هل مدفع الإفطاربدعة؟

هل مدفع الإفطاربدعة؟ - أحكام الصيام, فتاوي
هل دفع الإفطار بدعة أم حلال؟ حلال. المسلم يبتدع ما يقيم به الدين، فقد ابتدعنا السجاد في المساجد لأننا نريد أن تكون المساجد نظيفة، ولأننا نريد أن تكون الصلاة في أماكن رائقة فائقة، فصنعنا المنبر وصنعنا المحراب وأدخلنا المياه وعملنا دورات مياه وعملنا كهرباء وعملنا. أشياءٌ كثيرةٌ جداً لو تجلس تتأمل تجد أن المسجد الذي أنت فيه الآن ليس هو المسجد الذي كان في أيام الرسول
صلى الله عليه وسلم، فهل هذا بدعة؟ لا، لماذا؟ لأن البدعة هي ما كانت خارجةً عن الدين وليس لخدمة الدين. فأنا جعلت المسجد جميلاً وفرشته بشكل جميل، لماذا؟ لأن الدين ليس ضد ذلك. قال الدين: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". لم يقل: "من أحدث في أمرنا هذا شيئاً فهو رد". لا، لم يقل هكذا. قال: "ما ليس منه فهو رد". طيب، إذا كان منه فليس ببدعة. حليتُ وعليتُ المنبر، عملت المحراب حتى أوفر صفاً في الصلاة، أدخلت الميكروفون. حتى يصل
صوتي إلى كل الحاضرين، هذا منه وليس ضده وليس خارجاً عنه. قال لبلال: "يا بلال، سمعت خشخشة نعليك قبلي في الجنة، فبم هذا؟" قال: "والله لا أدري يا رسول الله، إلا أنني كلما توضأت صليت ركعتين". فبلال يصلي ركعتين من غير علم رسول الله، الركعتين بعد الوضوء. من الإسلام أم لا؟ نعم. الركعتان من الإسلام أم لا؟ نعم، إذن ليست بدعة. حسناً، ركعتان عند الوضوء، لم يقلها النبي، لكنها ليست بدعة لأن النبي أمرنا بالوضوء، ولأن النبي أمرنا بالصلاة. أما
التوفيق بين الركعتين والوضوء فلا بأس به. وهكذا رجل دخل، فبعد أن انتهت الصلاة قال: من... الذي قال عند الرفع من الركوع ما قال فسكت الجميع، فقال: "من؟ فإنه لم يقل إلا خيراً". قال له: "أنا يا رسول الله". قال له: "ماذا قلت؟" النبي لا يعرف. قال: "قلت: ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً طاهراً مباركاً فيه ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء". قال رأيتُ بضعاً وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يصعد بها إلى السماء. لماذا لم تكن هذه بدعة والنبي لا يعرفها؟ لأنها من جنس
الأدعية، ولأنها مما أتى به رسول الله، أي من جنسه. يعني "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، أما إذا كان منه فليست ببدعة. وعليه فإن شخصاً يأتي ليقول... اللبن أغلى من الماء، هيا بنا نتوضأ به حباً في الله. هذا خطأ، لا يصح، لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالماء الطهور ولم يأمرنا بما هو غالٍ ونفيس. هو أمرنا بالماء الطهور، فتبقى هذه بدعة لأن هذا يعود على الشريعة بالبطلان وليس تنفيذاً للشريعة بطريقة فيها تطبيق صحيح، فما دافع الإفطار من هذا. القبيل فهو من أجل، والنتيجة من هذا القبيل ما
دفع الإفطار لأن الناس اتسعت وكثرت والمدن تشعبت، ولم يكن الأمر كذلك أولاً.