هل يجوز أن أخذ قرضا وأنا أعيش في فرنسا من بعض البنوك الفرنسية من أجل سكن ؟ | أ.د. علي جمعة

هل يجوز أن أخذ قرضا وأنا أعيش في فرنسا من بعض البنوك الفرنسية من أجل سكن ؟ | أ.د. علي جمعة - فتاوي
هل يجوز لي أن آخذ قرضاً وأنا في الديار الفرنسية من أجل سكن؟ نعم، العقارات في دول غير مسلمة حلال على ما كان من اتفاق. لماذا؟ لأن كل العقود الفاسدة حلال مع غير المسلمين في بلاد غير المسلمين ما داموا أقرّوها عندهم. يقول السرخسي: لأنها ليست محلاً لقيام أحكام. الإسلام فيها هي فرنسا تريد تطبيق الإسلام لا تريد، خلاصًا،
ماذا نريد؟ لديهم نظام، نسير مع هذا النظام. عقد فاسد، نأخذ العقد الفاسد ونعمله. فقلنا للسادة الحنفية: لديكم دليل؟ قالوا: ربا العباس في مكة وقد أسلم يوم بدر، فإن النبي ظل يتركه إلى الفتح، فلما تحولت مكة دار إسلام قال... إلا إن ربا الجاهلية موضوع تحت قدمي هذا، وأول ما أضع ربا العباس عمي. يعني هو يعلم أن العباس يعمل في الربا، ويتركه يعمل في الربا من سنة اثنين حتى فتح مكة، لا أعلم، سنة ثمانية، ست سنوات وهو يعمل في الربا. لماذا؟ لأنها دار غير المسلمين مع... غير المسلمين نظامهم هكذا، ليس هناك
دليل آخر. قالوا لنا في ثمانية أدلة، الدليل الثاني أن النبي صلى الله عليه وسلم صارع ركانة على ثلث ماله. ركانة كان مصارعاً رومانياً من المشركين، وعندما كان قادماً مرة، أراد المشركون أن يؤذوا النبي فقالوا: "انتبه للرجل الذي هناك". اذهب إلى ذلك الذي اسمه محمد وتشاجر معه هكذا، تعارك معه واضربه ضرباً جيداً. قال لهم: حسناً، سأفعل. فذهب وقال لسيدنا الرسول: يا رسول الله ويا محمد، هل تصارعني؟ فالنبي فهم أن هذا الشخص هو بلائهم، يعني لم يغلبه
أحد أبداً. أولاد هذا المصارع الروماني تجده هكذا ضخماً مثل عتبة الباب. قال... له على ثلث مالك يا ركانة، قال له: وهو كذلك، يعني سأضربك وبعد ذلك لن تأخذ شيئاً، وأنا سآخذ الجائزة التي للمشركين. فالنبي عليه الصلاة والسلام أمسكه وأعطاه هكذا قليلاً، ولفه في الهواء فسقط متكوماً، فقال له: لا، لقد أخذتني على غرة مرتين. قال له: على ثلث مالك يا ركانة لو رأيت ذكاء ثلث المال لأنه يضربه ثلاث مرات، فقام ركانة، فالنبي عليه الصلاة والسلام قام بالحركة تلك، وكأنه قال
له: لماذا أخذتني على إخواني أيضاً؟ حسناً يا أخي مرة، قال له: مع علي ثلث الملك الأخير، قالوا: حسناً يا جماعة الأحناف، أليس هذا قماراً؟ ماذا سأفعل معك؟ ها مباراة على مالك وعلى ثلث ملك، طيب أليس هذا قمارًا؟ ولكنه مع ذلك جاز مع المشرك في وقت الآية في مكان دار غير المسلمين. فكل العقود الفاسدة لأن دار غير المسلمين ليست محلًا لإقامة الإسلام فيها. عملوا أيضًا هكذا، هو الثالثة فركه وهو في الأرض، قال له. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. قال: "ولك مالك يا ركانة، ما
أخذ منه شيئاً، لكن العقد هذا كراهية من الأخلاق، هذا شيء آخر، لكن العقد يفهم منه الحنفية أنه جائز لهذا السبب". كذلك مناحبة أبي بكر، مناحبة أبي بكر التي هي المراهنة التي فعلها. مع المشركين في قضية غُلِبَتِ الرومُ في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين، البضع من ثلاثة إلى تسعة، فقال لهم: بعد ثلاث سنين بالضبط الروم ستغلب. تراهنوننا؟ تراهنوننا؟ أي تناحبوننا. التناحب هو المراهنة، والمراهنة هذه حلال أم حرام؟ حرام، عقد فاسد. فقال: أراهنكم
على عشر. من الإبل بعد ثلاث سنوات ستغلب الروم، وذهب إلى النبي فقال له: زد في الرهان وزد في المدة، فالبضع يعني ما بين ثلاثة إلى تسعة، أنت ضيقت على نفسك، لماذا ثلاثة؟ اجعلهم تسعة واجعلها على مائة من الإبل لأنه ليس من الممكن أن تنتصر الروم، فرجع إليهم أبو بكر قال لهم: ما رأيكم؟ عندما جعلناها مائة وأربع وتسعين سنة، قالوا: "لا، أفضل"، طبعاً أفضل، فوافقوا. فاستنبط الحنفية من هذا أن هذه المناصبة جائزة ما دامت في دار الكفار مع غير المسلمين. واستمروا يريدون الأدلة بهذا الشكل، وبعد ذلك ما الذي... طبعاً الناس لا تقرأ، ماذا أفعل إذن؟ فهذا حرام،
هذا يعمل... ما يذهب إذن؟ فهو ذاهب إلى فرنسا يتبختر فيها، وضاقت به الأرض، خلاص، فليتخذ الأحكام الفقهية السارية ولا يقفز مضطرباً كالحبة في النار لأنه لا يفهم شيئاً أو لأنه يتبع الإخوان المجرمين.