هل يجوز اقتناء كلب؟ وهل هو نجس؟ | أ.د علي جمعة

يسأل ويقول: أحب الكلاب كثيراً لأنها من أوفى الحيوانات. فعلاً الكلاب أوفى الحيوانات بصاحبها وألصقها بصاحبها هو الكلب، فهل يجوز لي أن أقتني كلباً؟ وهل هو نجس؟ الإمام مالك يرى أن الكلب ليس نجساً. قلنا له: لماذا فضيلة الإمام لم يقل إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم؟ فليغسله سبعاً إحداهن بالتراب، إنها طهارة مغلظة سموها هكذا، فأمام الطهارة المغلظة نجاسة مغلظة. جماعة الشافعية يقولون هكذا. قال: لا، أنتم لستم منتبهين. طبعاً شيخنا، شيخنا،
نحن شوافع، لكن من هو شيخنا؟ إنه الإمام مالك، فهو شيخ الإمام الشافعي، وشيخ شيخنا دائماً يكون شيخنا أيضاً، فالإمام... قال مالك: لا يا جماعة، أنتم لا تنتبهون. يجب أن تستحضروا بعض العلم. لقد أباح الله ورسوله كلب الصيد. قلنا له: نعم، صحيح، إذن يجوز للمرء أن يصطحب معه عند خروجه كلب الصيد، وكلب الزرع، وكلب الحرث، وكلب الحراسة. قلنا له: نعم، لو كانت هذه الكلاب نجسة، لما أمر الصائد أنه هو... يأخذ باله لم يأمر، أليس كان أمر الزارع أن يأخذ باله ولم يأمر، أليس كان يأخذ باله
صاحب المنزل أنه هو الكلب الحارس هذا يأخذ باله وأنه لم يأمر، فيكون إذاً هذا تعبد لغرض آخر. وبعد ذلك في العصر الحديث تبين أن التراب يفك التكلس الذي يكون فيه. الميكروبات التي في لعاب الكلب، نعم، ذلك لغرض آخر وليس لأنه نجس. كل ما هو حي طاهر عند الإمام مالك، فصاحبنا الذي يحب الكلاب حباً شديداً نقول له: قلِّد مذهب الإمام مالك، ولا تخرج من الإسلام في الرأي المتفق عليه في الإسلام، وهو أن الخمر حرام وأن الزنا حرام. الذي هو أن القتل حرام وأن الصلاة واجبة، والذي هو أن الحج إلى بيت الله الحرام وليس إلى
القدس، أي أنها أمور متفق عليها. فإذا قال شخص: "ليس لدي رغبة في أن أتوجه إلى بيت الله الحرام بمكة المشرفة المعظمة"، نقول له: "حسناً، أنت لست مسلماً". لكن انتهى الأمر. قال إنني أريد أن أتوجه إلى المحيط الأطلسي، أستدبر الكعبة وأتوجه إلى المحيط الأطلسي. حسناً، ليكن ذلك، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. أنت بهذا لا علاقة لك بنا. قال: أنا فقط أقول إن النبي صحيح. فقط قل هذا. أنت لست مسلماً. لا تقل ذلك، فكثير من الناس يقولون إن النبي... صحيح ولكنها ليست مؤمنة بالإسلام، أي لا يضرها شيء، فأنت لست مسلماً على أي حال وتكفرني. قلت له: لا، هكذا
أنا لم أكفرك، أنت الذي كفرت نفسك، لكن أنا لم أكفرك. أنا فقط الذي قلت لك غاية المراد من رب العباد: أنت لست مسلماً، فالمسلم يصلي نحو الكعبة الموجودة في... مكة هذه، أنت هكذا مرتبك، ربنا يهديك. تريد أن تقتنع، نجلب لك. أنت لا تريد أن تقتنع، عش حياتك، لكنك لست مسلماً. هذه هي القصة. الارتباك الآن أنه لا تكفروا أحداً، لا تكفر أحداً. هل نحن كفَّرنا أحداً؟ هذه أساسيات متفق عليها. هذا رأي الإسلام، لكن رأي إسلامي. الشافعي يقول إن الكلب نجس. يقول مالك إن الكلب ليس نجساً، والشافعي يقول إن الولي في الزواج واجب، بينما يقول أبو حنيفة لا،
ليس واجباً. والشافعي يقول إنه تجوز بيعة في وجود بيعتين، والآخر يقول لا، لا يجوز. وهكذا لا يقول هذا تفسير النص. دعونا نكون متسعي الأفق هكذا، فهذا يقول امسح رأسك كلها، والآخر يقول لا، ولو. شعره هذا في الوضوء وهكذا وهكذا وهكذا هذا تنوع لكن كلهم لم يقل أحد إننا نتوضأ بعد الصلاة، صلِّ بعد أن نصلي نذهب نتوضأ، لم يقل أحد هكذا، لم يقل أحد هكذا، نتوضأ باللبن، اللبن اغلِه لأنني أعز الله كثيراً، لم يقل أحد هكذا، حرام، لن تنفعك. صلاة وأنا أنفقت الأغلى وأنت أنفقت الأغلى، نعم لأن الطاعة ليس لها علاقة بالأغلى ولا
لها علاقة بالأرخص، هذه الطاعة هي التي نتوجه بها إلى الله سبحانه وتعالى في حياته، هذه هي الفكرة. ولذلك فنقول لأخينا هذا: نعم، لا مانع من أن تعتبر الكلب طاهرًا على مذهب الإمام مالك، ومن ابتلي. بشيءٍ من المختلف فيه فليقلد من أجاز. انظر إلى مشايخنا، فالشيخ الباجوري يقول في حاشيته هكذا: "ومن ابتُلي بشيءٍ من المختلف فيه". ها هي معنا، ها هي مختلف فيها. واحد يقول لي نجس والآخر يقول طاهر، وأنا قلبي متعلق به، وتريد بالحب هذا أن يقلد من أجاز. على الفور يمشي وراء سيدنا. الإمام مالك لا يُجري شيئاً، انظر
إلى نفسك، أنت لا تأتي به. أليس يقول لك إنه يجب عليك أن تقلد مالكاً، أنت ومالك؟ حسناً، أنا قلبي مع الشافعي، فدعه مع الشافعي. الناس متنوعة، فهذا هو التنوع الذي نتحدث عنه، ونقول إن المسلمين طوال تاريخهم يعيشون هكذا. كنا في الأزهر ندرس بهذه الطريقة. وبعد ذلك نريد أن نتغدى، هيا نذهب لنتناول الغداء، وبينما نحن نسير، من كان يسير معه حنفي أقول له: "ألا البسملة، أليست ركناً عندكم؟" فيقول: "لا، ليست ركناً". قال: "همم" ويهمهم هكذا الشيخ من هؤلاء، "ها، همم، هذه عندنا ركن". ونحن ذاهبون لنأكل الفول المدمس هذا، فإذا كان هذا تنوعاً، لكن الحق هو الذي... أرى أخانا هذا يجلس ويعمل ويحقق ويحول
إلى لا أعرف الشرطة وغير ذلك، هذا لا يرضي ربنا.