هل لابد من قراءة الأذان على قواعد التجويد؟ | أ.د علي جمعة

هل لابد من قراءة الأذان على قواعد التجويد؟ | أ.د علي جمعة - فتاوي
نستمع إلى الأذان فإذا به ليس على قواعد التجويد التي تعلمناها في قراءة القرآن، فما الحكم في ذلك؟ التجويد على الراجح من القولين خاص بالقرآن، ودلّ عليه الجمهور ومشايخنا أن التجويد خاص بالقرآن. في قول آخر مقابل أنه ليس خاصاً بالقرآن، وأنه يتعلق بكلام العرب، وهو قول ضعيف. وأحكامه لأنني
أن تسكن وللتنوين أربعة أحكام فخذ تبيانها، والميم الساكنة واللام القمرية والشمسية، كل الكلام هذا متعلق خاصة في التنوين وفي الغنة وما إلى آخره وكذلك بالقرآن. فالمدود أقصاها - أقصاها هذه بالصاد - أقصاها يعني أعلاها أعلاها ستة الذي هو المد اللازم، وبعد ذلك نجد أن المد في شيء اسمه. مدٌّ عارض للسكون يعني مدٌّ في نهاية الكلام هكذا وآخره سيبدأ من اثنين أربعة خمسة ستة،
آخره ستة لا جدال في ذلك. فلننتقل إلى رقم واحد سيدنا الشيخ محمد رفعت رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وكانوا يُسمُّونه قيثارة الإسلام. نعم، فكان الشيخ مفتي الشام يقول: هذا شباب. الإسلام يعني إكسير الحياة. الشيخ رفعت هذا نجده وهو يتكلم يقول لك "الله" ويمد فيها حوالي عشرين حركة، ونحن أقصانا ستة. وبعد ذلك لا يوجد موجب هنا أيضاً للمد. "الله أكبر" ليست مداً عارضاً للسكون، فالمد العارض للسكون يكون في آخر الكلمة، يعني
عندما نقف "حي على الصلاة". هذا عارض للسكون لكن بالرغم من ذلك إلا أنه يمد لك "حي على الصلاة". هي أربعة وعشرون أو ستة وثلاثون، ما هذا؟ الله! كيف؟ أين حركات التجويد؟ فعلماؤنا ومشايخنا قالوا لي: "لا، أنتم لا تفهمون شيئاً، التجويد خاص بالقرآن. هل الأذان من القرآن؟ لا، يفعل ما يريد". أصبح يفعل ما يريده لأن التجويد خاص بالقرآن، وبعضهم قال لك بالقرآن والسنة، وبعضهم قال: لا، بالقرآن فقط. فإذا كانت هناك ثلاثة أقوال، فهو متعلق بالعربية،
أي هل كان العرب يفعلون هكذا؟ يعني إذا تحدث شخص عربي مع شخص عربي آخر فيقول له: "من بعد"؟ لا، لم يكونوا يقولون هكذا، لا. هل هو متعلق بالقرآن؟ وهل يجوز أن نقول: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"؟ أم لا يجوز؟ فكل هذا الكلام موجود عند العلماء، ولكن الراجح الذي عليه الفتوى وعليه مشايخنا أن التجويد خاص بالقرآن وحده، وعلى ذلك فأذان المصريين صحيح مائة في المائة لما. بعضهم جهل هذا الكلام. قوم يقولون لك: ماذا كانت آذانهم؟ جزم! ماذا يعمل؟ يقول: الله أكبر،
الله أكبر، هكذا من غير ماذا؟ المساحة الصوتية. يريد أن يطبق التجويد على الأذان. فنقول له: لا، الراجح عند غالب العلماء وعليه المصريون أن التجويد خاص بالقرآن، وأن الأذان ليس من القرآن، فيجوز أن نتغنى. به كما وجهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما رأى الأذان عبد الله بن زيد وجاءت فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "علمه بلالاً فإنه أندى منك صوتاً". يبقى إذاً النداء إلى الصلاة عنوان الإسلام، فلابد أن نجد واحداً يكون صوته جميلاً وواسعاً، ثم أنه يؤديه بنداوة
الصوت. فأذّن بلال، فيكون إذا هذا ولما جاء مكة اختار أبا محذورة، اختار مؤذناً له في مكة الذي هو أبو محذورة، وكان حسن الصوت. أبو محذورة هذا كان حسن الصوت، ولما جاءه جاءه أعرابي من صُداء وكان صوته حسناً، فتركه يؤذن مكان بلال، وقال: "إن أخا صُداء قد أذّن، ومن أذّن". فهو يقيم جعله يؤذن ويقيم من حسن صوت هذا الأعرابي الذي جاء إلى النبي ولم يكن يعرف اسمه، ولذلك قال: "أخا صداء، أخا صداء قد أذّن، ومن أذّن فهو يقيم". وكان من مؤذنيه ابن
أم مكتوم، وكان حسن الصوت. إذن كان للنبي أربعة مؤذنين: بلال وابن أم مكتوم. في المدينة وأبو محظور في مكة فرضي الله تعالى عنهم ونفعنا الله بعلومهم في الدارين آمين