وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة جـ 2 | المبشرات | حـ 19 | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته. حلقة جديدة من حلقات برنامج المبشرات مع فضيلة الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية. أهلاً ومرحباً بك يا مولانا. أهلاً وسهلاً. كما كنا تحدثنا يا مولانا في الحلقة الماضية، نحن بحاجة أن نتحدث في حلقات المبشرات عن صفات جيل النصر، ذلك جيل النصر الموعود والمنشود. وكنا قد وصلنا إلى حلقة الإعداد، وكنت في النهاية فضيلتك تقول لنا عن "ترهبون به عدو الله وعدوكم". بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، هذه الكلمة "ترهبون به عدو الله وعدوكم" جاءت في القرآن الكريم في أغلب مواضعها وربما في كلها بصورة إيجابية وليست بصورة سلبية. ولذلك فقد وقع
من ترجم كلمة "تيروريزم" إلى "الإرهاب" باللغة العربية في خطأ فني، لكن هكذا شأن الترجمات دائماً أنها يعني لا... تعبر عن المفهوم الكامل في اللغة التي نشأت فيها الكلمة، فهي نشأت هناك. والإرهاب هو فرض الرأي بالعنف والقوة والقهر وما إلى ذلك، وهذا المعنى لا يوجد في كلمة "ترهبون" هنا. "ترهبون" هنا تمنع الحرب، تمنع الحرب وليست تؤدي إلى الحرب. وهذا جميل لأن العدو إذا سمع أن لدينا قوة. ردعٌ فخافها فارتدع، ما هو قوة ردع لأنها ردعته عن العدوان، فإننا نمتنع عن الحرب،
وهذا جميل. أي أعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون بها، أي تخيفونهم وهم يبدؤون الحرب عليكم. نعم، قوة ردع، تطبيق جميل. قوة الردع تؤدي إلى عدم الحرب فتؤدي إلى عدم سفك قوة الرضا تؤدي إلى السلام، يدعوننا رغباً ورهباً. أيضاً كلمة "رهب" هنا جميلة لأنهم يخشون الله، ومن يخشى الله لا يسفك الدماء. واتلُ عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قرّبا قرباناً. وقصَّ علينا قصة ابني آدم. وقال: إذ تدعوننا رغباً ورهباً، هذه جميلة. ما هي السلبية؟ ورهبانية ابتدعوها. ما كتبناها عليه إلا
ابتغاء وجه الله، فهذه الرهبانية عملوها لأنهم يريدون عبادة الله في خلوتهم والانقطاع لهذه العبادة، فتصبح شيئاً جيداً. فالرهبة ليست من الإرهاب، أي ليست من الإرهاب. فالرهبانية والرهب وترهبون كلها معانٍ جيدة في الاستعمال القرآني، فانتقال هذه الكلمة القبيحة "التروريزم" إلى اللغة العربية في... معنى الإرهاب ليس مناسباً، وكان أنسب لها أن نسميها بالإرجاف. الإرجاف هو "تروريزم"، هذا هو الإرجاف. جميل، والإرجاف له ورود في القرآن في سورة الأحزاب، وله معنى وله حكم، وهو فعلاً معنى ماذا؟ يعني فيه
نوع من أنواع القبح والنهي وما تأباه النفوس، بخلاف "ترهبون" فإن النفوس... تتطلع لأن يُرهب العدو وأن نرهب الله وأن يحدث فيه نوع من أنواع الانقطاع للعبادة مع الله والإخلاص له، أي تتطلع لهذا لكنها لا تتطلع لأن تكون مرجفة. المرجفون في المدينة، هل انتبهت كيف؟ فهناك يقول في سورة الأحزاب: "لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في" المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين
أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا. ما شاء الله، ما هذا! ما هذا! إن عطفهم على المنافقين وعلى مرضى القلوب جعلهم ملعونين، جعلهم منبوذين، وجعل حكمهم القتل تقتيلا. بالطبع عندما نراجع سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد أباح الله له. هذا وجدناه يعلمنا كيفية التفكير المستقيم وكيفية السياسة الشرعية، فإذ به لم يقتل أحداً من هؤلاء ويقول: "لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه" عليه الصلاة والسلام. ما أجمل هذا! ما شاء الله! لقد قال له: "أنت يمكنك قتل هؤلاء الجماعة" نعم بحكم
