هل ما يتم تداوله عن الأحجار الكريمة وخصائصها صحيح؟ أ.د علي جمعة

هل ما يتم تداوله عن الأحجار الكريمة وخصائصها صحيح؟ أ.د علي جمعة - فتاوي
قرأت عن خصائص الأحجار الكريمة ووجدت منها ما يقال إنه يجلب الحظ وكثيراً من الصفات الأخرى، فهل لهذه الأحجار ولصفاتها، هل الاعتقاد في هذا حرام؟ بغض النظر عن حرام وحلال، الأمور بوقائع، فهناك بعض الأحجار تصد طاقات سلبية، هذا نعرفه من أين؟ من التجربة. حسناً، إن لم تكن هناك تجربة فتصبح خرافة وتصبح... حضرتك تدعوني إلى عقلية الخرافة. الإسلام
يقول لك ماذا؟ استسلم لعقلية الخرافة؟ لا، بل يقول لي: إياك وعقلية الخرافة، قل: "هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين". شخص يقول لي: عندما ترتدي الياقوت، لا أعرف ماذا سيحدث لأشعة الشمس والقمر وإلى أين يسير. أين البرهان؟ أعطني البرهان وأنا أسدد. أين التجربة والرصد العلمي لهذا؟ إنما هو حجر له خصائص، وكل شيء له خصائص، ولكن يجب إثبات ذلك بالواقع والتجربة. فإن كانت موجودة فبها ونِعْمَت، والحمد لله أن وفقنا إلى اكتشاف خصائص ما خلق، وإذا لم تكن موجودة وكان مجرد
كلام فارغ وليس له واقع، فيبقى... خرافة، وسنتبع كلامًا خرافيًا ليس له أساس، فكل شخص يقدم لي معلومة. ماذا نفعل؟ التوثق والتوثيق والتثبت، هكذا علمنا المسلمون أن نتثبت. ولذلك تجد الإمام الدميري يؤلف كتابًا اسمه "حياة الحيوان"، يقول لك إن الجزء الفلاني من هذا الحيوان إذا أخذته وسحقته وصنعت منه وفعلت به كذا... يذهب السعال. من أين جئت بهذه المعلومة؟ من التجربة. كتاب "حياة الحيوان" للدميري مهم جداً
عندنا. لماذا؟ لأنه يعطيني خصائص الأشياء في تجربة علمية بشرية كاملة. هناك شخص يقول لي: "لكن الكلام الذي فيه قديم وخرافي". قلت له: "نعم إنه قديم، ولكنه ليس خرافياً". قال لي: "لكن هناك أشياء قمنا بتجربتها". ما نفعت فقلت له لفقد شرطها: "كن واسع الصدر". سيدنا النبي يأتي ويقول لي أن الذي لديه عرق النساء - عرق النساء هذا أبعده الله عنك - يُنسي الإنسان نفسه. من لديه عرق النساء فليأكل شاة أعرابية. هذه الشاة الأعرابية التي
ترعى في البراري، ماذا تفعل؟ تذهب لتأكل العرفج، فالعرفج يكون متشبعاً في... آليتها التي نقول عنها آلية آلية، أتنتبه؟ يتركز فيها، يتركز فيها، ثم يقرأ في الكتاب أن النبي قال هكذا. انظر إلى المواقف غير العلمية، يخرج له دكتور ويقول: من يشرب هذا الشيء - والعياذ بالله تعالى - يصيبه الكولسترول ويضيع وهو صحيح، والآخر يقول: يكون هذا... ليس هذا حديثاً، كيف هذا؟ النبي فعلاً قال، والثالث يقول ماذا؟ انظر، انظر ماذا يقول النبي، ولذلك أنا لا
أؤمن بنبيكم هذا، كل هذه المواقف غير علمية. أما الرابع فيقول ماذا؟ ذهب وأحضر معزة من تلك التي تأكل ورق الجرائد، وذهب وشرب آليتها، فأصابه الكوليسترول ودخل في غيبوبة ومات. نعم، لأنه ليست هذه، ليست هذه المجموعة العربية رقم اثنين. هذه المجموعة العربية التي تتناول هذه النباتات المعينة التي نفتقدها الآن. هل يمكنني أخذها وقد تغير الزمان؟ الملابس تغيرت، كانوا يركبون الخيل فيخفضون الكولسترول، كانوا يركبون الإبل. يجب أن تفهم الشيء في بيئته، لا تفصله
فتكذب الله ورسوله وإخواننا. يجب عليك أن تفهم. افهم بيئة هذا الشيء، كيف كان شكل الإنسان وما هي إمكانياته ووضعه، لا تأخذ هذا وذاك وقد تغيرت الدنيا، أو ينظر إليه مثل الأحجار الكريمة، كذلك النباتات الطبية عند تذكار داوود الأنطاكي. أما طب اليوم، فقد أصبح هناك صوبة تنتج الشيح أو تنتج كذا، والمادة الفعالة ستة في المائة. وهي كانت ستة من عشرة في المائة، يعني أعطها مائة مرة، أي معناه أنك لو أخذت نفس الوصفة التي لداود، تصبح سماً يقتلك. إذاً كل عصر له أذان، وهذا
الأذان لا يقول إن داود كاذب، بل يقول إنه قام بواجب وقته، وينبغي علينا أن نقوم بواجب وقتنا. داود التذكرة الخاصة به. يوجد مائتان وخمسون نباتاً لا يزيد عددها اليوم. عندما أعدت الأمم المتحدة المجلدات الستة الكبيرة للنباتات الطبية، توصلوا إلى ستة آلاف نبات. ذكر ابن رسول في المعتمد ألفاً وخمسمائة نبات، لكن هؤلاء الستة آلاف مقابل الألف وخمسمائة يعني ستة أضعاف ما ذكره داود، والستة آلاف تعادل أربعة أضعاف ما ذكره ابن رسول في المعتمد، إذاً. يا جماعة، لابد أن نقوم بواجب عصرنا كما قاموا بواجب عصرهم بعيداً عن
عقلية الخرافة، وبإيمان بأن كل شيء له خصائص وله وظائف وله طريقة للمعاملة، وهكذا نستفيد من خلق الله سبحانه وتعالى بما وضع الله سبحانه وتعالى فيها. وإذا لم نفعل ذلك، فهذه هي عقلية الخرافة.