هل على الطبيب مسئولية إذا أخطأ في العلاج وتسبب الخطأ عن وفاة أو ضرر ؟| أ.د علي جمعة

هل على الطبيب مسئولية إذا أخطأ في العلاج وتسبب الخطأ عن وفاة أو ضرر ؟| أ.د علي جمعة - فتاوي
هل على الطبيب مسؤولية إذا أخطأ في العلاج وتسبب عن الخطأ وفاة أو أضرار؟ نقابة الأطباء وضعت بروتوكولاً لهذه المسألة، والقانون لديه ضبط لهذا الأمر. متى يُعَد خطأ الطبيب موجباً للمسؤولية؟ القانون يقول إنه لكي تُضبط هذه المسألة، يجب أن يقصر الطبيب في عمل الرجل المعتاد، وأصبحت كلمة "الرجل المعتاد" عملاً. الرجل المعتاد معياراً ومقياساً أنت أيها الطبيب قصرت عن هذه المسطرة التي نقيس بها. المسطرة
ثلاثون سنتيمتراً، أنت عملت خمسة وعشرين. الرجل المعتاد يعمل ثلاثين، عملت أنت خمسة وعشرين، فتبقى مسؤولاً. لم تبذل من الجهد حتى وصلت إلى ثلاثين درجة. قال: لا، أنا بذلت من الجهد حتى وصلت إلى سبعين. قال: خلاص، لا تكن مسؤولاً. أنا أخطأت. قال له: خطأ غير مؤاخذ عليه. متى يصير الخطأ مؤاخذاً عليه؟ عندما يخرج عن عمل الرجل المعتاد. ومن أجل هذا ضُبطت المسائل، فالقضاء حكم على الأطباء عندما خالفوا عمل الرجل المعتاد. النقابة حكمت على الأطباء وأوقفت نشاطهم وعاقبتهم وما إلى آخره. عندما خرجوا على عمل
الرجل المعتاد، واحد نسي فوطة في الجراحة داخل المريض. لا، هذا خارج عن البروتوكول. البروتوكول لو اتبعه ما كان نسي الفوطة، إذ إن البروتوكول مُعد من أجل عدم حدوث هذا. هل حضرتك شربت كحولاً حتى تنسى؟ لا أعرف ما الذي يحدث، فالمسألة واضحة ومحددة كما أنها مقدورة. عليها نحن لا نكلف أحداً فوق طاقته، كل هذا في طاقة إلى طاقة. انظر إلى الكلمة "الرجل المعتاد"، يعني إذا كان الرجل المعتاد يقوم بهذا، وعلى ذلك فهو مقدور عليه، ليس الرجل الخارق، ليس شديد الذكاء، بل الرجل المعتاد، وكله مبني على نظرية عمل الرجل المعتاد.