هل يجوز للحائض قراءة القرآن؟ | أ.د علي جمعة

أحب أن أختم القرآن شهرياً، فهل يجوز قراءة القرآن بحائل في فترات الحيض؟ اقرئي بعينيك واقرئيه من الآيباد أو من الآيفون أو من أي من هذه الأجهزة الحديثة. ذلك لأن ما فيه من كلام ليس بمصحف أصلاً، ويمكنك القراءة. بعينك لأن القراءة بالعين أو السماع بالأذن لا بأس بهما للحائض. النوم ماسكاً المصحف نفسه تعظيماً للمصحف هو الذي حرام. حسناً، هل هذا مصحف يعني؟ الهاتف الذي في جيبي الذي عليه مصحف، هل هو مصحف؟ لا
أبداً، هذه ومضات فوتونات يعني ومضات هكذا. هذه الومضات أي شيء خرج عن حد الرسم. العثماني الذي ما بين القلم والورق لا يكون مصحفاً حتى لو رُسم المصحف بالخط غير الإملاء بالخط الإملائي غير العثماني لا يكون مصحفاً. نصَّ العلماء هكذا في أحكام كثيرة. يعني نتعجب منها قليلاً لكنها هكذا. المصحف هو ما بين الدفتين ولا بد أن يكون بالرسم العثماني، الرسم العثماني. هذا غريب عجيب، تجد كلمة "إبراهيم" في سورة البقرة بدون ياء وهي وردت "إبراهم"، وفي سائر القرآن فيها ياء ووردت "إبراهيم" أيضاً. الله، ما
معنى ذلك؟ معناه أن كتابنا ليس مكتوباً فقط، بل كتابنا محفوظ. كتابنا ينبغي أن يكون محفوظاً في الصدور، ولذلك قال: "وكتابهم لا يبله الماء"، (أي) أحد حفّاظ القرآن. وألقيناها في النيل القرآن البلبل لماذا؟ لأنه في صدره. حسناً، إذن ما هذا المكتوب؟ هذا المكتوب هو إثبات، هذا المكتوب هو ترجمة، هذا المكتوب هو دليل على ما في الصدور. أما القرآن فليس من المصحف فقط، نحن لا نقرأ من المصحف فحسب، بل إن القرآن نحفظه ونحفظه على أيدينا. الشيخ وهو محفوظ بطريقة عجيبة غريبة أنه محفوظ عشر مرات، عشر مرات كيف؟ لأنهم عشرة قراء متواترين، محفوظ
عشر مرات وليس مرة واحدة. شيء غريب جداً، القرآن فيه ثلاثمائة وخمسة وسبعون ألف حرف، محفوظ ثلاثمائة وخمسة وسبعين ألفاً في عشرة، فيصبح بثلاثة ملايين، يعني إتقان هكذا بثلاثة. مليون وسبعة من عشرة أو ثمانية من عشرة، ما هذا؟ يعني ليس محفوظاً مرة واحدة، بل محفوظ عشر مرات، ولذلك ليس فيهم خلاف، وهذا متواتر، وهذا كذا. هجم أعداء الإسلام عبر القرون على القرآن يحاولون أن يحرفوه، فنتج من ذلك ما سُمي بالقراءات الشاذة. هذه القراءات الشاذة على نوعين. محاولة للهجوم على القرآن لم
تنجح، ومحاولة ثانية خطوة خطوة عادية، سجلنا كل شيء. ما هذه الأمة؟ إنها أمة عالِمة، هل تنتبه؟ ولذلك قالوا: إن الإسناد من الدين. لم نتلقَ هكذا. أنا أعرف ما بيني وبين الرسول في قراءة القرآن. سمعت القرآن بأذني هذه، وقرأته بلساني هذا على الشيخ محمد. إسماعيل الهمداني الذي قرأه على الشيخ مسعود الجنايني الذي قرأه على الشيخ محمد المتولد كبير الذي قرأه وهكذا حتى النبي. نحن نعرف، يعني ليس هكذا فحسب، لا، كل هؤلاء الناس لهم تراجم، نعرف متى وُلدوا ومتى ماتوا وإلى أين ذهبوا وماذا كان لديهم وفيمَ كانوا أقوياء وفيمَ كانوا ضعفاء. في أي شيء وكل شيء،
يصبح إذا ختم القرآن شهرياً ختمتين.