الله هكذا، فقال: "لا، لن أقتلهم لأجل الناس الذين دائماً يعزلون أنفسهم عن السيرة وعن السنة، سيدنا رسول الله هو أسوتنا الحسنة. سيدنا رسول الله كانت له مواقف في حياته لا بد أن نتمثلها مرة أخرى إذا ما أردنا أن نكون من جيل النصر المعوض والمنشود. وهذه الأشياء الجميلة التي تقولها، سيدنا رسول الله لم يقتل. هؤلاء إنما صبر عليهم، ومنهم من تاب، ومنهم من لم يتب، ومنهم من مات على نفاقه. حتى الذي مات على نفاقه أكرمه لأجل من هو حي من أبنائه، كما فعل مع عبد الله بن أبي بن سلول عليه الصلاة والسلام، فأعطاه الشملة التي له، وأعطاه
العباءة التي له، وصلى عليه من عطفه على أمته وهو الذي يقول: "أنا منكم مثل الوالد للولد"، وربنا يقول: "استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم"، "استغفر لهم أو لا تستغفر لهم"، هذا جعله يقول ماذا صلى الله عليه وسلم؟ أن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم، قال: لو علمت أنه يغفر فوق السبعين لفعلت، عليه الصلاة والسلام، ثم يأتي في ذلك ويصلي عليه، على عبد الله بن أبي بن سلول رأس النفاق، رأس النفاق، فلما يصلي عليه تنزل، ينزل قوله تعالى: لا تصلِّ على أحد منهم. مات أبداً ولا تقم على قبره،
حسناً. مات بالنهي، خلاص الأمر لله. انظر سنة رسول الله في التعامل هذا. طبعاً كان في عهد رسول الله الذي أُخبر بالنفاق لهؤلاء وأُوحي له بهم، لكن في عصورنا لا نستطيع الوصول إلى هذا، ولذلك نفعل سنة رسول الله بالصلاة عليهم. ليس الآن نسمع. أن ناساً قد امتنعت عن الصلاة على شخص لأن أحدهم قد أخبرهم أنه لا يعرف إن كان يغني أو ماذا كان يحدث أو كان يستمع إلى الأغاني أو شيء من هذا. هؤلاء لم يقرؤوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعيشوا هذه السيرة العطرة في حياتهم. لا، نحن علينا أن نعيش رسول الله في حياتنا. سيدنا رسول الله عندما كان قد تزوج خديجة لم
يتزوج معها أبداً لماذا؟ حتى لا يكسر بخاطرها، ولماذا؟ لأنها أم أولاده، لأن في الأسرة وهي قائمة تقوم، ليست راضية أن يتزوج ثانية، لأن الثانية هذه ضرة فعلاً، وسماها العرب ضرة لأنها تضر الأولى. أباح الله لنا التعدد بشروطه، فيأتي الشيخ الشعراني ويقول: "ومما من الله به علي أنني لا أكثر خاطر زوجتي فأتزوج عليها". هناك فرق بين المباح أن يعدد الرجل بكل حاجة بنص القرآن "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع"، وبين أن يتلمس الإنسان سنة رسول الله وكيف كان في أسرته فلما كان في أسرة وفيها أولاد لم يكن هناك
تعدد، ولما كان في دولة وليس فيها أولاد أصبح هناك تعدد لغرض يهدف إليه التعدد أو يخدمه التعدد. فأنا أريد فقط أن نرجع ونقول إنه دائماً علينا أن نعيش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالإرهاب كلمة رديئة. والإرجاف هي الكلمة المناسبة في اعتقادي، وكم دعوت كثيراً أن ما شاع في وسائل الإذاعة والتلفزيون والصحافة والإعلام من كلمة إرهاب أننا نتخلى عنها، لكن أيضاً هم دائماً يتكلمون عنها: الإرهاب، وبدأت أنقل هذا الكلام للغرب وأتكلم مع الغربيين في أن استعمالكم كلمة الإرهاب يؤدي إلى يعني... تأييد
للمرجفين في ذاته، فبدأ الناس يسمعون وبدأت أبحاث الآن في الصحافة الأمريكية والبريطانية للبحث عن كلمات أخرى غير كلمة إرهاب، ونرجو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لأن تُزال كلمة إرهاب هذه ويُوضع مقابلها للدلالة على المعنى القبيح من الدم الذي يجري في الطرقات. الإرجاف... حسناً، لنتحدث عن الفرق بين ترحبون وبين الإرجاف بعد الفاصل يا مولانا إن شاء الله. فاصل، نعود إليكم فابقوا معنا. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عدنا إليكم من الفاصل، الجزء الثاني من حلقة اليوم من برنامج المبشرات مع فضيلة الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية. يا مولانا كنت فضيلتكم في نهاية... الفاصل الجزء الأول تقول لنا أن فضيلتك تحدثت مع الغربيين عن استخدام لفظ آخر غير الإرهاب لأنك تعتقد أن الإرهابي أو المرجف يعتبر أنه بذلك يرهب عدو الله، فأنا إرهابي، هذا يعني فخراً
