هل الدعاء يرد القضاء؟ | أ.د على جمعة

هل الدعاء يرد القضاء؟ | أ.د على جمعة - فتاوي
سؤال يقول: هل الدعاء يرد القضاء؟ الله سبحانه وتعالى أول ما خلق خلق القلم وقال له: "اكتب ما يكون". وما هو بعد؟ القلم ماذا مخلوق الآن؟ فقال له: "اكتب ما يكون". لا يوجد زمن عند الله، فكتب القلم ما سوف يكون في كتاب سُمي بالكتاب المكنون لا يمسه إلا... المُطَهَّرُونَ الذين هم الملائكة، وهذا الكتاب فيه كل ما سيحدث في هذا الخلق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. أصلاً فيه كل شيء، ومن
ضمن الأشياء - حضرتك - أنه مُعَدٌّ لك ملف: متى ستُولَد، وماذا سيحدث لك، ومتى ستموت. قدَرٌ مكتوب تطَّلِعُ عليه الملائكة، موجود في الملأ الأعلى، فوق في الحضرة الإلهية. القدسية في هذا الكتاب الموجود في الحضرة القدسية التي تطّلع عليه الملائكة، يعني أنك اطلعت هكذا على الغيب بهذا الشكل، اطلعت على الغيب والله علام الغيوب. هناك أشياء لا يعلمها إلا الله، فمن علمه وفضله وقدرته
وقوته وحكمته جعل المعلومات التي في الكتاب دعاءً لا نعين نوعاً اسمه المبرم يعني. خلاص لا ينفع معه دعاء ولا ينفع معه نظر ولا ينفع معه أي شيء. هذا هو الذي سأكون. هذا يسمونه ماذا العلماء؟ القضاء المبرم. مبرم يعني نهائي. المحكمة التي لدينا اسمها ماذا؟ محكمة النقض والإبرام. يعني إما أن تنقض الحكم أو تبرمه. تبرمه يعني ماذا؟ يعني تنهيه، تجعله حكماً نهائياً. باتاً فسمّوها النقض أي النفي والإلغاء والشطب عليه، والإبراء
والإبرام يعني الإجازة والتأييد والتأكيد. فيكون هذا القضاء المبرم أي القضاء المؤكد، والثاني القضاء المعلق. إذاً هناك قضاء مبرم وقضاء معلق. معلق على ماذا؟ على إرادة الله. فالملك يرى في الكتاب أنك ستموت في الوقت الفلاني، وهناك شخص. محرم، فأنت دعوت يا رب أن تمد في عمري حتى أُخرج الولد من المدارس فقط، هذه حججنا. والولد فقط، فيقوم الله بمد عمرك ويغير
ما هو موجود في الكتاب، وبدلاً من أول محرم سنة ألف وأربعمائة وتسعة وثلاثين، يجعلها أول محرم سنة ألف وخمسمائة. هذا يُعتبر قضاءً معلقاً، والدليل على ذلك أنه يتغير. بماذا؟ بإحدى وسائل التغيير وهي الدعاء. فعندما يتحدث سيدنا النبي عن صلة الرحم فإنه يقول: "ويُنسأ له في أجله". عندما يكون شخص معروف بصلة الأرحام، يقوم الله بتغيير أجله ويمنحه أجلاً إضافياً
قليلاً، أي "يُنسأ له في أجله". كيف ذلك؟ أليس الأجل مكتوباً؟ نعم، هو مكتوب قطعاً. لكن عندما عملت بالإحسان إلى الوالدين وصلة الأرحام، فإن الله سبحانه وتعالى يمحو ويثبت وعنده أم الكتاب. فالله تعالى يمحو ويثبت، يمحو ويثبت في مجال القضاء المعلق، فيصبح القضاء المعلق يُشطب ويُوضع مكانه القضاء الجديد بناءً على فعلك للخير، وبناءً على دعائك أو دعاء الصالحين لك. هل أدركت كيف؟ تصبح الإجابة على سؤال هل الدعاء يرد القضاء: إن
الدعاء يرد القضاء المعلق. لنحسن العبارة قليلاً: الدعاء قد يرد القضاء المعلق إذا استجاب الله له، ولا يرد القضاء المبرم لأنه مقفول. هذا القضاء المبرم انتهى أمره، حتى لو تخيلنا في أذهاننا مثالاً كملك نزل. وقال لك على فكرة: "أنا أحبك"، وأنت متعلق بشخص محرم، وعندما تأتي لشخص محرم لا تجد نفسك قد مُتَّ؟ الله هو الملك، أليس كذلك؟ لا، فالملك يقرأ ما هو موجود، لكنه لا شأن له
بذلك. الملك عندما يقرأ ما هو موجود، لا يعرف ما في نفس الله سبحانه. وتعالى فيكون من الذي يستقل بعلم الغيب مطلقاً؟ الله لا رب سواه، ولا نبي مرسل ولا ملك مقرب. يقول العلماء هكذا: لا نبي مرسل ولا ملك مقرب. فيكون الأمر أن الله سبحانه وتعالى وهو القاهر فوق عباده، يعني هو الوحيد الذي يعرف هذه المسألة كلها.