هل هناك مؤلفة قلوبهم فى هذا العصر؟ | أ.د علي جمعة

هل هناك مؤلفة قلوبهم فى هذا العصر؟ | أ.د علي جمعة - فتاوي
هل هناك مؤلفة قلوبهم في هذا العصر كثير؟ المؤلفة قلوبهم في هذا العصر كثير. ما صورهم؟ كان هناك طائفة يسمونهم الهجائين، يأتي إليك ويقول لك: "أتدفع أم أعمل فيك قصيدة أفضحك بها؟" فتقول له: "لا، خذ". هؤلاء من المؤلفة قلوبهم. خذ، خذ، خذ، هذا هو المؤلفة قلوبهم، ليس... فقراء أو مساكين، هذا الغرض الأخير فقط يخص الدين. توجد طائفة كبيرة في المجتمع تذهب ضد الدين، لماذا؟
قال: "حسناً، من أين آكل؟" قلنا له: "لا، تعال أنت، لا تكن ضد الدين وخذ من الزكاة، فهذا أولى لك في الأمن الاجتماعي والمجتمعي أن تأخذ من الزكاة ولا تفعل، يعني أنت لست..." مقتنع بما تفعله أم غير مقتنع بهذا أو ذاك أو بأي شيء؟ فإذاً يجوز استخدام الذكاء نصرةً لدين الله وعملاً بتقليل الهجوم على الدين وعلى أهل الدين وما إلى ذلك. بالطبع إن معرفة المؤلفة قلوبهم عمل ليس سهلاً، وعمل معناه هكذا، ولكنه عمل ليس سهلاً إطلاقاً.
وعمل اختلفت فيه الصحابة، لما جاءت الصحابة، هل هو من المؤلفة قلوبهم أم ليس من المؤلفة قلوبهم؟ اختلف معهم سيدنا عمر، وسيدنا عمر ليس سهلاً، هذا شيء آخر في إدراك الواقع، فهو رجل دولة. فمعرفة إذا كان في عصر الصحابة توجد مشكلة في المعرفة، إنما الدين يجيز لك شيئاً غير تطبيق ذلك. الشيء انظر كيف في دائماً اجعل ذهنك دائماً حاضراً أن هناك فرق بين النص وبين تفسير النص وبين تطبيق النص. النص "المؤلفة
قلوبهم" في سورة التوبة واحدة من الثمانية توزيع الزكاة. التفسير: يُعطون لكي نكفي شرهم. التطبيق: يمكن أنك لا تعرف كيف تقوم به ولا تعرف من هو المؤلف، ليس من المؤلف ولا. في جهةٍ تبيّن هل هذا مؤلف أم ليس مؤلفاً، يكون التفسير شيئاً والتطبيق شيئاً آخر. فاحرص جيداً على هذه الأمور، لأنك إذا لم تنتبه بين النص وتفسير النص وتطبيق النص، ستفعل مثل الشباب الناشئين الظاهرين هؤلاء الذين لا يعرفون كيف يفسرون وأي شيء في عقولهم يطبقونه. في أي مكان يظهر هذا النموذج الكاريكاتوري الذي نعيش فيه تماماً.
يجب أن تفرق بين النص وتفسير النص وتطبيق النص، وأن تعرف أن بعض الأمور لا تملك معلومات كافية لتطبيقها، فلا تطبقها الآن، أو في ظروف قاهرة لا تطبقها فيها. وكما قلنا في مسألة الحدود، مسألة الحدود هذه نحن مؤمنون بها. بالنص وعارفين تفسيره وحينما نأتي للتطبيق نجد أن كل الشروط غير موجودة، حينئذٍ لن نطبق الحدود وإن آمنا بها. لماذا؟ لأن هذا هو الشرع. فأنت لو طبقت هذا، لتذكرت حين هرب ماعز فقال النبي: "أفلا
تركتموه؟"، لماذا تأتون به؟ وتحدث عنه عمر فقال: "إنه تاب توبة لو وُزعت على سبعين من أهل المدينة". لا تكفهم فانتبه، هناك فارق كبير جداً بين التفسير وبين التطبيق. ليس كل شيء تعرفه تريد أن تعيشه هكذا في حياتك وتطبقه. أنت الذي تطبقه إذن، فالمعرفة شيء والتطبيق شيء آخر، وهذا له رجاله وهذا له رجاله. ومن هنا أُمرنا: "إنما الإمام ليؤتم به"، فإذا... إذا رأيتموه قائماً فقوموا، وإذا رأيتموه راكعاً فاركعوا، وإذا رأيتموه ساجداً فاسجدوا
في حد غير.