هل يوجد حل لأن ابقي حق التطليقة الثالثة بيد حكمين خارج الأسرة لأنني عصبي ..

هل يوجد حل لأن أجعل حق التطليقة الثالثة بيد حكمين خارج الأسرة لأنني عصبي وتصدر مني الطلاقات دون أن أدري؟ إذا صدرت منك الطلاقات يا مغفل دون أن تدري فأصلاً هي غير محسوبة لأنه لا طلاق في إغلاق، والإنسان إما أن يكون لا يدرك أو لا يملك، فإذا فقدت الإدراك. فباتفاق الأمة لا يقع الطلاق، فإذا فقدت الإملاك ففيها قولان، والمفتى به أنه لا يقع الطلاق. يبقى إذا شرط الوقوع
أن تكون مدركاً وأن تكون مالكاً، وأنت تتكلم عن أنك فقدت الإملاك حتى لو كان هناك إدراك. والإدراك عندنا يُدرك بسؤال حول أمور أربعة: الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، فتُسأل المستفتاة. متى كان الأمر؟ قال: كنت في الليل. أين؟ قال: في الشقة، في أي مكان، في الصالة. ها مكان أهو، هو واعٍ هكذا. من الذي كان حاضراً؟ كان فلان وعلان. كيف كنت حينما نطقت، أكنت واقفاً أو جالساً؟ قال: بل كنت
واقفاً. أين؟ عند باب الغرفة. ها، خلاص، هذا فيه إدراك. ولكن خرجت التطليقات مثل الرصاص لا يستطيع أن يمسكها، فهذا ليس فيه إملاك. فإذا وجدناه مدركًا انتقلنا إلى الإملاك، فإذا وجدناه مدركًا ومالكًا انتقلنا إلى كيفية النطق بها، ثم إلى حملها على الكناية أو الصريح طبقًا لما صدر منه. فإذا كان من قبيل الكناية كما أفاد النووي وغيره أخذنا به. وسألناه سؤالاً ثالثاً عن نيته فإذا قال أنه
شاك أو أنه لا يعرف أو أنه كذا، الطلاق عقد يُبنى على اليقين وليس على الشك وهكذا، ولذلك فإن الإفتاء يرفع كثيراً من الحرج عن الناس، ولكن الناس قد تعجلوا في ما لهم فيه أناة وانحرفوا عن صراط الله وتلاعبوا بالطلاق. ملعب ولذلك يجب عليهم أن يعرفوا أن الفقهاء إنما تحروا في أمرين في الدماء والفروج، ولذلك فليتق الله أحدكم في هذا المجال، وإذا أراد أن يطلق فليطلق في مجلس فيه سكينة وحلم وأناة. يقول رسول الله لأهل
أشج عبد قيس: "فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة"، فلا بد أن يكون هادئاً. هكذا يذهب ليُطلق عند المأذون بوعي وهدوء ومقصد ومصلحة، وليس بالتلاعب ولا بالمشاجرة ولا بهذا الحال الذي شاع وذاع حتى أصبح سيئاً ومسيئاً مشوهاً ومشوهاً، وإنا لله وإنا إليه راجعون.