هل خطبة العيد خطبتان أو خطبة واحدة؟|ا.د على جمعة

يسأل أحدهم فيقول: هل خطبة العيد خطبتان أو خطبة واحدة؟ يعني هل هي مثل الجمعة أم هي خطبة واحدة؟ روى الإمام ابن حزم الإجماع على أن خطبة العيد خطبتان. حكى الإجماع ابن حزم وقال إنه لم يختلف فيها أحد من الجن أو الإنس، ولا نعرف من أين تأتي هذه الأسئلة. ماذا يعني الذي خطر في بال السائل أنه يسأل عن خطبة العيد التي نسير عليها منذ أربعة عشر قرناً، هل هي خطبتان أم خطبة واحدة؟ لا
نعرف. وبعد ذلك بالبحث والتقصي عرفنا أن بعض العلماء أو المنتسبين للعلم يقولون: "لا، هي خطبة واحدة". من الذي قال هكذا؟ قال ذلك عقلي الذي قال لي. أصل خطب النبي صلى الله عليه وسلم أين تكون؟ خطبتين. وما هي الخطبة؟ إن نفس الكلام موجود في صلاة الجمعة، وقد اتفقت الأمة شرقاً وغرباً، سلفاً وخلفاً، على أنهما اثنتان. فهذه مثل هذه. ما الذي جعلك تفكر هكذا؟ يبدو أنها مخالفة المسلمين وإحداث ما يشغلهم. بالهمّ أو الدين الموازي الجديد الذي يُنشئونه فيه وكلام في
هذا الشأن، واتفقت الأمة على أن الخطب الشرعية تتضمن خطبة الجمعة، وهذا ما يُسمّى عندنا في الأصول الاستصحاب المقلوب. أي أننا سنستصحب ولكن في الماضي: ماذا وجدتَ في المسجد؟ وجدتَ الشيخ اليوم يخطب خطبتين، فيكون الشيخ الخاص به خطب ماذا؟ الذي لم نَرَهُ، الذي مات، فهل كان يخطب خطبتين أيضاً؟ حسناً، جد الشيخ الذي مات في القرن الماضي، ماذا كان يخطب؟ أيضاً خطبتين. حسناً، حتى نصل إلى الصحابة، ماذا خطبوا؟ خطبتين. فهذا يُسمى الاستصحاب المقلوب أو الاستصحاب
المعدول، أن نرى ما يوجد اليوم أو الحالة التي أنا فيها، ونستمر. عليها غداً الاستصحاب المقلوب، نمشي ماذا؟ القهقرى نمشي، الورق! هؤلاء الجماعة لا يعرفون الاستصحاب المقلوب أم ماذا؟ لا أعرف، الله أعلم. لكن هذا الكلام لو أتى عندنا في الأزهر واختبرناه شفوياً، الذي هو هذا الكبير سيسقط، وهذا هو سر الغضب من الأزهر، أنهم كانوا سيُسقطون الكبار، الأسماء الكبيرة كان... سيسقط عندنا في الأزهر، فقال: "والله، أتساءل أنا لست عالماً أم ماذا؟ الأزهر سيئ؟" لا، الأزهر ليس سيئاً، بل إن الأزهر عالم ويعرف ما هو واجب العلماء، ولذلك فهذه الأمور مصيبة سوداء،
فلا تلتفتوا إليها.