لي، أليس كذلك يا مولانا؟ طبعاً هناك من قال نحن نعم إرهابيون لأن الله أمرنا أن نرهب عدو الله ونحن نرهب عدو الله إلى آخر ما هنالك صفة مدح يعني كأنها صفة مدح وهي فعلاً تدل على المدح في جذرها العربي لكن ليس بمعنى السيول والتخريب والتفجير ليس بهذا المعنى إنما هذا المعنى معنى قبيح يوافقه الحرابة والبغي وهكذا لها معانٍ دقيقة قد لا تتواءم مع الإرجاف إنما الإرجاف هي كلمة دقيقة، ولذلك جيل النصر الموعود والمنشود ينبغي أن يحرر نفسه من الإرجاف. جميل ما شاء الله حتى يدخل في البشرى. ينبغي
أن يفهم الدين بشروطه التي أرادها الله سبحانه وتعالى. عند فقد الشروط يجب علينا أن نفهم أن هذا ليس خروجاً عن الشريعة بل هو تطبيق للشريعة، عندما أفقد الماء أرشدني الشرع الشريف إلى التيمم. نعم، أنا عندما أتيمم عند فقد الماء لا أرتكب معصية، إنما أنا أنفذ شرع الله. سيدنا عمر في عام الرمادة لما فُقدت شروط الحد وشاعت الشبهة وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من هذا العام، أوقف الحدود، أوقف الحدود أي... تعطيلاً لا أوقف الحدود تنفيذاً للشرع. جميل تنفيذاً للشرع، أوقف الحدود تنفيذاً للشرع لأنها فقدت
شرطاً من شروط الذي أقره الشرع. جميل، سيدنا عمر عندما وجد أن المحل قد ذهب في المؤلفة قلوبهم أوقف العطاء ولم يعطهم شيئاً وقال: "قد أعز الله الإسلام". سيدنا عمر لم يلغِ أبداً حكماً شرعياً. لو عاد المؤلفة قلوبهم الآن إلى الوجود لاستحقوا الزكاة. نعم، إذا عاد إلى الوجود الاحتياج للمؤلفة قلوبهم، هؤلاء الذين نُعطيهم من الزكاة لكي نتقي شرهم، ولكي يسكتوا ولا يتكلموا بسوء عن الإسلام والمسلمين ويثيروا فتنة، والفتنة أشد من القتل. نعم، أسكته أنت. لماذا تفعل ذلك؟ قال: لكي آكل. حسناً، خذ واسكت ويأخذ من الزكاة جميل، فإذا عندما
ذهبتَ إلى هذا المحل معناه أنه ذهب الشرط، يعني مثلاً عندما اتفق البشر على رفع الرق، نعم، خلاص انتهى الرق. كيف أكفّر بعتق رقبة؟ الحمد لله لم تعد هناك رقاب، هذا ما أقوله، لم يعد هناك رقاب. الحمدُ للهِ، أي بحمدِ ربِّنا أنَّه خلَّصَنا مِنَ الرِّقِّ. لماذا؟ لأنَّ اللهَ عندما جاءَ الشرعُ الشريفُ سدَّ مواردَ الرِّقِّ إلا الحربَ، وسدَّ مواردَ ذلك إلا بإذنِ الإمامِ، بعدما إذا كانَ في تبادُلِ أسرى أو كانَ في فداءٍ أو كانَ في مَنٍّ أو ما شابه ذلك. وسدَّ كلَّ الطُرُقِ ثمَّ فتَحَ العتق حتى قال العلماء في كل أبوابهم: "الشرع يتشوف إلى العتق"، وبناءً على تشوفه
للعتق عملوا فروعاً كثيرة غريبة عجيبة خلاف القياس وخلاف الأمر المطرد. لماذا؟ يقول لك: "لأن الشرع يتشوف إلى العتق". أي فمن أمثلة ذلك أنني عندما أملك أبي أُعتِقه، أي لا يجوز للإنسان أن يمتلك أباه. أو ابنه، لكن هذا أنا اشتريته، وتبين أنه أبي. قال لك: خلاص، يدخل في ذمتك لحظة، دقيقة واحدة، أقل من ثانية ويصح البيع حتى يُعتق عليك. نعم، حسناً، أرجعه للصاحب الأول وقل له: لن أشتريه لأن هذا عقد باطل، لأنه اتضح أن فيه ما يؤدي إلى بطلانه، مثل أنني أنا... مثلاً تزوجت امرأة وبعد ذلك تبين أنها أختي، نعم أخت في الرضاعة،
