هل يجوز الذكر بقول " آه " ؟ | أ.د. علي جمعة

هل يجوز الذكر بقول " آه " ؟ | أ.د. علي جمعة - فتاوي
هل يجوز الذكر بقول "آه"؟ اختلف العلماء في ذلك، والذي عليه الشيخ محمد ظافر المدني أن هذا هو ذكر إبراهيم "إن إبراهيم لأوّاه". قال: من كثرة قول "آه آه"، وألّف في هذا "الأنوار الساطعة". وبعض العلماء قال: هذا لم يرد، يعني كله في الورود وعدمه. محمد ظافر المدني قال: بل... ورد ورد أين أن إبراهيم لأواه؟ ماذا تعني أواه؟ تذهب إلى التفسير فيقول لك: كان يكثر من قول
"آه". يقال أن لفظ الجلالة يدل على الذات العلية بكلمة "الله". إذا حذفنا الألف هكذا تصبح "لله"، وإذا حذفنا اللام الأولى تصبح "له"، وإذا حذفنا اللام الأخرى يبقى "هو" أي هو. حسناً، إذا حذفنا لاماً منهما يبقى... إله، طب أَزِل اللام الثانية هكذا تصبح إله أيضاً، طب أَزِل اللامين تصبح آه، طب أَزِل اللام ماذا تصبح؟ إل. يقول أبو بكر: والإل هو الله، ونقلها ابن منظور في لسان العرب "لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة" موجود في القرآن. ها هو،
ارجع إلى التفسير، "إل" تعني ماذا؟ لا يرقبون. ما من مؤمن إلا يعني ما معنى إلا، قالوا: الإله هو الله. العرب كانت تقول الله وتقول إل، وهذا من فرائد العربية التي لا وجود لمثلها في كل اللغات، أن كلمة تدل على معناها بكليتها. ليس هناك مثل ذلك في العالم. فمثلاً كلمة "جد" إذا حذفت الدال منها تصبح "ج" أي ذهب، وهكذا احذف. القدّ يعني ما يوجد شيء اسمه إد جدّ، جدّ يعني ما يوجد شيء جدّ وهكذا، لكن هذه الحركة الخاصة بإسقاط الحروف فتدل البقية على ما دل عليه الكل لا وجود
لها إلا في العربية، بل ولا وجود لها إلا في لفظ الجلالة أحياناً، يعني أن يدل عليه، ولذلك قالوا هو. مشتق أو غير مشتق؟ قالوا: لا، هذا غير مشتق، هذا مما علمه الله لآدم كفاحاً. لفظ الجلالة هذا، ربنا علم آدم أنه جل جلاله اسم الله. الله عندما علمها له هكذا هي شيء وحيد فريد هكذا، وحيد ليس له مثيل. وقالوا إن كل هذا يدل على أنها غير مشتقة. ليست مشتقة من إله ولا ولها ولا شيء من هذا القبيل أبداً. إنها ثابتة تماماً،
أي أنها وُضِعت هكذا اسماً للذات العليا.