هل يجوز قول زارنا النبي للضيف أو زارتنا البركة ؟

هل يجوز قول  زارنا النبي  للضيف أو  زارتنا البركة  ؟ - فتاوي
يسأل سائل هذه الأسئلة التي نشأت بنشأة النابتة: هل يجوز ما يقوله المصريون من كلمة "زرنا النبي عليه الصلاة والسلام"؟ هذا الكلام لم نكن نسمعه قبل ظهور النابتة. الناس حوّلت حبها للنبي وشأن تعظيمه في القلوب صلى الله عليه وسلم إلى مثل تلك العبارات التي تخللت في الوجدان المصري. فإذا زاره عزيز فيشبهه بزيارة النبي صلى الله عليه وسلم يعني
في ذلك تعظيم لسيدنا رسول الله لأنه لم يجد من العبارة ما يعبر به عن مدى سعادته لزيارة ذلك العزيز سوى أن يشبهه بأنه وكأنه قد هلّ عليه رسول الله ودخل عليه فيقول له زارنا النبي يعني كأنه قد زارنا النبي هذا من تحويل العقائد إلى برامج عمل تؤثر في العبارات وتؤثر في اللغة وتؤثر في قواعد التفكير المستقيم وتؤثر في الحياة الاجتماعية. كنا
نجد البائعين الجائلين منذ خمسين سنة وهم ينادون على سلعهم بالصلاة على النبي، يعني هو ينادي على السلعة الخاصة به بأن يقول: يا جمال النبي. يا جمال النبي، وكان جمال سلعته يذكره بجمال المحبوب، ومن ذلك المحبوب لدى الكافة سيدنا النبي، فكان وهو يمشي هكذا يقول: "يا جمال النبي"، وبعدها يقول ماذا يبيع من أنواع السلع. لا نجد في العالم هذا، إنما نجده في ذلك الجو المصري عندما تشبع
بالإسلام لأجل النبي يقول لك. يا أخي لا عليك، صلِّ على النبي، صلِّ على النبي. حتى ذكرها المسلم وغير المسلم، عندما يجد أحدهم شخصًا متوترًا أمامه هكذا يقول له: "حسنًا، صلِّ على النبي". فإن هذا الوجدان وهذا التشبع بعقيدة المسلمين أمر نراه، ولكن بدأ السؤال عنه عندما جاءت النابتة الذين لا يعرفون الحب وبدؤوا يسألون. هذا يسأل: وهل يجوز أن نقول للضيف زارتنا البركة؟ كيف لا يجوز! هل يجوز
أن تضرب الضيف أو أن تهينه منذ أن يدخل؟ والله "لا يؤمن من لم يكرم ضيفه". إن كرم الضيافة من الإيمان، فهذا من علامات الإيمان. زارنا النبي، زارتنا البركة، والله لا تجدها في لغات أخرى. لغات العرب ولا تجدها في العالم هذا التشبع بالعقيدة وتحويلها إلى برنامج عمل يومي يؤثر حتى في اللغة