هل يجوز للزوجة أن تطلب الطلاق لأن زوجها تزوج عليها وهي لا تتحمل ذلك؟ | ا.د علي جمعة

هل يجوز للزوجة أن تطلب الطلاق لأن زوجها تزوج عليها وهي لا تتحمل ذلك؟ ما هذا كله إلا من آثار المسلسلات ومن آثار الأفلام ومن آثار التربية والتعليم. ولكن بالرغم من ذلك، فكل عصر له خصائصه. حسناً، الفتيات هكذا، فماذا أفعل؟ أرجع إلى سُنة سيدنا رسول الله، وعلموا الفتاة ذلك. أن الزواج الثاني يعني أنها تريد الانتحار، وتريد أن تقتل نفسها، فالحياة لم يعد لها طعم. هذا ليس في أصل الفطرة البشرية، وليس موجوداً هكذا، وليس موجوداً أيضاً حتى في بلاد الأعراف التي
فيها الزواج والتعدد، وليس موجوداً أيضاً عبر الزمان في التاريخ، لم يكن الأمر هكذا. أبداً المرأة تغضب نعم طبعاً وفي اللغة هذه ضررٌ يعني تضرها، تضرها نفسياً نعم، لكن ليس لدرجة أنها تخرب البيت وأنها تشرد الأولاد وأنها تفعل... وإلى الآن كثير من النساء يتجاوزن هذه المسألة، لكنهن الأقل، أما الكثرة فتقول: لا، خلاص، أنا مثل الشريك الذي لا يحتمل وجود شريك آخر، طلقني. وإلا نذهب للسنة إذاً بما أننا دخلنا في الموضوع، أو كما قالت للرسول صلى
الله عليه وسلم: "إني أكره الكفر بعد الإيمان". هذه المسألة أيضاً ليست مجرد زوجة ثانية، هذه زوجة ثانية قد نُكحت. فنحن نقيس الأقل على الأكثر. "إني أكره الكفر بعد الإيمان"، أتريدون أن تجعلوني أكفر أم ماذا؟ فقال لها: "لا تكفري"، ما هذا؟ هدِّئ بالك. قالت له: "لا أطيق هذا الرجل". لا تقل "خلاص". قال: "ردِّي عليه الحديقة وطلِّقها تطليقاً". ما دامت هي التي تريد الطلاق ولا تستطيع التحمل، فلا ينبغي أن نظلم الرجل لأن الله أباح له هذا التعدد. فلما لم تُطِق ورأت أنه قد ظلمها وخانها وأهانها وفعل بها كل هذا، فيبقى... نتيح لها هذا الطلاق فإذا
طلبته لا تكون آثمة لأنها في حال يرثى لها