هل يجب الغسل من شرب الخمر؟ | أ.د علي جمعة

سائل يسأل ويقول: أنا مبتلى ببلوى عظيمة جداً. ما هي؟ يقول: أنا مبتلى بشرب الخمر والعياذ بالله تعالى، فهل يجب علي الاغتسال بعد كل شرب أشربه؟ الخمرة عندنا نجسة، الخمرة نجسة والعياذ بالله. لا أعرف كيف يتناولونها، لكنها نجسة. يعني هو يشربها هكذا، يشرب نجاسة، يعني هو يشرب شيئاً. يعني تفرح أنه يشرب النجاسة؟ طيب
إذا شرب فقد تنجس. ماذا يفعل وهو متوضئ؟ هو متوضئ؟ دعنا نشرح الأمر هكذا: هو يقول لي: "أنا محافظ على صلاتي". العلة والبلاء الذي أبكي عليه ليل نهار أنني غير قادر على ترك الخمر. نقول له: أول شيء حافظ على صلاتك جيداً وتمسك بها جيداً، هي هذه. التي في يومٍ من الأيام ستساعدك على ترك هذا المنكر الحرام. الأمر الثاني، أنت عندما تتوضأ يجب عليك أن تمضمض فمك وجوباً، يجب أن تمضمض فمك وجوباً وليس سنة. فأنت لست متوضئاً وتريد أن
تتوضأ، والمضمضة ليست سنة، بل المضمضة في حقك أصبحت فرضاً لكي تزيل النجاسة التي نجست بها فمك. الأمر الثالث، لا يوجد. اغتسال أو شيء من هذا القبيل. هل أنت شربت وسكرت أم لم تسكر؟ قال لي: لا، أنا لا أسكر، إنما أنا بالكاد آخذ هكذا فقط. جسمه -يا عيني- يدعوه إلى الشرب مثل الإدمان والعياذ بالله تعالى. ربنا يعافي الحاضرين والسامعين منها. فجسمه يدعوه أن يشرب، فذهب وشرب قليلاً هكذا. فعندما يشرب هذا البق لا بد عليه أن يتيمم. هل هو بعقل سليم ويقود
السيارة وواعٍ ويعرف كل شيء وما هو الاستكراه؟ فنقول له: لا بد أن تطهر فمك ولا بد أن تذهب لتصلي ولا يوجد اغتسال. إذا كنت متوضئاً فستطهر فمك، وإذا لم تكن متوضئاً فلا يوجد اغتسال في الحالة التي مثل هذه. شخص آخر. أصبح يسأل ويقول لي: حسناً، أنا عندما أسكر فأكون كالطينة، فهل يجب عليَّ الاغتسال أم لا؟ السكران في حالة الطينة هذه يكون مثل المُغمى عليه، مثل النائم الذي ذهب عقله، يعني مثل البنج الذي يأخذونه أثناء العملية. فهنا يحدث زوال للعقل، وإذا زال العقل بسبب سكر أو مرض أو علاج أو نوم، فيجب عليه الوضوء.
لا يجب عليه الاغتسال، الاغتسال ليس واجبًا. أنا نمت، أأقوم لأغتسل؟ لا، لا يوجد شيء اسمه هكذا. متى أغتسل؟ عندما أكون جنبًا، سواء كنت جنبًا وأنا مستيقظ أو وأنا نائم، هذه حقيقة قضية أخرى. لكن النوم في ذاته، والتخدير في ذاته، وزوال العقل بمرض أو إغماء بذاته لا يوجب الاغتسال، وإنما... الذي يوجب الاغتسال هو الجنابة، وماذا يكون هذا؟ يقوم بالوضوء فقط. فإذا عرفنا أحكام أخينا هذا مع دعائنا له بأن يمن الله سبحانه وتعالى عليه بالشفاء. السؤال وهو قادم يقول ماذا: ابتليت بلاءً عظيماً، ابتليت بلاءً عظيماً.
أيضاً من الإيمان الذي بداخله هو يقع في الاسم. لكنه معترف ويريد أن يتغير ويريد أن يعدل، ابتُلي بلاءً عظيماً. أي خير في شرب الخمر؟ والعياذ بالله تعالى، هذا البلاء هو أنه لا يستطيع التغيير، فأصبح لديه شبه إدمان، أصبح لديه شبه إدمان. إذاً نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن عليه بتمام العافية، يعني بالشفاء التام من شهوته هذه.