هل صحيح أن النبي ﷺ دعا ربه أن يعيش مسكينا؟ وهل يتناسب هذا مع دور الإسلام ؟

هل صحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا ربه أن يعيش مسكينًا وهل يتناسب ذلك مع دور الإسلام وعموم رسالته وخلودها التي لا تتم على يد المساكين؟ ومن الذي قال لك يا غافل أنها لا تتم على يد المساكين، بل تتم على يد المساكين. اللهم أحيني مسكينًا وأمتني. مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين، لأن المساكين هم الذين لم يطغوا في الأرض، هم الذين أقرَّ الله رحمته في قلوبهم للعباد، هم الذين رحموا الجماد قبل الحيوان، والحيوان قبل الإنسان، والإنسان قبل الأكوان. من قال لك أن المسكين هو من تتصوره أنه ساذج أو غبي
أو جاهل؟ المسكين هو المنكسر. قلبه لله فلا يتكبر، جميل هو هذا الإنسان الحضاري، ولا يفسد في الأرض، نعم هو هذا إنسان الحضارة، ولا يطغى على خلق الله، نعم هو هذا الذي نطلبه، فكيف لا ندعو ربنا أن نكون من المساكين، إنما هو مسكين، هو هذا الشخص مسكين الذي سائل لماذا غاب عنه. أو حصر كلمة "مسكين" للمعدم، يعني "إنما الصدقات للفقراء والمساكين". فقال: إن المسكين هو المعدم، والمعدم لن يذهب ولن يأتي لأنه لا يملك مالاً، والمال هو عصب الحياة وهو
الذي تقوم به الحضارات. لا، بل المسكين هو من انكسر قلبه لله ولو كان يملك الدنيا وما فيها. فيها