ربنا يغفره لي". أجبته: "نعم يا أخي، ربنا يغفر لك، لكن يجب عليك أولاً عند عودتك أن ترد الفدانين لإخوتك لأنك سافرت دون أن تردها". قال لي: "حسناً، أنا آتي كل سنة وأترك هذا الفدان ينفعني، ومعي يبقى..." الاستهانة بالدين كلام غير صحيح، فتكون القضية يا جماعة قضية التعامل مع الله، أين قلبك
الضارع إلى الله المتعلق به سبحانه وتعالى المراقب لخلجات نفسه له سبحانه وتعالى. فالحج يغفر كل الذنوب، ولكن عند العودة تبدأ حياة جديدة، تجدد حياتك مع الله وتصلي الفرائض وهكذا. قال لي: "طيب، أنا ليس قصدي هكذا". قلت له: "إذن ما قصدك؟". قال لي: "قصدي أنني لا أريد إعادة ما فات. أنا حججت وبدأت صفحة جديدة ورجعت وصليت وسأنتظم في الصلاة، لكن الثلاث أو الأربع أو الخمس عشرة أو العشرين سنة الماضية لست قادراً على إعادتها". قلت له: "الأئمة
الأربعة يقولون". هذا دَيْن في رقبتك ويجب عليك أن تؤديه مع كل صلاة. صلِّ صلاةً والتزم مع الله. إذا كنت ذكياً فافعل هكذا. قال لي: لماذا؟ فقلت له: لأن هذه الصلاة أفضل من السنة، والفريضة أعلى في الثواب وأفضل من السنة، "وما تقرب إليَّ عبدي بأحب مما افترضته عليه". صليت الظهر ثم تقوم لتصلي أربع ركعات سنة، هذه الأربع ركعات ستحصل عليها عشر ثوابات، عشرة في أربعة بأربعين. الفريضة ستحصل عليها ألف، ألف في أربعة بأربعة آلاف. أتكون أحمق أم ماذا؟ بالله،
إن الأربع ركعات هي نفس الأربع ركعات، إنما الأعمال بالنيات، اجعل قلبك يؤمن بأنها فريضة، قم لتأخذ أربعاً. ثلاث وستون سنة فلماذا لست راضياً أولاً أن تسدد الدين الذي عليك وثانياً تطلب الأعلى في الأجل، أنت تضيع على نفسك أجراً، لماذا؟ فإذا كان الذكاء مع الله، فمع من تقف؟ مع كلام الأئمة الأربعة. قال له: انظر، أنا بدوي. قلت له: ماذا تعني ببدوي؟ أهذا اسمك؟ فقال لي: لا. أنا مثل البدوي الذي جاء إلى الرسول وقال له: "والله لا أزيد عليها ولا أنقص". وأنا لا أصلي أربع ركعات، ولا أنا أصلي الأربع ركعات بصعوبة التي هي الفرض، يعني التي هي الأساسية. فأصلي الآن أربع ركعات
سنة أو أربع ركعات فريضة مما علي؟ أنا لن أستطيع أن أفعل هكذا. قلت له. لقد نجز، فهناك أناس في الأمة رأيهم إسلامي يقولون: خلاص، هذه السنن أو حتى لا توجد سنن، وما فات مات. الأربعة يقولون: ما فات لم يمت، هذا دين سلف، ودين ابن القيم، ومذهب أحمد في وجه من وجوهه قال: ما فات مات، أن الصلاة كانت على المؤمنين. كتاباً موقوداً، فأنت ما دمت علاقتك مع الله تبنيها وتريد الاستمرار فيها، ونحن حريصون على أن تستمر في هذا، فدع الأئمة الأربعة، وخذ كلام ابن القيم لأن لديه أدلة، فقد جمع مائة دليل، والآخرون
ردوا عليه. الراجح والأذكى هم الأئمة الأربعة، وهذا ما جعل الأمة تنبهر بهم، تنبهر لماذا؟ لأنهم منتبهون لما الذي سيحدث كتجربة، إنما هذا رأي موجود، رأي إسلامي، فلا مانع أن تخبر من لا يدري شيئاً.