هل يلزم الرجل الذى رحلت عنه زوجته وهو بعد سن الستين أن يتزوج | أ.د علي جمعة

يقول سؤال: هل يلزم الرجل الذي رحلت عنه زوجته وهو بعد سن الستين أن يتزوج حتى لا يبقى وحيداً، خاصة وأنه غير مستعد نفسياً لهذا الزواج؟ إياك أن تتزوج بعد الستين ولا بعد الأربعين، لا تتزوج ما دام نفسك لا ترغب في الزواج. والإمام الشافعي يتكلم في زماننا هذا أن الأصل فيه. عدم الزواج قال فإن كان ولا بد فليتزوج كبيرة أو صغيرة أو آيسة حتى، وعلل ذلك بخوف الفتنة على الولد، بخوف الفتنة
على الولد. الدنيا فسدت وأنت ستحضر لي وتنجب لي أطفالاً، والأطفال سيكونون فاسدين، نعم، لا توجد تربية. الله ينوّر عليك أهل القدس الشريف، لا توجد تربية. وأورد هذا الإمام الخطيب. الشربيني في المغني "مغني المحتاج شرح المنهاج" في المجلد الثالث في صفحة مائة خمسة وعشرين ومائة ستة وعشرين حتى لا يقول لك أحد أين، ها هو، ليس من الضروري أن نذكر المرجع طبعة الحلبي لأن هناك طبعات أخرى. فهذا الزواج بحسب الاحتياج
وبحسب الطاقة، يوجد أناس تزوجوا فوق الستين وما فوق. كذلك وأنجبوا أيضاً، أتفهم؟ الله يعينك. لكن الأصل أن هذا عصر فتن وعصر تداخل لا يعلم إلا الله. أناس جالسون يتكلمون بغير علم، وشاع الكذب وانتشر بين الناس حتى أصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً. هل أنت يا سيدنا مثل المشايخ القدماء الذين توفوا سنة ثمانين وهم في التسعين من عمرهم كان يقول لي: "والله يا بني، كنا نمشي في الشارع فنجد عشرين أو ثلاثين ولياً. أما الآن - وكان ذلك في سنة سبعين - عندما نمشي في الشارع نجد ثلاثين أو أربعين شيطاناً". هذا
منذ كم سنة؟ هذا منذ ستة وأربعين سنة، والأولياء يرون أن الشياطين قد انتشرت. وتأتي بالشخص فتسأله أو توعزه أو تفعل به أي شيء وهو... مُغرق لك، فاتح فمه هكذا ولا يتعظ أبداً، فإنا لله وإنا إليه راجعون. هل ستذهب لتتزوج؟ ماذا ستفعل؟ أما الذي يحتاج إلى الزواج لأنه غير قادر على الخدمة وغير قادر على الوحدة وغير قادر على كذا وكذا، فهذا أمر آخر، لكن الرجل يقول: "وأنا يا عزيزي لست مستعداً نفسياً لهذا". الزواج، تَوَكَّلْ على الله ولا تخفْ من عدم الزواج.