هل مصحافة النساء الأجنبيات ينقض الوضوء | أ.د علي جمعة

عند الشافعي تبطل الوضوء وعند أبي حنيفة لا تبطل الوضوء. أنت لك الاختيار الفقهي، أي ما دام هو رأي إسلامي لأحد المجتهدين العظام فله دليله. أنت ليس لديك مكان للوضوء وتصافح، فهناك من يصافح وهناك من لا يصافح، وصافحت امرأة أجنبية ولا يوجد هكذا. قال لي إن هذا أبو... الحنفية دائماً وبسهولة هكذا سلَّمت، وهناك فرصة لأن تتوضأ، فالاحتياط أيضاً مستحب. سلَّمت وأنت مصر على ألف أمر، وعقلك متحجر على أنك شافعي، فاذهب وتوضأ. وهكذا الحياة وما فيها من تداخل ومسافات وما إلى
ذلك، تجعل المرء يستغل كل الفرص وكل الرخص، لكي يُكمل في النهاية دينه ولا تفوته الصلاة. دائماً تحت ظل السنة النبوية الشريفة وتحت ظل الشريعة، لكن عندما يأتي أحدهم ويقول لي: "متى أصلي؟" أقول له: "لا يا أخي، صلِّ واضغط على نفسك وصلِّ، اجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء كما فعل النبي في حديث مسلم عن ابن عباس، لكن لا تترك لي الصلاة"، فيكون هذا هو الجمع. أولى من التربة لأنك تفعل شيئاً فعله سيدنا، لكن الثاني لا، أنت تفعل شيئاً ستُؤاخذ عليه. إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً. دائماً تمسّك واختر ما تقيم به دينك، ودعك من هؤلاء
الناس جميعهم.