هل هناك مانع شرعي من الاتفاق في بلد ما على أن لا يتم الطلاق إلا كما تم الزواج

هل هناك مانع شرعي من الاتفاق في بلد ما على أن لا يتم الطلاق إلا كما تم الزواج؟ يعني لو تم عند المأذون لا ينتهي إلا عند المأذون. هذا مخالف لما عليه الأمة. في بلد ما يمكن تنظيم ذلك من ناحية العرض على القاضي، وقد أخذت به مصر في سنة. ألف وتسع مائة وواحد وثلاثين، ماذا يعني العرض على القاضي؟ يعني أن تأتي المرأة إلى القاضي وتقول له: "هذا الرجل زوجي
طلقني". فيقول لها: "أين الوثيقة؟" فتقول له: "لا، لم يُحرِّر وثيقة". فيقول لها: "حسناً، سنحقق. إذا كانت هناك وثيقة يعتمدها القاضي ويرتب عليها الأحكام". فألزم القانون المصري من طلق أن يوثق. وإلا وقعت عليه عقوبة تصل إلى السجن، هذا هو التنظيم. لكن السؤال يرمي إلى شيء آخر وهو أن الطلاق لا يقع شرعاً، لا يقع شرعاً. لو قلنا هكذا، فإن الرجال سيطلقون النساء كل يوم خمس مرات. "اعملي لي شاياً في الصباح" فتأخرت المسكينة وهي تُعِدُّ الإفطار والأولاد ذاهبون إلى المدارس وهكذا قال. لا، طيب أنت طالقٌ وتأتين
بعد ذلك تبكين. ها أنا طالقٌ حقًا. يقول لها: لا يا ابنتي، ليس هناك وثيقة. في اليوم التالي: الشاي الذي كان بالأمس، أنتِ لم تُعِدّيه. على فكرة، هي تُحضِر له الشاي، فيقول: أنتِ طالقٌ. قالت له: لماذا؟ قال: لا، إنها مسألة، دعينا من هذا ما دمتِ أنتِ... الطلاق لا يُحتسب إلا عندما أذهب إلى المأذون. سأجعلك تقفزين هكذا مثل القردة أمامي، وكل حين أقول لها: أنتِ طالق، أنتِ طالق، أنتِ طالق، أنتِ طالق. هذا إذا كان قد حدث فعلاً الآن هكذا. على الطلاق، مثل بائع الطماطم عندما يبيع الطماطم يقول لك: على الطلاق، بعتها بخسارة، حسناً. من زوجتك التي في البيت، يقول له: مَن الذي قال لك أنني متزوج أيضاً؟ أنت تطلق
امرأة لم تتزوجها! مصيبة! لقد أصبحت الثقافة هكذا مختلة، ولا يعرفون ماذا يعني الطلاق، وأنه ميثاق غليظ، وأنه رباط مقدس، وأنه لا يصح المزاح في هذه الأمور. هذه حدود الله ولكن... الناس ليسوا معتادين على ذلك. في كل فترة تقول: "عليّ الطلاق ما تذهبي إلى أمك"، "عليّ الطلاق ما تكلمي فلاناً". والآن دخل الإنترنت، فتقول: "أنتِ تشاهدين الإنترنت؟ عليّ الطلاق لا تشاهدي الإنترنت مرة أخرى". وإذا أرسل لكِ أحدهم رسالة يقول فيها: "يا وردة"، تقول: "الزمن هكذا، إنه يعاكسك. عليّ الطلاق لو..." رددتِ عليه على الفيسبوك أو الواتساب، فيكون إيطالياً، فأقول لك: نحلها! أنتِ طالق. وبعدين يقول لك: لماذا زادت نسبة الطلاق؟ زادت
من أننا كنا ثلاثة عشر في المائة. يا إخواننا، الطلاق هو المعتاد طوال العمر. سجلات وزارة العدل تقول إن هناك ثلاثة عشر في المائة من عدد الزيجات التي تتزوج. كل سنة يتم الطلاق، أي أن دفتر الطلاق هو عبارة عن ثلاثة عشر دفتراً مقابل مائة دفتر للزواج. طوال عمر الحكاية هكذا، ثم أصبحنا الآن في الأربعين، وبعدها دخلنا في خمسة وأربعين. والله إنها ظاهرة، فثلاثة عشر هو المعدل الطبيعي، ونحن بحثنا أبحاثاً عن هؤلاء الثلاثة عشر لماذا يطلقون. وجدنا ذلك لسبعة أسباب وبدأنا نكتب ونعمل ونُنجز، وبعد كل ما قمنا به فوجئنا بالأربعين في المائة، فأصبحت السبعة والعشرون في المائة الزائدة تلك، أو الاثنان والثلاثون
في المائة الزائدة، وهذه الخمسة والأربعون لها أسباب أخرى، ما هي؟ إنها الإنترنت، والآيفون، هل انتبهت؟ الهاتف المحمول الذكي، ذكي. كيف؟ المهم أنه هكذا وبدأت مشاكل الكون الخاصة بها تختلف. كان هذا رجلاً قديماً، أما الآن فالأصل أنني لم أعد أحسب المشاعر معه. كيف تكون المشاعر؟ يعني أنا لا أفهم حكاية المشاعر هذه. إنه بشر، وهذا هو الطبيعي. وقد بحثنا في أبحاث عن الثلاثة عشر هؤلاء، لماذا يطلقون؟ وجدنا ذلك لسبعة أسباب وجلسنا. نكتب ونعمل ونُهيئ،
وبعد كل ما فعلناه فوجئنا بالأربعين في المائة، فتصبح السبعة والعشرون في المائة الزيادة هذه أو الاثنان والثلاثون في المائة الزيادة هذه خمسة وأربعين، هذه لها أسباب أخرى والتي هي ماذا؟ الإنترنت، والآيفون، أتنتبه؟ الهاتف المحمول الذكي. ذكي كيف؟ المهم أنه هكذا. وبدأت المشاكل، كونها يختلف. كان هذا رجلاً في الماضي، أما الآن فأنا أصبحت.