فإن العقد لم ينعقد لأنها أختي فلا يصح ذلك. نعم، فكذلك هنا العقد لم ينعقد. قال: انعقد. قلت له: حسناً، وبخصوص الأخت أيضاً انعقد وطلقت؟ قال لي: لا، هذا لم ينعقد، وليس لنا شأن به، لكن في العتق إلى العتق فسنصنع حيلة، نعم، سندخله عندك للحظة حتى يعتق عليك وتضطر أن يصبح حراً رغماً عنك حتى لو لم ترد. سننفذ عملية البيع كي أقول بعد ذلك: "خلاص هذا قد تم عتقه لابنه الذي اشتراه، ولن أرجعه ثانية إلى سيده الذي يملكه". أتتصور؟ وكل هذا لماذا؟ لأن الشرع ينظر العتق في أشياء ذهبت؛ الخلافة ذهبت، والرق ذهب، والذهب والفضة ذهبت، وما أدري ما هو ذلك. وهذا معروف في أصول الفقه: ذهاب أثر ذهاب المحل في الحكم. فمن قُطِعَت يده فقد انتهى الأمر، كيف يتوضأ؟ وهكذا. فالحاصل
أننا في عصرنا هذا ينبغي علينا أن نتوكل على الله حق توكله. الإعداد واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به في المستقبل مانعين بذلك الدم مانعين بذلك الحرب داعين بذلك إلى السلام عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم آخرين الذين نسميهم الآن في أدبيات العصر الحديث يقال لهم الطابور الخامس ويقال لهم العملة ويقول لك الجستابو - الجستابو كانوا المخابرات الخاصة بألمانيا النازية - ويقول لك لا أعرف ماذا... أناس تنخر في الأمة من داخلها، على رأي الدكتور محمد حسين رحمه الله، يقول لك: حصوننا
مهددة من داخلها. فعندما يجدنا أقوياء، وأقوياء في ماذا؟ في كل شيء، في العلم، في البحث ليست الأمة ثلاثين أو أربعين في المائة منها، كلا، نحن يجب أن نقضي على البطالة وعلى الأمية ونرعى الصحة وتكون أمة قوية ونرعى البحث العلمي ونرعى الفنون والآداب والرياضة، وبذلك تصبح أمة قوية حتى الذي في الداخل الذي قلبه ليس معنا، هذا أيضاً يتهيب، جميل، يخاف منا لقوتنا، يخاف منا هل البشر هكذا دائمًا؟ يذهبون إلى القوي ويحتمون بمن معه السلطة والسلطان. جميل، حسنًا هنا يا مولانا، فضيلتك كنت في الحلقات الماضية قد أخبرتنا عن التوكل في الآية القرآنية: "وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين". نريد أن
نأخذ يا مولانا أو نتحدث. تحدثنا عن التوكل وتحدثنا عن الإعداد، ونريد أن نرى موضوع الشورى والمشاورة كصفة من صفات جيل النصر الموعود. ربنا سبحانه وتعالى يقول: "وأمرهم شورى بينهم"، نعم "أمرهم شورى بينهم". وهناك يقول: "وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين". فإذاً الشورى كما وردت في... القرآن في هذين الموضعين من الصفات النفسية الربانية الاجتماعية: جميل نفسية وربانية واجتماعية؛ ما دام شورى يكونون جماعة فيكون ذلك اجتماعياً، وهذا من عند الله، هو الذي جعل الأمر هكذا، أن عقلاً واحداً ليس كعقول كثيرة، وأن لكل عين نظرتها.
عندما تتلاقح الفهوم والعقول وتتعدد النظرات، نخرج برأي أسد وأشد. أسد وأشد من السديد، ليس أسدًا ذلك اللين، بل أسد نعم وأشد. جميل، ولذلك نرى الحُباب بن المنذر مثلاً وهو ينصح رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنازل في بدر، جميل ما شاء الله. نجده وهو يعني هذا منزل أنزلك الله، ما يُقدِّم ولا يؤخر. سلمان الفارسي وهو يقترح علينا الخندق الذي كان سبباً لنصرة المسلمين المشاورة في الأمر. تعمل المشاورة أشياء كثيرة جداً في المجتمع. فما هي؟ بعد
تجربة البشرية الطويلة، لخصوا العناصر الثلاثة التي بها العدالة الاجتماعية والاجتماع البشري في ثلاثة أمور: أن يكون هناك مسؤولية، وأن يكون هناك مشاركة، وأن يكون هناك تداول. مسؤولية ومشاركة هذه الثلاثة إذا توفرت فقد توفرت أركان الاجتماع القوي. يمكننا يا مولانا أن نؤجل المسؤولية والمشاركة والتداول إلى الحلقة القادمة إن شاء الله، ونحن نستكمل الحوار عن مواصفات جيل النصر المنشود. نحن نعلم أن حضرتك معنا، وبارك الله فيك. أهلاً وسهلاً. اسمحوا لي باسم حضراتكم أن نشكر فضيلة الإمام الأستاذ على وعد باللقاء في حلقات قادمة إن شاء الله، نستودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حفظكم الله ورحمكم.