هل صحيح أن أم هانيء -ابنة عم الرسول ﷺ- أجارت مشركا فارا من المعركة؟| أ.د. علي جمعة

هل صحيح أن أم هانيء -ابنة عم الرسول ﷺ- أجارت مشركا فارا من المعركة؟| أ.د. علي جمعة - فتاوي
قرأت في السيرة أن أم هانئ بنت عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخت علي بن أبي طالب رضي الله عن الجميع أجارت مشركاً كان أسيراً فاراً من المعركة. أليس يتناقض ذلك مع حديث النبي: "لعن الله من لعن والديه، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله..." من آوى محدثاً ولعن الله من غيَّر منار الأرض، ولا تعارض بينهم. أم هانئ لما أجارت ذلك المشرك ليد له عليها قبل ذلك، أبلغت علياً على الفور. ليس خبأته،
ليس آوى محدثاً حتى يخرج من النظام العام، حتى يكون ضد الدولة. لا، بل ذهبت وأبلغت علياً فقال علي: لا. اعتبري جوارك رأي سيدنا علي أنه لا يحابي أخته، فيريد أن يأخذ هذا الرجل المشرك ويقتله أو يرى ماذا سيفعل به، لأنه في حالة حرب وهو أسير حرب. فلجأت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "إننا نجير من أجرتِ يا أم هانئ". الحكومة وافقت، إذاً الحكومة وافقت. لكن الثاني يقول ماذا؟ منذ أن هربوا من الحكومة
فلا يوجد أي تعارض. نحن نؤمن بأن الحكومة عندما يكون أحد أهل الثقة يُجير أحدهم فيجب أن يقفوا معه وأن يجيروه كما فعل النبي مع أم هانئ. هذا هو الذي يجعل الناس خائفة. يا ترى هل سيعتبرونني ويسعى بذمتهم أدناهم. من الذي أعطاك الإذن بدخول مصر؟ هذا الرجل الضعيف، هذا الرجل الضعيف رجل أمي مصري. أهو مصري أم غير مصري؟ إن كان مصرياً فله الحق في إرسال التأشيرة. ها هو جواز
السفر، فعليه أن يسعى بذمتهم. أدناهم إذا قال: "هذا في ذمتي"، نقول له: "حاضر" مسلم. قم حتى يشعر الإنسان بقيمته، يشعر بانتمائه لوطنه، يشعر. بأنه يعني لا يوجد عديم في هذا البلد يستطيع أن يجير ويستطيع أن يحمي ويستطيع أن يعطي تأشيرة عن طريقه وهكذا، فكل هذا هو الذي يعلمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.