هل يجوز لسيدنا محمد ﷺ أن يطلعه الله تعالى على الساعة؟| أ.د. علي جمعة

هل يجوز لسيدنا محمد ﷺ أن يطلعه الله تعالى على الساعة؟| أ.د. علي جمعة - فتاوي
هل يجوز لنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يطلعه الله على الساعة؟ الله يفعل ما يشاء، والله سبحانه وتعالى قال: "عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً" لا النبي ولا غيره صلى الله عليه وسلم "إلا من ارتضى من رسول". من الذي يستثنيه الله؟ من الذي يُعلِّمه الله؟ من صاحب الغيب المطلق؟ الله. وسيدنا النبي مخلوق من عبيده سبحانه وتعالى، لكنه كان خير عبد. فإذاً من الناحية العقلية والشرعية، نعم ممكن، ولكنه لم يحدث. فيبقى هذا جائز عقلاً ممتنع
شرعاً. لماذا ممتنع شرعاً؟ لأنه لم يحصل، لم يحدث أن الله سبحانه وتعالى علّم النبي وقت الساعة، وبعدين؟ لنفترضْ جدلاً أن الله علَّم النبي متى الساعة، والنبي انتقل إلى الرفيق الأعلى، ما فائدة هذا السؤال؟ الإمكان العقلي نعم، الإمكان العقلي جائز، لكنه لم يحدث شرعاً. هل كان من الممكن أن يجعلنا الله نطوف والكعبة على يميننا؟ هو كان يمكن أن يأمرنا أن نطوف بالعكس هكذا. هل يجري شيء أبداً؟ هل كان من الممكن أن الله لا يجعل هناك تعدد زوجات؟ قطعاً
كان ممكناً، لكن هل هو فعل ذلك؟ لا، لم يفعل. فهناك فرق بين الإمكان العقلي وبين الحادث الآن. وهكذا دائماً فرّق في ذهنك بين الإمكان العقلي وبين الواقع الشرعي. هل كان من الممكن أن يجعل الله الصلوات واحدة؟ أو اثنين ممكن ولكنه لم يفعل، جعلهم خمسة، إذاً انتهى الأمر، هم خمسة. حسناً، وهذه الإمكانية، نعم، هي إمكانية ذهنية وعقلية، يعني لو فعل وجعلهم ستة سنقول سمعنا وأطعنا، وإن جعلهم أربعة سنقول سمعنا وأطعنا، صلِّ الظهر خمسة سأقول حاضر، لكنه لم يفعل، والذي فعله هو الذي نحن نسير عليه. هذا هو طيب