هل يظهر الله صفة الجلال عند المصيبة فقط ؟ أ.د/ علي جمعة | أفيقوا يرحمكم الله |

أسئلة موجهة إلى الشيخ علي جمعة الذي لا أعرفه، هذه من الحاجة الماليزية، هذا خط ماليزي. يقول الذي لا أعرفه - لا نعرف إذا كان هو من الإخوان المسلمين أم لا - أستغفر الله العظيم. على كل حال، هل يُظهر الله، هل يُظهر الله صفة الجلال عند المصيبة فقط؟ لا، صفة الجلال ليست عند... المصيبة فقط ولا أنها صفة الجمال عند النعمة فقط، ففي كل مصيبة يتجلى الله بصفة جماله، وفي كل نعمة يتجلى عليك بصفة جلاله، فهو يتجلى أبداً بصفات جلاله وجماله وكماله في كل شيء وفي كل حال، وذلك
أن الله يجعل من المحنة منحة وفي المنحة محنة لأننا لا نعرف إذا... كنت ستشكر فتكون ممن يزيدك الله سبحانه وتعالى، كما قال تعالى: "لئن شكرتم لأزيدنكم"، أو إنك والعياذ بالله تكفر بالنعمة فتكون من العاصين. ولذلك ففي كل منحة محنة، وفي كل محنة منحة. يقول: محل النية القلب، فإذا قلت وقد نويت صلاة المغرب "نويت صلاة العصر" مثلاً، فأخطأ اللسان في اللفظ، فالنية محلها القلب. ولذلك فخطأ اللسان غير معتبر، اللسان نستعين به لاستحضار النية، فإذا أخطأ اللسان
يُلغى وتبقى نية القلب. فإذا كنت تصلي المغرب ونويت المغرب فصلاتك صحيحة. فأحكام النية سبعة: حقيقة، حكم، محل، زمن، كيفية، قصد ومقصود، كيفية شرط ومقصود حسن. سبعة: حقيقة، وحقيقتها أنها القصد المؤكد، العزم المؤكد، لأن مراتب... القصد خمسُ هواجس: ذِكرٌ فخاطرٌ فحديثُ النفسِ فاستماعٌ يليه همٌّ فعزمٌ، كلها رُفِعَت سوى الأخير، ففيه الأخذُ قد وقع. يبقى إذا أن حقيقة النية هي القصد المؤكد، وزمن النية أول الفعل
غالباً، لأننا في الصيام ننوي ابتداءً من المغرب. وكان مشايخنا يذكرون لنا سنة رسول الله: "اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت". ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله. ثم يضيفون: نويت صيام غد من رمضان، حتى لا ينسى، لأن الإمام الشافعي يشترط أن تُبيَّت النية كل يوم. فقبل أن يأكل الإفطار ينوي صيام غد من رمضان. حقيقة الحكم، والحكم أنها غالباً واجبة في الوضوء وفي الصلاة وفي الصيام وفي الحج. وهكذا تكون واجبة، محلها القلب، وزمنها أول الفعل غالباً، ومن أجل أن محلها القلب كانت هذه المسألة.