هل يجوز تخليل الشعر بالماء عند الغسل من الجنابة خشية المرض؟ | أ.د علي جمعة

السؤال الثالث: هل يجوز تخليل الشعر بالماء عند الغسل من الجنابة خشية المرض بدلاً من غسل الشعر بكامله، مع العلم أنني أغتسل ثم أنام أو أغتسل وأخرج إلى عملي؟ إن وصول الماء إلى الشعر وفروة الرأس هو المطلوب، وانتقاله من مكان إلى مكان هو حقيقة الغسل. يعني حقيقة الغسل سيلان الماء على المكان، فأنت ما تسميه أنه تخلل هو هذا الغسل، هو هذا بداية الغسل. ليس ضرورياً أن تنزل المياه من الميزاب أو الدش حتى
تغرق الدنيا، ليس ضرورياً هكذا. هذا بالكاد انتقال قطرة الماء من مكان هنا هكذا إلى مكان هنا هكذا هو. هذا الغسل هو الجريان الذي يحقق الغسل. فأنت تتكلم على ما بين بداية الغسل ونهاية الغسل. كل كلمة في اللغة العربية لها بداية ونهاية، فهل العبرة في الأسماء ببداياتها أو بنهاياتها؟ هل تنتبه كيف؟ فقالوا: لا، العبرة في الأسماء ببداياتها. الركوع تسبيحة، هذه بدايات. حسناً، وأربعون تسبيحة هذا... نهايتها هذا يعني ستجلس راكعاً ربع ساعة، اركع أنت حر، عندما تصلي وحدك أنت حر، إذا وجد نفسه هكذا وقلبه مع ربه في
الركوع، فليركع لا مانع من ذلك. فيكون إذًا والعبرة في الأسماء ببداياتها، هل انتبهت؟ حسناً، هل سقوط البول على جسدي وملابسي يوجب الاستحمام للصلاة؟ لا، يوجب التطهير. ما سقطت عليه النجاسة الخمرة نجاسة، فإذا جاء الخمر على يد أحدهم فيجب عليه أن يغسلها، وليس عليه أن يتوضأ. افترض أنه متوضئ وابتلي بخمر وقع على يديه، فعليه أن يغسل يديه لأن الخمر نجس مثل البول ومثل أي شيء نجس. فالنجاسة المفروض أن تغسل مكانها الذي سقطت عليه، سواء سقطت على الفخذ أو غيره. وقعت اليد على الرأس،
المهم أن تغسل مكانك، لكن ليس معنى ذلك أنك تستحم، لا. الاستحمام هذا للتبرد أو للتنظف أو للعبادة أو لإزالة الجنابة، أو ليوم الجمعة، أو للأعياد. لا مانع من كل ذلك، لكننا نتحدث عن النجاسة التي أصابت الجسم أو الثوب، فيجب إزالتها من الموضع. وهكذا الكلب عند المذهب المالكي طاهر، فإذا عضَّ صاحبه قليلاً هكذا وهو يحييه، فلا يغسل شيئاً لأنه طاهر، طاهر لا يفعل شيئاً. أما عند الشافعية فهو نجس، فيجب غسل المكان الذي عضَّه الكلب فيه، ويسمونه "معض الكلب". معض الكلب هذا
الكلب بسيط. بطة، فذهب وأحضر البطة، فأحضرها في... ثم قال: نغسل سبع مرات، إحداهن بالتراب، اللعاب الخاص بالكلب. هل هذا في البطة قبل أن نأكلها؟ هذا عند من؟ عند عمك سيدنا الشيخ الشافعي. أما سيدنا الإمام مالك فقد قال: لا، ليس نجساً ولا شيء، اسلق وكُل ولا تهتم. هل تنتبه؟ حسناً، ونحن ماذا نفعل؟ نحتار يعني. الشيخ الشعراني قال... لا، هذا بين الرخصة والعزيمة، يمكنك أن تفعل هذا ويمكنك أن تفعل ذاك. المسألة واسعة بعض الشيء. ما هي ظروفك؟ هل أنت صياد وهذا يحدث لك طوال الوقت؟ أم أن هذا سيحدث لك
مرة واحدة في العمر؟ يعني لا مانع أن تأخذ برأي الشافعي، فيقول الشيخ الباجوري: "ومن ابتلي بشيء..." من المختلف فيه فليقلد من أجاز. احفظوا هذا الكلام لأنه هو الذي يرد على البلاء الذي نعيش فيه. ومن ابتلي بشيء من المختلف فيه فليقلد من أجاز. الجماعة الحنفية عندهم أنه لا مانع أن تضع فنجان القهوة في يدك وتمسكه هكذا من فضته. الشافعية يقولون لك لا، ليس. تعجبني هذه القضية، حسناً يا صديقي. لا تعجبك هذه القضية؟ حسناً، لقد اتبع والدك المذهب الحنفي، فماذا تفعل أنت؟ أتثير ضجة في البيت؟ فالشيخ الباجوري قال: "من ابتلي بشيء من المختلف فيه فليقلد من
أجاز". المذهب الحنفي سادتنا أيضاً، أليس من اللازم أن نكون شافعية؟ المذهب الحنفي أيضاً سادتنا، وشيخهم هو شيخك. يصبح شيخك والإمام الشافعي شيخه من مشايخه محمد بن الحسن تلميذ أبي حنيفة ومن مشايخه الإمام مالك وهكذا فتصبح إذاً هذه عملية سهلة.